[ ص: 435 ] سورة الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28992_24406_30180_30292nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون nindex.php?page=treesubj&link=28992_30549_30612_32408_34199_34513nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون nindex.php?page=treesubj&link=28992_30549_31788_32024_32408_34199_34211_34339nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون nindex.php?page=treesubj&link=28992_28723_34091_34513nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم nindex.php?page=treesubj&link=28992_30549_31788_32024_32408_34199_34200_34202_34207_34214nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون nindex.php?page=treesubj&link=28992_30549_30612_32408_34199_34200nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم أي اقترب منهم ، وفيه قولان: أحدهما: قرب وقت عذابهم ، يعني أهل
مكة ؛ لأنهم استبطئوا ما وعدوا به من العذاب تكذيبا ، فكان قتلهم يوم
بدر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
الثاني: قرب وقت حسابهم وهو قيام الساعة. وفي قربه وجهان: أحدهما: لا بد آت ، وكل آت قريب.
الثاني: لأن الزمان لكثرة ما مضى وقلة ما بقي قريب.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1وهم في غفلة معرضون يحتمل وجهين:
[ ص: 436 ] أحدهما: في غفلة بالدنيا معرضون عن الآخرة.
الثاني: في غفلة بالضلال ، معرضون عن الهدى. قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث التنزيل مبتدأ التلاوة لنزوله سورة بعد سورة. وآية بعد آية ، كما كان ينزله الله عليه في وقت بعد وقت.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2إلا استمعوه أي استمعوا تنزيله فتركوا قبوله.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2وهم يلعبون فيه وجهان: أحدهما: أي يلهون.
الثاني: يشتغلون. فإن حمل تأويله على اللهو احتمل ما يلهون به وجهين: أحدهما: بلذاتهم.
الثاني: بسماع ما يتلى عليهم. وإن حمل تأويله على الشغل احتمل ما يشتغلون به وجهين: أحدهما: بالدنيا ؛ لأنها لعب كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36إنما الحياة الدنيا لعب ولهو [الحديد: 20] .
الثاني: يتشاغلون بالقدح فيه والاعتراض عليه. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : كلما جدد لهم الذكر استمروا على الجهل. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهية قلوبهم فيه وجهان: أحدهما: يعني غافلة باللهو عن الذكر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
الثاني: مشغلة بالباطل عن الحق ، قاله
ابن شجرة ، ومنه قول
امرئ القيس: [ ص: 437 ] فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول
أي شغلتها عن ولدها. ولبعض أصحاب الخواطر وجه ثالث: أنها غافلة عما يراد بها ومنها.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3وأسروا النجوى الذين ظلموا فيه وجهان: أحدهما: ذكره ابن كامل أنهم أخفوا كلامهم الذي يتناجون به ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي.
الثاني: يعني أنهم أظهروه وأعلنوه ، وأسروا من الأضداد المستعملة وإن كان الأظهر في حقيقتها أن تستعمل في الإخفاء دون الإظهار إلا بدليل.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هل هذا إلا بشر مثلكم إنكارا منهم لتميزه عنهم بالنبوة.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ويحتمل وجهين: أحدهما: أفتقبلون السحر وأنتم تعلمون أنه سحر.
الثاني: أفتعدلون إلى الباطل وأنتم تعرفون الحق. قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بل قالوا أضغاث أحلام فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أهاويل أحلام رآها في المنام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثاني: تخاليط أحلام رآها في المنام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، ومنه قول الشاعر:
كضغث حلم غر منه حالمه
الثالث: أنه ما لم يكن له تأويل ، قاله
اليزيدي. وفي الأحلام تأويلان: أحدهما: ما لم يكن له تأويل ولا تفسير ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش.
الثاني: إنها الرؤيا الكاذبة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة ، ومنه قول الشاعر :
أحاديث طسم أو سراب بفدفد ترقرق للساري وأضغاث حالم
[ ص: 438 ]
[ ص: 435 ] سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28992_24406_30180_30292nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28992_30549_30612_32408_34199_34513nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28992_30549_31788_32024_32408_34199_34211_34339nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28992_28723_34091_34513nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=treesubj&link=28992_30549_31788_32024_32408_34199_34200_34202_34207_34214nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28992_30549_30612_32408_34199_34200nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ أَيِ اقْتَرَبَ مِنْهُمْ ، وَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: قَرُبَ وَقْتُ عَذَابِهِمْ ، يَعْنِي أَهْلَ
مَكَّةَ ؛ لِأَنَّهُمُ اسْتَبْطَئُوا مَا وُعِدُوا بِهِ مِنَ الْعَذَابِ تَكْذِيبًا ، فَكَانَ قَتْلُهُمْ يَوْمَ
بَدْرٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ .
الثَّانِي: قَرُبَ وَقْتُ حِسَابِهِمْ وَهُوَ قِيَامُ السَّاعَةِ. وَفِي قُرْبِهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: لَا بُدَّ آتٍ ، وَكُلُّ آتٍ قَرِيبٌ.
الثَّانِي: لِأَنَّ الزَّمَانَ لِكَثْرَةِ مَا مَضَى وَقِلَّةِ مَا بَقِيَ قَرِيبٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ:
[ ص: 436 ] أَحَدُهُمَا: فِي غَفْلَةٍ بِالدُّنْيَا مُعْرِضُونَ عَنِ الْآخِرَةِ.
الثَّانِي: فِي غَفْلَةٍ بِالضَّلَالِ ، مُعْرِضُونَ عَنِ الْهُدَى. قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ التَّنْزِيلُ مُبْتَدَأُ التِّلَاوَةِ لِنُزُولِهِ سُورَةً بَعْدَ سُورَةٍ. وَآيَةً بَعْدَ آيَةٍ ، كَمَا كَانَ يُنَزِّلُهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي وَقْتٍ بَعْدَ وَقْتٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2إِلا اسْتَمَعُوهُ أَيِ اسْتَمَعُوا تَنْزِيلَهُ فَتَرَكُوا قَبُولَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَيْ يَلْهُونَ.
الثَّانِي: يَشْتَغِلُونَ. فَإِنْ حُمِلَ تَأْوِيلُهُ عَلَى اللَّهْوِ احْتَمَلَ مَا يَلْهُونَ بِهِ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: بِلَذَّاتِهِمْ.
الثَّانِي: بِسَمَاعِ مَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ. وَإِنْ حُمِلَ تَأْوِيلُهُ عَلَى الشُّغُلِ احْتَمَلَ مَا يَشْتَغِلُونَ بِهِ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: بِالدُّنْيَا ؛ لِأَنَّهَا لَعِبٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ [الْحَدِيدِ: 20] .
الثَّانِي: يَتَشَاغَلُونَ بِالْقَدْحِ فِيهِ وَالِاعْتِرَاضِ عَلَيْهِ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : كُلَّمَا جَدَّدَ لَهُمُ الذِّكْرَ اسْتَمَرُّوا عَلَى الْجَهْلِ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: يَعْنِي غَافِلَةً بِاللَّهْوِ عَنِ الذِّكْرِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
الثَّانِي: مُشْغَلَةً بِالْبَاطِلِ عَنِ الْحَقِّ ، قَالَهُ
ابْنُ شَجَرَةَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ: [ ص: 437 ] فَمِثْلُكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٌ فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمِ مِحْوَلِ
أَيْ شَغَلَتُهَا عَنْ وَلَدِهَا. وَلِبَعْضِ أَصْحَابِ الْخَوَاطِرِ وَجْهٌ ثَالِثٌ: أَنَّهَا غَافِلَةٌ عَمَّا يُرَادُ بِهَا وَمِنْهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: ذَكَرَهُ ابْنُ كَامِلٍ أَنَّهُمْ أَخْفَوْا كَلَامَهُمُ الَّذِي يَتَنَاجَوْنَ بِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ.
الثَّانِي: يَعْنِي أَنَّهُمْ أَظْهَرُوهُ وَأَعْلَنُوهُ ، وَأَسَرُّوا مِنَ الْأَضْدَادِ الْمُسْتَعْمَلَةِ وَإِنْ كَانَ الْأَظْهَرُ فِي حَقِيقَتِهَا أَنْ تُسْتَعْمَلَ فِي الْإِخْفَاءِ دُونَ الْإِظْهَارِ إِلَّا بِدَلِيلٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ إِنْكَارًا مِنْهُمْ لِتُمَيِّزُهُ عَنْهُمْ بِالنُّبُوَّةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ وَيَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَفَتَقْبَلُونِ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ سِحْرٌ.
الثَّانِي: أَفَتَعْدِلُونَ إِلَى الْبَاطِلِ وَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ. قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَهَاوِيلُ أَحْلَامٍ رَآهَا فِي الْمَنَامِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
الثَّانِي: تَخَالِيطُ أَحْلَامٍ رَآهَا فِي الْمَنَامِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
كَضِغْثِ حُلْمٍ غُرَّ مِنْهُ حَالِمُهْ
الثَّالِثُ: أَنَّهُ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ تَأْوِيلٌ ، قَالَهُ
الْيَزِيدِيُّ. وَفِي الْأَحْلَامِ تَأْوِيلَانِ: أَحَدُهُمَا: مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ تَأْوِيلٌ وَلَا تَفْسِيرٌ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13674الْأَخْفَشُ.
الثَّانِي: إِنَّهَا الرُّؤْيَا الْكَاذِبَةُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَحَادِيثُ طَسْمٍ أَوْ سَرَابٌ بِفَدْفَدِ تَرَقْرَقَ لِلسَّارِي وَأَضْغَاثُ حَالِمِ
[ ص: 438 ]