وقوله سبحانه:
nindex.php?page=treesubj&link=30196_30550_32944_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56نسارع لهم في الخيرات خبر أن والراجع إلى الاسم محذوف أي أيحسبون أن الذي نمدهم به من المال والبنين نسارع به لهم فيما فيه خيرهم وإكرامهم على أن الهمزة لإنكار الواقع واستقباحه وحذف هذا العائد لطول الكلام مع تقدم نظيره في الصلة إلا أن حذف مثله قليل، وقال
هشام بن معاوية :
الرابط هو الاسم الظاهر وهو ( الخيرات ) وكأن المعنى نسارع لهم فيه ثم أظهر فقيل في الخيرات، وهذا يتمشى على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش في إجازته نحو زيد قام أبو عبد الله إذا كان أبو عبد الله كنية لزيد ، قيل: ولا يجوز أن يكون الخبر
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55من مال وبنين لأن الله تعالى أمدهم بذلك فلا يعاب ولا ينكر عليهم اعتقاد المدد به كما يفيده الاستفهام الإنكاري وتعقب بأنه لا يبعد أن يكون المراد ما نجعله مددا نافعا لهم في الآخرة ليس المال والبنين بل الاعتقاد والعمل الصالح كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=88يوم لا ينفع مال ولا بنون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=89إلا من أتى الله بقلب سليم [الشعراء: 88] وفيه ما فيه. وما ذكرنا من كون ما موصولة هو الظاهر، ومن جوز كونها مصدرية وجعل المصدر الحاصل بعد السبك اسم أن وخبرها ( نسارع ) على تقدير مسارعة بناء على أن الأصل أن نسارع فحذفت أن وارتفع الفعل لم يوف القرآن الكريم حقه، وكذا من جعلها كافة
كالكسائي ونقل ذلك عنه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان ، وجوز عليه الوقف على ( بنين ) معللا بأن ما بعد يحسب قد انتظم مسندا ومسندا إليه من حيث المعنى وإن كان في تأويل مفرد وهو كما ترى، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب «إنما نمدهم» بكسر همزة إن، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير في رواية «يمدهم» بالياء.
وقرأ
السلمي وعبد الرحمن بن أبي بكرة «يسارع» بالياء وكسر الراء فإن كان فاعله ضميره تعالى فالكلام في الرابط، على ما سمعت، وإن كان ضمير الموصول فهو الرابط وعن
ابن أبي بكرة المذكور أنه قرأ «يسارع» بالياء وفتح الراء مبنيا للمفعول، وقرأ
الحر النحوي «نسرع» بالنون مضارع أسرع، وقرئ على ما في الكشاف «يسرع» بالياء مضارع أسرع أيضا وفي فاعله الاحتمالان المشار إليهما آنفا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56بل لا يشعرون عطف على مقدر ينسحب عليه الكلام أي كلا لا نفعل ذلك بل لا يشعرون أي ليس من شأنهم الشعور أن هم إلا كالأنعام بل هم أضل حتى يتأملوا ويتفكروا في ذلك هو استدراج أم مسارعة ومبادرة في الخيرات ومن هنا قيل: من يعص الله تعالى ولم ير نقصانا فيما أعطاه سبحانه من الدنيا فليعلم أنه مستدرج قد مكر به، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : لا تعتبروا الناس بأموالهم وأولادهم ولكن اعتبروهم بالإيمان والعمل الصالح.
وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=30196_30550_32944_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ خَبَرُ أَنَّ وَالرَّاجِعُ إِلَى الِاسْمِ مَحْذُوفٌ أَيْ أَيَحْسَبُونَ أَنَّ الَّذِي نَمُدُّهُمْ بِهِ مِنَ الْمَالِ وَالْبَنِينَ نُسَارِعُ بِهِ لَهُمْ فِيمَا فِيهِ خَيْرُهُمْ وَإِكْرَامُهُمْ عَلَى أَنَّ الْهَمْزَةَ لِإِنْكَارِ الْوَاقِعِ وَاسْتِقْبَاحِهِ وَحَذْفِ هَذَا الْعَائِدِ لِطُولِ الْكَلَامِ مَعَ تَقَدُّمِ نَظِيرِهِ فِي الصِّلَةِ إِلَّا أَنَّ حَذْفَ مِثْلِهِ قَلِيلٌ، وَقَالَ
هِشَامُ بْنُ مُعَاوِيَةَ :
الرَّابِطُ هُوَ الِاسْمُ الظَّاهِرُ وَهُوَ ( الْخَيْرَاتِ ) وَكَأَنَّ الْمَعْنَى نُسَارِعُ لَهُمْ فِيهِ ثُمَّ أَظْهَرُ فَقِيلَ فِي الْخَيْرَاتِ، وَهَذَا يَتَمَشَّى عَلَى مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ فِي إِجَازَتِهِ نَحْوِ زَيْدٌ قَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِذَا كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ كُنْيَةً لِزَيْدٍ ، قِيلَ: وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَدَّهُمْ بِذَلِكَ فَلَا يُعَابُ وَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِمُ اعْتِقَادُ الْمَدَدِ بِهِ كَمَا يُفِيدُهُ الِاسْتِفْهَامُ الْإِنْكَارِيُّ وَتَعَقَّبَ بِأَنَّهُ لَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مَا نَجْعَلُهُ مَدَدًا نَافِعًا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ لَيْسَ الْمَالَ وَالْبَنِينَ بَلِ الِاعْتِقَادُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=88يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=89إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشُّعَرَاءُ: 88] وَفِيهِ مَا فِيهِ. وَمَا ذَكَرْنَا مِنْ كَوْنِ مَا مَوْصُولَةً هُوَ الظَّاهِرُ، وَمَنْ جَوَّزَ كَوْنَهَا مَصْدَرِيَّةً وَجَعَلَ الْمَصْدَرَ الْحَاصِلَ بَعْدَ السَّبْكِ اسْمَ أَنْ وَخَبَرَهَا ( نُسَارِعُ ) عَلَى تَقْدِيرِ مُسَارَعَةِ بِنَاءٍ عَلَى أَنَّ الْأَصْلَ أَنْ نُسَارِعَ فَحُذِفَتْ أَنْ وَارْتَفَعَ الْفِعْلُ لَمْ يُوفِّ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ حَقَّهُ، وَكَذَا مَنْ جَعَلَهَا كَافَّةً
كَالْكِسَائِيِّ وَنَقَلَ ذَلِكَ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ ، وَجَوَّزَ عَلَيْهِ الْوَقْفَ عَلَى ( بَنِينَ ) مُعَلِّلًا بِأَنَّ مَا بَعْدَ يَحْسَبُ قَدِ انْتَظَمَ مُسْنَدًا وَمُسْنَدًا إِلَيْهِ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى وَإِنْ كَانَ فِي تَأْوِيلِ مُفْرِدٍ وَهُوَ كَمَا تَرَى، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنُ وَثَّابٍ «إِنَّمَا نَمُدُّهُمْ» بِكَسْرِ هَمْزَةِ إِنَّ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَةِ «يَمُدُّهُمْ» بِالْيَاءِ.
وَقَرَأَ
السِّلْمِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكَرَةَ «يُسَارِعُ» بِالْيَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ فَإِنْ كَانَ فَاعِلُهُ ضَمِيرَهُ تَعَالَى فَالْكَلَامُ فِي الرَّابِطِ، عَلَى مَا سَمِعْتَ، وَإِنْ كَانَ ضَمِيرُ الْمَوْصُولِ فَهُوَ الرَّابِطُ وَعَنِ
ابْنِ أَبِي بَكَرَةَ الْمَذْكُورِ أَنَّهُ قَرَأَ «يُسَارِعُ» بِالْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، وَقَرَأَ
الْحُرُّ النَّحْوِيُّ «نُسْرِعُ» بِالنُّونِ مُضَارِعُ أَسْرَعَ، وَقُرِئَ عَلَى مَا فِي الْكَشَّافِ «يُسْرِعُ» بِالْيَاءِ مُضَارِعُ أَسْرَعَ أَيْضًا وَفِي فَاعِلِهِ الِاحْتِمَالَانِ الْمُشَارُ إِلَيْهِمَا آنِفًا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56بَلْ لا يَشْعُرُونَ عَطَفَ عَلَى مُقَدَّرٍ يَنْسَحِبُ عَلَيْهِ الْكَلَامُ أَيْ كَلَّا لَا نَفْعَلُ ذَلِكَ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ أَيْ لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِمُ الشُّعُورُ أَنَّ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ حَتَّى يَتَأَمَّلُوا وَيَتَفَكَّرُوا فِي ذَلِكَ هُوَ اسْتِدْرَاجٌ أَمْ مُسَارَعَةٌ وَمُبَادَرَةٌ فِي الْخَيْرَاتِ وَمِنْ هُنَا قِيلَ: مَنْ يَعْصِ اللَّهَ تَعَالَى وَلَمْ يَرَ نُقْصَانًا فِيمَا أَعْطَاهُ سُبْحَانَهُ مِنَ الدُّنْيَا فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مُسْتَدْرِجٌ قَدْ مَكَرَ بِهِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : لَا تَعْتَبِرُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ وَلَكِنِ اعْتَبَرُوهُمْ بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.