وقوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=31756_32438_33679_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس تحقيق للحق وتبيين لأشهر ما يجادلون فيه من أمر البعث الذي هو كالتوحيد في وجوب الإيمان به على منهاج قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم [يس : 81] وإضافة ( خلق ) إلى ما بعده من إضافة المصدر إلى مفعوله أي لخلق الله تعالى السماوات والأرض أعظم من خلقه سبحانه الناس لأن الناس بالنسبة إلى تلك الأجرام العظيمة كلا شيء ، والمراد أن من قدر على خلق ذلك فهو سبحانه على خلق ما لا يعد شيئا بالنسبة إليه بدأ وإعادة أقدر وأقدر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية : الناس
الدجال وهو بناء على ما روي عنه في المجادلين ، ولعمري إن تطبيق هذا ونحوه على ذلك في غاية البعد وأنا لا أقول به
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57ولكن أكثر الناس لا يعلمون وهم الكفرة ، ولما كان ما قبل لإثبات البعث الذي يشهد له العقل وتقتضيه الحكمة اقتضاء ظاهرا ناسب نفي العلم عمن كفر به لأنهم لو كانوا من العقلاء الذين من شأنهم التدبر والتفكر فيما يدل عليه لم يصدر عنهم إنكاره ، ولم يذكر للعلم مفعولا لأن المناسب للمقام تنزيله منزلة اللازم ، وقيل : المراد لا يعلمون أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس أي لا يجرون على موجب العلم بذلك من الإقرار بالبعث ومن لا يجري على موجب علمه هو والجاهل سواء .
وفي البحر أنه تعالى نبه على أنه لا ينبغي أن يجادل في آيات الله ولا يتكبر الإنسان بقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لخلق .. إلخ . أي إن مخلوقاته تعالى أكبر وأجل من خلق البشر فما لأحدهم يجادل ويتكبر على خالقه سبحانه وتعالى ولكن أكثر الناس لا يعلمون لا يتأملون لغلبة الغفلة عليهم ولذلك جادلوا وتكبروا ، ولا يخفى أنه تفسير قليل الجدوى .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=31756_32438_33679_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ تَحْقِيقٌ لِلْحَقِّ وَتَبْيِينٌ لِأَشْهَرِ مَا يُجَادِلُونَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ الْبَعْثِ الَّذِي هُوَ كَالتَّوْحِيدِ فِي وُجُوبِ الْإِيمَانِ بِهِ عَلَى مِنْهَاجِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=81أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ [يس : 81] وَإِضَافَةُ ( خَلْقُ ) إِلَى مَا بَعْدَهُ مِنْ إِضَافَةِ الْمَصْدَرِ إِلَى مَفْعُولِهِ أَيْ لَخَلْقُ اللَّهِ تَعَالَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَعْظَمُ مِنْ خَلْقِهِ سُبْحَانَهُ النَّاسَ لِأَنَّ النَّاسَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى تِلْكَ الْأَجْرَامِ الْعَظِيمَةِ كَلَا شَيْءَ ، وَالْمُرَادُ أَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى خَلْقِ ذَلِكَ فَهُوَ سُبْحَانَهُ عَلَى خَلْقِ مَا لَا يُعَدُّ شَيْئًا بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ بَدْأً وَإِعَادَةً أَقْدَرُ وَأَقْدَرُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أَبُو الْعَالِيَةِ : النَّاسُ
الدَّجَّالُ وَهُوَ بِنَاءٌ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْهُ فِي الْمُجَادِلِينَ ، وَلَعَمْرِي إِنَّ تَطْبِيقَ هَذَا وَنَحْوِهِ عَلَى ذَلِكَ فِي غَايَةِ الْبُعْدِ وَأَنَا لَا أَقُولُ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ وَهُمُ الْكَفَرَةُ ، وَلَمَّا كَانَ مَا قَبْلُ لِإِثْبَاتِ الْبَعْثِ الَّذِي يَشْهَدُ لَهُ الْعَقْلُ وَتَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ اقْتِضَاءً ظَاهِرًا نَاسَبَ نَفْيَ الْعِلْمِ عَمَّنْ كَفَرَ بِهِ لِأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَ الْعُقَلَاءِ الَّذِينَ مِنْ شَأْنِهِمُ التَّدَبُّرُ وَالتَّفَكُّرُ فِيمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ لَمْ يَصْدُرْ عَنْهُمْ إِنْكَارُهُ ، وَلَمْ يَذْكُرْ لِلْعِلْمِ مَفْعُولًا لِأَنَّ الْمُنَاسِبَ لِلْمَقَامِ تَنْزِيلُهُ مَنْزِلَةَ اللَّازِمِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ أَيْ لَا يَجْرُونَ عَلَى مُوجِبِ الْعِلْمِ بِذَلِكَ مِنَ الْإِقْرَارِ بِالْبَعْثِ وَمَنْ لَا يَجْرِي عَلَى مُوجِبِ عِلْمِهِ هُوَ وَالْجَاهِلُ سَوَاءٌ .
وَفِي الْبَحْرِ أَنَّهُ تَعَالَى نَبَّهَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُجَادَلَ فِي آيَاتِ اللَّهِ وَلَا يَتَكَبَّرَ الْإِنْسَانُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=57لَخَلْقُ .. إِلَخْ . أَيْ إِنَّ مَخْلُوقَاتِهِ تَعَالَى أَكْبَرُ وَأَجَلُّ مِنْ خَلْقِ الْبَشَرِ فَمَا لِأَحَدِهِمْ يُجَادِلُ وَيَتَكَبَّرُ عَلَى خَالِقِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ لَا يَتَأَمَّلُونَ لِغَلَبَةِ الْغَفْلَةِ عَلَيْهِمْ وَلِذَلِكَ جَادَلُوا وَتَكَبَّرُوا ، وَلَا يَخْفَى أَنَّهُ تَفْسِيرٌ قَلِيلُ الْجَدْوَى .