nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42قل في إظهار بطلان ذلك من جهة أخرى
nindex.php?page=treesubj&link=29705_29706_34312_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42لو كان معه سبحانه وتعالى في الوجود
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42آلهة كما يقولون أي المشركون قاطبة. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=15833وخلف بالتاء ثالث الحروف خطابا لهم، والأمران في مثل هذا المقام شائعان، وذلك أنه إذا أمر أحد بتبليغ كلام لأحد فالمبلغ له في حال تكلم الآمر غائب ويصير مخاطبا عند التبليغ فإذا لوحظ الأول حقه الغيبة، وإذا لوحظ الثاني حقه الخطاب، وكذا قرءوا فيما بعد. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم هنا بالتاء وهناك بالياء آخر الحروف على أنه تنزيه منه سبحانه لنفسه ابتداء من غير أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله لهم، والكاف في محل النصب على أنها نعت لمصدر محذوف، أي: كونا مشابها لما يقولون، والمراد بالمشابهة على ما قيل الموافقة والمطابقة.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42إذا لابتغوا جواب عن قولهم: إن مع الله سبحانه آلهة، وجزاء للو؛ أي: لطلب الآلهة
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42إلى ذي العرش أي: إلى من له الملك والربوبية على الإطلاق
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42سبيلا بالمغالبة والممانعة كما اطردت العادة بين الملوك، وهي إشارة إلى برهان التمانع كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا وذلك بتصوير قياس استثنائي استثنى فيه نقيض التالي لينتج نقيض المقدم المطلوب، وسيأتي إن شاء الله تعالى تقريره في محله، وإلى هذا ذهب
سعيد ابن جبير كما أخرجه عنه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة أن المعنى إذا لطلبوا الزلفى إليه تعالى والتقرب بالطاعة لعلمهم بعلوه سبحانه عليهم وعظمته وهذا كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة وهو إشارة إلى قياس اقتراني هكذا لو كان كما زعمتم آلهة لتقربوا إليه تعالى وكل من كان كذلك ليس إلها فهم ليسوا بآلهة. قيل «ولو» على الأول امتناعية وعلى هذا شرطية، والقياس مركب من مقدمتين شرطية اتفاقية وحملية.
واختار المحققون الوجه الأول لأنه الأظهر الأنسب بقوله سبحانه:
nindex.php?page=treesubj&link=28678_29705_33143_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43سبحانه فإنه ظاهر في أن المراد بيان أنه يلزم ما يقولونه محذور عظيم من حيث لا يحتسبون.
وأما ابتغاء السبيل إليه تعالى بالتقرب فليس مما يختص بهذا التقدير ولا مما يلزمهم من حيث لا يشعرون بل هو أمر يعتقدونه رأسا، أي ينزه بذاته تنزيها حقيقا به سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43وتعالى متباعدا
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43عما يقولون من العظيمة التي هي أن يكون معه تعالى آلهة وأن يكون له بنات
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43علوا أي: تعاليا فهو مصدر من غير فعله كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17أنبتكم من الأرض نباتا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43كبيرا بعيد الغاية بل لا غاية وراءه كيف لا وأنه تعالى في أقصى غايات الوجود وهو الوجوب الذاتي وما يقولونه من أن معه آلهة وأن له أولادا في أدنى مراتب العدم وهو الامتناع الذاتي. وقيل: لأنه تعالى في أعلى مراتب الوجود وهو كونه واجب الوجود والبقاء لذاته، واتخاذ الولد من أدنى مراتبه فإنه من خواص ما يمتنع بقاؤه.
وتعقب بأن ما يقولونه ليس مجرد اتخاذ الولد بل مع ما سمعت ولا ريب في أن ذلك ليس بداخل في حد الإمكان فضلا عن دخوله تحت الوجود، وكونه من أدنى مراتب الوجود إنما هو بالنسبة إلى من من شأنه
[ ص: 83 ] ذلك، واعتذر بأنه من باب التنبيه بحال الأدنى على حال الأعلى ولا يخفى أن ذكر العلو بعد عنوانه بذي العرش في أعلى مراتب البلاغة
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42قُلْ فِي إِظْهَارِ بُطْلَانِ ذَلِكَ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى
nindex.php?page=treesubj&link=29705_29706_34312_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42لَوْ كَانَ مَعَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الْوُجُودِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ أَيِ الْمُشْرِكُونَ قَاطِبَةً. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15833وَخَلَفٌ بِالتَّاءِ ثَالِثِ الْحُرُوفِ خِطَابًا لَهُمْ، وَالْأَمْرَانِ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَقَامِ شَائِعَانِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا أُمِرَ أَحَدٌ بِتَبْلِيغِ كَلَامٍ لِأَحَدٍ فَالْمُبَلِّغُ لَهُ فِي حَالِ تَكَلُّمِ الْآمِرِ غَائِبٌ وَيَصِيرُ مُخَاطَبًا عِنْدَ التَّبْلِيغِ فَإِذَا لُوحِظَ الْأَوَّلُ حَقُّهُ الْغَيْبَةُ، وَإِذَا لُوحِظَ الثَّانِي حَقُّهُ الْخِطَابُ، وَكَذَا قَرَءُوا فِيمَا بَعْدُ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11948وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ هُنَا بِالتَّاءِ وَهُنَاكَ بِالْيَاءِ آخِرِ الْحُرُوفِ عَلَى أَنَّهُ تَنْزِيهٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ لِنَفْسِهِ ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ أَمْرِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِقَوْلِهِ لَهُمْ، وَالْكَافُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى أَنَّهَا نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ، أَيْ: كَوْنًا مُشَابِهًا لِمَا يَقُولُونَ، وَالْمُرَادُ بِالْمُشَابَهَةِ عَلَى مَا قِيلَ الْمُوَافَقَةُ وَالْمُطَابَقَةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42إِذًا لابْتَغَوْا جَوَابٌ عَنْ قَوْلِهِمْ: إِنَّ مَعَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ آلِهَةً، وَجَزَاءٌ لِلَوْ؛ أَيْ: لَطَلَبَ الْآلِهَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42إِلَى ذِي الْعَرْشِ أَيْ: إِلَى مَنْ لَهُ الْمُلْكُ وَالرُّبُوبِيَّةُ عَلَى الْإِطْلَاقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42سَبِيلا بِالْمُغَالَبَةِ وَالْمُمَانَعَةِ كَمَا اطَّرَدَتِ الْعَادَةُ بَيْنَ الْمُلُوكِ، وَهِيَ إِشَارَةٌ إِلَى بُرْهَانِ التَّمَانُعِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا وَذَلِكَ بِتَصْوِيرٍ قِيَاسٍ اسْتِثْنَائِيٍّ اسْتَثْنَى فِيهِ نَقِيضَ التَّالِي لِيَنْتِجَ نَقِيضُ الْمُقَدَّمِ الْمَطْلُوبِ، وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى تَقْرِيرُهُ فِي مَحَلِّهِ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ
سَعِيدُ ابْنُ جُبَيْرٍ كَمَا أَخْرَجَهُ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ أَنَّ الْمَعْنَى إِذًا لَطَلَبُوا الزُّلْفَى إِلَيْهِ تَعَالَى وَالتَّقَرُّبَ بِالطَّاعَةِ لِعِلْمِهِمْ بِعُلُوِّهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ وَعَظْمَتِهِ وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى قِيَاسٍ اقْتِرَانِيٍّ هَكَذَا لَوْ كَانَ كَمَا زَعَمْتُمْ آلِهَةً لَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ تَعَالَى وَكُلُّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ لَيْسَ إِلَهًا فَهُمْ لَيْسُوا بِآلِهَةٍ. قِيلَ «وَلَوْ» عَلَى الْأَوَّلِ امْتِنَاعِيَّةٌ وَعَلَى هَذَا شَرْطِيَّةٌ، وَالْقِيَاسُ مُرَكَّبٌ مِنْ مُقَدَّمَتَيْنِ شَرْطِيَّةٍ اتِّفَاقِيَّةٍ وَحَمْلِيَّةٍ.
وَاخْتَارَ الْمُحَقِّقُونَ الْوَجْهَ الْأَوَّلَ لِأَنَّهُ الْأَظْهَرُ الْأَنْسَبُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28678_29705_33143_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43سُبْحَانَهُ فَإِنَّهُ ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الْمُرَادَ بَيَانُ أَنَّهُ يَلْزَمُ مَا يَقُولُونَهُ مَحْذُورٌ عَظِيمٌ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ.
وَأَمَّا ابْتِغَاءُ السَّبِيلِ إِلَيْهِ تَعَالَى بِالتَّقَرُّبِ فَلَيْسَ مِمَّا يَخْتَصُّ بِهَذَا التَّقْدِيرِ وَلَا مِمَّا يَلْزَمُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ بَلْ هُوَ أَمْرٌ يَعْتَقِدُونَهُ رَأْسًا، أَيْ يُنَزَّهُ بِذَاتِهِ تَنْزِيهًا حَقِيقًا بِهِ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43وَتَعَالَى مُتَبَاعِدًا
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43عَمَّا يَقُولُونَ مِنَ الْعَظِيمَةِ الَّتِي هِيَ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ تَعَالَى آلِهَةٌ وَأَنْ يَكُونَ لَهُ بَنَاتٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43عُلُوًّا أَيْ: تَعَالِيًا فَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ غَيْرِ فِعْلِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=43كَبِيرًا بِعِيدَ الْغَايَةِ بَلْ لَا غَايَةَ وَرَاءَهُ كَيْفَ لَا وَأَنَّهُ تَعَالَى فِي أَقْصَى غَايَاتِ الْوُجُودِ وَهُوَ الْوُجُوبُ الذَّاتِيُّ وَمَا يَقُولُونَهُ مِنْ أَنَّ مَعَهُ آلِهَةً وَأَنَّ لَهُ أَوْلَادًا فِي أَدْنَى مَرَاتِبِ الْعَدَمِ وَهُوَ الِامْتِنَاعُ الذَّاتِيُّ. وَقِيلَ: لِأَنَّهُ تَعَالَى فِي أَعْلَى مَرَاتِبِ الْوُجُودِ وَهُوَ كَوْنُهُ وَاجِبَ الْوُجُودِ وَالْبَقَاءِ لِذَاتِهِ، وَاتِّخَاذُ الْوَلَدِ مِنْ أَدْنَى مَرَاتِبِهِ فَإِنَّهُ مِنْ خَوَاصِّ مَا يَمْتَنِعُ بَقَاؤُهُ.
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ مَا يَقُولُونَهُ لَيْسَ مُجَرَّدَ اتِّخَاذِ الْوَلَدِ بَلْ مَعَ مَا سَمِعْتَ وَلَا رَيْبَ فِي أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِدَاخِلٍ فِي حَدِّ الْإِمْكَانِ فَضْلًا عَنْ دُخُولِهِ تَحْتَ الْوُجُودِ، وَكَوْنُهُ مِنْ أَدْنَى مَرَاتِبِ الْوُجُودِ إِنَّمَا هُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ مِنْ شَأْنِهِ
[ ص: 83 ] ذَلِكَ، وَاعْتُذِرَ بِأَنَّهُ مِنْ بَابِ التَّنْبِيهِ بِحَالِ الْأَدْنَى عَلَى حَالِ الْأَعْلَى وَلَا يَخْفَى أَنَّ ذِكْرَ الْعُلُوِّ بَعْدَ عُنْوَانِهِ بِذِي الْعَرْشِ فِي أَعْلَى مَرَاتِبِ الْبَلَاغَةِ