nindex.php?page=treesubj&link=29676_30469_34106_34112_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175إنما ذلكم الإشارة إلى المثبط بالذات أو بالواسطة ، والخطاب للمؤمنين وهو مبتدأ ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175الشيطان بمعنى إبليس لأنه علم له بالغلبة خبره على التشبيه البليغ ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175يخوف أولياءه جملة مستأنفة مبينة لشيطنته ، أو حال كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=52فتلك بيوتهم خاوية .
ويجوز أن يكون الشيطان صفة لاسم الإشارة على التشبيه أيضا ، ويحتمل أن يكون مجازا حيث جعله هو ويخوف هو الخبر ، وجوز أن يكون ذا إشارة إلى قول المثبط فلا بد حينئذ من تقدير مضاف أي قول الشيطان ، والمراد به إبليس أيضا ، ولا تجوز فيه على الصحيح ، وإنما التجوز في الإضافة إليه ؛ لأنه لما كان القول بوسوسته وسببه جعل كأنه قوله ، والمستكن في (يخوف) إما للمقدر وإما للشيطان بحذف الراجع إلى المقدر أي يخوف به ، والمراد بأوليائه إما
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان وأصحابه ، فالمفعول الأول ليخوف محذوف أي يخوفكم أولياءه بأن يعظمهم في قلوبكم ، ونظير ذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2لينذر بأسا شديدا وبذكر هذا المفعول قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وقرأ بعضهم يخوفكم بأوليائه ، وعلى هذا المعنى أكثر المفسرين ، وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج nindex.php?page=showalam&ids=12095وأبو علي الفارسي وغيرهما ، ويؤيده قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175فلا تخافوهم أي فلا تخافوا أولياءه الذين خوفكم إياهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175وخافون في مخالفة أمري ، وإما المتخلفون عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فأولياءه هو المفعول الأول ، والمفعول الثاني إما متروك أو محذوف للعلم به أي يوقعهم في الخوف ، أو يخوفهم من أبي سفيان وأصحابه ، وعلى هذا لا يصح عود ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175تخافوهم إلى الأولياء بل هو راجع إلى الناس . الثاني كضمير –اخشوهم - فهو رد له أي فلا تخافوا الناس وتقعدوا عن القتال وتجبنوا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175وخافون فجاهدوا مع رسولي وسارعوا إلى امتثال ما يأمركم به ، وإلى هذا الوجه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، وادعى
الطيبي أن النظم يساعد عليه ، والخطاب حينئذ لفريقي الخارجين
[ ص: 130 ] والمتخلفين ، والقصد التعريض بالطائفة الأخيرة ، وقيل : الخطاب لها ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175أولياءه إذ ذاك من وضع الظاهر موضع المضمر نعيا عليهم بأنهم أولياء الشيطان ، واستظهر بعضهم هذا القيل مطلقا معللا له بأن الخارجين لم يخافوا إلا الله تعالى .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173وقالوا حسبنا الله وأنت تعلم أن قيام احتمال التعريض يمرض هذا التعليل ، والفاء لترتيب النهي أو الانتهاء على ما قبلها ، فإن كون المخوف شيطانا أو قولا له مما يوجب عدم الخوف والنهي عنه ، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو ياء (وخافون) وصلا ، وحذفها وقفا ، والباقون يحذفونها مطلقا وهي ضمير المفعول .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175إن كنتم مؤمنين (175) إن كان الخطاب للمتخلفين فالأمر فيه واضح ، وإن كان للخارجين كان مساقا للإلهاب والتهييج لهم لتحقق إيمانهم ، وإن كان للجميع ففيه تغليب ، وأيا ما كان فالجزاء محذوف ، وقيل : إن كان الخطاب فيما تقدم للمؤمنين الخلص لم يفتقر إلى الجزاء لكونه في معنى التعليل ، وإن كان للآخرين افتقر إليه ، وكأن المعنى إن كنتم مؤمنين فخافوني وجاهدوا مع رسولي ؛ لأن الإيمان يقتضي أن تؤثروا خوف الله تعالى على خوف الناس .
nindex.php?page=treesubj&link=29676_30469_34106_34112_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175إِنَّمَا ذَلِكُمُ الْإِشَارَةُ إِلَى الْمُثَبِّطِ بِالذَّاتِ أَوْ بِالْوَاسِطَةِ ، وَالْخِطَابُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175الشَّيْطَانُ بِمَعْنَى إِبْلِيسَ لِأَنَّهُ عَلَمٌ لَهُ بِالْغَلَبَةِ خَبَرُهُ عَلَى التَّشْبِيهِ الْبَلِيغِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ جُمْلَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ مُبَيِّنَةٌ لِشَيْطَنَتِهِ ، أَوْ حَالٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=52فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً .
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الشَّيْطَانُ صِفَةً لِاسْمِ الْإِشَارَةِ عَلَى التَّشْبِيهِ أَيْضًا ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَجَازًا حَيْثُ جَعَلَهُ هُوَ وَيُخَوِّفُ هُوَ الْخَبَرُ ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ ذَا إِشَارَةً إِلَى قَوْلِ الْمُثَبِّطِ فَلَا بُدَّ حِينَئِذٍ مِنْ تَقْدِيرِ مُضَافٍ أَيْ قَوْلُ الشَّيْطَانِ ، وَالْمُرَادُ بِهِ إِبْلِيسُ أَيْضًا ، وَلَا تَجَوُّزَ فِيهِ عَلَى الصَّحِيحِ ، وَإِنَّمَا التَّجَوُّزُ فِي الْإِضَافَةِ إِلَيْهِ ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ الْقَوْلُ بِوَسْوَسَتِهِ وَسَبَبِهِ جُعِلَ كَأَنَّهُ قَوْلُهُ ، وَالْمُسْتَكِنُّ فِي (يُخَوِّفُ) إِمَّا لِلْمُقَدَّرِ وَإِمَّا لِلشَّيْطَانِ بِحَذْفِ الرَّاجِعِ إِلَى الْمُقَدَّرِ أَيْ يُخَوِّفُ بِهِ ، وَالْمُرَادُ بِأَوْلِيَائِهِ إِمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ ، فَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ لِيُخَوِّفُ مَحْذُوفٌ أَيْ يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ بِأَنْ يُعَظِّمَهُمْ فِي قُلُوبِكُمْ ، وَنَظِيرُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا وَبِذِكْرِ هَذَا الْمَفْعُولِ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
وَقَرَأُ بَعْضُهُمْ يُخَوِّفُكُمْ بِأَوْلِيَائِهِ ، وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ nindex.php?page=showalam&ids=12095وَأَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ وَغَيْرُهُمَا ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175فَلا تَخَافُوهُمْ أَيْ فَلَا تَخَافُوا أَوْلِيَاءَهُ الَّذِينَ خَوَّفَكُمْ إِيَّاهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175وَخَافُونِ فِي مُخَالَفَةِ أَمْرِي ، وَإِمَّا الْمُتَخَلِّفُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَوْلِيَاءَهُ هُوَ الْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ ، وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي إِمَّا مَتْرُوكٌ أَوْ مَحْذُوفٌ لِلْعِلْمِ بِهِ أَيْ يُوقِعُهُمْ فِي الْخَوْفِ ، أَوْ يُخَوِّفُهُمْ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ ، وَعَلَى هَذَا لَا يَصِحُّ عَوْدُ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175تَخَافُوهُمْ إِلَى الْأَوْلِيَاءِ بَلْ هُوَ رَاجِعٌ إِلَى النَّاسِ . الثَّانِي كَضَمِيرِ –اخْشَوْهُمْ - فَهُوَ رَدٌّ لَهُ أَيْ فَلَا تَخَافُوا النَّاسَ وَتَقْعُدُوا عَنِ الْقِتَالِ وَتَجْبُنُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175وَخَافُونِ فَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِي وَسَارِعُوا إِلَى امْتِثَالِ مَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ ، وَإِلَى هَذَا الْوَجْهِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ، وَادَّعَى
الطِّيبِيُّ أَنَّ النَّظْمَ يُسَاعِدُ عَلَيْهِ ، وَالْخِطَابُ حِينَئِذٍ لِفَرِيقَيِ الْخَارِجِينَ
[ ص: 130 ] وَالْمُتَخَلِّفِينَ ، وَالْقَصْدُ التَّعْرِيضُ بِالطَّائِفَةِ الْأَخِيرَةِ ، وَقِيلَ : الْخِطَابُ لَهَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175أَوْلِيَاءَهُ إِذْ ذَاكَ مِنْ وَضْعِ الظَّاهِرِ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ نَعْيًا عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ الشَّيْطَانِ ، وَاسْتَظْهَرَ بَعْضُهُمْ هَذَا الْقِيلَ مُطْلَقًا مُعَلِّلًا لَهُ بِأَنَّ الْخَارِجِينَ لَمْ يَخَافُوا إِلَّا اللَّهَ تَعَالَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ قِيَامَ احْتِمَالِ التَّعْرِيضِ يُمْرِضَ هَذَا التَّعْلِيلِ ، وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ النَّهْيِ أَوِ الِانْتِهَاءِ عَلَى مَا قَبْلَهَا ، فَإِنَّ كَوْنَ الْمُخَوِّفِ شَيْطَانًا أَوْ قَوْلًا لَهُ مِمَّا يُوجِبُ عَدَمَ الْخَوْفِ وَالنَّهْيِ عَنْهُ ، وَأَثْبَتَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو يَاءَ (وَخَافُونِ) وَصْلًا ، وَحَذَفَهَا وَقْفًا ، وَالْبَاقُونَ يَحْذِفُونَهَا مُطْلَقًا وَهِيَ ضَمِيرُ الْمَفْعُولِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) إِنْ كَانَ الْخِطَابُ لِلْمُتَخَلِّفِينَ فَالْأَمْرُ فِيهِ وَاضِحٌ ، وَإِنْ كَانَ لِلْخَارِجِينَ كَانَ مُسَاقًا لِلْإِلْهَابِ وَالتَّهْيِيجِ لَهُمْ لِتَحَقُّقِ إِيمَانِهِمْ ، وَإِنْ كَانَ لِلْجَمِيعِ فَفِيهِ تَغْلِيبٌ ، وَأَيًّا مَا كَانَ فَالْجَزَاءُ مَحْذُوفٌ ، وَقِيلَ : إِنْ كَانَ الْخِطَابُ فِيمَا تَقَدَّمَ لِلْمُؤْمِنِينَ الْخُلَّصِ لَمْ يَفْتَقِرْ إِلَى الْجَزَاءِ لِكَوْنِهِ فِي مَعْنَى التَّعْلِيلِ ، وَإِنْ كَانَ لِلْآخَرِينَ افْتُقِرَ إِلَيْهِ ، وَكَأَنَّ الْمَعْنَى إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَخَافُونِي وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِي ؛ لِأَنَّ الْإِيمَانَ يَقْتَضِي أَنْ تُؤْثِرُوا خَوْفَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى خَوْفِ النَّاسِ .