وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=29786_34095_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32من الذين فرقوا دينهم بدل من المشركين بإعادة الجار، وتفريقهم لدينهم اختلافهم فيما يعبدونه على اختلاف أهوائهم، وقيل: اختلافهم في اعتقاداتهم مع اتحاد معبودهم، وفائدة الإبدال التحذير عن
nindex.php?page=treesubj&link=28802الانتماء إلى حزب من أحزاب المشركين ببيان أن الكل على الضلال المبين.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي «فارقوا» أي تركوا دينهم الذي أمروا به، أو الذي اقتضته فطرتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32وكانوا شيعا [ ص: 42 ] أي فرقا تشايع كل فرقة إمامها الذي مهد لها دينها، وقرره، ووضع أصوله
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32كل حزب بما لديهم من الدين المعوج المؤسس على الرأي الزائغ، والزعم الباطل
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32فرحون مسرورون ظنا منهم أنه حق، والجملة قيل: اعتراض مقرر لمضمون ما قبله من تفريق دينهم، وكونهم شيعا، وقيل: في موضع نصب على أنها صفة ( شيعا ) بتقدير العائد، أي كل حزب منهم، وزعم بعضهم كونها حالا. وجوز أن يكون ( فرحون ) صفة لكل، كقول
الشماخ: وكل خليل غير هاضم نفسه لوصل خليل صارم أو معارز
والخبر هو الظرف المتقدم، أعني قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32من الذين فرقوا دينهم فيكون منقطعا عما قبله، وضعف بأنه يوصف المضاف إليه في نحوه، صرح به
الشيخ ابن الحاجب في قوله:
وكل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك إلا الفرقدان
وفي البحر: أن وصف المضاف إليه في نحوه هو الأكثر، وأنشد قوله:
جادت عليه كل عين ترة فتركن كل حديقة كالدرهم
وما قيل: إنه إذا وصف به كل، دل على أن الفرح شامل للكل، وهو أبلغ، ليس بشيء، بل العكس أبلغ لو تؤمل أدنى تأمل.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=29786_34095_29001nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ بَدَلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِإِعَادَةِ الْجَارِّ، وَتَفْرِيقُهُمْ لِدِينِهِمُ اخْتِلَافُهُمْ فِيمَا يَعْبُدُونَهُ عَلَى اخْتِلَافِ أَهْوَائِهِمْ، وَقِيلَ: اخْتِلَافُهُمْ فِي اعْتِقَادَاتِهِمْ مَعَ اتِّحَادِ مَعْبُودِهِمْ، وَفَائِدَةُ الْإِبْدَالِ التَّحْذِيرُ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=28802الِانْتِمَاءِ إِلَى حِزْبٍ مِنْ أَحْزَابِ الْمُشْرِكِينَ بِبَيَانِ أَنَّ الْكُلَّ عَلَى الضَّلَالِ الْمُبِينِ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ «فَارَقُوا» أَيْ تَرَكُوا دِينَهُمُ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ، أَوِ الَّذِي اقْتَضَتْهُ فِطْرَتُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32وَكَانُوا شِيَعًا [ ص: 42 ] أَيْ فَرِقًا تُشَايِعُ كُلُّ فِرْقَةٍ إِمَامَهَا الَّذِي مَهَّدَ لَهَا دِينَهَا، وَقَرَّرَهُ، وَوَضَعَ أُصُولَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ مِنَ الدِّينِ الْمُعْوَجِّ الْمُؤَسَّسِ عَلَى الرَّأْيِ الزَّائِغِ، وَالزَّعْمِ الْبَاطِلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32فَرِحُونَ مَسْرُورُونَ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهُ حَقٌّ، وَالْجُمْلَةُ قِيلَ: اعْتِرَاضٌ مُقَرِّرٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهُ مِنْ تَفْرِيقِ دِينِهِمْ، وَكَوْنِهِمْ شِيَعًا، وَقِيلَ: فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهَا صِفَةُ ( شِيَعًا ) بِتَقْدِيرِ الْعَائِدِ، أَيْ كُلُّ حِزْبٍ مِنْهُمْ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ كَوْنَهَا حَالًا. وَجَوَّزَ أَنْ يَكُونَ ( فَرِحُونَ ) صِفَةً لِكُلٍّ، كَقَوْلِ
الشَّمَّاخِ: وَكُلُّ خَلِيلٍ غَيْرُ هَاضِمٍ نَفْسَهُ لِوَصْلِ خَلِيلٍ صَارِمٍ أَوْ مُعَارِزِ
وَالْخَبَرُ هُوَ الظَّرْفُ الْمُتَقَدِّمُ، أَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ فَيَكُونُ مُنْقَطِعًا عَمَّا قَبْلَهُ، وَضُعِّفَ بِأَنَّهُ يُوصَفُ الْمُضَافُ إِلَيْهِ فِي نَحْوِهِ، صَرَّحَ بِهِ
الشَّيْخُ ابْنُ الْحَاجِبِ فِي قَوْلِهِ:
وَكُلُّ أَخٍ مُفَارِقُهُ أَخُوهُ لَعَمْرُ أَبِيكَ إِلَّا الْفَرْقَدَانِ
وَفِي الْبَحْرِ: أَنَّ وَصْفَ الْمُضَافِ إِلَيْهِ فِي نَحْوِهِ هُوَ الْأَكْثَرُ، وَأَنْشَدَ قَوْلَهُ:
جَادَتْ عَلَيْهِ كُلُّ عَيْنٍ تِرَةً فَتَرَكْنَ كُلَّ حَدِيقَةٍ كَالدِّرْهَمِ
وَمَا قِيلَ: إِنَّهُ إِذَا وُصِفَ بِهِ كُلٌّ، دَلَّ عَلَى أَنَّ الْفَرَحَ شَامِلٌ لِلْكُلِّ، وَهُوَ أَبْلَغُ، لَيْسَ بِشَيْءٍ، بَلِ الْعَكْسُ أَبْلَغُ لَوْ تُؤُمِّلَ أَدْنَى تَأَمُّلٍ.