nindex.php?page=treesubj&link=28723_30337_30340_33678_29007nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52قالوا أي في ابتداء بعثهم من القبور
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52يا ويلنا أي: هلاكنا احضر فهذا أوانك، وقيل أي يا قومنا انظروا ويلنا وتعجبوا منه، وعلى حذف المنادي قيل (وي) كلمة تعجب، و(لنا) بيان، ونسب للكوفيين وليس بشيء.
وقرأ ابن أبي ليلى "يا ويلتنا" بتاء التأنيث، وعنه أيضا "يا ويلتى" بتاء بعدها ألف بدل من ياء الإضافة، والمراد أن كل واحد منهم يقول يا ويلتى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52من بعثنا من مرقدنا أي رقادنا على أنه مصدر ميمي أو محل رقادنا على أنه اسم مكان ويراد بالمفرد الجمع أي مراقدنا، وفيه تشبيه الموت بالرقاد من حيث عدم ظهور الفعل والاستراحة من الأفعال الاختيارية، ويجوز أن يكون المرقد على حقيقته والقوم لاختلاط عقولهم ظنوا أنهم كانوا نياما ولم يكن لهم إدراك لعذاب القبر لذلك فاستفهموا عن موقظهم، وقيل سموا ذلك مرقدا مع علمهم بما كانوا يقاسون فيه من العذاب لعظم ما شاهدوه فكأن ذلك مرقد بالنسبة إليه، فقد روي أنهم إذا عاينوا جهنم وما فيها من ألوان العذاب يرون ما كانوا فيه مثل النوم في جنبها فيقولون ذلك.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14907الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب أنه قال: ينامون قبل البعث نومة، وأخرج هؤلاء ما عدا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة فإذا صيح بأهل القبور يقولون يا
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52ويلنا من بعثنا من مرقدنا وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن الله تعالى يرفع عنهم العذاب بين النفختين فيرقدون فإذا بعثوا بالنفخة الثانية وشاهدوا الأهوال قالوا: ذلك.
وفي البحر أن هذا غير صحيح الإسناد واختار أن المرقد استعارة عن مضجع الموت.
وقرأ أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك وأبو نهيك "من بعثنا" بمن الجارة والمصدر المجرور وهو متعلق بويل أو بمحذوف وقع حالا منه، ونحوه في الخبر: ويلي عليك وويلي منك يا رجل. ومن الثانية متعلقة بـ(بعث).
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قرأ "من أهبنا" بـ"من" الاستفهامية وأهب بالهمز من هب من نومه إذا انتبه وأهببته أنا أي أنبهته.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي أنه قرأ "هبنا" بلا همز قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : وقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أقيس فهبني بمعنى أيقظني لم أر لها أصلا ولا مر بنا في اللغة مهبوب بمعنى موقظ اللهم إلا أن يكون حرف الجر محذوفا أي هب بنا أي أيقظنا ثم حذف وأوصل الفعل، وليس المعنى على من هب فهببنا معه وإنما معناه من أيقظنا. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي : هبنا بدون الهمز بمعنى أهبنا بالهمز، وقرئ "من هبنا" بمن الجارة والمصدر من هب يهب.
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52هذا ما وعد الرحمن جملة من مبتدأ وخبر
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52وصدق المرسلون عطف على ما في حيز ما، وعطفه على الجملة الاسمية أو جعله حالا بتقدير قد بدونه خلاف الظاهر، وما موصولة محذوفة العائد أي هذا الذي وعده الرحمن والذي صدقه المرسلون أي صدق فيه من قولهم: صدقت زيدا الحديث أي صدقته فيه، ومنه قولهم: "صدقني سن بكره" أو مصدرية أي هذا وعد الرحمن وصدق المرسلين على تسمية الموعود والمصدوق فيه بالوعد والصدق، وهو على ما قيل جواب
[ ص: 33 ] من جهته عز وجل، وعلى ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء من قبل الملائكة، وعلى ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد من قبل المؤمنين وكان الظاهر أن يجابوا بالفاعل لأنه الذي سألوا عنه بأن يقال: الرحمن أو الله بعثكم، لكن عدل عنه إلى ما ذكر تذكيرا لكفرهم وتقريعا لهم عليه مع تضمنه الإشارة إلى الفاعل، وذكر غير واحد أنه من الأسلوب الحكيم على أن المعنى: لا تسألوا عن الباعث، فإن هذا البعث ليس كبعث النائم، وإن ذلك ليس مما يهمكم الآن، وإنما الذي يهمكم أن تسألوا ما هذا البعث ذو الأهوال والأفزاع، وفيه من تقريعهم ما فيه.
وزعم
الطيبي أن ذكر الفاعل ليس بكاف في الجواب لأن قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52من بعثنا من مرقدنا حكاية عن قولهم ذلك عند البعث بعد ما سبق من قولهم " متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " فلا بد في الجواب من قول مضمن معنيين، فكان مقتضى الظاهر أن يقال: بعثكم الرحمن الذي وعدكم البعث وأنبأكم به الرسل، لكن عدل إلى ما يشعر بتكذيبهم ليكون أهول وفي التقريع أدخل، وهو وارد على الأسلوب الحكيم. وفي دعوى عدم كفاية ذكر الفاعل في الجواب نظر، وفي إيثارهم اسم الرحمن قيل إشارة إلى زيادة التقريع من حيث إن الوعد بالبعث من آثار الرحمة وهم لم يلقوا له بالا ولم يلتفتوا إليه وكذبوا به ولم يستعدوا لما يقتضيه، وقيل آثره المجيبون من المؤمنين لما أن الرحمة قد غمرتهم فهي نصب أعينهم، واختصاص رحمة الرحمن بما يكون في الدنيا ورحمة الرحيم بما يكون في الأخرى ممنوع، فقد ورد يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: هذا الجواب من قبل الكفار على أنهم أجابوا أنفسهم حيث تذكروا ما سمعوه من المرسلين - عليهم السلام - أو أجاب بعضهم بعضا، وآثروا اسم الرحمن طمعا في أن يرحمهم وهيهات ليس لكافر نصيب يومئذ من رحمته عز وجل، وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج كون "هذا" صفة لـ"مرقدنا" لتأويله بمشتق فيصح الوقف عليه، وقد روي عن
حفص أنه وقف عليه وسكت سكتة خفيفة فحكاية إجماع القراء على الوقف على
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52مرقدنا غير تامة، وما مبتدأ محذوف الخبر أي: حق، أو خبر مبتدأه محذوف أي هو أو هذا ما وعد، وفيه من البديع صنعة التجاذب وهو أن تكون كلمة محتملة أن تكون من السابق وأن تكون من اللاحق، ومثله كما قال
الشيخ الأكبر قدس سره في تفسيره المسمى بإيجاز البيان في الترجمة عن القرآن ومن خطه الشريف نقلت" الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه" الآية بعد قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين وقوله - تعالى - : " فيه هدى " بعد" لا ريب " فليحفظ!
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30337_30340_33678_29007nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52قَالُوا أَيْ فِي ابْتِدَاءِ بَعْثِهِمْ مِنَ الْقُبُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52يَا وَيْلَنَا أَيْ: هَلَاكَنَا احْضُرْ فَهَذَا أَوَانُكَ، وَقِيلَ أَيْ يَا قَوْمَنَا انْظُرُوا وَيْلَنَا وَتَعَجَّبُوا مِنْهُ، وَعَلَى حَذْفِ الْمُنَادِي قِيلَ (وَيْ) كَلِمَةُ تَعَجُّبٍ، وَ(لَنَا) بَيَانٌ، وَنُسِبَ لِلْكُوفِيِّينَ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَرَأَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى "يَا وَيْلَتَنَا" بِتَاءِ التَّأْنِيثِ، وَعَنْهُ أَيْضًا "يَا وَيْلَتَى" بِتَاءٍ بَعْدَهَا أَلِفٌ بَدَلٌ مِنْ يَاءِ الْإِضَافَةِ، وَالْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ يَا وَيْلَتَى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52مَنْ بَعَثَنَا مَنْ مَرْقَدِنَا أَيْ رُقَادِنَا عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ أَوْ مَحَلِّ رُقَادِنَا عَلَى أَنَّهُ اسْمُ مَكَانٍ وَيُرَادُ بِالْمُفْرِدِ الْجَمْعُ أَيْ مَرَاقِدِنَا، وَفِيهِ تَشْبِيهُ الْمَوْتِ بِالرُّقَادِ مِنْ حَيْثُ عَدَمُ ظُهُورِ الْفِعْلِ وَالِاسْتِرَاحَةُ مِنَ الْأَفْعَالِ الِاخْتِيَارِيَّةِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَرْقَدُ عَلَى حَقِيقَتِهِ وَالْقَوْمُ لِاخْتِلَاطِ عُقُولِهِمْ ظَنُّوا أَنَّهُمْ كَانُوا نِيَامًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِدْرَاكٌ لِعَذَابِ الْقَبْرِ لِذَلِكَ فَاسْتَفْهَمُوا عَنْ مُوقِظِهِمْ، وَقِيلَ سَمَّوْا ذَلِكَ مَرْقَدًا مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَا كَانُوا يُقَاسُونَ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ لِعِظَمِ مَا شَاهَدُوهُ فَكَأَنَّ ذَلِكَ مَرْقَدٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ، فَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُمْ إِذَا عَايَنُوا جَهَنَّمَ وَمَا فِيهَا مِنْ أَلْوَانِ الْعَذَابِ يَرَوْنَ مَا كَانُوا فِيهِ مِثْلَ النَّوْمِ فِي جَنْبِهَا فَيَقُولُونَ ذَلِكَ.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14907الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ
nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: يَنَامُونَ قَبْلَ الْبَعْثِ نَوْمَةً، وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ مَا عَدَا
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنَ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ قَالَ: لِلْكُفَّارِ هَجْعَةٌ يَجِدُونَ فِيهَا طَعْمَ النَّوْمِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِذَا صِيحَ بِأَهْلِ الْقُبُورِ يَقُولُونَ يَا
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مَنْ مَرْقَدِنَا وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْفَعُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ فَيَرْقُدُونَ فَإِذَا بُعِثُوا بِالنَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ وَشَاهَدُوا الْأَهْوَالَ قَالُوا: ذَلِكَ.
وَفِي الْبَحْرِ أَنَّ هَذَا غَيْرُ صَحِيحِ الْإِسْنَادِ وَاخْتَارَ أَنَّ الْمَرْقَدَ اسْتِعَارَةٌ عَنْ مَضْجَعِ الْمَوْتِ.
وَقَرَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ وَأَبُو نَهِيكٍ "مِنْ بَعْثِنَا" بِمِنِ الْجَارَّةِ وَالْمَصْدَرِ الْمَجْرُورِ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِوَيْلٍ أَوْ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالًا مِنْهُ، وَنَحْوُهُ فِي الْخَبَرِ: وَيْلِي عَلَيْكَ وَوَيْلِي مِنْكَ يَا رَجُلُ. وَمِنَ الثَّانِيَةُ مُتَعَلِّقَةٌ بِـ(بَعْثٍ).
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَرَأَ "مَنْ أَهَبَّنَا" بِـ"مَنِ" الِاسْتِفْهَامِيَّةِ وَأَهَبَّ بِالْهَمْزِ مِنْ هَبَّ مِنْ نَوْمِهِ إِذَا انْتَبَهَ وَأَهْبَبْتُهُ أَنَا أَيْ أَنْبَهْتُهُ.
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٍّ أَنَّهُ قَرَأَ "هَبَّنَا" بِلَا هَمْزٍ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي : وَقِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَقْيَسُ فَهَبَّنِي بِمَعْنَى أَيْقَظَنِي لَمْ أَرَ لَهَا أَصْلًا وَلَا مَرَّ بِنَا فِي اللُّغَةِ مَهْبُوبٌ بِمَعْنَى مُوقَظٍ اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَرْفُ الْجَرِّ مَحْذُوفًا أَيْ هَبَّ بِنَا أَيْ أَيْقَظْنَا ثُمَّ حُذِفَ وَأُوصِلَ الْفِعْلُ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى عَلَى مَنْ هَبَّ فَهَبَبْنَا مَعَهُ وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ مَنْ أَيْقَظْنَا. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13926الْبَيْضَاوِيُّ : هَبَّنَا بِدُونِ الْهَمْزِ بِمَعْنَى أَهَبَّنَا بِالْهَمْزِ، وَقُرِئَ "مِنْ هَبِّنَا" بِمِنِ الْجَارَّةِ وَالْمَصْدَرُ مِنْ هَبَّ يَهُبُّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ جُمْلَةٌ مِنْ مُبْتَدَأٍ وَخَبَرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ عَطْفٌ عَلَى مَا فِي حَيِّزِ مَا، وَعَطْفُهُ عَلَى الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ أَوْ جَعْلُهُ حَالًا بِتَقْدِيرِ قَدْ بِدُونِهِ خِلَافُ الظَّاهِرِ، وَمَا مَوْصُولَةٌ مَحْذُوفَةُ الْعَائِدِ أَيْ هَذَا الَّذِي وَعَدَهُ الرَّحْمَنُ وَالَّذِي صَدَقَهُ الْمُرْسَلُونَ أَيْ صَدَقَ فِيهِ مِنْ قَوْلِهِمْ: صَدَقْتُ زَيْدًا الْحَدِيثَ أَيْ صَدَقْتَهُ فِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: "صَدَقَنِي سِنَّ بَكْرِهِ" أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ أَيْ هَذَا وَعْدُ الرَّحْمَنِ وَصِدْقُ الْمُرْسَلِينَ عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَوْعُودِ وَالْمَصْدُوقِ فِيهِ بِالْوَعْدِ وَالصِّدْقِ، وَهُوَ عَلَى مَا قِيلَ جَوَابٌ
[ ص: 33 ] مِنْ جِهَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَلَى مَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ مِنْ قِبَلِ الْمَلَائِكَةِ، وَعَلَى مَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ مِنْ قِبَلِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَ الظَّاهِرُ أَنْ يُجَابُوا بِالْفَاعِلِ لِأَنَّهُ الَّذِي سَأَلُوا عَنْهُ بِأَنْ يُقَالَ: الرَّحْمَنُ أَوِ اللَّهُ بَعَثَكُمْ، لَكِنْ عَدَلَ عَنْهُ إِلَى مَا ذُكِرَ تَذْكِيرًا لِكُفْرِهِمْ وَتَقْرِيعًا لَهُمْ عَلَيْهِ مَعَ تَضَمُّنِهِ الْإِشَارَةَ إِلَى الْفَاعِلِ، وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ مِنَ الْأُسْلُوبِ الْحَكِيمِ عَلَى أَنَّ الْمَعْنَى: لَا تَسْأَلُوا عَنِ الْبَاعِثِ، فَإِنَّ هَذَا الْبَعْثَ لَيْسَ كَبَعْثِ النَّائِمِ، وَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِمَّا يُهِمُّكُمُ الْآنَ، وَإِنَّمَا الَّذِي يُهِمُّكُمْ أَنْ تَسْأَلُوا مَا هَذَا الْبَعْثُ ذُو الْأَهْوَالِ وَالْأَفْزَاعِ، وَفِيهِ مِنْ تَقْرِيعِهِمْ مَا فِيهِ.
وَزَعَمَ
الطِّيبِيُّ أَنَّ ذِكْرَ الْفَاعِلِ لَيْسَ بِكَافٍ فِي الْجَوَابِ لِأَنَّ قَوْلَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52مَنْ بَعَثَنَا مَنْ مَرْقَدِنَا حِكَايَةٌ عَنْ قَوْلِهِمْ ذَلِكَ عِنْدَ الْبَعْثِ بَعْدَ مَا سَبَقَ مِنْ قَوْلِهِمْ " متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " فَلَا بُدَّ فِي الْجَوَابِ مِنْ قَوْلٍ مُضَمَّنٍ مَعْنَيَيْنِ، فَكَانَ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ أَنْ يُقَالَ: بَعَثَكُمُ الرَّحْمَنُ الَّذِي وَعَدَكُمُ الْبَعْثَ وَأَنْبَأَكُمْ بِهِ الرُّسُلُ، لَكِنْ عَدَلَ إِلَى مَا يُشْعِرُ بِتَكْذِيبِهِمْ لِيَكُونَ أَهْوَلَ وَفِي التَّقْرِيعِ أَدْخَلَ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَى الْأُسْلُوبِ الْحَكِيمِ. وَفِي دَعْوَى عَدَمِ كِفَايَةِ ذِكْرِ الْفَاعِلِ فِي الْجَوَابِ نَظَرٌ، وَفِي إِيثَارِهِمُ اسْمَ الرَّحْمَنِ قِيلَ إِشَارَةٌ إِلَى زِيَادَةِ التَّقْرِيعِ مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْوَعْدَ بِالْبَعْثِ مِنْ آثَارِ الرَّحْمَةِ وَهُمْ لَمْ يُلْقُوا لَهُ بَالًا وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ وَكَذَّبُوا بِهِ وَلَمْ يَسْتَعِدُّوا لِمَا يَقْتَضِيهِ، وَقِيلَ آثَرَهُ الْمُجِيبُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا أَنَّ الرَّحْمَةَ قَدْ غَمَرَتْهُمْ فَهِيَ نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ، وَاخْتِصَاصُ رَحْمَةِ الرَّحْمَنِ بِمَا يَكُونُ فِي الدُّنْيَا وَرَحْمَةِ الرَّحِيمِ بِمَا يَكُونُ فِي الْأُخْرَى مَمْنُوعٌ، فَقَدْ وَرَدَ يَا رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ: هَذَا الْجَوَابُ مِنْ قِبَلِ الْكُفَّارِ عَلَى أَنَّهُمْ أَجَابُوا أَنْفُسَهُمْ حَيْثُ تَذَكَّرُوا مَا سَمِعُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - أَوْ أَجَابَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَآثَرُوا اسْمَ الرَّحْمَنِ طَمَعًا فِي أَنْ يَرْحَمَهُمْ وَهَيْهَاتَ لَيْسَ لِكَافِرٍ نَصِيبٌ يَوْمَئِذٍ مِنْ رَحْمَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ كَوْنَ "هَذَا" صِفَةً لِـ"مَرْقَدِنَا" لِتَأْوِيلِهِ بِمُشْتَقٍّ فَيَصِحُّ الْوَقْفُ عَلَيْهِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ
حَفْصٍ أَنَّهُ وَقَفَ عَلَيْهِ وَسَكَتَ سَكْتَةً خَفِيفَةً فَحِكَايَةُ إِجْمَاعِ الْقُرَّاءِ عَلَى الْوَقْفِ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52مَرْقَدِنَا غَيْرُ تَامَّةٍ، وَمَا مُبْتَدَأٌ مَحْذُوفُ الْخَبَرِ أَيْ: حَقٌّ، أَوْ خَبَرٌ مُبْتَدَأُهُ مَحْذُوفٌ أَيْ هُوَ أَوْ هَذَا مَا وَعَدَ، وَفِيهِ مِنَ الْبَدِيعِ صَنْعَةُ التَّجَاذُبِ وَهُوَ أَنْ تَكُونَ كَلِمَةٌ مُحْتَمِلَةٌ أَنْ تَكُونَ مِنَ السَّابِقِ وَأَنْ تَكُونَ مِنَ اللَّاحِقِ، وَمِثْلُهُ كَمَا قَالَ
الشَّيْخُ الْأَكْبَرُ قُدِّسَ سِرُّهُ فِي تَفْسِيرِهِ الْمُسَمَّى بِإِيجَازِ الْبَيَانِ فِي التَّرْجَمَةِ عَنِ الْقُرْآنِ وَمِنْ خَطِّهِ الشَّرِيفِ نَقَلْتُ" الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه" الْآيَةَ بَعْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=145وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ وَقَوْلُهُ - تَعَالَى - : " فيه هدى " بَعْدَ" لا ريب " فَلْيُحْفَظْ!