nindex.php?page=treesubj&link=19881_30454_30614_29010nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أليس الله بكاف عبده إنكار ونفي لعدم كفايته تعالى على أبلغ وجه كأن الكفاية من التحقق والظهور بحيث لا يقدر أحد على أن يتفوه بعدمها أو يتلعثم في الجواب بوجودها ، والمراد - بعبده - إما رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي وأيد بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36ويخوفونك بالذين من دونه أي الأوثان التي اتخذوها آلهة فإن الخطاب سواء كانت الجملة استئنافا أو حالا له صلى الله تعالى عليه وسلم : وقد روي
أن قريشا قالت له عليه الصلاة والسلام : إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا وتصيبك معرتها لعيبك إياها فنزلت ، وفي رواية
nindex.php?page=hadith&LINKID=890718قالوا : لتكفن عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منها خبل فنزلت ، أو الجنس المنتظم له عليه الصلاة والسلام انتظاما أوليا ، وأيد بقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=17340وابن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي «عباده » بالجمع وفسر بالأنبياء عليهم السلام والمؤمنين ، وعلى الأول يراد أيضا الأتباع كما سمعت في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33والذي جاء بالصدق وصدق به ،
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36ويخوفونك شامل لهم أيضا على ما سلف والتئام الكلام بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32فمن أظلم إلى هذا المقام لدلالته على أنه تعالى يكفي نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم مهم دينه ودنياه ويكفي أتباعه المؤمنين أيضا المهمين وفيه أنه سبحانه يكفيهم شر الكافرين من وجهين من طريق المقابلة ومن أنه داخل في كفاية مهمي الرسول عليه الصلاة والسلام وأتباعه ، وهذا ما تقتضيه البلاغة القرآنية ويلائم ما بني عليه السورة الكريمة من ذكر الفريقين وأحوالهما توكيدا لما أمر به أولا من العبادة والإخلاص وقرئ «بكافي عباده » بالإضافة و «يكافي عباده » مضارع كافى ونصب «عباده » فاحتمل أن يكون مفاعلة من الكفاية كقولك : يجاري في يجري وهو أبلغ من كفى لبنائه على لفظ المبالغة وهو الظاهر لكثرة تردد هذا المعنى في القرآن نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=137فسيكفيكهم الله [البقرة : 137] ويحتمل أن يكون مهموزا من المكافأة وهي المجازاة ، ووجه الارتباط أنه تعالى لما ذكر حال من كذب على الله وكذب بالصدق وجزاءه وحال مقابله أعني الذي جاء بالصدق وصدق به وجزاءه وعرض بقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=34ذلك جزاء المحسنين بأن ما سلف جزاء الكافرين المسيئين لما هو معروف من فائدة البناء على اسم الإشارة ثم عقبه تعالى بقوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35ليكفر .. إلخ . على معنى ليكفر عنهم ويجزيهم خصهم بما خص فنبه على المقابل أيضا من ضرورة الاختصاص والتعليل ، وفيه أيضا ما يدل على حكم المقابل على اعتبار المتعلق غير
[ ص: 6 ] ما ذكر كما يظهر بأدنى التفات أردف بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أليس الله بكاف عبده وحيث إن مطمح النظر من العباد السيد الحبيب صلى الله تعالى عليه وسلم كان المعنى الله تعالى يجازي عبده ونبيه عليه الصلاة والسلام هذا الجزاء المذكور وفيه أنه الذي يجزيه البتة ويلائمه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36ويخوفونك فإنه لما كان في مقابلة ذم آلهتهم كما سمعت في سبب النزول كان تحذيرا من جزاء الآلهة فلا مغمز بعدم الملاءمة . نعم لا ننكر أن معنى الكفاية أبلغ كما هو مقتضى القراءة المشهورة فاعلم ذاك والله تعالى يتولى هداك .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36ومن يضلل الله حتى غفل عن كفايته تعالى عبده وخوف بما لا ينفع ولا يضر أصلا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36فما له من هاد يهديه إلى خير ما
nindex.php?page=treesubj&link=19881_30454_30614_29010nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ إِنْكَارٌ وَنَفْيٌ لِعَدَمِ كِفَايَتِهِ تَعَالَى عَلَى أَبْلَغِ وَجْهٍ كَأَنَّ الْكِفَايَةَ مِنَ التَّحَقُّقِ وَالظُّهُورِ بِحَيْثُ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى أَنْ يَتَفَوَّهَ بِعَدَمِهَا أَوْ يَتَلَعْثَمَ فِي الْجَوَابِ بِوُجُودِهَا ، وَالْمُرَادُ - بِعَبْدِهِ - إِمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ وَأُيِّدَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ أَيِ الْأَوْثَانُ الَّتِي اتَّخَذُوهَا آلِهَةً فَإِنَّ الْخِطَابَ سَوَاءٌ كَانَتِ الْجُمْلَةُ اسْتِئْنَافًا أَوْ حَالًا لَهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَقَدْ رُوِيَ
أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : إِنَّا نَخَافُ أَنْ تَخْبِلَكَ آلِهَتُنَا وَتُصِيبَكَ مَعَرَّتُهَا لِعَيْبِكَ إِيَّاهَا فَنَزَلَتْ ، وَفِي رِوَايَةٍ
nindex.php?page=hadith&LINKID=890718قَالُوا : لَتَكُفَّنَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِنَا أَوْ لَيُصِيبَنَّكَ مِنْهَا خَبَلٌ فَنَزَلَتْ ، أَوِ الْجِنْسُ الْمُنْتَظِمُ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ انْتِظَامًا أَوَّلِيًّا ، وَأُيِّدَ بِقِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبِي جَعْفَرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=17340وَابْنِ وَثَّابٍ nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشِ nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ «عِبَادَهُ » بِالْجَمْعِ وَفُسِّرَ بِالْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَالْمُؤْمِنِينَ ، وَعَلَى الْأَوَّلِ يُرَادُ أَيْضًا الْأَتْبَاعُ كَمَا سَمِعْتَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36وَيُخَوِّفُونَكَ شَامِلٌ لَهُمْ أَيْضًا عَلَى مَا سَلَفَ وَالْتِئَامُ الْكَلَامِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32فَمَنْ أَظْلَمُ إِلَى هَذَا الْمَقَامِ لِدَلَالَتِهِ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى يَكْفِي نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهَمَّ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَيَكْفِي أَتْبَاعَهُ الْمُؤْمِنِينَ أَيْضًا الْمَهَمَّيْنِ وَفِيهِ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَكْفِيهِمْ شَرَّ الْكَافِرِينَ مِنْ وَجْهَيْنِ مِنْ طَرِيقِ الْمُقَابَلَةِ وَمِنْ أَنَّهُ دَاخِلٌ فِي كِفَايَةِ مَهْمِيِّ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَأَتْبَاعِهِ ، وَهَذَا مَا تَقْتَضِيهِ الْبَلَاغَةُ الْقُرْآنِيَّةُ وَيُلَائِمُ مَا بُنِيَ عَلَيْهِ السُّورَةُ الْكَرِيمَةُ مِنْ ذِكْرِ الْفَرِيقَيْنِ وَأَحْوَالِهِمَا تَوْكِيدًا لِمَا أَمَرَ بِهِ أَوَّلًا مِنَ الْعِبَادَةِ وَالْإِخْلَاصِ وَقُرِئَ «بِكَافِي عِبَادِهِ » بِالْإِضَافَةِ وَ «يُكَافِي عِبَادَهُ » مُضَارِعَ كَافَى وَنَصْبَ «عِبَادَهُ » فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ مُفَاعَلَةً مِنَ الْكِفَايَةِ كَقَوْلِكَ : يُجَارِي فِي يَجْرِي وَهُوَ أَبْلَغُ مِنْ كَفَى لِبِنَائِهِ عَلَى لَفْظِ الْمُبَالَغَةِ وَهُوَ الظَّاهِرُ لِكَثْرَةِ تَرَدُّدِ هَذَا الْمَعْنَى فِي الْقُرْآنِ نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=137فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [الْبَقَرَةَ : 137] وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَهْمُوزًا مِنَ الْمُكَافَأَةِ وَهِيَ الْمُجَازَاةُ ، وَوَجْهُ الِارْتِبَاطِ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ حَالَ مَنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ وَجَزَاءَهُ وَحَالَ مُقَابِلِهِ أَعْنِي الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ وَجَزَاءَهُ وَعَرَضَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=34ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ بِأَنَّ مَا سَلَفَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ الْمُسِيئِينَ لِمَا هُوَ مَعْرُوفٌ مِنْ فَائِدَةِ الْبِنَاءِ عَلَى اسْمِ الْإِشَارَةِ ثُمَّ عَقَّبَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35لِيُكَفِّرَ .. إِلَخْ . عَلَى مَعْنَى لِيُكَفِّرَ عَنْهُمْ وَيَجْزِيَهُمْ خَصَّهُمْ بِمَا خَصَّ فَنَبَّهَ عَلَى الْمُقَابِلِ أَيْضًا مِنْ ضَرُورَةِ الِاخْتِصَاصِ وَالتَّعْلِيلِ ، وَفِيهِ أَيْضًا مَا يَدُلُّ عَلَى حُكْمِ الْمُقَابِلِ عَلَى اعْتِبَارِ الْمُتَعَلِّقِ غَيْرَ
[ ص: 6 ] مَا ذَكَرَ كَمَا يَظْهَرُ بِأَدْنَى الْتِفَاتٍ أُرْدِفَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَحَيْثُ إِنَّ مَطْمَحَ النَّظَرِ مِنَ الْعِبَادِ السَّيِّدُ الْحَبِيبُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْمَعْنَى اللَّهُ تَعَالَى يُجَازِي عَبْدَهُ وَنَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هَذَا الْجَزَاءَ الْمَذْكُورَ وَفِيهِ أَنَّهُ الَّذِي يَجْزِيهِ الْبَتَّةَ وَيُلَائِمُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36وَيُخَوِّفُونَكَ فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ فِي مُقَابَلَةِ ذَمِّ آلِهَتِهِمْ كَمَا سَمِعْتَ فِي سَبَبِ النُّزُولِ كَانَ تَحْذِيرًا مِنْ جَزَاءِ الْآلِهَةِ فَلَا مَغْمَزَ بِعَدَمِ الْمُلَاءَمَةِ . نَعَمْ لَا نُنْكِرُ أَنَّ مَعْنَى الْكِفَايَةِ أَبْلَغُ كَمَا هُوَ مُقْتَضَى الْقِرَاءَةِ الْمَشْهُورَةِ فَاعْلَمْ ذَاكَ وَاللَّهُ تَعَالَى يَتَوَلَّى هُدَاكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ حَتَّى غَفَلَ عَنْ كِفَايَتِهِ تَعَالَى عَبْدُهُ وَخَوَّفَ بِمَا لَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ أَصْلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ يَهْدِيهِ إِلَى خَيْرٍ مَا