nindex.php?page=treesubj&link=19605_31967_31972_32409_34107_29005nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13يعملون له ما يشاء من محاريب جمع محراب وهو كما قال عطية: القصر، وسمي باسم صاحبه لأنه يحارب غيره في حمايته، فإن المحراب في الأصل من صيغ المبالغة اسم لمن يكثر الحرب وليس منقولا من اسم الآلة وإن جوزه بعضهم،
ولابن حيوس: جمع الشجاعة والخشوع لربه ما أحسن المحراب في محرابه
ويطلق على المكان المعروف الذي يقف بحذائه الإمام، وهو مما أحدث في المساجد ولم يكن في الصدر الأول كما قال
السيوطي وألف في ذلك رسالة ولذا كره الفقهاء الوقوف في داخله.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : المحاريب المساكن، وقيل ما يصعد إليه بالدرج كالغرف، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : هي المساجد سميت باسم بعضها تجوزا على ما قيل، وهو مبني على أن المحراب اسم لحجرة في المسجد يعبد الله تعالى فيها أو لموقف الإمام.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة تفسيرها بالقصور والمساجد معا، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13يعملون له ما يشاء استئناف لتفصيل ما ذكر من عملهم، وجوز كونها حالا وهو كما ترى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13وتماثيل قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : كانت صور حيوانات، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : صور الملائكة والأنبياء والصلحاء كانت تعمل في المساجد من نحاس وصفر وزجاج ورخام ليراها الناس فيعبدوا نحو عبادتهم، وكان اتخاذ الصور في ذلك الشرع جائزا كما قال في الآية اتخذ
سليمان عليه السلام تماثيل من نحاس فقال يا رب انفخ فيها الروح فإنها أقوى على الخدمة فينفخ الله تعالى فيها الروح فكانت تخدمه
[ ص: 119 ] وإسفنديار من بقاياهم، وهذا من العجب العجاب ولا ينبغي اعتقاد صحته، وما هو إلا حديث خرافة، وأما ما روي من أنهم عملوا له عليه السلام أسدين في أسفل كرسيه ونسرين فوقه فإذا أراد أن يصعد بسط الأسدان له ذراعيهما وإذا قعد أظله النسران بأجنحتهما فأمر غير مستبعد، فإن ذلك يكون بآلات تتحرك عند الصعود وعند القعود فتحرك الذراعين والأجنحة، وقد انتهت صنائع البشر إلى مثل ذلك في الغرابة، وقيل: التماثيل طلسمات فتعمل تمثالا للتمساح أو للذباب أو للبعوض فلا يتجاوزه الممثل به ما دام في ذلك المكان، وقد اشتهر عمل نحو ذلك عن الفلاسفة وهو مما لا يتم عندهم إلا بواسطة بعض الأوضاع الفلكية، وعلى الباب الشهيرة بباب الطلسم من أبواب
بغداد تمثال حية يزعمون أنه لمنع الحيات عن الإيذاء داخل
بغداد ونحن قد شاهدنا مرارا أناسا لسعتهم الحيات فمنهم من لم يتأذ ومنهم من تأذى يسيرا، ولم نشاهد موت أحد من ذلك وقلما يسلم من لسعته خارج
بغداد لكن لا نعتقد أن لذلك التمثال مدخلا فيما ذكر ونظن أن ذاك لضعف الصنف الموجود في
بغداد من الحيات وقلة شره بالطبيعة، وقيل كانت التماثيل صور شجر أو حيوانات محذوفة الرؤوس مما جوز في شرعنا، ولا يحتاج إلى التزام ذلك إذا صح فيه نقل، فإن الحق أن حرمة
nindex.php?page=treesubj&link=33358تصوير الحيوان كاملا لم تكن في ذلك الشرع وإنما هي في شرعنا ولا فرق عندنا بين أن تكون الصورة ذات ظل وأن لا تكون كذلك كصورة الفرس المنقوشة على كاغد أو جدار مثلا.
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي في الهداية أن قوما أجازوا التصوير وحكاه
النحاس أيضا، وكذا
nindex.php?page=showalam&ids=12844ابن الفرس، واحتجوا بهذه الآية، وأنت تعلم أنه ورد في شرعنا من تشديد الوعيد على المصورين ما ورد فلا يلتفت إلى هذا القول ولا يصح الاحتجاج بالآية، وكأنه إنما حرمت التماثيل لأنه بمرور الزمان اتخذها الجهلة مما يعبد وظنوا وضعها في المعابد لذلك فشاعت عبادة الأصنام أو سدا لباب التشبه بمتخذي الأصنام بالكلية.
وجفان جمع جفنة وهي ما يوضع فيها الطعام مطلقا كما ذكره غير واحد، وقال بعض اللغويين: الجفنة أعظم القصاع ويليها القصعة وهي ما تشبع العشرة ويليها الصحفة وهي ما تشبع الخمسة ويليها المئكلة وهي ما تشبع الاثنين والثلاثة ويليها الصحيفة وهي ما تشبع الواحد، وعليه فالمراد هنا المطلق لظاهر قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13كالجواب أي كالحياض العظام جمع جابية من الجباية أي الجمع فهي في الأصل مجاز في الطرف أو النسبة لأنها يجبي إليها لا جابية ثم غلبت على الإناء المخصوص غلبة الدابة في ذوات الأربع، وجاء تشبيه الجفنة بالجابية في كلامهم من ذلك قول
الأعشى :
نفى الذم عن آل المحلق جفنة كجابية السيح العراقي تفهق
وقول
الأفوه الأودي: وقدور كالربى راسيه وجفان كالجوابي مترعه
وذكر في سعة جفان
سليمان عليه السلام أنها كان على الواحدة منها ألف رجل.
وقرئ «كالجوابي» بياء وهو الأصل وحذفها للاجتزاء بالكسرة وإجراء أل مجرى ما عاقبها وهو التنوين فكما يحذف مع التنوين يحذف مع ما عاقبه.
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13وقدور جمع قدر، وهو ما يطبخ فيه من فخار أو غيره وهو على شكل مخصوص
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13راسيات ثابتات على الأثافي لا تنزل عنها لعظمها، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وقيل: كانت عظيمة كالجبال، وقدمت المحاريب على التماثيل
[ ص: 120 ] لأن الصور توضع في المحاريب أو تنقش على جدرانها، وقدمت الجفان على القدور مع أن القدور آلة الطبخ والجفان آلة الأكل والطبخ قبل الأكل لأنه لما ذكرت الأبنية الملكية ناسب أن يشار إلى عظمة السماط الذي يمد فيها فذكرت الجفان أولا لأنها تكون فيها بخلاف القدور فإنها لا تحضر هناك، كما ينبئ عنه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13راسيات على ما سمعت أولا، وكأنه لما بين حال الجفان اشتاق الذهن إلى حال القدور فذكرت للمناسبة.
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13اعملوا آل داود شكرا بتقدير القول على الاستئناف أو الحالية من فاعل (سخرنا) المقدر و (آل) منادى حذف منه حرف النداء و
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13شكرا نصب على أنه مفعول له، وفيه إشارة إلى أن العمل حقه أن يكون للشكر لا للرجاء والخوف أو على أنه مفعول مطلق لاعملوا لأن الشكر نوع من العمل فهو ك قعدت القرفصاء، وقيل: لتضمين اعملوا معنى اشكروا، وقيل: لـ اشكروا محذوفا أو على أنه حال بتأويل اسم الفاعل، أي اعملوا شاكرين لأن الشكر يعم القلب والجوارح أو على أنه صفة لمصدر محذوف، أي اعملوا عملا شكرا أو على أنه مفعول به لا عملوا فالكلام كقولك عملت الطاعة، وقيل: إن اعملوا أقيم مقام اشكروا مشاكلة لقوله سبحانه (يعملون) .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب : إنه جعل مفعولا به تجوزا، وأيا ما كان فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في (شعب الإيمان) عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال: لما قيل لهم اعملوا آل
داود شكرا، لم يأت ساعة على القوم إلا ومنهم قائم يصلي، وفي رواية كان مصلى آل
داود لم يخل من قائم يصلي ليلا ونهارا وكانوا يتناوبونه، وكان
سليمان عليه السلام يأكل خبز الشعير ويطعم أهله خشادته والمساكين الدرمك وهو الدقيق الحواري وما شبع قط، وقيل: له في ذلك فقال: أخاف إذا شبعت أن أنسى الجياع، وجوز بعض الأفاضل دخول
داود عليه السلام في الآل هنا لأن آل الرجل قد يعمه.
ويؤيده ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الزهد
nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في (شعب الإيمان) عن
المغيرة بن عتيبة قال: قال
داود عليه السلام يا رب هل بات أحد من خلقك أطول ذكرا مني فأوحى الله تعالى إليه الضفدع وأنزل سبحانه عليه عليه السلام
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13اعملوا آل داود شكرا فقال
داود عليه السلام كيف أطيق شكرك وأنت الذي تنعم علي ثم ترزقني على النعمة الشكر فالنعمة منك والشكر منك فكيف أطيق شكرك؟ فقال جل وعلا: يا
داود الآن عرفتني حق معرفتي.
وجاء في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
الفضيل أنه عليه السلام قال يا رب: كيف أشكرك والشكر نعمة منك؟ قال سبحانه: الآن شكرتني حين علمت النعم مني، وكذا ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14907الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: قال
داود لسليمان عليهما السلام: قد ذكر الله تعالى الشكر فاكفني قيام النار أكفك قيام الليل، قال: لا أستطيع، قال: فاكفني صلاة النهار فكفاه.
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13وقليل من عبادي الشكور قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هو الذي يشكر على أحواله كلها، وفي الكشاف هو المتوفر على أداء الشكر الباذل وسعه فيه قد شغل به قلبه ولسانه وجوارحه اعترافا واعتقادا وكدحا وأكثر أوقاته، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي هو من يشكر على الشكر، وقيل: من يرى عجزه عن الشكر لأن توفيقه للشكر نعمة يستدعي شكرا آخر لا إلى نهاية، وقد نظم هذا بعضهم فقال:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتسع العمر
إذا مس بالنعماء عم سرورها وإن مس بالضراء أعقبها الأجر
[ ص: 121 ]
وقد سمعت آنفا ما روي عن
داود عليه السلام، وهذه الجملة يحتمل أن تكون داخلة في خطاب آل
داود وهو الظاهر وأن تكون جملة مستقلة جيء بها إخبارا لنبينا صلى الله عليه وسلم وفيها تنبيه وتحريض على الشكر.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة «عبادي» بسكون الياء وفتحها الباقون.
nindex.php?page=treesubj&link=19605_31967_31972_32409_34107_29005nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ جَمْعُ مِحْرَابٍ وَهُوَ كَمَا قَالَ عَطِيَّةُ: الْقَصْرُ، وَسُمِّيَ بِاسْمِ صَاحِبِهِ لِأَنَّهُ يُحَارِبُ غَيْرَهُ فِي حِمَايَتِهِ، فَإِنَّ الْمِحْرَابَ فِي الْأَصْلِ مِنْ صِيَغِ الْمُبَالَغَةِ اِسْمٌ لِمَنْ يُكْثِرُ الْحَرْبَ وَلَيْسَ مَنْقُولًا مِنَ اِسْمِ الْآلَةِ وَإِنْ جَوَّزَهُ بَعْضُهُمْ،
وَلِابْنِ حَيُّوسٍ: جَمَعَ الشَّجَاعَةَ وَالْخُشُوعَ لِرَبِّهِ مَا أَحْسَنَ الْمِحْرَابَ فِي مِحْرَابِهِ
وَيُطْلَقُ عَلَى الْمَكَانِ الْمَعْرُوفِ الَّذِي يَقِفُ بِحِذَائِهِ الْإِمَامُ، وَهُوَ مِمَّا أُحْدِثَ فِي الْمَسَاجِدِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ كَمَا قَالَ
السُّيُوطِيُّ وَأَلَّفَ فِي ذَلِكَ رِسَالَةً وَلِذَا كَرِهَ الْفُقَهَاءُ الْوُقُوفَ فِي دَاخِلِهِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327اِبْنُ زَيْدٍ : الْمَحَارِيبُ الْمَسَاكِنُ، وَقِيلَ مَا يُصْعَدُ إِلَيْهِ بِالدَّرَجِ كَالْغُرَفِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : هِيَ الْمَسَاجِدُ سُمِّيَتْ بِاسْمِ بَعْضِهَا تَجَوُّزًا عَلَى مَا قِيلَ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ الْمِحْرَابَ اِسْمٌ لِحُجْرَةٍ فِي الْمَسْجِدِ يُعْبَدُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا أَوْ لِمَوْقِفِ الْإِمَامِ.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12918اِبْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ تَفْسِيرَهَا بِالْقُصُورِ وَالْمَسَاجِدِ مَعًا، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ اِسْتِئْنَافٌ لِتَفْصِيلِ مَا ذُكِرَ مِنْ عَمَلِهِمْ، وَجُوِّزَ كَوْنُهَا حَالًا وَهُوَ كَمَا تَرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13وَتَمَاثِيلَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : كَانَتْ صُوَرَ حَيَوَانَاتٍ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : صُوَرُ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَالصُّلَحَاءِ كَانَتْ تُعْمَلُ فِي الْمَسَاجِدِ مِنْ نُحَاسٍ وَصُفْرٍ وَزُجَاجٍ وَرُخَامٍ لِيَرَاهَا النَّاسُ فَيَعْبُدُوا نَحْوَ عِبَادَتِهِمْ، وَكَانَ اِتِّخَاذُ الصُّوَرِ فِي ذَلِكَ الشَّرْعِ جَائِزًا كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ اِتَّخَذَ
سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ تَمَاثِيلَ مِنْ نُحَاسٍ فَقَالَ يَا رَبِّ اُنْفُخْ فِيهَا الرُّوحَ فَإِنَّهَا أَقْوَى عَلَى الْخِدْمَةِ فَيَنْفُخُ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا الرُّوحَ فَكَانَتْ تَخْدِمُهُ
[ ص: 119 ] وَإِسْفَنْدِيَارُ مِنْ بَقَايَاهُمْ، وَهَذَا مِنَ الْعَجَبِ الْعُجَابِ وَلَا يَنْبَغِي اِعْتِقَادُ صِحَّتِهِ، وَمَا هُوَ إِلَّا حَدِيثُ خُرَافَةٍ، وَأَمَّا مَا رُوِيَ مِنْ أَنَّهُمْ عَمِلُوا لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَسَدَيْنِ فِي أَسْفَلِ كُرْسِيِّهِ وَنَسْرَيْنِ فَوْقَهُ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَصْعَدَ بَسَطَ الْأَسَدَانِ لَهُ ذِرَاعَيْهِمَا وَإِذَا قَعَدَ أَظَلَّهُ النَّسْرَانِ بِأَجْنِحَتِهِمَا فَأَمْرٌ غَيْرُ مُسْتَبْعَدٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ بِآلَاتٍ تَتَحَرَّكُ عِنْدَ الصُّعُودِ وَعِنْدَ الْقُعُودِ فَتُحَرِّكُ الذِّرَاعَيْنِ وَالْأَجْنِحَةَ، وَقَدِ اِنْتَهَتْ صَنَائِعُ الْبَشَرِ إِلَى مَثَلِ ذَلِكَ فِي الْغَرَابَةِ، وَقِيلَ: التَّمَاثِيلُ طَلْسَمَاتٌ فَتَعْمَلُ تِمْثَالًا لِلتِّمْسَاحِ أَوْ لِلذُّبَابِ أَوْ لِلْبَعُوضِ فَلَا يَتَجَاوَزُهُ الْمُمَثَّلُ بِهِ مَا دَامَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ، وَقَدِ اُشْتُهِرَ عَمَلُ نَحْوِ ذَلِكَ عَنِ الْفَلَاسِفَةِ وَهُوَ مِمَّا لَا يَتِمُّ عِنْدَهُمْ إِلَّا بِوَاسِطَةِ بَعْضِ الْأَوْضَاعِ الْفَلَكِيَّةِ، وَعَلَى الْبَابِ الشَّهِيرَةِ بِبَابِ الطَّلْسَمِ مِنْ أَبْوَابِ
بَغْدَادَ تِمْثَالُ حَيَّةٍ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لِمَنْعِ الْحَيَّاتِ عَنِ الْإِيذَاءِ دَاخِلَ
بَغْدَادَ وَنَحْنُ قَدْ شَاهَدْنَا مِرَارًا أُنَاسًا لَسَعَتْهُمُ الْحَيَّاتُ فَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَتَأَذَّ وَمِنْهُمْ مَنْ تَأَذَّى يَسِيرًا، وَلَمْ نُشَاهِدْ مَوْتَ أَحَدٍ مِنْ ذَلِكَ وَقَلَّمَا يَسْلَمُ مَنْ لَسَعَتْهُ خَارِجَ
بَغْدَادَ لَكِنْ لَا نَعْتَقِدُ أَنَّ لِذَلِكَ التِّمْثَالِ مَدْخَلًا فِيمَا ذُكِرَ وَنَظُنُّ أَنَّ ذَاكَ لِضَعْفِ الصِّنْفِ الْمَوْجُودِ فِي
بَغْدَادَ مِنَ الْحَيَّاتِ وَقِلَّةِ شَرِّهِ بِالطَّبِيعَةِ، وَقِيلَ كَانَتِ التَّمَاثِيلُ صُوَرَ شَجَرٍ أَوْ حَيَوَانَاتٍ مَحْذُوفَةِ الرُّؤُوسِ مِمَّا جُوِّزَ فِي شَرْعِنَا، وَلَا يُحْتَاجُ إِلَى اِلْتِزَامِ ذَلِكَ إِذَا صَحَّ فِيهِ نَقْلٌ، فَإِنَّ الْحَقَّ أَنَّ حُرْمَةَ
nindex.php?page=treesubj&link=33358تَصْوِيرِ الْحَيَوَانِ كَامِلًا لَمْ تَكُنْ فِي ذَلِكَ الشَّرْعِ وَإِنَّمَا هِيَ فِي شَرْعِنَا وَلَا فَرْقَ عِنْدَنَا بَيْنَ أَنْ تَكُونَ الصُّورَةُ ذَاتَ ظِلٍّ وَأَنْ لَا تَكُونَ كَذَلِكَ كَصُورَةِ الْفَرَسِ الْمَنْقُوشَةِ عَلَى كَاغِدٍ أَوْ جِدَارٍ مَثَلًا.
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ فِي الْهِدَايَةِ أَنَّ قَوْمًا أَجَازُوا التَّصْوِيرَ وَحَكَاهُ
النَّحَّاسُ أَيْضًا، وَكَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=12844اِبْنُ الْفَرَسِ، وَاحْتَجُّوا بِهَذِهِ الْآيَةِ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ وَرَدَ فِي شَرْعِنَا مِنْ تَشْدِيدِ الْوَعِيدِ عَلَى الْمُصَوِّرِينَ مَا وَرَدَ فَلَا يُلْتَفَتْ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ وَلَا يَصِحُّ الِاحْتِجَاجُ بِالْآيَةِ، وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا حُرِّمَتِ التَّمَاثِيلُ لِأَنَّهُ بِمُرُورِ الزَّمَانِ اِتَّخَذَهَا الْجَهَلَةُ مِمَّا يُعْبَدُ وَظَنُّوا وَضْعَهَا فِي الْمَعَابِدِ لِذَلِكَ فَشَاعَتْ عِبَادَةُ الْأَصْنَامِ أَوْ سَدًّا لِبَابِ التَّشَبُّهِ بِمُتَّخِذِي الْأَصْنَامِ بِالْكُلِّيَّةِ.
وَجِفَانٍ جُمَعُ جَفْنَةٍ وَهِيَ مَا يُوضَعُ فِيهَا الطَّعَامُ مُطْلَقًا كَمَا ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَقَالَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ: الْجَفْنَةُ أَعْظَمُ الْقِصَاعِ وَيَلِيهَا الْقَصْعَةُ وَهِيَ مَا تُشْبِعُ الْعَشَرَةَ وَيَلِيهَا الصَّحْفَةُ وَهِيَ مَا تُشْبِعُ الْخَمْسَةَ وَيَلِيهَا الْمِئْكَلَةُ وَهِيَ مَا تُشْبِعُ الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ وَيَلِيهَا الصَّحِيفَةُ وَهِيَ مَا تُشْبِعُ الْوَاحِدَ، وَعَلَيْهِ فَالْمُرَادُ هُنَا الْمُطْلَقُ لِظَاهِرِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13كَالْجَوَابِ أَيْ كَالْحِيَاضِ الْعِظَامِ جَمْعُ جَابِيَةٍ مِنَ الْجِبَايَةِ أَيِ الْجَمْعِ فَهِيَ فِي الْأَصْلِ مَجَازٌ فِي الطَّرَفِ أَوِ النِّسْبَةِ لِأَنَّهَا يَجْبِي إِلَيْهَا لَا جَابِيَةٌ ثُمَّ غَلَبَتْ عَلَى الْإِنَاءِ الْمَخْصُوصِ غَلَبَةَ الدَّابَّةِ فِي ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ، وَجَاءَ تَشْبِيهُ الْجَفْنَةِ بِالْجَابِيَةِ فِي كَلَامِهِمْ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
نَفَى الذَّمَّ عَنْ آلِ الْمُحَلَّقِ جَفْنَةٌ كَجَابِيَةِ السَّيْحِ الْعِرَاقِيِّ تَفْهَقُ
وَقَوْلُ
الْأَفْوَهِ الْأَوْدِيِّ: وَقُدُورٌ كَالرُّبَى رَاسِيهْ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِي مُتْرَعَهْ
وَذُكِرَ فِي سِعَةِ جِفَانِ
سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهَا كَانَ عَلَى الْوَاحِدَةِ مِنْهَا أَلْفُ رَجُلٍ.
وَقُرِئَ «كَالْجَوَابِي» بِيَاءٍ وَهُوَ الْأَصْلُ وَحَذْفُهَا لِلِاجْتِزَاءِ بِالْكَسْرَةِ وَإِجْرَاءِ أَلْ مَجْرَى مَا عَاقَبَهَا وَهُوَ التَّنْوِينُ فَكَمَا يُحْذَفُ مَعَ التَّنْوِينِ يُحْذَفُ مَعَ مَا عَاقَبَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13وَقُدُورٍ جَمْعُ قِدْرٍ، وَهُوَ مَا يُطْبَخُ فِيهِ مِنْ فَخَّارٍ أَوْ غَيْرِهِ وَهُوَ عَلَى شَكْلٍ مَخْصُوصٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13رَاسِيَاتٍ ثَابِتَاتٍ عَلَى الْأَثَافِي لَا تَنْزِلُ عَنْهَا لِعِظَمِهَا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ ، وَقِيلَ: كَانَتْ عَظِيمَةً كَالْجِبَالِ، وَقُدِّمَتِ الْمَحَارِيبُ عَلَى التَّمَاثِيلِ
[ ص: 120 ] لِأَنَّ الصُّوَرَ تُوضَعُ فِي الْمَحَارِيبِ أَوْ تُنْقَشُ عَلَى جُدْرَانِهَا، وَقُدِّمَتِ الْجِفَانُ عَلَى الْقُدُورِ مَعَ أَنَّ الْقُدُورَ آلَةُ الطَّبْخِ وَالْجِفَانَ آلَةُ الْأَكْلِ وَالطَّبْخُ قَبْلَ الْأَكْلِ لِأَنَّهُ لَمَّا ذُكِرَتِ الْأَبْنِيَةُ الْمَلَكِيَّةُ نَاسَبَ أَنْ يُشَارَ إِلَى عَظَمَةِ السِّمَاطِ الَّذِي يُمَدُّ فِيهَا فَذُكِرَتِ الْجِفَانُ أَوَّلًا لِأَنَّهَا تَكُونُ فِيهَا بِخِلَافِ الْقُدُورِ فَإِنَّهَا لَا تَحْضُرُ هُنَاكَ، كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13رَاسِيَاتٍ عَلَى مَا سَمِعْتَ أَوَّلًا، وَكَأَنَّهُ لَمَّا بُيِّنَ حَالُ الْجِفَانِ اِشْتَاقَ الذِّهْنُ إِلَى حَالِ الْقُدُورِ فَذُكِرَتْ لِلْمُنَاسَبَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا بِتَقْدِيرِ الْقَوْلِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ أَوِ الْحَالِيَّةِ مِنْ فَاعِلِ (سَخَّرْنَا) الْمُقَدَّرِ وَ (آلَ) مُنَادَى حُذِفَ مِنْهُ حَرْفُ النِّدَاءِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13شُكْرًا نُصِبَ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْعَمَلَ حَقُّهُ أَنْ يَكُونَ لِلشُّكْرِ لَا لِلرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ لِاعْمَلُوا لِأَنَّ الشُّكْرَ نَوْعٌ مِنَ الْعَمَلِ فَهُوَ كَ قَعَدْتُ الْقُرْفُصَاءَ، وَقِيلَ: لِتَضْمِينِ اِعْمَلُوا مَعْنَى اُشْكُرُوا، وَقِيلَ: لِـ اُشْكُرُوا مَحْذُوفًا أَوْ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ بِتَأْوِيلِ اِسْمِ الْفَاعِلِ، أَيِ اِعْمَلُوا شَاكِرِينَ لِأَنَّ الشُّكْرَ يَعُمُّ الْقَلْبَ وَالْجَوَارِحَ أَوْ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ، أَيِ اِعْمَلُوا عَمَلًا شُكْرًا أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ لَا عَمِلُوا فَالْكَلَامُ كَقَوْلِكَ عَمِلْتُ الطَّاعَةَ، وَقِيلَ: إِنَّ اِعْمَلُوا أُقِيمَ مَقَامَ اُشْكُرُوا مُشَاكَلَةً لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ (يَعْمَلُونَ) .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12671اِبْنُ الْحَاجِبِ : إِنَّهُ جُعِلَ مَفْعُولًا بِهِ تَجَوُّزًا، وَأَيًّا مَا كَانَ فَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12455اِبْنُ أَبِي الدُّنْيَا nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الْإِيمَانِ) عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10اِبْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا قِيلَ لَهُمُ اِعْمَلُوا آلَ
دَاوُدَ شُكْرًا، لَمْ يَأْتِ سَاعَةٌ عَلَى الْقَوْمِ إِلَّا وَمِنْهُمْ قَائِمٌ يُصَلِّي، وَفِي رِوَايَةٍ كَانَ مُصَلَّى آلِ
دَاوُدَ لَمْ يَخْلُ مِنْ قَائِمٍ يُصَلِّي لَيْلًا وَنَهَارًا وَكَانُوا يَتَنَاوَبُونَهُ، وَكَانَ
سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِيرِ وَيُطْعِمُ أَهْلَهُ خُشَادَتَهُ وَالْمَسَاكِينَ الدَّرْمَكَ وَهُوَ الدَّقِيقُ الْحِوَارِيُّ وَمَا شَبِعَ قَطُّ، وَقِيلَ: لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: أَخَافُ إِذَا شَبِعْتُ أَنْ أَنْسَى الْجِيَاعَ، وَجَوَّزَ بَعْضُ الْأَفَاضِلِ دُخُولَ
دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْآلِ هُنَا لِأَنَّ آلَ الرَّجُلِ قَدْ يَعُمُّهُ.
وَيُؤَيِّدُهُ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ فِي (شُعَبِ الْإِيمَانِ) عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ عُتَيْبَةَ قَالَ: قَالَ
دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَا رَبِّ هَلْ بَاتَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَطْوَلَ ذِكْرًا مِنِّي فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ الضُّفْدَعَ وَأَنْزَلَ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا فَقَالَ
دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَيْفَ أُطِيقُ شُكْرَكَ وَأَنْتَ الَّذِي تُنْعِمُ عَلَيَّ ثُمَّ تَرْزُقُنِي عَلَى النِّعْمَةِ الشُّكْرَ فَالنِّعْمَةُ مِنْكَ وَالشُّكْرُ مِنْكَ فَكَيْفَ أُطِيقُ شُكْرَكَ؟ فَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: يَا
دَاوُدُ الْآنَ عَرَفْتَنِي حَقَّ مَعْرِفَتِي.
وَجَاءَ فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11970اِبْنِ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الْفُضَيْلِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ يَا رَبِّ: كَيْفَ أَشْكُرُكَ وَالشُّكْرُ نِعْمَةٌ مِنْكَ؟ قَالَ سُبْحَانَهُ: الْآنَ شَكَرْتَنِي حِينَ عَلِمْتَ النِّعَمَ مِنِّي، وَكَذَا مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14907الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ
دَاوُدُ لِسُلَيْمَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: قَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الشُّكْرَ فَاكْفِنِي قِيَامَ النَّارِ أَكْفِكَ قِيَامَ اللَّيْلِ، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: فَاكْفِنِي صَلَاةَ النَّهَارِ فَكَفَاهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11اِبْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ الَّذِي يَشْكُرُ عَلَى أَحْوَالِهِ كُلِّهَا، وَفِي الْكَشَّافِ هُوَ الْمُتَوَفِّرُ عَلَى أَدَاءِ الشُّكْرِ الْبَاذِلُ وُسْعَهُ فِيهِ قَدْ شَغَلَ بِهِ قَلْبَهُ وَلِسَانَهُ وَجَوَارِحَهُ اِعْتِرَافًا وَاعْتِقَادًا وَكَدْحًا وَأَكْثَرَ أَوْقَاتِهِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ هُوَ مَنْ يَشْكُرُ عَلَى الشُّكْرِ، وَقِيلَ: مَنْ يُرَى عَجْزَهُ عَنِ الشُّكْرِ لِأَنَّ تَوْفِيقَهُ لِلشُّكْرِ نِعْمَةٌ يَسْتَدْعِي شُكْرًا آخَرَ لَا إِلَى نِهَايَةٍ، وَقَدْ نَظَمَ هَذَا بَعْضُهُمْ فَقَالَ:
إِذَا كَانَ شُكْرِي نِعْمَةَ اللَّهِ نِعْمَةً عَلَيَّ لَهُ فِي مِثْلِهَا يَجِبُ الشُّكْرُ
فَكَيْفَ بُلُوغُ الشُّكْرِ إِلَّا بِفَضْلِهِ وَإِنْ طَالَتِ الْأَيَّامُ وَاتَّسَعَ الْعُمْرُ
إِذَا مَسَّ بِالنَّعْمَاءِ عَمَّ سُرُورُهَا وَإِنْ مَسَّ بِالضَّرَّاءِ أَعْقَبَهَا الْأَجْرُ
[ ص: 121 ]
وَقَدْ سَمِعْتُ آنِفًا مَا رُوِيَ عَنْ
دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ دَاخِلَةً فِي خِطَابِ آلِ
دَاوُدَ وَهُوَ الظَّاهِرُ وَأَنْ تَكُونَ جُمْلَةً مُسْتَقِلَّةً جِيءَ بِهَا إِخْبَارًا لِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهَا تَنْبِيهٌ وَتَحْرِيضٌ عَلَى الشُّكْرِ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ «عِبَادِي» بِسُكُونِ الْيَاءِ وَفَتَحَهَا الْبَاقُونَ.