nindex.php?page=treesubj&link=29497_29690_29785_29786_30311_30364_30442_30539_30614_34131_34308_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذر الذين اتخذوا دينهم الذي فرض عليهم وكلفوه وأمروا بإقامة مواجبه وهو الإسلام،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لعبا ولهوا حيث سخروا به واستهزأوا، وجوز أن يكون المعنى اتخذوا الدين الواجب شيئا من جنس اللعب واللهو كعبادة الأصنام وتحريم البحائر والسوائب ونحو ذلك، أو اتخذوا ما يتدينون به وينتحلونه بمنزلة الدين لأهل الأديان شيئا من اللعب واللهو. وحاصله أنهم اتخذوا اللعب واللهو دينا، وقيل : المراد بالدين العيد الذي يعاد إليه كل حين معهود بالوجه الذي شرعه الله تعالى كعيد المسلمين أو بالوجه الذي لم يشرع من اللعب واللهو كأعياد الكفرة؛ لأن أصل معنى الدين العادة، والعيد معتاد كل عام. ونسب ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس رضي الله تعالى عنهما، والمعنى على سائر الأقوال: لا تبال بهؤلاء وامض لما أمرت به
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وغيره أن المعنى على التهديد كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذرني ومن خلقت وحيدا و
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=3ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ، وقيل : المراد الأمر بالكف عنهم وترك التعرض لهم. والآية عليه منسوخة بآية السيف وهو مروي عن
قتادة. ونصب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لعبا على أنه مفعول ثان لـ (اتخذوا) وهو اختيار
السفاقسي، ويفهم من ظاهر كلام البعض أنه مفعول أول و (دينهم) ثان، وفيه إخبار عن النكرة بالمعرفة. ويفهم من كلام الإمام أنه مفعول لأجله (واتخذ) متعد لواحد فإنه قال بعد سرد وجوه التفسير في الآية : والخامس وهو الأقرب أن المحق في الدين هو الذي ينصر الدين لأجل أن قام الدليل على أنه حق وصدق وصواب فأما الذين ينصرونه ليتوسلوا به إلى أخذ المناصب والرياسة وغلبة الخصم وجمع الأموال فهم نصروا الدين للدنيا؛ وقد حكم الله تعالى عليها في سائر الآيات بأنها لعب ولهو. فالمراد من قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذر الذين اتخذوا إلخ هو الإشارة إلى من يتوسل بدينه إلى دنياه. وإذا تأملت في حال أكثر الخلق وجدتهم موصوفين بهذه الصفة وداخلين تحت هذه الآية، اهـ
ولا يخفى أنه أبعد من العيوق فلا تغتر به وإن جل قائله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وغرتهم الحياة الدنيا أي خدعتهم وأطمعتهم بالباطل حتى أنكروا البعث وزعموا أن لا حياة بعدها واستهزأوا بآيات الله تعالى. وجعل بعضهم غر من الغر وهو ملء الفم أي أشبعتهم لذاتها حتى نسوا الآخرة. وعليه قوله : ولما التقينا بالعشية غرني بمعروفه حتى خرجت أفوق
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وذكر به أي بالقرآن. وقد جاء مصرحا به في قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فذكر بالقرآن من يخاف وعيد والقرآن يفسر بعضه بعضا، وقيل : الضمير لحسابهم، وقيل : إنه ضمير يفسره قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أن تبسل نفس بما كسبت فيكون بدلا منه واختاره
أبو حيان. وعلى الأوجه الأخر هو مفعول لأجله أي لئلا تبسل أو مخافة أو كراهة أن تبسل. ومنهم من جعله مفعولا به لـ (ذكر) ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70تبسل تحبس كما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وأنشد قول
زهير : وفارقتك برهن لا فكاك له يوم الوداع وقلبي مبسل علقا
وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عنه تسلم. وروي ذلك أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=13980الجبائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء، وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وغيره تفضح، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70تبسل هنا بمعنى تحرم الثواب.وذكر غير واحد
[ ص: 187 ] أن الإبسال والبسل في الأصل المنع، ومنه أسد باسل لأن فريسته لا تفلت منه أو لأنه متمنع، والباسل الشجاع لامتناعه من قرنه، وجاء البسل بمعنى الحرام. وفرق
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب بينهما بأن الحرام عام لما منع منه بحكم أو قهر؛ والبسل الممنوع بالقهر ويكون بسل بمعنى أجل ونعم، واسم فعل بمعنى اكفف، وتنكير نفس للعموم مثله في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=14علمت نفس ما أحضرت أي لئلا تحبس وترهن كل نفس في الهلاك أو في النار أو تسلم إلى ذلك أو تفضح أو تحرم الثواب بسبب عملها السوء أو (ذكر) بحبس أو حبس كل نفس بذلك، وحمل النكرة على العموم مع أنها في الإثبات لاقتضاء السياق له، وقيل : أنها هنا في النفي معنى، وفيما اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان من التفخيم وزيادة التقرير ما لا يخفى
، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70ليس لها أي النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70من دون الله ولي ولا شفيع إما استئناف للإخبار بذلك أو في محل رفع صفة (نفس) أو في محل نصب على الحالية من ضمير (كسبت) أو من (نفس) فإنه في قوة نفس كافرة أو نفوس كثيرة واستظهر بعض الحالية. و (من دون الله) متعلق بمحذوف وقع حالا من (ولي) ، وقيل : خبرا لـ (ليس) و (لها) حينئذ متعلق بمحذوف على البيان و (من) جعلها زائدة لم يعلقها بشيء، والمراد أنه لا يحول بينها وبين الله تعالى بأن يدفع عقابه سبحانه عنها ولي ولا شفيع،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وإن تعدل أي إن تفد تلك النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70كل عدل أي كل فداء و (كل) نصب على المصدرية لأنه بحسب ما يضاف إليه لا مفعول به، وقيل : أنه صفة لمحذوف وهو بمعنى الكامل كقولك : هو رجل كل رجل أي كامل في الرجولية، والتقدير عدلا كل عدل، ورد بأن كلا بهذا المعنى يلزم التبعية والإضافة إلى مثل المتبوع نعتا لا توكيدا كما في التسهيل، ولا يجوز حذف موصوفه
، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لا يؤخذ منها جواب الشرط، والفعل مسند إلى الجار والمجرور كسير من البلد لا إلى ضمير العدل لأن العدل كما علمت مصدر وليس بمأخوذ بخلافه في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48ولا يؤخذ منها عدل فإنه فيه بمعنى المفدى به، وجوز كون الإسناد إلى ضميره مرادا به الفدية على الاستخدام إلا أنه لا حاجة إليه مع صحة الإسناد إلى الجار والمجرور وبذلك يستغني أيضا عن القول بكونه راجعا إلى المعدول به المأخوذ من السياق
وقيل : معنى الآية وإن تقسط تلك النفس كل قسط في ذلك اليوم لا يقبل منها لأن التوبة هناك غير مقبولة وإنما تقبل في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أولئك أي المتخذون دينهم لعبا ولهوا المغترون بالحياة الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70الذين أبسلوا أي حرموا الثواب وسلموا للعذاب أو بأحد المعاني الباقية للإبسال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70بما كسبوا أي بسبب أعمالهم القبيحة وعقائدهم الزائغة. واسم الإشارة مبتدأ، وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد درجة المشار إليهم في سوء الحال، وخبره الموصول بعده، والجملة استئناف سيق إثر تحذير أولئك من الإبسال المذكور لبيان أنهم المبتلون بذلك
وقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لهم شراب من حميم استئناف آخر مبين لكيفية الإبسال المذكور مبني على سؤال نشأ من الكلام كأنه قيل : ماذا لهم حين أبسلوا؟ فقيل : لهم شراب من حميم أي ماء حار يتجرجر ويتردد في بطونهم ويتقطع به أمعاؤهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وعذاب أليم بنار تشتعل بأبدانهم كما هو المتبادر من العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70بما كانوا يكفرون
70
- أي بسبب كفرهم المستمر في الدنيا، ويطلق الحميم على الماء البارد فهو ضد كما في القاموس. وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أن تكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لهم شراب حالا من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أبسلوا وأن تكون خبرا لاسم
[ ص: 188 ] الإشارة ويكون الذين نعتا له أو بدلا منه وأن تكون خبرا ثانيا. واختار كما يشير كلامه أن تكون الإشارة إلى النفوس المدلول عليها بنفس، وجعلت الجملة لبيان تبعة الإبسال. واختار كثير من المحققين ما أشرنا إليه
وترتيب ما ذكر من العذابين على كفرهم مع أنهم معذبون بسائر معاصيهم أيضا حسبما ينطق به قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70بما كسبوا لأنه العمدة في أسباب العذاب والأهم في باب التحذير أو أريد -كما قيل- : بكفرهم ما هو أعم منه ومن مستتبعاته من المعاصي
nindex.php?page=treesubj&link=29497_29690_29785_29786_30311_30364_30442_30539_30614_34131_34308_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ وَكُلِّفُوهُ وَأُمِرُوا بِإِقَامَةِ مَوَاجِبِهِ وَهُوَ الْإِسْلَامُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لَعِبًا وَلَهْوًا حَيْثُ سَخِرُوا بِهِ وَاسْتَهْزَأُوا، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى اتَّخَذُوا الدِّينَ الْوَاجِبَ شَيْئًا مِنْ جِنْسِ اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ كَعِبَادَةِ الْأَصْنَامِ وَتَحْرِيمِ الْبَحَائِرِ وَالسَّوَائِبِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، أَوِ اتَّخَذُوا مَا يَتَدَيَّنُونَ بِهِ وَيَنْتَحِلُونَهُ بِمَنْزِلَةِ الدِّينِ لِأَهْلِ الْأَدْيَانِ شَيْئًا مِنَ اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ. وَحَاصِلُهُ أَنَّهُمُ اتَّخَذُوا اللَّعِبَ وَاللَّهْوَ دِينًا، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالدِّينِ الْعِيدُ الَّذِي يُعَادُ إِلَيْهِ كُلَّ حِينٍ مَعْهُودٍ بِالْوَجْهِ الَّذِي شَرَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى كَعِيدِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ بِالْوَجْهِ الَّذِي لَمْ يُشْرَعْ مِنَ اللَّعِبِ وَاللَّهْوِ كَأَعْيَادِ الْكَفَرَةِ؛ لِأَنَّ أَصْلَ مَعْنَى الدِّينِ الْعَادَةُ، وَالْعِيدُ مُعْتَادٌ كُلَّ عَامٍ. وَنُسِبَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=11لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَالْمَعْنَى عَلَى سَائِرِ الْأَقْوَالِ: لَا تُبَالِ بِهَؤُلَاءِ وَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ أَنَّ الْمَعْنَى عَلَى التَّهْدِيدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=3ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ الْأَمْرُ بِالْكَفِّ عَنْهُمْ وَتَرَكُ التَّعَرُّضِ لَهُمْ. وَالْآيَةُ عَلَيْهِ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ
قَتَادَةَ. وَنَصَبَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لَعِبًا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِـ (اتَّخَذُوا) وَهُوَ اخْتِيَارُ
السَّفَاقُسِيِّ، وَيُفْهَمُ مِنْ ظَاهِرِ كَلَامِ الْبَعْضِ أَنَّهُ مَفْعُولٌ أَوَّلٌ وَ (دِينَهُمْ) ثَانٍ، وَفِيهِ إِخْبَارٌ عَنِ النَّكِرَةِ بِالْمَعْرِفَةِ. وَيُفْهَمُ مِنْ كَلَامِ الْإِمَامِ أَنَّهُ مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ (وَاتَّخَذَ) مُتَعَدٍّ لِوَاحِدٍ فَإِنَّهُ قَالَ بَعْدَ سَرْدِ وُجُوهِ التَّفْسِيرِ فِي الْآيَةِ : وَالْخَامِسُ وَهُوَ الْأَقْرَبُ أَنَّ الْمُحِقَّ فِي الدِّينِ هُوَ الَّذِي يَنْصُرُ الدِّينَ لِأَجْلِ أَنْ قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ حَقٌّ وَصِدْقٌ وَصَوَابٌ فَأَمَّا الَّذِينَ يَنْصُرُونَهُ لِيَتَوَسَّلُوا بِهِ إِلَى أَخْذِ الْمَنَاصِبِ وَالرِّيَاسَةِ وَغَلَبَةِ الْخَصْمِ وَجَمْعِ الْأَمْوَالِ فَهُمْ نَصَرُوا الدِّينَ لِلدُّنْيَا؛ وَقَدْ حَكَمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا فِي سَائِرِ الْآيَاتِ بِأَنَّهَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ. فَالْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا إِلَخْ هُوَ الْإِشَارَةُ إِلَى مَنْ يَتَوَسَّلُ بِدِينِهِ إِلَى دُنْيَاهُ. وَإِذَا تَأَمَّلْتَ فِي حَالِ أَكْثَرِ الْخَلْقِ وَجَدْتَهُمْ مَوْصُوفِينَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ وَدَاخِلِينَ تَحْتَ هَذِهِ الْآيَةِ، اهـ
وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ أَبْعَدُ مِنَ الْعَيُّوقِ فَلَا تَغْتَرَّ بِهِ وَإِنْ جَلَّ قَائِلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا أَيْ خَدَعَتْهُمْ وَأَطْمَعَتْهُمْ بِالْبَاطِلِ حَتَّى أَنْكَرُوا الْبَعْثَ وَزَعَمُوا أَنْ لَا حَيَاةَ بَعْدَهَا وَاسْتَهْزَأُوا بِآيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى. وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ غَرَّ مِنَ الْغَرِّ وَهُوَ مَلْءُ الْفَمِ أَيْ أَشْبَعَتْهُمْ لَذَّاتُهَا حَتَّى نَسُوا الْآخِرَةَ. وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ : وَلَمَّا الْتَقَيْنَا بِالْعَشِيَّةِ غَرَّنِي بِمَعْرُوفِهِ حَتَّى خَرَجْتُ أَفُوقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَذَكِّرْ بِهِ أَيْ بِالْقُرْآنِ. وَقَدْ جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=45فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ وَالْقُرْآنُ يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَقِيلَ : الضَّمِيرُ لِحِسَابِهِمْ، وَقِيلَ : إِنَّهُ ضَمِيرٌ يُفَسِّرُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ فَيَكُونُ بَدَلًا مِنْهُ وَاخْتَارَهُ
أَبُو حَيَّانَ. وَعَلَى الْأَوْجُهِ الْأُخَرِ هُوَ مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ أَيْ لِئَلَّا تُبْسَلَ أَوْ مَخَافَةَ أَوْ كَرَاهَةَ أَنْ تَبْسُلَ. وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ مَفْعُولًا بِهِ لِـ (ذَكِّرْ) وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70تُبْسَلَ تُحْبَسَ كَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا. وَأَنْشَدَ قَوْلَ
زُهَيْرٍ : وَفَارَقَتْكَ بِرَهْنٍ لَا فَكَاكَ لَهُ يَوْمَ الْوَدَاعِ وَقَلْبِي مُبْسَلٌ عَلِقَا
وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ تُسَلَّمُ. وَرُوِيَ ذَلِكَ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13980الْجَبَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ، وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ وَغَيْرِهِ تُفْضَحُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70تُبْسَلَ هُنَا بِمَعْنَى تُحْرَمُ الثَّوَابَ.وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ
[ ص: 187 ] أَنَّ الْإِبْسَالَ وَالْبَسْلَ فِي الْأَصْلِ الْمَنْعُ، وَمِنْهُ أَسَدٌ بَاسِلٌ لِأَنَّ فَرِيسَتَهُ لَا تُفْلِتُ مِنْهُ أَوْ لِأَنَّهُ مُتَمَنِّعٌ، وَالْبَاسِلُ الشُّجَاعُ لِامْتِنَاعِهِ مِنْ قَرْنِهِ، وَجَاءَ الْبَسْلُ بِمَعْنَى الْحَرَامِ. وَفَرَّقَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ بَيْنَهُمَا بِأَنَّ الْحَرَامَ عَامٌّ لِمَا مُنِعَ مِنْهُ بِحُكْمٍ أَوْ قَهْرٍ؛ وَالْبَسْلُ الْمَمْنُوعُ بِالْقَهْرِ وَيَكُونُ بَسَلْ بِمَعْنَى أَجَلْ وَنَعَمْ، وَاسْمُ فِعْلٍ بِمَعْنَى اكْفُفْ، وَتَنْكِيرُ نَفْسٍ لِلْعُمُومِ مِثْلُهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=14عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ أَيْ لِئَلَّا تُحْبَسَ وَتُرْهَنَ كُلُّ نَفْسٍ فِي الْهَلَاكِ أَوْ فِي النَّارِ أَوْ تُسْلِمَ إِلَى ذَلِكَ أَوْ تُفْضَحَ أَوْ تُحْرَمَ الثَّوَابَ بِسَبَبِ عَمَلِهَا السُّوءَ أَوْ (ذَكِّرْ) بِحَبْسٍ أَوْ حَبْسِ كُلِّ نَفْسٍ بِذَلِكَ، وَحَمَلَ النَّكِرَةَ عَلَى الْعُمُومِ مَعَ أَنَّهَا فِي الْإِثْبَاتِ لِاقْتِضَاءِ السِّيَاقِ لَهُ، وَقِيلَ : أَنَّهَا هُنَا فِي النَّفْيِ مَعْنًى، وَفِيمَا اخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ مِنَ التَّفْخِيمِ وَزِيَادَةِ التَّقْرِيرِ مَا لَا يَخْفَى
، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لَيْسَ لَهَا أَيِ النَّفْسُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ إِمَّا اسْتِئْنَافٌ لِلْإِخْبَارِ بِذَلِكَ أَوْ فِي مَحَلِّ رَفْعِ صِفَةِ (نَفْسٌ) أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِيَّةِ مِنْ ضَمِيرِ (كَسَبَتْ) أَوْ مِنْ (نَفْسٌ) فَإِنَّهُ فِي قُوَّةِ نَفْسٍ كَافِرَةٍ أَوْ نُفُوسٍ كَثِيرَةٍ وَاسْتَظْهَرَ بَعْضٌ الْحَالِيَّةَ. وَ (مِنْ دُونِ اللَّهِ) مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالًا مِنْ (وَلِيٌّ) ، وَقِيلَ : خَبَرًا لِـ (لَيْسَ) و (لَهَا) حِينَئِذٍ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ عَلَى الْبَيَانِ وَ (مِنْ) جَعَلَهَا زَائِدَةً لَمْ يُعَلِّقْهَا بِشَيْءٍ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ لَا يَحُولُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى بِأَنْ يَدْفَعَ عِقَابَهُ سُبْحَانَهُ عَنْهَا وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَإِنْ تَعْدِلْ أَيْ إِنْ تَفْدِ تِلْكَ النَّفْسُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70كُلَّ عَدْلٍ أَيْ كُلَّ فِدَاءٍ وَ (كُلَّ) نُصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ لِأَنَّهُ بِحَسْبِ مَا يُضَافُ إِلَيْهِ لَا مَفْعُولٌ بِهِ، وَقِيلَ : أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ وَهُوَ بِمَعْنَى الْكَامِلِ كَقَوْلِكَ : هُوَ رَجُلٌ كُلَّ رَجُلٍ أَيْ كَامِلٌ فِي الرُّجُولِيَّةِ، وَالتَّقْدِيرُ عَدْلًا كُلَّ عَدْلٍ، وَرُدَّ بِأَنَّ كُلًّا بِهَذَا الْمَعْنَى يَلْزَمُ التَّبَعِيَّةَ وَالْإِضَافَةَ إِلَى مِثْلِ الْمَتْبُوعِ نَعْتًا لَا تَوْكِيدًا كَمَا فِي التَّسْهِيلِ، وَلَا يَجُوزُ حَذْفُ مَوْصُوفِهِ
، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لا يُؤْخَذْ مِنْهَا جَوَابُ الشَّرْطِ، وَالْفِعْلُ مُسْنَدٌ إِلَى الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ كَسَيْرٍ مِنَ الْبَلَدِ لَا إِلَى ضَمِيرِ الْعَدْلِ لِأَنَّ الْعَدْلَ كَمَا عَلِمْتَ مَصْدَرٌ وَلَيْسَ بِمَأْخُوذٍ بِخِلَافِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=48وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ فَإِنَّهُ فِيهِ بِمَعْنَى الْمُفْدَى بِهِ، وَجُوِّزَ كَوْنُ الْإِسْنَادِ إِلَى ضَمِيرِهِ مُرَادًا بِهِ الْفِدْيَةُ عَلَى الِاسْتِخْدَامِ إِلَّا أَنَّهُ لَا حَاجَةَ إِلَيْهِ مَعَ صِحَّةِ الْإِسْنَادِ إِلَى الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ وَبِذَلِكَ يَسْتَغْنِي أَيْضًا عَنِ الْقَوْلِ بِكَوْنِهِ رَاجِعًا إِلَى الْمَعْدُولِ بِهِ الْمَأْخُوذِ مِنَ السِّيَاقِ
وَقِيلَ : مَعْنَى الْآيَةِ وَإِنْ تُقْسِطْ تِلْكَ النَّفْسُ كُلَّ قِسْطٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لَا يُقْبَلْ مِنْهَا لِأَنَّ التَّوْبَةَ هُنَاكَ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ وَإِنَّمَا تُقْبَلُ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أُولَئِكَ أَيِ الْمُتَّخِذُونَ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا الْمُغْتَرُّونَ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70الَّذِينَ أُبْسِلُوا أَيْ حُرِمُوا الثَّوَابَ وَسُلِّمُوا لِلْعَذَابِ أَوْ بِأَحَدِ الْمَعَانِي الْبَاقِيَةِ لِلْإِبْسَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70بِمَا كَسَبُوا أَيْ بِسَبَبِ أَعْمَالِهِمُ الْقَبِيحَةِ وَعَقَائِدِهِمُ الزَّائِغَةِ. وَاسْمُ الْإِشَارَةِ مُبْتَدَأٌ، وَمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْبُعْدِ لِلْإِيذَانِ بِبُعْدِ دَرَجَةِ الْمُشَارِ إِلَيْهِمْ فِي سُوءِ الْحَالِ، وَخَبَرُهُ الْمَوْصُولُ بَعْدَهُ، وَالْجُمْلَةُ اسْتِئْنَافٌ سِيقَ إِثْرَ تَحْذِيرِ أُولَئِكَ مِنَ الْإِبْسَالِ الْمَذْكُورِ لِبَيَانِ أَنَّهُمُ الْمُبْتَلَوْنَ بِذَلِكَ
وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ اسْتِئْنَافٌ آخَرُ مُبَيِّنٌ لِكَيْفِيَّةِ الْإِبْسَالِ الْمَذْكُورِ مَبْنِيٌّ عَلَى سُؤَالٍ نَشَأَ مِنَ الْكَلَامِ كَأَنَّهُ قِيلَ : مَاذَا لَهُمْ حِينَ أُبْسِلُوا؟ فَقِيلَ : لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ أَيْ مَاءٍ حَارٍّ يَتَجَرْجَرُ وَيَتَرَدَّدُ فِي بُطُونِهِمْ وَيَتَقَطَّعُ بِهِ أَمْعَاؤُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِنَارٍ تَشْتَعِلُ بِأَبْدَانِهِمْ كَمَا هُوَ الْمُتَبَادَرُ مِنَ الْعَذَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ
70
- أَيْ بِسَبَبِ كُفْرِهِمُ الْمُسْتَمِرِّ فِي الدُّنْيَا، وَيُطْلَقُ الْحَمِيمُ عَلَى الْمَاءِ الْبَارِدِ فَهُوَ ضِدٌّ كَمَا فِي الْقَامُوسِ. وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ تَكُونَ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70لَهُمْ شَرَابٌ حَالًا مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70أُبْسِلُوا وَأَنْ تَكُونَ خَبَرًا لِاسْمِ
[ ص: 188 ] الْإِشَارَةِ وَيَكُونُ الَّذِينَ نَعْتًا لَهُ أَوْ بَدَلًا مِنْهُ وَأَنْ تَكُونَ خَبَرًا ثَانِيًا. وَاخْتَارَ كَمَا يُشِيرُ كَلَامُهُ أَنْ تَكُونَ الْإِشَارَةُ إِلَى النُّفُوسِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهَا بِنَفْسٍ، وَجُعِلَتِ الْجُمْلَةُ لِبَيَانِ تَبِعَةِ الْإِبْسَالِ. وَاخْتَارَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ مَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ
وَتَرْتِيبُ مَا ذُكِرَ مِنَ الْعَذَابَيْنِ عَلَى كُفْرِهِمْ مَعَ أَنَّهُمْ مُعَذَّبُونَ بِسَائِرِ مَعَاصِيهِمْ أَيْضًا حَسْبَمَا يَنْطِقُ بِهِ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=70بِمَا كَسَبُوا لِأَنَّهُ الْعُمْدَةُ فِي أَسْبَابِ الْعَذَابِ وَالْأَهَمُّ فِي بَابِ التَّحْذِيرِ أَوْ أُرِيدَ -كَمَا قِيلَ- : بِكُفْرِهِمْ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْهُ وَمِنْ مُسْتَتْبَعَاتِهِ مِنَ الْمَعَاصِي