nindex.php?page=treesubj&link=19605_30532_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7وإذ تأذن ربكم داخل في مقول
موسى عليه السلام لا كلام مبتدأ وهو معطوف على نعمة الله أي اذكروا نعمة الله تعالى عليكم واذكروا حين تأذن ربكم أي آذن إيذانا بليغا وأعلم إعلاما لا يبقى معه شبهة لما في صيغة التفعل من معنى التكلف المحمول في حقه تعالى لاستحالة حقيقته عليه سبحانه على غايته التي هي الكمال وجوز عطفه على
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6إذ أنجاكم أي اذكروا نعمته تعالى في هذين الوقتين فإن هذا التأذن أيضا نعمة من الله تعالى عليهم لما فيه من الترغيب والترهيب الباعثين إلى ما ينالون به خيرى الدنيا والآخرة وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ( وإذ قال ربكم ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لئن شكرتم ما خولتكم من نعمة الإنجاء من إهلاك وغير ذلك وقابلتموه بالإيمان أو بالثبات عليه أو الإخلاص فيه والعمل الصالح
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لأزيدنكم أي نعمة إلى نعمة فإن زيادة النعمة ظاهرة في سبق نعمة أخرى وقيل : يفهم ذلك أيضا من لفظ الشكر فإنه دال على سبق النعم فليس الزيادة لمجرد الإحداث والظاهر على ما قيل إن هذه الزيادة في الدنيا وقيل : يحتمل أن تكون في الدنيا وفي الآخرة وليس ببعيد وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لئن وحدتم وأطعتم
[ ص: 191 ] لأزيدنكم في الثواب وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وسفيان الثوري أن المعنى لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من طاعتي والكل خلاف الظاهر وذكر
الإمام أن حقيقة الشكر الاعتراف بنعمة المنعم مع تعظيمه وبيان زيادة النعم به أن النعم منها روحانية ومنها جسمانية والشاكر يكون أبدا في مطالعة أقسام نعم الله تعالى وأنواع فضله وكرمه وذلك يوجب تأكد محبة الله تعالى المحسن عليه بذلك ومقام المحبة أعلى مقامات الصديقين ثم قد يترقى العبد من تلك الحالة إلى أن يكون حبه للمنعم شاغلا له عن الالتفات إلى النعمة وهذه أعلى وأغلى فثبت من هذا أن الاشتغال بالشكر يوجب زيادة النعم الروحانية وكونه موجبا لزيادة النعم الجسمانية فللاستقراء الدال على أن كل من كان اشتغاله بالشكر أكثر كان وصول النعم إليه أكثر وهو كما ترى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7ولئن كفرتم ذلك وغمطتموه ولم تشكروه كما تدل عليه المقابلة وقيل : المراد بالكفر ما يقابل الإيمان كأنه قيل : ولئن أشركتم
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7إن عذابي لشديد . (7) . فعسى يصيبكم منه ما يصيبكم ومن عادة الكرام غالبا التصريح بالوعد والتعريض بالوعيد فما ظنك بأكرم الأكرمين فلذا لم يقل سبحانه : إن عذابي لكم لأعذبنكم كما قال جل وعلا :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لأزيدنكم .
وجوز أن يكون المذكور تعليلا للجواب المحذوف أي لأعذبنكم وبين
الإمام وجه كون كفران النعم سببا للعذاب أنه لا يحصل الكفران إلا عند الجهل بكون تلك النعمة من الله تعالى والجاهل بذلك جاهل بالله تعالى والجهل به سبحانه من أعظم أنواع العذاب والآية مما اجتمع فيها القسم والشرط فالجواب ساد مسد جوابيهما والجملة إما مفعول لتأذن لأنه ضرب من القول أو مفعول قول مقدر منصوب على الحال ساد معموله مسده أي قائلا لئن شكرتم .. إلخ وهذان مذهبان مشهوران للكوفية والبصرية في أمثال ذلك .
واستدل بالآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=20698شكر المنعم واجب وهو مما أجمع عليه السنيون
والمعتزلة إلا أن الأولين على وجوبه شرعا والآخرين على وجوبه عقلا وهو مبني على قولهم بالحسن والقبح العقليين وقد هد أركانه أهل السنة على أنه لو قيل به لم يكد يتم لهم الاستدلال بذلك في هذا المقام كما بين في محله
nindex.php?page=treesubj&link=19605_30532_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ دَاخِلٌ فِي مَقُولِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا كَلَامٌ مُبْتَدَأٌ وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى نِعْمَةِ اللَّهِ أَيِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا حِينَ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ أَيْ آذَنَ إِيذَانًا بَلِيغًا وَأَعْلَمَ إِعْلَامًا لَا يَبْقَى مَعَهُ شُبْهَةٌ لِمَا فِي صِيغَةِ التَّفَعُّلِ مِنْ مَعْنَى التَّكَلُّفِ الْمَحْمُولِ فِي حَقِّهِ تَعَالَى لِاسْتِحَالَةِ حَقِيقَتِهِ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ عَلَى غَايَتِهِ الَّتِي هِيَ الْكَمَالُ وَجُوِّزَ عَطْفُهُ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6إِذْ أَنْجَاكُمْ أَيِ اذْكُرُوا نِعْمَتَهُ تَعَالَى فِي هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ فَإِنَّ هَذَا التَّأَذُّنَ أَيْضًا نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ الْبَاعِثَيْنِ إِلَى مَا يَنَالُونَ بِهِ خَيْرَىِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَفِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكُمْ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لَئِنْ شَكَرْتُمْ مَا خَوَّلْتُكُمْ مِنْ نِعْمَةِ الْإِنْجَاءِ مِنْ إِهْلَاكٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَابَلْتُمُوهُ بِالْإِيمَانِ أَوْ بِالثَّبَاتِ عَلَيْهِ أَوِ الْإِخْلَاصِ فِيهِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لأَزِيدَنَّكُمْ أَيْ نِعْمَةً إِلَى نِعْمَةٍ فَإِنَّ زِيَادَةَ النِّعْمَةِ ظَاهِرَةٌ فِي سَبْقِ نِعْمَةٍ أُخْرَى وَقِيلَ : يُفْهَمُ ذَلِكَ أَيْضًا مِنْ لَفْظِ الشُّكْرِ فَإِنَّهُ دَالٌّ عَلَى سَبْقِ النِّعَمِ فَلَيْسَ الزِّيَادَةُ لِمُجَرَّدِ الْإِحْدَاثِ وَالظَّاهِرُ عَلَى مَا قِيلَ إِنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ فِي الدُّنْيَا وَقِيلَ : يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَيْسَ بِبَعِيدٍ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا لَئِنْ وَحَّدْتُمْ وَأَطَعْتُمْ
[ ص: 191 ] لَأَزِيدَنَّكُمْ فِي الثَّوَابِ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَنَّ الْمَعْنَى لَئِنْ شَكَرْتُمُ إِنْعَامِيَ لَأَزِيدَنَّكُمْ مِنْ طَاعَتِي وَالْكُلُّ خِلَافُ الظَّاهِرِ وَذَكَرَ
الْإِمَامُ أَنَّ حَقِيقَةَ الشُّكْرِ الِاعْتِرَافُ بِنِعْمَةِ الْمُنْعِمِ مَعَ تَعْظِيمِهِ وَبَيَانُ زِيَادَةِ النِّعَمِ بِهِ أَنَّ النِّعَمَ مِنْهَا رُوحَانِيَّةٌ وَمِنْهَا جُسْمَانِيَّةٌ وَالشَّاكِرُ يَكُونُ أَبَدًا فِي مُطَالَعَةِ أَقْسَامِ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنْوَاعِ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ وَذَلِكَ يُوجِبُ تَأَكُّدَ مَحَبَّةِ اللَّهِ تَعَالَى الْمُحْسَنَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ وَمَقَامُ الْمَحَبَّةِ أَعْلَى مَقَامَاتِ الصِّدِّيقِينَ ثُمَّ قَدْ يَتَرَقَّى الْعَبْدُ مِنْ تِلْكَ الْحَالَةِ إِلَى أَنْ يَكُونَ حُبُّهُ لِلْمُنْعِمِ شَاغِلًا لَهُ عَنِ الِالْتِفَاتِ إِلَى النِّعْمَةِ وَهَذِهِ أَعْلَى وَأَغْلَى فَثَبَتَ مِنْ هَذَا أَنَّ الِاشْتِغَالَ بِالشُّكْرِ يُوجِبُ زِيَادَةَ النِّعَمِ الرُّوحَانِيَّةِ وَكَوْنُهُ مُوجِبًا لِزِيَادَةِ النِّعَمِ الْجُسْمَانِيَّةِ فَلِلِاسْتِقْرَاءِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ اشْتِغَالُهُ بِالشُّكْرِ أَكْثَرَ كَانَ وُصُولُ النِّعَمِ إِلَيْهِ أَكْثَرَ وَهُوَ كَمَا تَرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ ذَلِكَ وَغَمَطْتُمُوهُ وَلَمْ تَشْكُرُوهُ كَمَا تَدُلُّ عَلَيْهِ الْمُقَابَلَةُ وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْكُفْرِ مَا يُقَابِلُ الْإِيمَانَ كَأَنَّهُ قِيلَ : وَلَئِنْ أَشْرَكْتُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ . (7) . فَعَسَى يُصِيبُكُمْ مِنْهُ مَا يُصِيبُكُمْ وَمِنْ عَادَةِ الْكِرَامِ غَالِبًا التَّصْرِيحُ بِالْوَعْدِ وَالتَّعْرِيضُ بِالْوَعِيدِ فَمَا ظَنُّكَ بِأَكْرَمِ الْأَكْرَمِينَ فَلِذَا لَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ : إِنَّ عَذَابِي لَكُمْ لَأُعَذِّبَنَّكُمْ كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لأَزِيدَنَّكُمْ .
وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْمَذْكُورُ تَعْلِيلًا لِلْجَوَابِ الْمَحْذُوفِ أَيْ لَأُعَذِّبَنَّكُمْ وَبَيَّنَ
الْإِمَامُ وَجْهَ كَوْنِ كُفْرَانِ النِّعَمِ سَبَبًا لِلْعَذَابِ أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ الْكُفْرَانُ إِلَّا عِنْدَ الْجَهْلِ بِكَوْنِ تِلْكَ النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَالْجَاهِلُ بِذَلِكَ جَاهِلٌ بِاللَّهِ تَعَالَى وَالْجَهْلُ بِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ وَالْآيَةُ مِمَّا اجْتَمَعَ فِيهَا الْقَسَمُ وَالشَّرْطُ فَالْجَوَابُ سَادٌّ مَسَدَّ جَوَابَيْهِمَا وَالْجُمْلَةُ إِمَّا مَفْعُولٌ لِتَأَذَّنَ لِأَنَّهُ ضَرْبٌ مِنَ الْقَوْلِ أَوْ مَفْعُولُ قَوْلٍ مُقَدَّرٍ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ سَادٌّ مَعْمُولُهُ مَسَدَّهُ أَيْ قَائِلًا لَئِنْ شَكَرْتُمْ .. إِلَخْ وَهَذَانَ مَذْهَبَانِ مَشْهُورَانِ لِلْكُوفِيَّةِ وَالْبَصْرِيَّةِ فِي أَمْثَالِ ذَلِكَ .
وَاسْتُدِلَّ بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20698شُكْرَ الْمُنْعِمِ وَاجِبٌ وَهُوَ مِمَّا أَجْمَعَ عَلَيْهِ السُّنِّيُّونَ
وَالْمُعْتَزِلَةُ إِلَّا أَنَّ الْأَوَّلِينَ عَلَى وُجُوبِهِ شَرْعًا وَالْآخَرِينَ عَلَى وُجُوبِهِ عَقْلًا وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى قَوْلِهِمْ بِالْحُسْنِ وَالْقُبْحِ الْعَقْلِيَّيْنِ وَقَدْ هَدَّ أَرْكَانَهُ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّهُ لَوْ قِيلَ بِهِ لَمْ يَكَدْ يَتِمُّ لَهُمُ الِاسْتِدْلَالُ بِذَلِكَ فِي هَذَا الْمَقَامِ كَمَا بُيِّنَ فِي مَحَلِّهِ