nindex.php?page=treesubj&link=19731_34101_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52ويوم يقول أي الله تعالى للكفار توبيخا وتعجيزا بواسطة أو بدونها. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة ويحيى nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=13548وابن مقسم: «نقول» بنون العظمة، والكلام على معنى: اذكر أيضا؛ أي: واذكر يوم يقول
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52نادوا للشفاعة لكم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52شركائي الذين زعمتم
أي: زعمتموهم شفعاء، والإضافة باعتبار ما كانوا يزعمون أيضا فإنهم كانوا يزعمون أنهم شركاء كما يزعمون أنهم شفعاء، وقد جوز غير واحد هنا أن يكون الكلام بتقدير زعمتموهم شركاء، والمراد بهم إبليس وذريته، وجعلهم بدلا فيما تقدم مبني على ما لزم من فعل عبدتهم المطيعين لهم فيما وسوسوا به أو كل ما عبد من دون الله تعالى.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير: «شركاي» مقصورا مضافا إلى الياء
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52فدعوهم أي: نادوهم للإغاثة، وفيه بيان بكمال اعتنائهم بإغاثتهم على طريق الشفاعة؛ إذ معلوم أن لا طريق إلى المدافعة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52فلم يستجيبوا لهم فلم يغيثوهم؛ إذ لا إمكان لذلك، قيل: وفي إيراده مع ظهوره تهكم بهم وإيذان بأنهم في الحماقة بحيث لا يفهمونه إلا بالتصريح به.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52وجعلنا بينهم أي: بين الداعين والمدعوين
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52موبقا اسم مكان من وبق وبوقا كوثب وثوبا أو وبق وبقا كفرح فرحا إذا هلك؛ أي: مهلكا يشتركون فيه وهو النار، وجاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد أنه واد في جهنم يجري بدم وصديد، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة أنه نهر في النار يسيل نارا على حافتيه حيات أمثال البغال الدهم، فإذا ثارت إليهم لتأخذهم استغاثوا بالاقتحام في النار منها، وتفسير الموبق بالمهلك مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وغيرهما، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن تفسيره بالعداوة فهو مصدر أطلق على سبب الهلاك وهو العداوة كما أطلق التلف على البغض المؤدي إليه في قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه: لا يكن حبك كلفا، ولا بغضك تلفا.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس تفسيره بالمحبس، ومعنى كون الموبق على سائر تفاسيره بينهم شموله لهم وكونهم مشتركين فيه كما يقال: جعلت المال بين زيد وعمرو فكأنه ضمن ( جعلنا ) معنى قسمنا وحينئذ لا يمكن إدخال عيسى
[ ص: 299 ] وعزير والملائكة عليهم السلام ونحوهم في الشركاء على القول الثاني.
وقال بعضهم: معنى كون الموبق أي المهلك أو المحبس بينهم أنه حاجز واقع في البين، وجعل ذلك بينهم حسما لأطماع الكفرة في أن يصل إليهم ممن دعوه للشفاعة. وجاء عن بعض من فسره بالوادي أنه يفرق الله تعالى به بين أهل الهدى وأهل الضلالة، وعلى هذا لا مانع من شمول المعنى الثاني للشركاء لأولئك الأجلة.
وقال
الثعالبي في فقه اللغة: الموبق بمعنى البرزخ البعيد على أن وبق بمعنى هلك أيضا؛ أي: جعلنا بينهم أمدا بعيدا يهلك فيه الأشواط لفرط بعده، وعليه أيضا يجوز الشمول المذكور؛ لأن أولئك الكرام عليهم السلام في أعلى الجنان وهؤلاء اللئام في قعر النيران، ولا يخفى على من له أدنى تأمل الحال فيما إذا أريد بالموبق العداوة.
و
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52بينهم على جميع ما ذكر ظرف، وهو مفعول ثان لجعل إن جعل بمعنى صير و
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52موبقا مفعوله الأول، وإن جعل بمعنى خلق كان الظرف متعلقا به أو بمحذوف وقع صفة لمفعوله قدم عليه لرعاية الفواصل فتحول حالا.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء والسيرافي: البين هنا بمعنى الوصل فإنه يكون بمعناه كما يكون بمعنى الفراق وهو مفعول أول لجعلنا و
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52موبقا بمعنى هلاكا مفعوله الثاني، والمعنى: جعلنا تواصلهم في الدنيا هلاكا يوم القيامة.
nindex.php?page=treesubj&link=19731_34101_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52وَيَوْمَ يَقُولُ أَيِ اللَّهُ تَعَالَى لِلْكُفَّارِ تَوْبِيخًا وَتَعْجِيزًا بِوَاسِطَةٍ أَوْ بِدُونِهَا. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةُ وَيَحْيَى nindex.php?page=showalam&ids=12526وَابْنُ أَبِي لَيْلَى nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=13548وَابْنُ مُقْسِمٍ: «نَقُولُ» بِنُونِ الْعَظَمَةِ، وَالْكَلَامُ عَلَى مَعْنَى: اذْكُرْ أَيْضًا؛ أَيْ: وَاذْكُرْ يَوْمَ يَقُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52نَادُوا لِلشَّفَاعَةِ لَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ
أَيْ: زَعَمْتُمُوهُمْ شُفَعَاءَ، وَالْإِضَافَةُ بِاعْتِبَارِ مَا كَانُوا يَزْعُمُونَ أَيْضًا فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ شُرَكَاءُ كَمَا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ شُفَعَاءُ، وَقَدْ جَوَّزَ غَيْرُ وَاحِدٍ هُنَا أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ بِتَقْدِيرِ زَعَمْتُمُوهُمْ شُرَكَاءَ، وَالْمُرَادُ بِهِمْ إِبْلِيسُ وَذُرِّيَّتُهُ، وَجَعْلُهُمْ بَدَلًا فِيمَا تَقَدَّمَ مَبْنِيٌّ عَلَى مَا لَزِمَ مِنْ فِعْلِ عَبَدَتَهِمُ الْمُطِيعِينَ لَهُمْ فِيمَا وَسُوسُوا بِهِ أَوْ كُلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ: «شُرَكَايَ» مَقْصُورًا مُضَافًا إِلَى الْيَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52فَدَعَوْهُمْ أَيْ: نَادَوْهُمْ لِلْإِغَاثَةِ، وَفِيهِ بَيَانٌ بِكَمَالِ اعْتِنَائِهِمْ بِإِغَاثَتِهِمْ عَلَى طَرِيقِ الشَّفَاعَةِ؛ إِذْ مَعْلُومٌ أَنْ لَا طَرِيقَ إِلَى الْمُدَافَعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ فَلَمْ يُغِيثُوهُمْ؛ إِذْ لَا إِمْكَانَ لِذَلِكَ، قِيلَ: وَفِي إِيرَادِهِ مَعَ ظُهُورِهِ تَهَكُّمٍ بِهِمْ وَإِيذَانٍ بِأَنَّهُمْ فِي الْحَمَاقَةِ بِحَيْثُ لَا يَفْهَمُونَهُ إِلَّا بِالتَّصْرِيحِ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ أَيْ: بَيْنَ الدَّاعِينَ وَالْمَدْعُوِّينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52مَوْبِقًا اسْمُ مَكَانٍ مِنْ وَبَقَ وُبُوقًا كَوَثَبَ وُثُوبًا أَوْ وَبِقِ وَبَقًا كَفَرِحَ فَرَحًا إِذَا هَلَكَ؛ أَيْ: مُهْلَكًا يَشْتَرِكُونَ فِيهِ وَهُوَ النَّارُ، وَجَاءَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ يَجْرِي بِدَمٍ وَصَدِيدٍ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي النَّارِ يَسِيلُ نَارًا عَلَى حَافَّتَيْهِ حَيَّاتٌ أَمْثَالُ الْبِغَالِ الدُّهْمِ، فَإِذَا ثَارَتْ إِلَيْهِمْ لِتَأْخُذَهُمُ اسْتَغَاثُوا بِالِاقْتِحَامِ فِي النَّارِ مِنْهَا، وَتَفْسِيرُ الْمَوْبِقِ بِالْمَهْلِكِ مَرْوِيٌّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِمَا، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ تَفْسِيرُهُ بِالْعَدَاوَةِ فَهُوَ مَصْدَرٌ أُطْلِقَ عَلَى سَبَبِ الْهَلَاكِ وَهُوَ الْعَدَاوَةُ كَمَا أُطْلِقَ التَّلَفُ عَلَى الْبُغْضِ الْمُؤَدِّي إِلَيْهِ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: لَا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفًا، وَلَا بُغْضُكَ تَلَفًا.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ تَفْسِيرُهُ بِالْمَحْبِسِ، وَمَعْنَى كَوْنِ الْمَوْبِقِ عَلَى سَائِرِ تَفَاسِيرِهِ بَيْنَهُمْ شُمُولُهُ لَهُمْ وَكَوْنُهُمْ مُشْتَرِكِينَ فِيهِ كَمَا يُقَالُ: جَعَلْتُ الْمَالَ بَيْنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو فَكَأَنَّهُ ضَمَّنَ ( جَعَلْنَا ) مَعْنَى قَسَمْنَا وَحِينَئِذٍ لَا يُمْكِنُ إِدْخَالُ عِيسَى
[ ص: 299 ] وَعُزَيْرٍ وَالْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَنَحْوِهِمْ فِي الشُّرَكَاءِ عَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى كَوْنِ الْمَوْبِقِ أَيِ الْمَهْلِكِ أَوِ الْمَحْبِسِ بَيْنَهُمْ أَنَّهُ حَاجِزٌ وَاقِعٌ فِي الْبَيْنِ، وَجُعِلَ ذَلِكَ بَيْنَهُمْ حَسْمًا لِأَطْمَاعِ الْكَفَرَةِ فِي أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِمْ مِمَّنْ دَعَوْهُ لِلشَّفَاعَةِ. وَجَاءَ عَنْ بَعْضِ مَنْ فَسَّرَهُ بِالْوَادِي أَنَّهُ يُفَرِّقُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ بَيْنَ أَهْلِ الْهُدَى وَأَهْلِ الضَّلَالَةِ، وَعَلَى هَذَا لَا مَانِعَ مِنْ شُمُولِ الْمَعْنَى الثَّانِي لِلشُّرَكَاءِ لِأُولَئِكَ الْأَجِلَّةِ.
وَقَالَ
الثَّعَالِبِيُّ فِي فِقْهِ اللُّغَةِ: الْمَوْبِقُ بِمَعْنَى الْبَرْزَخِ الْبَعِيدِ عَلَى أَنْ وَبَقَ بِمَعْنَى هَلَكَ أَيْضًا؛ أَيْ: جَعَلْنَا بَيْنَهُمْ أَمَدًا بَعِيدًا يَهْلَكُ فِيهِ الْأَشْوَاطُ لِفَرْطِ بُعْدِهِ، وَعَلَيْهِ أَيْضًا يَجُوزُ الشُّمُولُ الْمَذْكُورُ؛ لِأَنَّ أُولَئِكَ الْكِرَامَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فِي أَعْلَى الْجِنَانِ وَهَؤُلَاءِ اللِّئَامُ فِي قَعْرِ النِّيرَانِ، وَلَا يَخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ أَدْنَى تَأَمُّلٍ الْحَالُ فِيمَا إِذَا أُرِيدَ بِالْمَوْبِقِ الْعَدَاوَةُ.
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52بَيْنَهُمْ عَلَى جَمِيعِ مَا ذُكِرَ ظَرْفٌ، وَهُوَ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِجَعْلِ إِنَّ جَعَلَ بِمَعْنَى صَيَّرَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52مَوْبِقًا مَفْعُولُهُ الْأَوَّلُ، وَإِنْ جُعِلَ بِمَعْنَى خَلَقَ كَانَ الظَّرْفُ مُتَعَلِّقًا بِهِ أَوْ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ صِفَةً لِمَفْعُولِهِ قُدِّمَ عَلَيْهِ لِرِعَايَةِ الْفَوَاصِلِ فَتَحَوَّلَ حَالًا.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ وَالسِّيرَافِيُّ: الْبَيْنُ هُنَا بِمَعْنَى الْوَصْلِ فَإِنَّهُ يَكُونُ بِمَعْنَاهُ كَمَا يَكُونُ بِمَعْنَى الْفِرَاقِ وَهُوَ مَفْعُولٌ أَوَّلُ لِجَعَلْنَا وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52مَوْبِقًا بِمَعْنَى هَلَاكًا مَفْعُولُهُ الثَّانِي، وَالْمَعْنَى: جَعَلْنَا تَوَاصُلَهُمْ فِي الدُّنْيَا هَلَاكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.