nindex.php?page=treesubj&link=19731_28662_28902_30523_30539_30551_30558_34131_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14له أي لله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14دعوة الحق أي الدعاء والتضرع الثابت الواقع في محله المجاب عند وقوعه والإضافة للإيذان بملابسة الدعوة للحق واختصاصها به وكونها بمعزل من شائبة البطلان والضلال والضياع كما يقال : كلمة الحق والمراد أن إجابة ذلك له تعالى دون غيره ويؤيد ما بعد كما لا يخفى وقيل : المراد بدعوة الحق الدعاء عند الخوف فإنه لا يدعى فيه إلا الله تعالى كما قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67ضل من تدعون إلا إياه وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي أن هذا أشبه بسياق الآية وقيل : الدعوة : بمعنى الدعاء أي طلب الإقبال والمراد به العبادة للاشتمال والإضافة على طرز ما تقدم وبعضهم يقول : إن هذه الإضافة من إضافة الموصوف إلى الصفة والكلام فيها شهير وحاصل المعنى أن الذي يحق أن يعبد هو الله تعالى دون غيره .
ويفهم من كلام البعض على ما قيل أن الدعوة بمعنى الدعاء ومتعلقها محذوف أي للعبادة والمعنى أنه الذي يحق أن يدعى إلى عبادته دون غيره ولا يخفى ما بين المعنيين من التلازم فإنه إذا كانت الدعوة إلى عبادته سبحانه حقا كانت عبادته جل شأنه حقا وبالعكس وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن أن المراد من الحق هو الله تعالى وهو كما في البحر ثاني الوجهين اللذين ذكرهما
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري والمعنى عليه كما قال : له دعوة المدعو الحق الذي يسمع فيجيب والأول ما أشرنا إليه أولا وجعل الحق فيه مقابل الباطل .
وبين صاحب الكشف حاصل الوجهين بأن الكلام مسوق لاختصاصه سبحانه بأن يدعى ويعبد ردا لمن يجادل في الله تعالى ويشرك به سبحانه الأنداد ولا بد من أن يكون في الإضافة إشعار بهذا الاختصاص فإن جعل الحق في مقابل الباطل فهو ظاهر وإن جعل اسما من أسمائه تعالى كان الأصل لله دعوته تأكيدا للاختصاص من اللام والإضافة ثم زيد ذلك بإقامة الظاهر مقام المضمر معادا بوصف ينبئ عن اختصاصها به أشد الاختصاص فقيل : له دعوة المدعو الحق والحق من أسمائه سبحانه يدل على أنه الثابت بالحقيقة وما سواه باطل من حيث هو وحق بتحقيقه تعالى إياه فيتقيد بحسب كل مقاما للدلالة على أن مقابله لا حقيقة له وإذا كان المدعو من دونه بطلانه لعدم الاستجابة فهو الحق الذي يسمع فيجيب انتهى وبهذا سقط ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان في الاعتراض على الوجه الثاني من أن مآله إلى الله دعوة الله وهو نظير قولك : لزيد دعوة زيد ولا يصح ذلك واستغنى عما قال العلامة
الطيبي [ ص: 124 ] في تأويله : من أن المعنى ولله تعالى الدعوة التي تليق أن تنسب وتضاف إلى حضرته جل شأنه لكونه تعالى سميعا بصيرا كريما لا يخيب سائله فيجيب الدعاء فإن ذلك كما ترى قليل الجدوى ويعلم مما في الكشف وجه تعلق هذه الجملة بما تقدم وقال بعضهم : وجه تعلق هذه والجملة التي قبلها أعني قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وهو شديد المحال إن كان سبب النزول قصة
أربد وعامر أن إهلاكهما من حيث لم يشعرا به محال من الله تعالى وإجابة لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد روي أنه عليه الصلاة والسلام قال :
اللهم احبسهما عني بما شئت أو دلالة على رسوله صلى الله عليه وسلم على الحق وإن لم يكن سبب النزول ذلك فالوجه أن ذلك وعيد للكفرة على مجادلتهم الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم بحلول محاله بهم وتهديدهم بإجابة دعائه عليه الصلاة والسلام إن دعا عليهم أو بيان ضلالتهم وفساد رأيهم في عبادة غير الله تعالى ويعلم مما ذكر وجه التعلق على بعض التفاسير إذا قلنا : إن سبب النزول قصة اليهودي أو الجبار فتأمل .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14والذين يدعون أي الأصنام الذين يدعونهم أي المشركون وحذف عائد الموصول في مثل ذلك كثير وجوز أن يكون الموصول عبارة عن المشركين وضمير الجمع المرفوع عائد إليه ومفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14يدعون محذوف أي الأصنام وحذف لدلالة قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14من دونه عليه لأن معناه متجاوزين له وتجاوزه إنما هو بعبادتها ويؤيد الوجه الأول قراءة
البزدوي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو ( تدعون ) بتاء الخطاب وضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14لا يستجيبون عليه عائد على ( الذين ) وعلى الثاني عائد على مفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14يدعون وعلى كل فالمراد لا يستجيب الأصنام لهم أي للمشركين بشيء من طلباتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14إلا كباسط كفيه إلى الماء أي لا يستجيبون شيئا من الاستجابة وطرفا منها إلا استجابة كاستجابة الماء لمن بسط كفيه إليه من بعيد يطلبه ويدعوه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14ليبلغ أي الماء بنفسه من غير أن يؤخذ بشيء من إناء ونحوه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14فاه وما هو أي الماء
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14ببالغه أي ببالغ فيه أبدا لكونه جمادا لا يشعر بعطشه وبسط يديه إليه وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان كون ( هو ) ضمير الفم والهاء في ( بالغه ) ضمير الماء أي وما فوه ببالغ الماء لأن كلا منهما لا يبلغ الآخر على هذه الحال .
وجوز بعضهم كون الأول ضمير ( باسط ) والثاني ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14الماء قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء : ولا يجوز أن يكون الأول عائدا على ( باسط ) والثاني عائدا على الفم لأن اسم الفاعل إذا جرى على غير من هو له لزم إبراز الفاعل فكان يجب على ذلك أن يقال : وما هو ببالغه الماء والجمهور على ما سمعت أولا والغرض كما قال بعض المدققين ففي الاستجابة على البت بتصوير أنهم أحوج ما لا يكون إليها لتحصيل مباغيهم أخيب ما لا يكون أحد في سعيه لما هو مضطر إليه والحاصل أنه شبه آلهتهم حين استكفائهم إياهم ما أهمهم بلسان الاضطرار في عدم الشعور فضلا عن الاستطاعة للاستجابة وبقائهم لذلك في الخسار بحال ماء بمرأى من عطشان باسط كفيه إليه يناديه عبارة وإشارة فهو لذلك في زيادة الكباد والبوار والتشبيه على هذا من المركب التمثيلي في الأصل أبرز في معرض التهكم حيث أثبت أنهما استجابتان زيادة في التخسير والتحسير فالاستثناء مفرغ من أعم عام المصدر كما أشرنا إليه والظاهر أن الاستجابة هناك مصدر من المبني للفاعل وهو الذي يقتضيه الفعل الظاهر وجوز أن يكون من المبني للمفعول ويضاف إلى الباسط بناء على استلزام المصدر من المبني للفاعل للمصدر من المبني
[ ص: 125 ] للمفعول وجودا وعدما فكأنه قيل : لا يستجيبون لهم بشيء فلا يستجاب لهم استجابة كائنة كاستجابة من بسط كفيه إلى الماء كما في قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق : .
وعض زمان يا بن مروان لم يدع من المال إلا مسحت أو مجلف
أي لم يدع فلم يبق إلا مسحت أو مجلف
nindex.php?page=showalam&ids=14803وأبو البقاء يجعل الاستجابة مصدر المبني للمفعول وإضافته إلى ( باسط ) من باب إضافة المصدر إلى مفعوله كما في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49لا يسأم الإنسان من دعاء الخير والفاعل ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14الماء على الوجه الثاني في الموصول وقد يراد من بسط الكفين إلى الماء بسطهما أي نشر أصابعهما ومدها لشربه لا للدعاء والإشارة إليه كما أشرنا إليه فيما تقدم وعلى هذا قيل : شبه الداعون لغير الله تعالى بمن أراد أن يغرف الماء بيديه فبسطهما ناشرا أصابعه في أنهما لا يحصلان على طائل وجعل بعضهم وجه الشبه قلة الجدوى ولعله أراد عدمها لكنه بالغ بذكر القلة وإرادة العدم دلالة على هضم الحق وإيثار الصدق ولإشمام طرف من التهكم والتشبيه على هذا من تشبيه المفرد المقيد كقولك لمن لا يحصل من سعيه على شيء : هو كالراقم على الماء فإن المشبه هو الساعي مقيدا بكون سعيه كذلك والمشبه به هو الراقم مقيدا بكونه على الماء كذلك فيما نحن فيه وليس من المركب العقلي في شيء على ما توهم نعم وجه الشبه عقلي اعتباري والاستثناء مفرغ عن أعم عام الأحوال أي لا يستجيب الآلهة لهؤلاء الكفرة الداعين إلا مشبهين أعني الداعين بمن بسط كفيه ولم يقبضهما وأخرجهما كذلك فلم يحصل على شيء لأن الماء يحصل بالقبض لا بالبسط وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه أن ذلك تشبيه بعطشان على شفير بئر بلا رشاء ولا يبلغ قعر البئر ولا الماء يرتفع إليه وهو راجع إلى الوجه الأول وليس مغايرا له كما قيل وعن أبي عبيدة أن ذلك تشبيه بالقابض على الماء في أنه لا يحصل على شيء ثم قال :
والعرب تضرب المثل في الساعي فيما لا يدركه بذلك وأنشد قول الشاعر : .
فأصبحت فيما كان بيني وبينها من الود مثل القابض الماء باليد
وقوله : .
وإني وإياكم وشوقا إليكم كقابض ماء لم تسعه أنامله
وهو راجع إلى الوجه الثاني خلا أنه لا يظهر من ( باسط ) معنى قابض فإن بسط الكف ظاهر في نشر الأصابيع ممدودة كما في قوله : .
تعود بسط الكف حتى لو أنه أراد انقباضا لم تطعه أنامله
وكيفما كان فالمراد بباسط شخص باسط أي شخص كان وما يقتضيه ظاهر ما روي عن
بكير بن معروف من أنه
قابيل حيث أنه لما قتل أخاه جعل الله تعالى عذابه أن أخذ بناصيته في البحر ليس بينه وبين الماء إلا إصبعفهو يريده مما لا ينبغي أن يعول عليه وقرئ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14كباسط كفيه بالتنوين أي كشخص يبسط كفيه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وما دعاء الكافرين إلا في ضلال . أي في ضياع وخسار وباطل والمراد بهذا الدعاء إن كان دعاء آلهتهم فظاهر أنه كذلك لكنه فهم من السابق وحينئذ يكون مكررا للتأكيد وإن كان دعاءهم الله تعالى فقد استشكلوا ذلك بأن
nindex.php?page=treesubj&link=26236دعاء الكافر قد يستجاب وهو المصرح به في الفتاوى واستجابة دعاء إبليس وهو رأس الكفار
[ ص: 126 ] نص في ذلك وأجيب بأن المراد دعاؤهم الله تعالى بما يتعلق بالآخرة وعلى هذا يحمل ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما من أن أصوات الكفار محجوبة عن الله تعالى فلا يسمع دعاؤهم وقيل : يجوز أن يراد دعاؤهم مطلقا ولا يقيد بما أجيبوا به
nindex.php?page=treesubj&link=19731_28662_28902_30523_30539_30551_30558_34131_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14لَهُ أَيِ لِلَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14دَعْوَةُ الْحَقِّ أَيِ الدُّعَاءُ وَالتَّضَرُّعُ الثَّابِتُ الْوَاقِعُ فِي مَحَلِّهِ الْمُجَابُ عِنْدَ وُقُوعِهِ وَالْإِضَافَةُ لِلْإِيذَانِ بِمُلَابَسَةِ الدَّعْوَةِ لِلْحَقِّ وَاخْتِصَاصِهَا بِهِ وَكَوْنُهَا بِمَعْزِلٍ مِنْ شَائِبَةِ الْبُطْلَانِ وَالضَّلَالِ وَالضَّيَاعِ كَمَا يُقَالُ : كَلِمَةُ الْحَقِّ وَالْمُرَادُ أَنَّ إِجَابَةَ ذَلِكَ لَهُ تَعَالَى دُونَ غَيْرِهِ وَيُؤَيِّدُ مَا بَعْدُ كَمَا لَا يَخْفَى وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِدَعْوَةِ الْحَقِّ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْخَوْفِ فَإِنَّهُ لَا يُدْعَى فِيهِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=67ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ أَنَّ هَذَا أَشْبَهُ بِسِيَاقِ الْآيَةِ وَقِيلَ : الدَّعْوَةُ : بِمَعْنَى الدُّعَاءِ أَيْ طَلَبُ الْإِقْبَالِ وَالْمُرَادُ بِهِ الْعِبَادَةُ لِلِاشْتِمَالِ وَالْإِضَافَةُ عَلَى طُرُزِ مَا تَقَدَّمَ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : إِنَّ هَذِهِ الْإِضَافَةَ مِنْ إِضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إِلَى الصِّفَةِ وَالْكَلَامُ فِيهَا شَهِيرٌ وَحَاصِلُ الْمَعْنَى أَنَّ الَّذِي يَحِقُّ أَنْ يُعْبُدَ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى دُونَ غَيْرِهِ .
وَيُفْهَمُ مِنْ كَلَامِ الْبَعْضِ عَلَى مَا قِيلَ أَنَّ الدَّعْوَةَ بِمَعْنَى الدُّعَاءِ وَمُتَعَلِّقُهَا مَحْذُوفٌ أَيْ لِلْعِبَادَةِ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ الَّذِي يَحِقُّ أَنْ يُدْعَى إِلَى عِبَادَتِهِ دُونَ غَيْرِهِ وَلَا يَخْفَى مَا بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ مِنَ التَّلَازُمِ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَتِ الدَّعْوَةُ إِلَى عِبَادَتِهِ سُبْحَانَهُ حَقًّا كَانَتْ عِبَادَتُهُ جَلَّ شَأْنُهُ حَقًّا وَبِالْعَكْسِ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْحَقِّ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى وَهُوَ كَمَا فِي الْبَحْرِ ثَانِي الْوَجْهَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرَهُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ وَالْمَعْنَى عَلَيْهِ كَمَا قَالَ : لَهُ دَعْوَةُ الْمَدْعُوِّ الْحَقَّ الَّذِي يَسْمَعُ فَيُجِيبُ وَالْأَوَّلُ مَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ أَوَّلًا وَجُعِلَ الْحَقُّ فِيهِ مُقَابِلَ الْبَاطِلِ .
وَبَيَّنَ صَاحِبُ الْكَشْفِ حَاصِلَ الْوَجْهَيْنِ بِأَنَّ الْكَلَامَ مَسُوقٌ لِاخْتِصَاصِهِ سُبْحَانَهُ بِأَنْ يُدْعَى وَيُعْبَدَ رَدًّا لِمَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ تَعَالَى وَيُشْرِكُ بِهِ سُبْحَانَهُ الْأَنْدَادَ وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي الْإِضَافَةِ إِشْعَارٌ بِهَذَا الِاخْتِصَاصِ فَإِنَّ جَعْلَ الْحَقِّ فِي مُقَابِلِ الْبَاطِلِ فَهُوَ ظَاهِرٌ وَإِنْ جُعِلَ اسْمًا مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى كَانَ الْأَصْلُ لِلَّهِ دَعْوَتَهُ تَأْكِيدًا لِلِاخْتِصَاصِ مِنَ اللَّامِ وَالْإِضَافَةِ ثُمَّ زِيدَ ذَلِكَ بِإِقَامَةِ الظَّاهِرِ مَقَامَ الْمُضْمَرِ مُعَادًا بِوَصْفٍ يُنْبِئُ عَنِ اخْتِصَاصِهَا بِهِ أَشَدَّ الِاخْتِصَاصِ فَقِيلَ : لَهُ دَعْوَةُ الْمَدْعُوِّ الْحَقَّ وَالْحَقُّ مِنْ أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الثَّابِتُ بِالْحَقِيقَةِ وَمَا سِوَاهُ بَاطِلٌ مِنْ حَيْثُ هُوَ وَحَقٌّ بِتَحْقِيقِهِ تَعَالَى إِيَّاهُ فَيَتَقَيَّدُ بِحَسَبِ كُلٍّ مَقَامًا لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ مُقَابِلَهُ لَا حَقِيقَةَ لَهُ وَإِذَا كَانَ الْمَدْعُوُّ مِنْ دُونِهِ بُطْلَانَهُ لِعَدَمِ الِاسْتِجَابَةِ فَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي يَسْمَعُ فَيُجِيبُ انْتَهَى وَبِهَذَا سَقَطَ مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ فِي الِاعْتِرَاضِ عَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي مِنْ أَنَّ مَآلَهُ إِلَى اللَّهِ دَعْوَةُ اللَّهِ وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِكَ : لِزَيْدٍ دَعْوَةُ زَيْدٍ وَلَا يَصِحُّ ذَلِكَ وَاسْتَغْنَى عَمَّا قَالَ الْعَلَّامَةُ
الطَّيِّبِيُّ [ ص: 124 ] فِي تَأْوِيلِهِ : مِنْ أَنَّ الْمَعْنَى وَلِلَّهِ تَعَالَى الدَّعْوَةُ الَّتِي تَلِيقُ أَنْ تُنْسَبَ وَتُضَافَ إِلَى حَضْرَتِهِ جَلَّ شَأْنُهُ لِكَوْنِهِ تَعَالَى سَمِيعًا بَصِيرًا كَرِيمًا لَا يَخِيبُ سَائِلُهُ فَيُجِيبُ الدُّعَاءَ فَإِنَّ ذَلِكَ كَمَا تَرَى قَلِيلُ الْجَدْوَى وَيُعْلَمُ مِمَّا فِي الْكَشْفِ وَجْهُ تَعَلُّقِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ بِمَا تَقَدَّمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : وَجْهُ تَعَلُّقِ هَذِهِ وَالْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا أَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=13وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ إِنْ كَانَ سَبَبُ النُّزُولِ قِصَّةَ
أَرْبَدَ وَعَامِرٍ أَنَّ إِهْلَاكَهُمَا مِنْ حَيْثُ لَمْ يَشْعُرَا بِهِ مَحَالٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَإِجَابَةٌ لِدَعْوَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ :
اللَّهُمَّ احْبِسْهُمَا عَنِّي بِمَا شِئْتَ أَوْ دَلَالَةٌ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحَقِّ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَبَبَ النُّزُولِ ذَلِكَ فَالْوَجْهُ أَنَّ ذَلِكَ وَعِيدٌ لِلْكَفَرَةِ عَلَى مُجَادَلَتِهِمُ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُلُولِ مِحَالِهِ بِهِمْ وَتَهْدِيدِهِمْ بِإِجَابَةِ دُعَائِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِنْ دَعَا عَلَيْهِمْ أَوْ بَيَانُ ضَلَالَتِهِمْ وَفَسَادِ رَأْيِهِمْ فِي عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَيُعْلَمُ مِمَّا ذُكِرَ وَجْهُ التَّعَلُّقِ عَلَى بَعْضِ التَّفَاسِيرِ إِذَا قُلْنَا : إِنَّ سَبَبَ النُّزُولِ قِصَّةُ الْيَهُودِيِّ أَوِ الْجَبَّارِ فَتَأَمَّلْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وَالَّذِينَ يَدْعُونَ أَيِ الْأَصْنَامَ الَّذِينَ يَدْعُونَهُمْ أَيِ الْمُشْرِكُونَ وَحَذْفُ عَائِدِ الْمَوْصُولِ فِي مِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرٌ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْمَوْصُولُ عِبَارَةً عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَضَمِيرُ الْجَمْعِ الْمَرْفُوعِ عَائِدٌ إِلَيْهِ وَمَفْعُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14يَدْعُونَ مَحْذُوفٌ أَيِ الْأَصْنَامُ وَحُذِفَ لِدَلَالَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14مِنْ دُونِهِ عَلَيْهِ لِأَنَّ مَعْنَاهُ مُتَجَاوِزِينَ لَهُ وَتَجَاوُزُهُ إِنَّمَا هُوَ بِعِبَادَتِهَا وَيُؤَيِّدُ الْوَجْهَ الْأَوَّلَ قِرَاءَةُ
الْبَزْدَوِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرٍو ( تَدْعُونَ ) بِتَاءِ الْخِطَابِ وَضَمِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14لا يَسْتَجِيبُونَ عَلَيْهِ عَائِدٌ عَلَى ( الَّذِينَ ) وَعَلَى الثَّانِي عَائِدٌ عَلَى مَفْعُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14يَدْعُونَ وَعَلَى كُلٍّ فَالْمُرَادُ لَا يَسْتَجِيبُ الْأَصْنَامُ لَهُمْ أَيْ لِلْمُشْرِكِينَ بِشَيْءٍ مِنْ طَلَبَاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ أَيْ لَا يَسْتَجِيبُونَ شَيْئًا مِنَ الِاسْتِجَابَةِ وَطَرَفًا مِنْهَا إِلَّا اسْتِجَابَةً كَاسْتِجَابَةِ الْمَاءِ لِمَنْ بَسَطَ كَفَّيْهِ إِلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ يَطْلُبُهُ وَيَدَعُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14لِيَبْلُغَ أَيِ الْمَاءُ بِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤْخَذَ بِشَيْءٍ مِنْ إِنَاءٍ وَنَحْوِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14فَاهُ وَمَا هُوَ أَيِ الْمَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14بِبَالِغِهِ أَيْ بِبَالِغِ فِيهِ أَبَدًا لِكَوْنِهِ جَمَادًا لَا يَشْعُرُ بِعَطَشِهِ وَبَسْطِ يَدَيْهِ إِلَيْهِ وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ كَوْنَ ( هُوَ ) ضَمِيرَ الْفَمِ وَالْهَاءَ فِي ( بَالِغِهِ ) ضَمِيرَ الْمَاءِ أَيْ وَمَا فُوهُ بِبَالِغِ الْمَاءِ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا لَا يَبْلُغُ الْآخَرَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ .
وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ كَوْنَ الْأَوَّلِ ضَمِيرَ ( بَاسِطِ ) وَالثَّانِي ضَمِيرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14الْمَاءِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ : وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْأَوَّلُ عَائِدًا عَلَى ( بَاسِطِ ) وَالثَّانِي عَائِدًا عَلَى الْفَمِ لِأَنَّ اسْمَ الْفَاعِلِ إِذَا جَرَى عَلَى غَيْرِ مَنْ هُوَ لَهُ لَزِمَ إِبْرَازُ الْفَاعِلِ فَكَانَ يَجِبُ عَلَى ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ : وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ الْمَاءُ وَالْجُمْهُورُ عَلَى مَا سَمِعْتَ أَوَّلًا وَالْغَرَضُ كَمَا قَالَ بَعْضُ الْمُدَقِّقِينَ فَفِي الِاسْتِجَابَةِ عَلَى الْبَتِّ بِتَصْوِيرِ أَنَّهُمُ أَحْوَجُ مَا لَا يَكُونُ إِلَيْهَا لِتَحْصِيلِ مَبَاغِيهِمْ أَخِيبُ مَا لَا يَكُونُ أَحَدٌ فِي سَعْيِهِ لِمَا هُوَ مُضْطَرٌّ إِلَيْهِ وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ شَبَّهَ آلِهَتَهُمْ حِينَ اسْتِكْفَائِهِمْ إِيَّاهُمْ مَا أَهَمَّهُمْ بِلِسَانِ الِاضْطِرَارِ فِي عَدَمِ الشُّعُورِ فَضْلًا عَنِ الِاسْتِطَاعَةِ لِلِاسْتِجَابَةِ وَبَقَائِهِمْ لِذَلِكَ فِي الْخَسَارِ بِحَالِ مَاءٍ بِمَرْأَى مِنْ عَطْشَانَ بَاسِطٍ كَفَّيْهِ إِلَيْهِ يُنَادِيهِ عِبَارَةً وَإِشَارَةً فَهُوَ لِذَلِكَ فِي زِيَادَةِ الْكِبَادِ وَالْبَوَارِ وَالتَّشْبِيهُ عَلَى هَذَا مِنَ الْمُرَكَّبِ التَّمْثِيلِيِّ فِي الْأَصْلِ أَبْرَزُ فِي مَعْرِضِ التَّهَكُّمِ حَيْثُ أَثْبَتَ أَنَّهُمَا اسْتِجَابَتَانِ زِيَادَةً فِي التَّخْسِيرِ وَالتَّحْسِيرِ فَالِاسْتِثْنَاءُ مُفَرَّغٌ مِنْ أَعَمِّ عَامِّ الْمَصْدَرِ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ وَالظَّاهِرُ أَنَّ الِاسْتِجَابَةَ هُنَاكَ مَصْدَرٌ مِنَ الْمَبْنِيِّ لِلْفَاعِلِ وَهُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ الْفِعْلُ الظَّاهِرُ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ وَيُضَافُ إِلَى الْبَاسِطِ بِنَاءً عَلَى اسْتِلْزَامِ الْمَصْدَرِ مِنَ الْمَبْنِيِّ لِلْفَاعِلِ لِلْمَصْدَرِ مِنَ الْمَبْنِيِّ
[ ص: 125 ] لِلْمَفْعُولِ وُجُودًا وَعَدَمًا فَكَأَنَّهُ قِيلَ : لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمُ اسْتِجَابَةً كَائِنَةً كَاسْتِجَابَةِ مَنْ بَسَطَ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ كَمَا فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ : .
وَعَضُّ زَمَانٍ يَا بْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَدَعْ مِنَ الْمَالِ إِلَّا مُسْحَتٌ أَوْ مُجَلَّفُ
أَيْ لَمْ يَدَعْ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا مُسْحَتٌ أَوْ مُجَلَّفٌ
nindex.php?page=showalam&ids=14803وَأَبُو الْبَقَاءِ يَجْعَلُ الِاسْتِجَابَةَ مَصْدَرَ الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ وَإِضَافَتَهُ إِلَى ( بَاسِطِ ) مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الْمَصْدَرِ إِلَى مَفْعُولِهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49لا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَالْفَاعِلُ ضَمِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14الْمَاءِ عَلَى الْوَجْهِ الثَّانِي فِي الْمَوْصُولِ وَقَدْ يُرَادُ مِنْ بَسْطِ الْكَفَّيْنِ إِلَى الْمَاءِ بَسْطُهُمَا أَيْ نَشْرُ أَصَابِعِهِمَا وَمَدُّهَا لِشُرْبِهِ لَا لِلدُّعَاءِ وَالْإِشَارَةُ إِلَيْهِ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ فِيمَا تَقَدَّمَ وَعَلَى هَذَا قِيلَ : شُبِّهَ الدَّاعُونَ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى بِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَغْرِفَ الْمَاءَ بِيَدَيْهِ فَبَسَطَهُمَا نَاشِرًا أَصَابِعَهُ فِي أَنَّهُمَا لَا يَحْصُلَانِ عَلَى طَائِلٍ وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ وَجْهَ الشَّبَهِ قِلَّةَ الْجَدْوَى وَلَعَلَّهُ أَرَادَ عَدَمَهَا لَكِنَّهُ بَالَغَ بِذِكْرِ الْقِلَّةِ وَإِرَادَةِ الْعَدَمِ دَلَالَةً عَلَى هَضْمِ الْحَقِّ وَإِيثَارِ الصِّدْقِ وَلِإِشْمَامِ طَرَفٍ مِنَ التَّهَكُّمِ وَالتَّشْبِيهِ عَلَى هَذَا مِنْ تَشْبِيهِ الْمُفْرَدِ الْمُقَيَّدِ كَقَوْلِكَ لِمَنْ لَا يَحْصُلُ مِنْ سَعْيِهِ عَلَى شَيْءٍ : هُوَ كَالرَّاقِمِ عَلَى الْمَاءِ فَإِنَّ الْمُشَبَّهَ هُوَ السَّاعِي مُقَيَّدًا بِكَوْنِ سَعْيِهِ كَذَلِكَ وَالْمُشَبَّهُ بِهِ هُوَ الرَّاقِمُ مُقَيَّدًا بِكَوْنِهِ عَلَى الْمَاءِ كَذَلِكَ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ وَلَيْسَ مِنَ الْمُرَكَّبِ الْعَقْلِيِّ فِي شَيْءٍ عَلَى مَا تُوُهِّمَ نَعَمْ وَجْهُ الشَّبَهِ عَقْلِيٌّ اعْتِبَارِيٌّ وَالِاسْتِثْنَاءُ مُفَرَّغٌ عَنْ أَعَمِّ عَامِّ الْأَحْوَالِ أَيْ لَا يَسْتَجِيبُ الْآلِهَةُ لِهَؤُلَاءِ الْكَفَرَةِ الدَّاعِينَ إِلَّا مُشَبِّهِينَ أَعْنِي الدَّاعِينَ بِمَنْ بَسَطَ كَفَّيْهِ وَلَمْ يَقْبِضْهُمَا وَأَخْرَجَهُمَا كَذَلِكَ فَلَمْ يَحْصُلْ عَلَى شَيْءٍ لِأَنَّ الْمَاءَ يَحْصُلُ بِالْقَبْضِ لَا بِالْبَسْطِ وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ أَنَّ ذَلِكَ تَشْبِيهٌ بِعَطْشَانَ عَلَى شَفِيرِ بِئْرٍ بِلَا رِشَاءٍ وَلَا يَبْلُغُ قَعْرَ الْبِئْرِ وَلَا الْمَاءُ يَرْتَفِعُ إِلَيْهِ وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى الْوَجْهِ الْأَوَّلِ وَلَيْسَ مُغَايِرًا لَهُ كَمَا قِيلَ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ ذَلِكَ تَشْبِيهٌ بِالْقَابِضِ عَلَى الْمَاءِ فِي أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ عَلَى شَيْءٍ ثُمَّ قَالَ :
وَالْعَرَبُ تَضْرِبُ الْمَثَلَ فِي السَّاعِي فِيمَا لَا يُدْرِكُهُ بِذَلِكَ وَأَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ : .
فَأَصْبَحْتُ فِيمَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا مِنَ الْوِدِّ مِثْلَ الْقَابِضِ الْمَاءَ بِالْيَدِ
وَقَوْلِهِ : .
وَإِنِّي وَإِيَّاكُمْ وَشَوْقًا إِلَيْكُمْ كَقَابِضِ مَاءٍ لَمْ تَسَعْهُ أَنَامِلُهُ
وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى الْوَجْهِ الثَّانِي خَلَا أَنَّهُ لَا يَظْهَرُ مِنْ ( بَاسِطِ ) مَعْنَى قَابِضٍ فَإِنَّ بَسْطَ الْكَفِّ ظَاهِرٌ فِي نَشْرِ الْأَصَابِيعِ مَمْدُودَةً كَمَا فِي قَوْلِهِ : .
تَعَوَّدَ بَسْطَ الْكَفِّ حَتَّى لَوْ أَنَّهُ أَرَادَ انْقِبَاضًا لَمْ تُطِعْهُ أَنَامِلُهُ
وَكَيْفَمَا كَانَ فَالْمُرَادُ بِبَاسِطٍ شَخْصٌ بَاسِطٌ أَيُّ شَخْصٍ كَانَ وَمَا يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُ مَا رُوِيَ عَنْ
بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ مِنْ أَنَّهُ
قَابِيلُ حَيْثُ أَنَّهُ لَمَّا قَتَلَ أَخَاهُ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَذَابَهُ أَنْ أَخَذَ بِنَاصِيَتِهِ فِي الْبَحْرِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَاءِ إِلَّا إِصْبَعٌفَهُوَ يُرِيدُهُ مِمَّا لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَوَّلَ عَلَيْهِ وَقُرِئَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ بِالتَّنْوِينِ أَيْ كَشَخْصٍ يَبْسُطُ كَفَّيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ . أَيْ فِي ضَيَاعٍ وَخَسَارٍ وَبَاطِلٍ وَالْمُرَادُ بِهَذَا الدُّعَاءِ إِنْ كَانَ دُعَاءَ آلِهَتِهِمْ فَظَاهِرٌ أَنَّهُ كَذَلِكَ لَكِنَّهُ فُهِمَ مِنَ السَّابِقِ وَحِينَئِذٍ يَكُونُ مُكَرَّرًا لِلتَّأْكِيدِ وَإِنْ كَانَ دُعَاءَهُمُ اللَّهَ تَعَالَى فَقَدَ اسْتَشْكَلُوا ذَلِكَ بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=26236دُعَاءَ الْكَافِرِ قَدْ يُسْتَجَابُ وَهُوَ الْمُصَرَّحُ بِهِ فِي الْفَتَاوَى وَاسْتِجَابَةُ دُعَاءِ إِبْلِيسَ وَهُوَ رَأْسُ الْكُفَّارِ
[ ص: 126 ] نَصٌّ فِي ذَلِكَ وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْمُرَادَ دُعَاؤُهُمُ اللَّهَ تَعَالَى بِمَا يَتَعَلَّقُ بِالْآخِرَةِ وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا مِنْ أَنَّ أَصْوَاتَ الْكُفَّارِ مَحْجُوبَةٌ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فَلَا يُسْمَعُ دُعَاؤُهُمْ وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ دُعَاؤُهُمْ مُطْلَقًا وَلَا يُقَيَّدُ بِمَا أُجِيبُوا بِهِ