ومن باب الإشارة في الآيات
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=38إن الله يدافع عن الذين آمنوا كيد عدوهم من الشيطان والنفس
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=38إن الله لا يحب كل خوان كفور ويدخل في ذلك الشيطان والنفس ، وصدق الوصفين عليهما ظاهر جدا بل لا خوان ولا كفور مثلهما
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=41الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة إلخ فيه إشارة إلى حال أهل التمكين وأنهم مهديون هادون فلا شطح عندهم ولا يضل أحد بكلماتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=45فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد قيل : في القرية الظالمة إشارة إلى القلب الغافل عن الله تعالى ، وفي البئر المعطلة إشارة إلى الذهن الذي لم يستخرج منه الأفكار الصافية ، وفي القصر المشيد إشارة إلى البدن المشتمل على حجرات القوى .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=46فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فيه إشارة إلى سوء حال المحجوبين المنكرين فإن قلوبهم عمي عن رؤية أنوار أهل الله تعالى فإن لهم أنوارا لا ترى إلا بعين القلب وبهذه العين تدرك حقائق الملك ودقائق الملكوت ، وفي الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=665422«اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله » nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=47وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون قد تقدم الكلام في اليوم وانقسامه فتذكر
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=50فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة أي ستر عن الأغيار من أن يقفوا على حقيقتهم كما يشير ما يروونه من الحديث القدسي
«أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم أحد غيري » nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=50ورزق كريم وهو العلم اللدني الذي به غذاء الأرواح .
وقال بعضهم : رزق القلوب حلاوة العرفان ورزق الأسرار مشاهدة الجمال ورزق الأرواح مكاشفة الجلال وإلى هذا الرزق يشير عليه الصلاة والسلام بقوله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=856218«أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني » والإشارة في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=52وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته الآيات على قول من زعم صحة حديث الغرانيق إلى أنه ينبغي أن يكون العبد فناء في إرادة مولاه عز وجل وإلا ابتلي بتلبيس الشيطان ليتأدب ولا يبقى ذلك التلبيس لمنافاته الحكمة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=58والذين هاجروا في سبيل الله عن أوطان الطبيعة في طلب الحقيقة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=58ثم قتلوا بسيف الصدق والرياضة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=58أو ماتوا بالجذبة عن أوصاف البشرية
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=58ليرزقنهم الله رزقا حسنا هو رزق دوام الوصلة كما قيل : أو هو كالرزق الكريم
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=60ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله فيه إشارة إلى نصر السالك الذي عاقب نفسه بالمجاهدة بعد أن عاقبته بالمخالفة ثم ظلمته باستيلاء صفاتها
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون أخذ الصوفية منه
nindex.php?page=treesubj&link=28431ترك الجدال مع المنكرين .
وذكر بعضهم أن الجدال معهم عبث كالجدال مع العنين في لذة الجماع
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر الآية فيه إشارة إلى ذم المتصوفة الذين إذا سمعوا الآيات الرادة عليهم ظهر عليهم التجهم والبسور وهم في زماننا كثيرون فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وفي قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا إلخ إشارة إلى ذم
nindex.php?page=treesubj&link=28806الغالين في أولياء الله تعالى حيث يستغيثون بهم في الشدة غافلين عن الله تعالى وينذرون لهم النذور والعقلاء منهم يقولون : إنهم وسائلنا إلى الله تعالى وإنما ننذر لله عز وجل ونجعل ثوابه للولي ، ولا يخفى أنهم في دعواهم الأولى أشبه الناس بعبدة الأصنام القائلين إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى ، ودعواهم الثانية لا بأس بها لو لم يطلبوا منهم ذلك شفاء مريضهم أو رد غائبهم أو نحو
[ ص: 213 ] ذلك ، والظاهر من حالهم الطلب ، ويرشد إلى ذلك أنه لو قيل : أنذروا لله تعالى واجعلوا ثوابه لوالديكم فإنهم أحوج من أولئك الأولياء لم يفعلوا ، ورأيت كثيرا منهم يسجد على أعتاب حجر قبور الأولياء ومنهم من يثبت التصرف لهم جميعا في قبورهم لكنهم متفاوتون فيه حسب تفاوت مراتبهم ، والعلماء منهم يحصرون التصرف في القبور في أربعة أو خمسة وإذا طولبوا بالدليل قالوا : ثبت ذلك بالكشف قاتلهم الله تعالى ما أجهلهم وأكثر افترائهم ، ومنهم من يزعم أنهم يخرجون من القبور ويتشكلون بأشكال مختلفة ، وعلماؤهم يقولون : إنما تظهر أرواحهم متشكلة وتطوف حيث شاءت وربما تشكلت بصورة أسد أو غزال أو نحوه وكل ذلك باطل لا أصل له في الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة ، وقد أفسد هؤلاء على الناس دينهم وصاروا ضحكة لأهل الأديان المنسوخة في اليهود والنصارى ، وكذا لأهل النحل والدهرية ، نسأل الله تعالى العفو والعافية .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وجاهدوا في الله حق جهاده شامل لجميع أنواع المجاهدة ، ومنها جهاد النفس وهو بتزكيتها بأداء الحقوق وترك الحظوظ ، وجهاد القلب بتصفيته وقطع تعلقه عن الكونين ، وجهاد الروح بإفناء الوجود ، وقد قيل : وجودك ذنب لا يقاس به ذنب .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78واعتصموا بالله تمسكوا به جل وعلا في جميع أحوالكم
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هو مولاكم على الحقيقة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78فنعم المولى في إفناء وجودكم
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78ونعم النصير في إبقائكم ، وما أعظم هذه الخاتمة لقوم يعقلون وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
تم بحمد الله الجزء السابع عشر ، ويليه إن شاء الله تعالى الجزء الثامن عشر ، وأوله سورة المؤمنين
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=38إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا كَيْدَ عَدُوِّهِمْ مِنَ الشَّيْطَانِ وَالنَّفْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=38إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الشَّيْطَانُ وَالنَّفْسُ ، وَصِدْقُ الْوَصْفَيْنِ عَلَيْهِمَا ظَاهِرٌ جِدًّا بَلْ لَا خَوَّانَ وَلَا كَفُورَ مِثْلُهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=41الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ إِلَخْ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى حَالِ أَهْلِ التَّمْكِينِ وَأَنَّهُمْ مَهْدِيُّونَ هَادُونَ فَلَا شَطْحَ عِنْدَهُمْ وَلَا يَضِلُّ أَحَدٌ بِكَلِمَاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=45فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ قِيلَ : فِي الْقَرْيَةِ الظَّالِمَةِ إِشَارَةٌ إِلَى الْقَلْبِ الْغَافِلِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَفِي الْبِئْرِ الْمُعَطَّلَةِ إِشَارَةٌ إِلَى الذِّهْنِ الَّذِي لَمْ يُسْتَخْرَجْ مِنْهُ الْأَفْكَارُ الصَّافِيَةُ ، وَفِي الْقَصْرِ الْمَشِيدِ إِشَارَةٌ إِلَى الْبَدَنِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى حُجُرَاتِ الْقُوَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=46فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى سُوءِ حَالِ الْمَحْجُوبِينَ الْمُنْكِرِينَ فَإِنَّ قُلُوبَهُمْ عُمْيٌ عَنْ رُؤْيَةِ أَنْوَارِ أَهْلِ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّ لَهُمْ أَنْوَارًا لَا تُرَى إِلَّا بِعَيْنِ الْقَلْبِ وَبِهَذِهِ الْعَيْنِ تُدْرَكُ حَقَائِقُ الْمُلْكِ وَدَقَائِقُ الْمَلَكُوتِ ، وَفِي الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=665422«اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ » nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=47وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي الْيَوْمِ وَانْقِسَامِهِ فَتَذَكَّرْ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=50فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ أَيْ سَتْرٌ عَنِ الْأَغْيَارِ مِنْ أَنْ يَقِفُوا عَلَى حَقِيقَتِهِمْ كَمَا يُشِيرُ مَا يَرْوُونَهُ مِنَ الْحَدِيثِ الْقُدُسِيِّ
«أَوْلِيَائِي تَحْتَ قُبَابِي لَا يَعْرِفُهُمْ أَحَدٌ غَيْرِي » nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=50وَرِزْقٌ كَرِيمٌ وَهُوَ الْعِلْمُ اللَّدْنِيُّ الَّذِي بِهِ غِذَاءُ الْأَرْوَاحِ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : رِزْقُ الْقُلُوبِ حَلَاوَةُ الْعِرْفَانِ وَرِزْقُ الْأَسْرَارِ مُشَاهَدَةُ الْجَمَالِ وَرِزْقُ الْأَرْوَاحِ مُكَاشَفَةُ الْجَلَالِ وَإِلَى هَذَا الرِّزْقِ يُشِيرُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=856218«أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي » وَالْإِشَارَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=52وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ الْآيَاتِ عَلَى قَوْلِ مَنْ زَعَمَ صِحَّةَ حَدِيثِ الْغَرَانِيقِ إِلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ فَنَاءً فِي إِرَادَةِ مَوْلَاهُ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَّا ابْتُلِيَ بِتَلْبِيسِ الشَّيْطَانِ لِيَتَأَدَّبَ وَلَا يَبْقَى ذَلِكَ التَّلْبِيسُ لِمُنَافَاتِهِ الْحِكْمَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=58وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَنْ أَوْطَانِ الطَّبِيعَةِ فِي طَلَبِ الْحَقِيقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=58ثُمَّ قُتِلُوا بِسَيْفِ الصِّدْقِ وَالرِّيَاضَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=58أَوْ مَاتُوا بِالْجَذْبَةِ عَنْ أَوْصَافِ الْبَشَرِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=58لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا هُوَ رِزْقُ دَوَامِ الْوَصْلَةِ كَمَا قِيلَ : أَوْ هُوَ كَالرِّزْقِ الْكَرِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=60وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى نَصْرِ السَّالِكِ الَّذِي عَاقَبَ نَفْسَهُ بِالْمُجَاهَدَةِ بَعْدَ أَنْ عَاقَبَتْهُ بِالْمُخَالَفَةِ ثُمَّ ظَلَمَتْهُ بِاسْتِيلَاءِ صِفَاتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=68وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ أَخَذَ الصُّوفِيَّةُ مِنْهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28431تَرْكَ الْجِدَالِ مَعَ الْمُنْكِرِينَ .
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْجِدَالَ مَعَهُمْ عَبَثٌ كَالْجِدَالِ مَعَ الْعِنِّينِ فِي لَذَّةِ الْجِمَاعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=72وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ الْآيَةُ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى ذَمِّ الْمُتَصَوِّفَةِ الَّذِينَ إِذَا سَمِعُوا الْآيَاتِ الرَّادَّةَ عَلَيْهِمْ ظَهَرَ عَلَيْهِمُ التَّجَهُّمُ وَالْبُسُورُ وَهُمْ فِي زَمَانِنَا كَثِيرُونَ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=73إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا إِلَخْ إِشَارَةٌ إِلَى ذَمِّ
nindex.php?page=treesubj&link=28806الْغَالِينَ فِي أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى حَيْثُ يَسْتَغِيثُونَ بِهِمْ فِي الشِّدَّةِ غَافِلِينَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى وَيُنْذِرُونَ لَهُمُ النُّذُورَ وَالْعُقَلَاءُ مِنْهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّهُمْ وَسَائِلُنَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَإِنَّمَا نُنْذِرُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَجْعَلُ ثَوَابَهُ لِلْوَلِيِّ ، وَلَا يَخْفَى أَنَّهُمْ فِي دَعْوَاهُمُ الْأُولَى أَشْبَهُ النَّاسِ بِعَبَدَةِ الْأَصْنَامِ الْقَائِلِينَ إِنَّمَا نَعْبُدُهُمْ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ، وَدَعْوَاهُمُ الثَّانِيَةِ لَا بَأْسَ بِهَا لَوْ لَمْ يَطْلُبُوا مِنْهُمْ ذَلِكَ شِفَاءَ مَرِيضِهِمْ أَوْ رَدَّ غَائِبِهِمْ أَوْ نَحْوَ
[ ص: 213 ] ذَلِكَ ، وَالظَّاهِرُ مِنْ حَالِهِمُ الطَّلَبُ ، وَيُرْشِدُ إِلَى ذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ قِيلَ : أَنْذِرُوا لِلَّهِ تَعَالَى وَاجْعَلُوا ثَوَابَهُ لِوَالِدَيْكُمْ فَإِنَّهُمْ أَحْوَجُ مِنْ أُولَئِكَ الْأَوْلِيَاءِ لَمْ يَفْعَلُوا ، وَرَأَيْتُ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَسْجُدُ عَلَى أَعْتَابِ حُجَرِ قُبُورِ الْأَوْلِيَاءِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُثْبِتُ التَّصَرُّفَ لَهُمْ جَمِيعًا فِي قُبُورِهِمْ لَكِنَّهُمْ مُتَفَاوِتُونَ فِيهِ حَسَبَ تَفَاوُتِ مَرَاتِبِهِمْ ، وَالْعُلَمَاءُ مِنْهُمْ يَحْصُرُونَ التَّصَرُّفَ فِي الْقُبُورِ فِي أَرْبَعَةٍ أَوْ خَمْسَةٍ وَإِذَا طُولِبُوا بِالدَّلِيلِ قَالُوا : ثَبَتَ ذَلِكَ بِالْكَشْفِ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مَا أَجْهَلَهُمْ وَأَكْثَرَ افْتِرَائِهِمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْقُبُورِ وَيَتَشَكَّلُونَ بِأَشْكَالٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَعُلَمَاؤُهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّمَا تَظْهَرُ أَرْوَاحُهُمْ مُتَشَكِّلَةً وَتَطُوفُ حَيْثُ شَاءَتْ وَرُبَّمَا تَشَكَّلَتْ بِصُورَةِ أَسَدٍ أَوْ غَزَالٍ أَوْ نَحْوِهِ وَكُلُّ ذَلِكَ بَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَكَلَامِ سَلَفِ الْأُمَّةِ ، وَقَدْ أَفْسَدَ هَؤُلَاءِ عَلَى النَّاسِ دِينَهُمْ وَصَارُوا ضُحَكَةً لِأَهْلِ الْأَدْيَانِ الْمَنْسُوخَةِ فِي الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَكَذَا لِأَهْلِ النِّحَلِ وَالدَّهْرِيَّةِ ، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ شَامِلٌ لِجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْمُجَاهَدَةِ ، وَمِنْهَا جِهَادُ النَّفْسِ وَهُوَ بِتَزْكِيَتِهَا بِأَدَاءِ الْحُقُوقِ وَتَرْكِ الْحُظُوظِ ، وَجِهَادُ الْقَلْبِ بِتَصْفِيَتِهِ وَقَطْعِ تَعَلُّقِهِ عَنِ الْكَوْنَيْنِ ، وَجِهَادُ الرُّوحِ بِإِفْنَاءِ الْوُجُودِ ، وَقَدْ قِيلَ : وَجُودُكَ ذَنْبٌ لَا يُقَاسِ بِهِ ذَنْبٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ تَمَسَّكُوا بِهِ جَلَّ وَعَلَا فِي جَمِيعِ أَحْوَالِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78هُوَ مَوْلاكُمْ عَلَى الْحَقِيقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78فَنِعْمَ الْمَوْلَى فِي إِفْنَاءِ وَجُودِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَنِعْمَ النَّصِيرُ فِي إِبْقَائِكُمْ ، وَمَا أَعْظَمَ هَذِهِ الْخَاتِمَةَ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ الْجُزْءُ السَّابِعَ عَشَرَ ، وَيَلِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى الْجُزْءُ الثَّامِنَ عَشَرَ ، وَأَوَّلُهُ سُورَةُ الْمُؤْمِنِينَ