nindex.php?page=treesubj&link=24406_31976_33142_33177_34513_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قال رب اجعل لي آية أي علامة تدلني على العلوق وإنما سألها استعجالا للسرور قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، وقيل ليتلقى تلك النعمة بالشكر حين حصولها ولا يؤخر حتى تظهر ظهورا معتادا، ولعل هذا هو الأنسب بحال أمثاله عليه السلام، وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: إنه سأل الآية ليتحقق أن تلك البشارة منه تعالى لا من الشيطان ليس بشيء كما أشرنا إليه آنفا، والجعل إما بمعنى التصيير فيتعدى إلى مفعولين أولهما: (آية) ، وثانيهما: (لي)، والتقديم لأنه المسوغ لكون (آية) مبتدأ عند الانحلال، وإما بمعنى الخلق والإيجاد فيتعدى إلى مفعول واحد وهو (آية) و (لي) حينئذ في محل نصب على الحال من (آية) لأنه لو تأخر عنها كان صفة لها، وصفة النكرة إذا تقدمت عليها أعربت حالا منها كما تقدمت الإشارة إليه غير مرة ويجوز أن يكون متعلقا بما عنده، وتقديمه للاعتناء به والتشويق لما بعده.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قال آيتك ألا تكلم الناس أي أن لا تقدر على تكليمهم من غير آفة وهو الأنسب بكونه آية والأوفق لما في سورة مريم، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
جبير بن معتمر قال: "ربا لسانه في فيه حتى ملأه فمنعه الكلام "، والآية فيه عدم منعه من الذكر والتسبيح، وعلى كلا التقديرين عدم التكليم اضطراري، وقال
أبو مسلم: إنه اختياري، والمعنى آيتك أن تصير مأمورا بعدم التكلم إلا بالذكر والتسبيح ولا يخفى بعده هنا، وعليه وعلى القولين قبله يحتمل أن يراد من عدم التكليم ظاهره فقط وهو الظاهر، ويحتمل أن يكون كناية عن الصيام لأنهم كانوا إذ ذاك إذا صاموا لم يكلموا أحدا وإلى ذلك ذهب عطاء وهو خلاف الظاهر، ومع هذا يتوقف قبوله على توقيف، وإنما خص تكليم الناس للإشارة إلى أنه غير ممنوع من التكلم بذكر الله تعالى.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41ثلاثة أيام أي متوالية، وقال بعضهم المراد ثلاثة أيام ولياليها، وقيل: الكلام على حذف مضاف، أي ليالي ثلاثة أيام لقوله سبحانه في سورة مريم:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10ثلاث ليال والحق أن الآية كانت عدم التكليم ستة أفراد إلا أنه اقتصر تارة على ذكر ثلاثة أيام منها وأخرى على ثلاث ليال، وجعل ما لم يذكر في كل تبعا لما ذكر، قيل: وإنما قدم التعبير بالأيام لأن يوم كل ليلة
[ ص: 151 ] قبلها في حساب الناس يومئذ، وكونه بعدها إنما هو عند
العرب خاصة كما تقدمت الإشارة إليه.
واعترض بأن آية الليالي متقدمة نزولا لأن السورة التي هي فيها مكية والسورة التي فيها آية الأيام مدنية، وعليه يكون أول ظهور هذه الآية ليلا ويكون اليوم تبعا لليلة التي قبلها على ما يقتضيه حساب
العرب، فتدبر.
فالبحث محتاج إلى تحرير بعد، وإنما جعل عقل اللسان آية العلوق لتخلص المدة لذكر الله تعالى وشكره قضاء لحق النعمة، كأنه قيل له: آية حصول النعمة أن تمنع عن الكلام إلا بشكرها، وأحسن الجواب على ما قيل ما أخذ من السؤال كما قيل
لأبي تمام لم تقول ما لا نفهم؟ فقال: لم لا نفهم ما يقال؟ وهذا مبني على أن سؤال الآية منه عليه السلام إنما كان لتلقي النعمة بالشكر، ولعل دلالة كلامه على ذلك بواسطة المقام وإلا ففي ذلك خفاء كما لا يخفى.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة أن حبس لسانه عليه السلام كان من باب العقوبة حيث طلب الآية بعد مشافهة الملائكة له بالبشارة ولعل الجناية حينئذ من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين ومع هذا حسن الظن يميل إلى الأول، ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة لا آمن على الأقدام الضعيفة.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41إلا رمزا أي إيماء، وأصله التحرك، يقال: ارتمز أي تحرك، ومنه قيل للبحر الراموز، وأخرج
الطيبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن
نافع بن الأزرق سأله عن الرمز فقال: الإشارة باليد والوحي بالرأس، فقال: وهل تعرف
العرب ذلك؟ قال: نعم أما، سمعت قول الشاعر:
ما في السماء من الرحمن (مرتمز) إلا إليه وما في الأرض من وزر
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أن الرمز هنا كان تحريك الشفتين، وقيل: الكتابة على الأرض، وقيل: الإشارة بالمسبحة، وقيل: الصوت الخفي، وقيل: كل ما أوجب اضطرابا في الفهم كان رمزا، وهو استثناء منقطع بناء على أن الرمز الإشارة والإفهام من دون كلام وهو حينئذ ليس من قبيل المستثنى منه، وجوز أن يكون متصلا بناء على أن المراد بالكلام ما فهم منه المراد، ولا ريب في كون الرمز من ذاك القبيل، ولا يخفى أن هذا التأويل خلاف الظاهر ويلزم منه أن لا يكون استثناء منقطعا في الدنيا أصلا إذ ما من استثناء إلا ويمكن تأويله بمثل ذلك مما يجعله متصلا ولا قائل به، وتعقب
ابن الشجري النصب على الاستثناء هنا مطلقا، وادعى أن
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41رمزا مفعول به منتصب بتقدير حذف الخافض، والأصل أن لا تكلم الناس إلا برمز، فالعامل الذي قبل (إلا) مفرغ في هذا النحو للعمل فيما بعدها بدليل أنك لو حذفت (إلا) وحرف النفي استقام الكلام، تقول في نحو ما لقيت إلا زيدا لقيت زيدا، وفي ما خرج إلا زيد خرج زيد، وكذا لو قلت: آيتك أن تكلم الناس رمزا، استقام، وليس كذلك الاستثناء، فلو قلت: ليس القوم في الدار إلا زيدا أو إلا زيد ثم حذفت النفي، وإلا فقلت: القوم في الدار زيدا أو زيد، لم يستقم، فكذا المنقطع نحو: ما خرج القوم إلا حمارا، لو قلت: خرج القوم حمارا لم يستقم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14486السفاقسي.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب (إلا رمزا) بضمتين، جمع رموز كرسول ورسل، وقرئ (رمزا) بفتحتين جمع رامز كخادم وخدم وهو من نادر الجمع وعلى القراءتين يكون حالا من الفاعل والمفعول معا أي مترامزين، ومثله قول
عنترة: متى ما تلقني (فردين) ترجف روانف أليتيك وتستطارا
وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أن يكون (إلا رمزا) على قراءة الضم مصدرا، وجعله مسكن الميم في الأصل والضم عارض للاتباع كاليسر واليسر، وعليه لا يختلف إعرابه، فافهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41واذكر ربك أي في أيام الحبسة شكرا لتلك النعمة
[ ص: 152 ] كما يشعر به التعرض لعنوان الربوبية، وقيل: يحتمل أن يكون الأمر بالذكر شكرا للنعمة مطلقا لا في خصوص تلك الأيام، وأن يكون في جميع أيام الحمل لتعود بركاته إليه، والمنساق إلى الذهن هو الأول، والجملة مؤكدة لما قبلها مبينة للغرض منها، واستشكل العطف من وجهين؛ الأول: عطف الإنشاء على الإخبار، والثاني: عطف المؤكد على المؤكد، وأجيب بأنه معطوف على محذوف، أي اشكر واذكر، وقيل: لا يبعد أن يجعل الأمر بمعنى الخبر عطفا على (لا تكلم) فيكون في تقدير: أن لا تكلم وتذكر ربك، ولا يخفى ما فيه،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41كثيرا صفة لمصدر محذوف أو زمان كذلك أي ذكرا كثيرا وزمانا كثيرا.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41وسبح بالعشي وهو من الزوال إلى الغروب، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، وقيل: من العصر إلى ذهاب صدر الليل،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41والإبكار [ 41 ] أي وقته وهو من الفجر إلى الضحى، وإنما قدر المضاف لأن الإبكار بكسر الهمزة مصدر لا وقت فلا تحسن المقابلة كذا قيل; وهو مبني على أن العشي جمع عشية الوقت المخصوص، وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء، والذي ذهب إليه المعظم أنه مصدر أيضا على فعيل لا جمع‘ وإليه يشير كلام
الجوهري فافهم; وقرئ (والأبكار) بفتح الهمزة، فهو حينئذ جمع بكر كسحر لفظا ومعنى وهو نادر الاستعمال، قيل: والمراد بالتسبيح الصلاة بدليل تقييده بالوقت كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=17فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وقيل: الذكر اللساني كما أن المراد بالذكر الذكر القلبي، وعلى كلا التقديرين لا تكرار في ذكر التسبيح مع الذكر، و أل في الوقتين للعموم، وأبعد من جعلها للعهد أي عشي تلك الأيام الثلاثة وأبكارها، والجار والمجرور متعلق بما عنده، وليس من باب التنازع في المشهور، وجوزه بعضهم فيكون الأمر بالذكر مقيدا بهذين الوقتين أيضا، وزعم بعضهم أن تقييده بالكثرة يدل على أنه لا يفيد التكرار، وفيه بعد تسليم أنه مقيد به فقط أن الكثرة أخص من التكرار.
هذا ومن باب البطون في الآيات أن
زكريا عليه السلام كان شيخا مرشدا للناس فلما رأى ما رأى أي تحركت غيرة النبوة فطلب من ربه ولدا حقيقيا يقوم مقامه في تربية الناس وهدايتهم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=38رب هب لي من لدنك ذرية طيبة أي مطهرة من لوث الاشتغال بالسوى منفردة عن إراداتها مقدسة من شهواتها
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39فنادته الملائكة وهو قائم على ساق الخدمة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39يصلي في المحراب وهو محل المراقبة ومحاربة النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39أن الله يبشرك بيحيى وسمي به لأن من شاهد الحق في جمال نبوته يحيا قلبه من موت الفترة، أو لأنه هو يحيا بالنبوة والشهادة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39مصدقا بكلمة من الله وهو ما ينزل به الملك على القلوب المقدسة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وسيدا وهو الذي غلب عليه نور هيبة عزة الحق، وقال
الصادق: هو المباين للخلق وصفا وحالا وخلقا; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14021الجنيد: هو الذي جاد بالكونين طلبا لربه، وقال
ابن عطاء: هو المتحقق بحقيقة الحق، وقال
ابن منصور: هو من خلا عن أوصاف البشرية وحلى بنعوت الربوبية، وقال
محمد بن علي: هو من استوت أحواله عند المنع والإعطاء والرد والقبول
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وحصورا وهو الذي حصر ومنع عن جميع الشهوات وعصم بالعصمة الأزلية، وقال
الإسكندراني: هو المنزه عن الأكوان وما فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39ونبيا أي مرتفع القدر بهبوط الوحي عليه ومعدودا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39من الصالحين وهم أهل الصف الأول من صفوف الأرواح المجندة المشاهدة للحق في مرايا الخلق.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قال استعظاما للنعمة:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40رب أنى يكون لي غلام والحال " قد بلغني الكبر " وهو أحد الموانع العادية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40وامرأتي عاقر وهو مانع آخر
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قال كذلك الله يفعل ما يشاء حسبما تقتضيه الحكمة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قال رب اجعل لي آية على العلوق لأشكرك على هذه النعمة إذ شكر المنعم واجب وبه تدوم المواهب الإلهية .
[ ص: 153 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قال آيتك ألا تكلم الناس بأن يحصر لسانك عن محادثتهم ليتجرد سرك لربك ويكون ظاهرك وباطنك مشغولا به
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41إلا رمزا تدفع به ضيق القلب عند الحاجة، وحقيقة الرمز عند العارفين تعريض السر إلى السر وإعلام الخاطر للخاطر بنعت تحريك سلسلة المواصلة بين المخاطب والمخاطب
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41واذكر ربك كثيرا بتخليص النية عن الخطرات وجمع الهموم بنعت تصفية السر في المناجاة وتحير الروح في المشاهدات
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41وسبح أي نزه ربك عن الشركة في الوجود
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41بالعشي والإبكار بالفناء والبقاء.
وإن أردت تطبيق ما في الآفاق على ما في الأنفس، فتقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=38هنالك دعا زكريا الاستعداد
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=38ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة وهي النفس الطاهرة المقدسة عن النقائص
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=38إنك سميع الدعاء ممن صدق في الطلب
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39فنادته ملائكة القوى الروحانية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وهو قائم منتهض لتكميل النشأة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39يصلي ويدعو في محراب التضرع إلى الله تعالى المفيض على القوابل بحسب القابليات
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39أن الله يبشرك بيحيى وهو الروح الحي بروح الحق والصفات الإلهية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39مصدقا بكلمة من الله وهي ما تلقيها ملائكة الإلهام من قبل الفياض المطلق
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وسيدا لم تملكه الشهوات النفسانية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وحصورا أي مبالغا في الامتناع عن اللذائذ الدنيوية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39ونبيا بما يتلقاه من عالم الملكوت ومعدودا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39من الصالحين لهاتيك الحضرة القائمين بحقوق الحق والخلق لاتصافه بالبقاء بعد الفناء.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قال رب أنى أي كيف
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وضعف القوى الطبيعية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40وامرأتي وهي النفس الحيوانية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40عاقر عقيم عن ولادة مثل هذا الغلام إذ لا تلد الحية إلا حيية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قال كذلك الله في غرابة الشأن
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40يفعل ما يشاء من العجائب التي يستبعدها من قيده النظر إلى المألوفات، وبقي أسيرا في سجن العادات
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قال رب اجعل لي آية على ذلك لأشكرك مستمطرا زيادة نعمك التي لا منتهى لها
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قال آيتك ألا تكلم الناس وهم ما يأنس به من اللذائذ المباحة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41ثلاثة أيام وهي يوم الفناء بالأفعال ويوم الفناء بالصفات ويوم الفناء بالذات
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41إلا رمزا أي قدرا يسيرا تدعو الضرورة إليه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41واذكر ربك الذي رباك حتى أوصلك إلى هذه الغاية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41كثيرا حيث من عليك بخير كثير
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41وسبح أي نزه ربك عن نقائص التقيد بالمظاهر
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41بالعشي والإبكار أي وقتي الصحو والمحو.
وبعض الملتزمين لذكر البطون ذكر في تطبيق ما في الآفاق على ما في الأنفس أن القوى البدنية
امرأة عمران الروح نذرت ما في قوتها من النفس المطمئنة فوضعت أنثى النفس فكفلها
زكريا الفكر فدخل عليها
زكريا محراب الدماغ فوجد عندها رزقا من المعاني الحدسية التي انكشفت لها بصفائها فهنالك دعا
زكريا الفكر بتركيب تلك المعاني واستوهب ولدا مقدسا من لوث الطبيعة فسمع الله تعالى دعاءه فنادته ملائكة القوى الروحانية وهو قائم في أمره بتركيب المعلومات يناجي ربه باستنزال الأنوار في محراب الدماغ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39أن الله يبشرك بيحيى العقل مصدقا
بعيسى القلب الذي هو كلمة من الله لتقدسه عن عالم الأجرام
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وسيدا لجميع أصناف القوى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وحصورا عن مباشرة الطبيعة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39ونبيا بالإخبار عن المعارف والحقائق وتعليم الأخلاق ومنتظما في سلك الصالحين وهم المجردات ومقربو الحضرة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قال رب أنى يكون ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40وقد بلغني كبر منتهى الطور
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40وامرأتي وهي طبيعة الروح النفسانية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40عاقر بالنور المجرد فطلب لذلك علامة فقيل له: علامة ذلك الإمساك عن مكالمة القوى البدنية في تحصيل مآربهم من اللذائذ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41ثلاثة أيام كل يوم عقد تام من أطوار العمر وهو عشر سنين (إلا) بالإشارة الخفية، وأمر بالذكر في هذه الأيام التي هي مع العشر الأول التي هي سن التميز أربعون سنة
[ ص: 154 ] انتهى، وهو قريب مما ذكرته، ولعل ما ذكرته على ضعفي أولى منه، وباب التأويل واسع وبطون كلام الله تعالى لا تحصى.
nindex.php?page=treesubj&link=24406_31976_33142_33177_34513_28974nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً أَيْ عَلَامَةً تَدُلُّنِي عَلَى الْعُلُوقِ وَإِنَّمَا سَأَلَهَا اِسْتِعْجَالًا لِلسُّرُورِ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، وَقِيلَ لِيَتَلَقَّى تِلْكَ النِّعْمَةَ بِالشُّكْرِ حِينَ حُصُولِهَا وَلَا يُؤَخِّرُ حَتَّى تَظْهَرَ ظُهُورًا مُعْتَادًا، وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْأَنْسَبُ بِحَالِ أَمْثَالِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ: إِنَّهُ سَأَلَ الْآيَةَ لِيَتَحَقَّقَ أَنَّ تِلْكَ الْبِشَارَةَ مِنْهُ تَعَالَى لَا مِنَ الشَّيْطَانِ لَيْسَ بِشَيْءٍ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ آنِفًا، وَالْجَعْلُ إِمَّا بِمَعْنَى التَّصْيِيرِ فَيَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ أَوَّلُهُمَا: (آيَةً) ، وَثَانِيهُمَا: (لِي)، وَالتَّقْدِيمُ لِأَنَّهُ الْمُسَوِّغُ لِكَوْنِ (آيَةً) مُبْتَدَأً عِنْدَ الِانْحِلَالِ، وَإِمَّا بِمَعْنَى الْخَلْقِ وَالْإِيجَادِ فَيَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ وَهُوَ (آيَةً) وَ (لِي) حِينَئِذٍ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ (آيَةً) لِأَنَّهُ لَوْ تَأَخَّرَ عَنْهَا كَانَ صِفَةً لَهَا، وَصِفَةُ النَّكِرَةِ إِذَا تَقَدَّمَتْ عَلَيْهَا أُعْرِبَتْ حَالًا مِنْهَا كَمَا تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِمَا عِنْدَهُ، وَتَقْدِيمُهُ لِلِاعْتِنَاءِ بِهِ وَالتَّشْوِيقِ لِمَا بَعْدَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ أَيْ أَنْ لَا تَقْدِرَ عَلَى تَكْلِيمِهِمْ مِنْ غَيْرِ آفَةٍ وَهُوَ الْأَنْسَبُ بِكَوْنِهِ آيَةً وَالْأَوْفَقُ لِمَا فِي سُورَةِ مَرْيَمَ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935اِبْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ مُعْتَمِرٍ قَالَ: "رَبَا لِسَانُهُ فِي فِيهِ حَتَّى مَلَأَهُ فَمَنَعَهُ الْكَلَامُ "، وَالْآيَةُ فِيهِ عَدَمُ مَنْعِهِ مِنَ الذِّكْرِ وَالتَّسْبِيحِ، وَعَلَى كِلَا التَّقْدِيرَيْنِ عَدَمُ التَّكْلِيمِ اِضْطِرَارِيٌّ، وَقَالَ
أَبُو مُسْلِمٍ: إِنَّهُ اِخْتِيَارِيٌّ، وَالْمَعْنَى آيَتُكَ أَنْ تَصِيرَ مَأْمُورًا بِعَدَمِ التَّكَلُّمِ إِلَّا بِالذِّكْرِ وَالتَّسْبِيحِ وَلَا يَخْفَى بُعْدُهُ هُنَا، وَعَلَيْهِ وَعَلَى الْقَوْلَيْنِ قَبْلَهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ مِنْ عَدَمِ التَّكْلِيمِ ظَاهِرُهُ فَقَطْ وَهُوَ الظَّاهِرُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كِنَايَةً عَنِ الصِّيَامِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذْ ذَاكَ إِذَا صَامُوا لَمْ يُكَلِّمُوا أَحَدًا وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ عَطَاءٌ وَهُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ، وَمَعَ هَذَا يَتَوَقَّفُ قَبُولُهُ عَلَى تَوْقِيفٍ، وَإِنَّمَا خَصَّ تَكْلِيمَ النَّاسِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُ غَيْرُ مَمْنُوعٍ مِنَ التَّكَلُّمِ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41ثَلاثَةَ أَيَّامٍ أَيْ مُتَوَالِيَةٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ الْمُرَادُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا، وَقِيلَ: الْكَلَامُ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، أَيْ لَيَالِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10ثَلاثَ لَيَالٍ وَالْحَقُّ أَنَّ الْآيَةَ كَانَتْ عَدَمَ التَّكْلِيمِ سِتَّةَ أَفْرَادٍ إِلَّا أَنَّهُ اِقْتَصَرَ تَارَةً عَلَى ذِكْرِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْهَا وَأُخْرَى عَلَى ثَلَاثِ لَيَالٍ، وَجَعَلَ مَا لَمْ يَذْكُرْ فِي كُلٍّ تَبَعًا لِمَا ذَكَرَ، قِيلَ: وَإِنَّمَا قَدَّمَ التَّعْبِيرَ بِالْأَيَّامِ لِأَنَّ يَوْمَ كُلِّ لَيْلَةٍ
[ ص: 151 ] قَبْلَهَا فِي حِسَابِ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ، وَكَوْنَهُ بَعْدَهَا إِنَّمَا هُوَ عِنْدَ
الْعَرَبِ خَاصَّةً كَمَا تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ.
وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ آيَةَ اللَّيَالِي مُتَقَدِّمَةٌ نُزُولًا لِأَنَّ السُّورَةَ الَّتِي هِيَ فِيهَا مَكِّيَّةٌ وَالسُّورَةَ الَّتِي فِيهَا آيَةُ الْأَيَّامِ مَدَنِيَّةٌ، وَعَلَيْهِ يَكُونُ أَوَّلُ ظُهُورِ هَذِهِ الْآيَةِ لَيْلًا وَيَكُونُ الْيَوْمُ تَبَعًا لِلَّيْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ حِسَابُ
الْعَرَبِ، فَتَدَبَّرْ.
فَالْبَحْثُ مُحْتَاجٌ إِلَى تَحْرِيرٍ بَعْدُ، وَإِنَّمَا جُعِلَ عَقْلُ اللِّسَانِ آيَةَ الْعُلُوقِ لِتَخْلُصَ الْمُدَّةُ لِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَشُكِرِهِ قَضَاءً لِحَقِّ النِّعْمَةِ، كَأَنَّهُ قِيلَ لَهُ: آيَةُ حُصُولِ النِّعْمَةِ أَنْ تُمْنَعَ عَنِ الْكَلَامِ إِلَّا بِشُكْرِهَا، وَأَحْسَنُ الْجَوَابِ عَلَى مَا قِيلَ مَا أُخِذَ مِنَ السُّؤَالِ كَمَا قِيلَ
لِأَبِي تَمَّامٍ لِمَ تَقُولُ مَا لَا نَفْهَمُ؟ فَقَالَ: لِمَ لَا نَفْهَمُ مَا يُقَالُ؟ وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ سُؤَالَ الْآيَةِ مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنَّمَا كَانَ لِتَلَقِّي النِّعْمَةِ بِالشُّكْرِ، وَلَعَلَّ دَلَالَةَ كَلَامِهِ عَلَى ذَلِكَ بِوَاسِطَةِ الْمَقَامِ وَإِلَّا فَفِي ذَلِكَ خَفَاءٌ كَمَا لَا يَخْفَى.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16360عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَغَيْرُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ أَنَّ حَبْسَ لِسَانِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ مِنْ بَابِ الْعُقُوبَةِ حَيْثُ طَلَبَ الْآيَةَ بَعْدَ مُشَافَهَةِ الْمَلَائِكَةِ لَهُ بِالْبِشَارَةِ وَلَعَلَّ الْجِنَايَةَ حِينَئِذٍ مِنْ بَابِ حَسَنَاتِ الْأَبْرَارِ سَيِّئَاتِ الْمُقَرَّبِينَ وَمَعَ هَذَا حُسْنُ الظَّنِّ يَمِيلُ إِلَى الْأَوَّلِ، وَمَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ لَا آمَنُ عَلَى الْأَقْدَامِ الضَّعِيفَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41إِلا رَمْزًا أَيْ إِيمَاءً، وَأَصْلُهُ التَّحَرُّكُ، يُقَالُ: اِرْتَمَزَ أَيْ تَحَرَّكَ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَحْرِ الرَّامُوزُ، وَأَخْرَجَ
الطِّيبِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11اِبْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ
نَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ سَأَلَهُ عَنِ الرَّمْزِ فَقَالَ: الْإِشَارَةُ بِالْيَدِ وَالْوَحْيُ بِالرَّأْسِ، فَقَالَ: وَهَلْ تَعْرِفُ
الْعَرَبُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ أَمَا، سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
مَا فِي السَّمَاءِ مِنَ الرَّحْمَنِ (مُرْتَمَزُ) إِلَّا إِلَيْهِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ وَزَرُ
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ أَنَّ الرَّمْزَ هُنَا كَانَ تَحْرِيكَ الشَّفَتَيْنِ، وَقِيلَ: الْكِتَابَةُ عَلَى الْأَرْضِ، وَقِيلَ: الْإِشَارَةُ بِالْمِسْبَحَةِ، وَقِيلَ: الصَّوْتُ الْخَفِيُّ، وَقِيلَ: كُلُّ مَا أَوْجَبَ اِضْطِرَابًا فِي الْفَهْمِ كَانَ رَمْزًا، وَهُوَ اِسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الرَّمْزَ الْإِشَارَةُ وَالْإِفْهَامُ مِنْ دُونِ كَلَامٍ وَهُوَ حِينَئِذٍ لَيْسَ مِنْ قَبِيلِ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ مُتَّصِلًا بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْكَلَامِ مَا فُهِمَ مِنْهُ الْمُرَادُ، وَلَا رَيْبَ فِي كَوْنِ الرَّمْزِ مِنْ ذَاكَ الْقَبِيلِ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هَذَا التَّأْوِيلَ خِلَافُ الظَّاهِرِ وَيَلْزَمُ مِنْهُ أَنْ لَا يَكُونَ اِسْتِثْنَاءً مُنْقَطِعًا فِي الدُّنْيَا أَصْلًا إِذْ مَا مِنَ اِسْتِثْنَاءٍ إِلَّا وَيُمْكِنُ تَأْوِيلُهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ مِمَّا يَجْعَلُهُ مُتَّصِلًا وَلَا قَائِلَ بِهِ، وَتَعَقَّبَ
اِبْنُ الشَّجَرِيِّ النَّصْبَ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ هُنَا مُطْلَقًا، وَادَّعَى أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41رَمْزًا مَفْعُولٌ بِهِ مُنْتَصِبٌ بِتَقْدِيرِ حَذْفِ الْخَافِضِ، وَالْأَصْلُ أَنْ لَا تُكَلِّمَ النَّاسَ إِلَّا بِرَمْزٍ، فَالْعَامِلُ الَّذِي قَبْلَ (إِلَّا) مُفَرَّغٌ فِي هَذَا النَّحْوِ لِلْعَمَلِ فِيمَا بَعْدَهَا بِدَلِيلِ أَنَّكَ لَوْ حَذَفْتَ (إِلَّا) وَحَرْفَ النَّفْيِ اِسْتَقَامَ الْكَلَامُ، تَقُولُ فِي نَحْوِ مَا لَقِيتُ إِلَّا زَيْدًا لَقِيتُ زَيْدًا، وَفِي مَا خَرَجَ إِلَّا زَيْدٌ خَرَجَ زَيْدٌ، وَكَذَا لَوْ قُلْتَ: آيَتُكُ أَنْ تُكَلِّمَ النَّاسِ رَمْزًا، اِسْتَقَامَ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ الِاسْتِثْنَاءُ، فَلَوْ قُلْتَ: لَيْسَ الْقَوْمُ فِي الدَّارِ إِلَّا زَيْدًا أَوْ إِلَّا زِيدٌ ثُمَّ حَذَفْتَ النَّفْيَ، وَإِلَّا فَقُلْتَ: الْقَوْمُ فِي الدَّارِ زَيْدًا أَوْ زَيْدٌ، لَمْ يَسْتَقِمْ، فَكَذَا الْمُنْقَطِعُ نَحْوُ: مَا خَرَجَ الْقَوْمُ إِلَّا حِمَارًا، لَوْ قُلْتَ: خَرَجَ الْقَوْمُ حِمَارًا لَمْ يَسْتَقِمْ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14486السَّفَاقِسِيُّ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ (إِلَّا رُمُزًا) بِضَمَّتَيْنِ، جَمْعُ رُمُوزٍ كَرَسُولٍ وَرُسُلٍ، وَقُرِئَ (رَمَزًا) بِفُتْحَتَيْنِ جَمْعُ رَامِزٍ كَخَادِمٍ وَخَدَمٍ وَهُوَ مِنْ نَادِرِ الْجَمْعِ وَعَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ يَكُونُ حَالًا مِنَ الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ مَعًا أَيْ مُتَرَامِزَيْنِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ
عَنْتَرَةَ: مَتَى مَا تَلْقَنِي (فَرْدَيْنِ) تَرْجُفُ رَوَانِفُ أَلْيَتَيْكَ وَتُسْتَطَارَا
وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ (إِلَّا رُمُزًا) عَلَى قِرَاءَةِ الضَّمِّ مَصْدَرًا، وَجَعَلَهُ مُسَكَّنَ الْمِيمِ فِي الْأَصْلِ وَالضَّمُّ عَارِضٌ لِلِاتِّبَاعِ كَالْيُسْرِ وَالْيُسُرِ، وَعَلَيْهِ لَا يَخْتَلِفُ إِعْرَابُهُ، فَافْهَمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41وَاذْكُرْ رَبَّكَ أَيْ فِي أَيَّامِ الْحَبْسَةِ شُكْرًا لِتِلْكَ النِّعْمَةِ
[ ص: 152 ] كَمَا يُشْعِرُ بِهِ التَّعَرُّضُ لِعُنْوَانِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَقِيلَ: يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ بِالذِّكْرِ شُكْرًا لِلنِّعْمَةِ مُطْلَقًا لَا فِي خُصُوصِ تِلْكَ الْأَيَّامِ، وَأَنْ يَكُونَ فِي جَمِيعِ أَيَّامِ الْحَمْلِ لِتَعُودَ بَرَكَاتُهُ إِلَيْهِ، وَالْمُنْسَاقُ إِلَى الذِّهْنِ هُوَ الْأَوَّلُ، وَالْجُمْلَةُ مُؤَكِّدَةٌ لِمَا قَبْلَهَا مُبَيِّنَةٌ لِلْغَرَضِ مِنْهَا، وَاسْتُشْكِلَ الْعَطْفُ مِنْ وَجْهَيْنِ؛ الْأَوَّلُ: عَطْفُ الْإِنْشَاءِ عَلَى الْإِخْبَارِ، وَالثَّانِي: عَطْفُ الْمُؤَكِّدِ عَلَى الْمُؤَكَّدِ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَحْذُوفٍ، أَيِ اُشْكُرْ وَاذْكُرْ، وَقِيلَ: لَا يَبْعُدُ أَنْ يُجْعَلَ الْأَمْرُ بِمَعْنَى الْخَبَرِ عَطْفًا عَلَى (لَا تُكَلِّمَ) فَيَكُونُ فِي تَقْدِيرِ: أَنْ لَا تُكَلِّمَ وَتَذْكُرَ رَبَّكَ، وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41كَثِيرًا صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ أَوْ زَمَانٍ كَذَلِكَ أَيْ ذِكْرًا كَثِيرًا وَزَمَانًا كَثِيرًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَهُوَ مِنَ الزَّوَالِ إِلَى الْغُرُوبِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، وَقِيلَ: مِنَ الْعَصْرِ إِلَى ذَهَابِ صَدْرِ اللَّيْلِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41وَالإِبْكَارِ [ 41 ] أَيْ وَقْتِهِ وَهُوَ مِنَ الْفَجْرِ إِلَى الضُّحَى، وَإِنَّمَا قُدِّرَ الْمُضَافُ لِأَنَّ الْإِبْكَارَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ مَصْدَرٌ لَا وَقْتٌ فَلَا تَحْسُنُ الْمُقَابَلَةُ كَذَا قِيلَ; وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ الْعَشِيَّ جَمْعُ عَشِيَّةٍ الْوَقْتِ الْمَخْصُوصِ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ، وَاَلَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الْمُعْظَمُ أَنَّهُ مَصْدَرٌ أَيْضًا عَلَى فَعِيلٍ لَا جَمْعٌ‘ وَإِلَيْهِ يُشِيرُ كَلَامُ
الْجَوْهَرِيِّ فَافْهَمْ; وَقُرِئَ (وَالْأَبْكَارِ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، فَهُوَ حِينَئِذٍ جَمْعُ بَكَرٍ كَسَحَرٍ لَفْظًا وَمَعْنًى وَهُوَ نَادِرُ الِاسْتِعْمَالِ، قِيلَ: وَالْمُرَادُ بِالتَّسْبِيحِ الصَّلَاةُ بِدَلِيلِ تَقْيِيدِهِ بِالْوَقْتِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=17فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَقِيلَ: الذِّكْرُ اللِّسَانِيُّ كَمَا أَنَّ الْمُرَادَ بِالذِّكْرِ الذِّكْرُ الْقَلْبِيُّ، وَعَلَى كِلَا التَّقْدِيرَيْنِ لَا تَكْرَارَ فِي ذِكْرِ التَّسْبِيحِ مَعَ الذِّكْرِ، وَ أَلْ فِي الْوَقْتَيْنِ لِلْعُمُومِ، وَأَبْعَدُ مِنْ جَعْلِهَا لِلْعَهْدِ أَيْ عَشِيِّ تِلْكَ الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ وَأَبْكَارِهَا، وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ مُتَعَلِّقٌ بِمَا عِنْدَهُ، وَلَيْسَ مِنْ بَابِ التَّنَازُعِ فِي الْمَشْهُورِ، وَجَوَّزَهُ بَعْضُهُمْ فَيَكُونُ الْأَمْرُ بِالذِّكْرِ مُقَيَّدًا بِهَذَيْنَ الْوَقْتَيْنِ أَيْضًا، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ تَقْيِيدَهُ بِالْكَثْرَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُفِيدُ التَّكْرَارَ، وَفِيهِ بُعْدٌ تَسْلِيمُ أَنَّهُ مُقَيَّدٌ بِهِ فَقَطْ أَنَّ الْكَثْرَةَ أَخَصُّ مِنَ التَّكْرَارِ.
هَذَا وَمِنْ بَابِ الْبُطُونِ فِي الْآيَاتِ أَنَّ
زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ شَيْخًا مُرْشِدًا لِلنَّاسِ فَلَمَّا رَأَى مَا رَأَى أَيْ تَحَرَّكَتْ غَيْرَةُ النُّبُوَّةِ فَطَلَبَ مِنْ رَبِّهِ وَلَدًا حَقِيقِيًّا يَقُومُ مَقَامَهُ فِي تَرْبِيَةِ النَّاسِ وَهِدَايَتِهِمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=38رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً أَيْ مُطَهَّرَةً مِنْ لَوَثِ الِاشْتِغَالِ بِالسِّوَى مُنْفَرِدَةً عَنْ إِرَادَاتِهَا مُقَدَّسَةً مِنْ شَهَوَاتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى سَاقِ الْخِدْمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ وَهُوَ مَحِلُّ الْمُرَاقَبَةِ وَمُحَارِبَةِ النَّفْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى وَسُمِّيَ بِهِ لِأَنَّ مَنْ شَاهَدَ الْحَقَّ فِي جَمَالِ نُبُوَّتِهِ يَحْيَا قَلْبُهُ مِنْ مَوْتِ الْفَتْرَةِ، أَوْ لِأَنَّهُ هُوَ يَحْيَا بِالنُّبُوَّةِ وَالشَّهَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَا يَنْزِلُ بِهِ الْمَلَكُ عَلَى الْقُلُوبِ الْمُقَدَّسَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وَسَيِّدًا وَهُوَ الَّذِي غَلَبَ عَلَيْهِ نُورُ هَيْبَةِ عِزَّةِ الْحَقِّ، وَقَالَ
الصَّادِقُ: هُوَ الْمُبَايِنُ لِلْخَلْقِ وَصْفًا وَحَالًا وَخَلْقًا; وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14021الْجُنَيْدُ: هُوَ الَّذِي جَادَ بِالْكَوْنَيْنِ طَلَبًا لِرَبِّهِ، وَقَالَ
اِبْنُ عَطَاءٍ: هُوَ الْمُتَحَقِّقُ بِحَقِيقَةِ الْحَقِّ، وَقَالَ
اِبْنُ مَنْصُورٍ: هُوَ مَنْ خَلَا عَنْ أَوْصَافِ الْبَشَرِيَّةِ وَحَلَى بِنُعُوتِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: هُوَ مَنِ اِسْتَوَتْ أَحْوَالُهُ عِنْدَ الْمَنْعِ وَالْإِعْطَاءِ وَالرَّدِّ وَالْقَبُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وَحَصُورًا وَهُوَ الَّذِي حُصِرَ وَمُنِعَ عَنْ جَمِيعِ الشَّهَوَاتِ وَعُصِمَ بِالْعِصْمَةِ الْأَزَلِيَّةِ، وَقَالَ
الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ: هُوَ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْأَكْوَانِ وَمَا فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وَنَبِيًّا أَيْ مُرْتَفَعُ الْقَدْرِ بِهُبُوطِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ وَمَعْدُودًا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39مِنَ الصَّالِحِينَ وَهُمْ أَهْلُ الصَّفِّ الْأَوَّلِ مِنْ صُفُوفِ الْأَرْوَاحِ الْمُجَنَّدَةِ الْمُشَاهِدَةِ لِلْحَقِّ فِي مَرَايَا الْخَلْقِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قَالَ اِسْتِعْظَامًا لِلنِّعْمَةِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَالْحَالُ " قَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ " وَهُوَ أَحَدُ الْمَوَانِعِ الْعَادِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ وَهُوَ مَانِعٌ آخَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً عَلَى الْعُلُوقِ لِأَشْكُرَكَ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ إِذْ شُكْرُ الْمُنْعِمِ وَاجِبٌ وَبِهِ تَدُومُ الْمَوَاهِبُ الْإِلَهِيَّةُ .
[ ص: 153 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ بِأَنْ يُحْصَرَ لِسَانُكَ عَنْ مُحَادَثَتِهِمْ لِيَتَجَرَّدَ سِرُّكَ لِرَبِّكَ وَيَكُونُ ظَاهِرُكَ وَبَاطِنُكَ مَشْغُولًا بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41إِلا رَمْزًا تَدْفَعُ بِهِ ضِيقَ الْقَلْبِ عِنْدَ الْحَاجَةِ، وَحَقِيقَةُ الرَّمْزِ عِنْدَ الْعَارِفِينَ تَعْرِيضُ السِّرِّ إِلَى السِّرِّ وَإِعْلَامُ الْخَاطِرِ لِلْخَاطِرِ بِنَعْتِ تَحَرِّيكِ سِلْسِلَةِ الْمُوَاصَلَةِ بَيْنَ الْمُخَاطِبِ وَالْمُخَاطَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا بِتَخْلِيصِ النِّيَّةِ عَنِ الْخَطِرَاتِ وَجَمْعِ الْهُمُومِ بِنَعْتِ تَصْفِيَةِ السِّرِّ فِي الْمُنَاجَاةِ وَتَحَيُّرِ الرُّوحِ فِي الْمُشَاهَدَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41وَسَبِّحْ أَيْ نَزِّهْ رَبَّكَ عَنِ الشَّرِكَةِ فِي الْوُجُودِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ بِالْفَنَاءِ وَالْبَقَاءِ.
وَإِنْ أَرَدْتَ تَطْبِيقَ مَا فِي الْآفَاقِ عَلَى مَا فِي الْأَنْفُسِ، فَتَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=38هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا الِاسْتِعْدَادَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=38رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً وَهِيَ النَّفْسُ الطَّاهِرَةُ الْمُقَدَّسَةُ عَنِ النَّقَائِصِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=38إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ مِمَّنْ صَدَقَ فِي الطَّلَبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39فَنَادَتْهُ مَلَائِكَةُ الْقُوَى الرُّوحَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وَهُوَ قَائِمٌ مُنْتَهِضٌ لِتَكْمِيلِ النَّشْأَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39يُصَلِّي وَيَدْعُو فِي مِحْرَابِ التَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْمُفِيضِ عَلَى الْقَوَابِلِ بِحَسَبِ الْقَابِلِيَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى وَهُوَ الرُّوحُ الْحَيُّ بِرُوحِ الْحَقِّ وَالصِّفَاتِ الْإِلَهِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَهِيَ مَا تُلْقِيهَا مَلَائِكَةُ الْإِلْهَامِ مِنْ قِبَلِ الْفَيَّاضِ الْمُطْلَقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وَسَيِّدًا لَمْ تَمْلِكْهُ الشَّهَوَاتُ النَّفْسَانِيَّةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وَحَصُورًا أَيْ مُبَالِغًا فِي الِامْتِنَاعِ عَنِ اللَّذَائِذِ الدُّنْيَوِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وَنَبِيًّا بِمَا يَتَلَقَّاهُ مِنْ عَالَمِ الْمَلَكُوتِ وَمَعْدُودًا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39مِنَ الصَّالِحِينَ لَهَاتِيكَ الْحَضْرَةِ الْقَائِمِينَ بِحُقُوقِ الْحَقِّ وَالْخَلْقِ لِاتِّصَافِهِ بِالْبَقَاءِ بَعْدَ الْفَنَاءِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قَالَ رَبِّ أَنَّى أَيْ كَيْفَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَضَعْفُ الْقُوَى الطَّبِيعِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40وَامْرَأَتِي وَهِيَ النَّفْسُ الْحَيَوَانِيَّةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40عَاقِرٌ عَقِيمٌ عَنْ وِلَادَةِ مِثْلِ هَذَا الْغُلَامِ إِذْ لَا تَلِدُ الْحَيَّةُ إِلَّا حَيِيَّةً
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ فِي غَرَابَةِ الشَّأْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ مِنَ الْعَجَائِبِ الَّتِي يَسْتَبْعِدُهَا مَنْ قَيَّدَهُ النَّظَرُ إِلَى الْمَأْلُوفَاتِ، وَبَقِيَ أَسِيرًا فِي سَجْنِ الْعَادَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً عَلَى ذَلِكَ لِأَشْكُرَكَ مُسْتَمْطِرًا زِيَادَةَ نِعَمِكَ الَّتِي لَا مُنْتَهَى لَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ وَهُمْ مَا يَأْنَسُ بِهِ مِنَ اللَّذَائِذِ الْمُبَاحَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَهِيَ يَوْمُ الْفَنَاءِ بِالْأَفْعَالِ وَيَوْمُ الْفَنَاءِ بِالصِّفَاتِ وَيَوْمُ الْفَنَاءِ بِالذَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41إِلا رَمْزًا أَيْ قَدْرًا يَسِيرًا تَدْعُو الضَّرُورَةُ إِلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41وَاذْكُرْ رَبَّكَ الَّذِي رَبَّاكَ حَتَّى أَوْصَلَكَ إِلَى هَذِهِ الْغَايَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41كَثِيرًا حَيْثُ مَنَّ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ كَثِيرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41وَسَبِّحْ أَيْ نَزِّهْ رَبَّكَ عَنْ نَقَائِصِ التَّقَيُّدِ بِالْمَظَاهِرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ أَيْ وَقْتَيِ الصَّحْوِ وَالْمَحْوِ.
وَبَعْضُ الْمُلْتَزِمِينَ لِذِكْرِ الْبُطُونِ ذَكَرَ فِي تَطْبِيقِ مَا فِي الْآفَاقِ عَلَى مَا فِي الْأَنْفُسِ أَنَّ الْقُوَى الْبَدَنِيَّةَ
اِمْرَأَةَ عِمْرَانَ الرُّوحَ نَذَرَتْ مَا فِي قُوَّتِهَا مِنَ النَّفْسِ الْمُطْمَئِنَّةِ فَوَضَعَتْ أُنْثَى النَّفْسِ فَكَفَّلَهَا
زَكَرِيَّا الْفِكْرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا
زَكَرِيَّا مِحْرَابَ الدِّمَاغِ فَوَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا مِنَ الْمَعَانِي الْحَدْسِيَّةِ الَّتِي اِنْكَشَفَتْ لَهَا بِصَفَائِهَا فَهُنَالِكَ دَعَا
زَكَرِيَّا الْفِكْرُ بِتَرْكِيبِ تِلْكَ الْمَعَانِي وَاسْتَوْهَبَ وَلَدًا مُقَدَّسًا مِنْ لَوَثِ الطَّبِيعَةِ فَسَمِعَ اللَّهُ تَعَالَى دُعَاءَهُ فَنَادَتْهُ مَلَائِكَةُ الْقُوَى الرُّوحَانِيَّةِ وَهُوَ قَائِمٌ فِي أَمْرِهِ بِتَرْكِيبِ الْمَعْلُومَاتِ يُنَاجِي رَبَّهُ بِاسْتِنْزَالِ الْأَنْوَارِ فِي مِحْرَابِ الدِّمَاغِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى الْعَقْلِ مُصَدِّقًا
بِعِيسَى الْقَلْبِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةٌ مِنَ اللَّهِ لِتَقَدُّسِهِ عَنْ عَالَمِ الْأَجْرَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وَسَيِّدًا لِجَمِيعِ أَصْنَافِ الْقُوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وَحَصُورًا عَنْ مُبَاشَرَةِ الطَّبِيعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39وَنَبِيًّا بِالْإِخْبَارِ عَنِ الْمَعَارِفِ وَالْحَقَائِقِ وَتَعْلِيمِ الْأَخْلَاقِ وَمُنْتَظِمًا فِي سِلْكِ الصَّالِحِينَ وَهُمُ الْمُجَرَّدَاتُ وَمُقَرَّبُو الْحَضْرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40وَقَدْ بَلَغَنِيَ كِبَرُ مُنْتَهَى الطَّوْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40وَامْرَأَتِي وَهِيَ طَبِيعَةُ الرُّوحِ النَّفْسَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=40عَاقِرٌ بِالنُّورِ الْمُجَرَّدِ فَطَلَبَ لِذَلِكَ عَلَامَةً فَقِيلَ لَهُ: عَلَامَةُ ذَلِكَ الْإِمْسَاكُ عَنْ مُكَالَمَةِ الْقُوَى الْبَدَنِيَّةِ فِي تَحْصِيلِ مَآرِبِهِمْ مَنِ اللَّذَائِذِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=41ثَلاثَةَ أَيَّامٍ كُلَّ يَوْمٍ عَقْدٌ تَامٌّ مِنْ أَطْوَارِ الْعُمْرِ وَهُوَ عَشْرُ سِنِينَ (إِلَّا) بِالْإِشَارَةِ الْخَفِيَّةِ، وَأُمِرَ بِالذِّكْرِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الَّتِي هِيَ مَعَ الْعَشْرِ الْأُوَلِ الَّتِي هِيَ سِنُّ التَّمَيُّزِ أَرْبَعُونَ سَنَةً
[ ص: 154 ] اِنْتَهَى، وَهُوَ قَرِيبٌ مِمَّا ذَكَرْتُهُ، وَلَعَلَّ مَا ذَكَرْتُهُ عَلَى ضَعْفِي أَوْلَى مِنْهُ، وَبَابُ التَّأْوِيلِ وَاسِعٌ وَبُطُونُ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى لَا تُحْصَى.