nindex.php?page=treesubj&link=32688_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13ثم جعلناه نطفة عائد على الجنس باعتبار أفراده المغايرة
لآدم عليه السلام، وإذا أريد بالإنسان أولا
آدم عليه السلام فالضمير على ما في البحر عائد على غير مذكور وهو ابن
آدم، وجاز لوضوح الأمر وشهرته وهو كما ترى أو على الإنسان والكلام على حذف مضاف أي ثم جعلنا نسله، وقيل يراد بالإنسان أولا
آدم عليه السلام وعند عود الضمير عليه ما تناسل منه على سبيل الاستخدام، ومن البعيد جدا أن يراد بالإنسان أفراد بني
آدم والضمير عائد عليه ويقدر مضاف في أول الكلام أي ولقد خلقنا أصل الإنسان إلخ، ومثله أن يراد بالإنسان الجنس أو
آدم عليه السلام والضمير عائد على
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12سلالة والتذكير بتأويل المسلول أو الماء أي ثم صيرنا السلالة نطفة.
والظاهر أن
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13نطفة في سائر الوجوه مفعولا ثانيا للجعل على أنه بمعنى التصيير وهو على الوجه الأخير ظاهر، وأما على وجه عود الضمير على الإنسان فلا بد من ارتكاب مجاز الأول بأن يراد بالإنسان ما سيصير إنسانا، ويجوز أن يكون الجعل بمعنى الخلق المتعدي إلى مفعول واحد ويكون
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13نطفة منصوبا بنزع الخافض واختاره بعض المحققين أي ثم خلقنا الإنسان من نطفة كائنة
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13في قرار أي مستقر وهو في الأصل من قريقر قرارا بمعنى ثبت ثبوتا وأطلق على ذلك مبالغة، والمراد به الرحم ووصفه بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13مكين أي متمكن مع أن التمكن وصف ذي المكان وهو النطفة هنا على سبيل المجاز كما يقال طريق سائر، وجوز أن يقال: إن الرحم نفسها متمكنة ومعنى تمكنها أنها لا تنفصل لثقل حملها أولا تمج ما فيها فهو كناية عن جعل النطفة محرزة مصونة وهو وجه وجيه .
nindex.php?page=treesubj&link=32688_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً عَائِدٌ عَلَى الْجِنْسِ بِاعْتِبَارِ أَفْرَادِهِ الْمُغَايِرَةِ
لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَإِذَا أُرِيدَ بِالْإِنْسَانِ أَوَّلًا
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَالضَّمِيرُ عَلَى مَا فِي الْبَحْرِ عَائِدٌ عَلَى غَيْرِ مَذْكُورٍ وَهُوَ ابْنُ
آدَمَ، وَجَازَ لِوُضُوحِ الْأَمْرِ وَشُهْرَتِهِ وَهُوَ كَمَا تَرَى أَوْ عَلَى الْإِنْسَانِ وَالْكَلَامِ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَيْ ثُمَّ جَعَلْنَا نَسْلَهُ، وَقِيلَ يُرَادُ بِالْإِنْسَانِ أَوَّلًا
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعِنْدَ عَوْدِ الضَّمِيرِ عَلَيْهِ مَا تَنَاسَلَ مِنْهُ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِخْدَامِ، وَمِنَ الْبَعِيدِ جِدًّا أَنْ يُرَادَ بِالْإِنْسَانِ أَفْرَادُ بَنِي
آدَمَ وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَيْهِ وَيُقَدَّرُ مُضَافٌ فِي أَوَّلِ الْكَلَامِ أَيْ وَلَقَدْ خَلَقَنَا أَصْلُ الْإِنْسَانِ إِلَخْ، وَمِثْلُهُ أَنْ يُرَادَ بِالْإِنْسَانِ الْجِنْسُ أَوْ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12سُلالَةٍ وَالتَّذْكِيرُ بِتَأْوِيلِ الْمَسْلُولِ أَوِ الْمَاءِ أَيْ ثُمَّ صَيَّرْنَا السُّلَالَةَ نُطْفَةً.
وَالظَّاهِرُ أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13نُطْفَةً فِي سَائِرِ الْوُجُوهِ مَفْعُولًا ثَانِيًا لِلْجَعْلِ عَلَى أَنَّهُ بِمَعْنَى التَّصْيِيرِ وَهُوَ عَلَى الْوَجْهِ الْأَخِيرِ ظَاهِرٌ، وَأَمَّا عَلَى وَجْهِ عَوْدِ الضَّمِيرِ عَلَى الْإِنْسَانِ فَلَا بُدَّ مِنِ ارْتِكَابِ مَجَازِ الْأَوَّلِ بِأَنْ يُرَادَ بِالْإِنْسَانِ مَا سَيَصِيرُ إِنْسَانًا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْجَعْلُ بِمَعْنَى الْخَلْقِ الْمُتَعَدِّي إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ وَيَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13نُطْفَةً مَنْصُوبًا بِنَزْعِ الْخَافِضِ وَاخْتَارَهُ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ أَيْ ثُمَّ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ كَائِنَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13فِي قَرَارٍ أَيْ مُسْتَقَرٍّ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مِنْ قَرَيْقَرَ قَرَارًا بِمَعْنَى ثَبَتَ ثُبُوتًا وَأَطْلَقَ عَلَى ذَلِكَ مُبَالَغَةً، وَالْمُرَادُ بِهِ الرَّحِمُ وَوَصَفَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=13مَكِينٍ أَيْ مُتَمَكِّنٌ مَعَ أَنَّ التَّمَكُّنَ وَصْفُ ذِي الْمَكَانِ وَهُوَ النُّطْفَةُ هُنَا عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ كَمَا يُقَالُ طَرِيقٌ سَائِرٌ، وَجَوَّزَ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الرَّحِمَ نَفْسَهَا مُتَمَكِّنَةٌ وَمَعْنَى تَمَكُّنِهَا أَنَّهَا لَا تَنْفَصِلُ لِثِقَلِ حَمْلِهَا أَوَّلًا تَمُجُّ مَا فِيهَا فَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ جَعْلِ النُّطْفَةِ مُحْرِزَةٍ مَصُونَةٍ وَهُوَ وَجْهٌ وَجِيهٌ .