nindex.php?page=treesubj&link=24546_29747_31848_32445_34349_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69ولقد جاءت رسلنا إبراهيم وهم الملائكة، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنهم كانوا اثني عشر ملكا.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: أحد عشر على صورة الغلمان في غاية الحسن والبهجة، وحكى صاحب الفينان أنهم عشرة منهم
جبريل، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: تسعة، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب: ثمانية، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي أنهم أربعة ولم يسمهم.
وجاء في رواية عن
عثمان بن محيصن أنهم
جبريل، وإسرافيل. وميكائيل، ورفائيل عليهم السلام، وفي رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير أنهم ثلاثة الأولون فقط، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل: جبرائيل. وميكائيل. وملك الموت عليهم السلام، واختار بعضهم الاقتصار على القول بأنهم ثلاثة لأن ذلك أقل ما يدل عليه الجمع وليس هناك ما يعول عليه في الزائد، وإنما أسند إليهم المجيء دون الإرسال لأنهم لم يكونوا مرسلين إليه عليه السلام بل إلى قوم
لوط لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=70إنا أرسلنا إلى قوم لوط وإنما جاءوه لداعية البشرى، قيل: ولما كان المقصود في السورة الكريمة ذكر صنيع الأمم السالفة مع الرسل المرسلة إليهم ولحوق العذاب بهم ولم يكن جميع قوم
إبراهيم عليه السلام من لحق بهم العذاب، بل إنما لحق بقوم
لوط منهم خاصة غير الأسلوب المطرد فيما سبق من قوله تعالى: ( وإلى عاد أخاهم هودا ) ، ( وإلى ثمود أخاهم صالحا ) ثم رجع إليه حيث قيل: ( وإلى مدين أخاهم شعيبا ) والباء في قوله تعالى: (بالبشرى) للملابسة أي ملتبسين بالبشرى، والمراد بها قيل: مطلق البشارة المنتظمة بالبشارة بالولد من سارة لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=112وبشرناه بإسحاق الآية، وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=101فبشرناه بغلام حليم إلى غير ذلك، وللبشارة بعدم لحوق الضرر به لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى لظهور تفرع المجادلة على مجيئها، وكانت البشارة الأولى على ما قيل: من
ميكائيل. والثانية من
إسرافيل عليهما السلام، وقيل: المراد بها البشارة بهلاك قوم
لوط عليه السلام فإن هلاك الظلمة من أجل ما يبشر به المؤمن.
واعترض بأنه يأباه مجادلته عليه السلام في شأنهم، واستظهر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أنها البشارة بالولد، وهي المرادة بالبشرى فيما سيأتي، وسر تفرع المجادلة عليها سيذكر إن شاء الله تعالى، وعلل في الكشف استظهار ذلك بقوله: لأنه الأنسب بالإطلاق، ولقوله سبحانه في الذاريات:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=28وبشروه بغلام عليم ثم قال بعده:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=31فما خطبكم أيها المرسلون ثم قال: وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74فلما ذهب عن إبراهيم إلخ، وإن كان يحتمل أن ثمة بشارتين فيحمل في كل موضع على واحدة لكنه خلاف الظاهر انتهى، ولما كان الإخبار بمجيء الرسل عليهم السلام مظنة لسؤال السامع بأنهم ما قالوا: أجيب بأنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69قالوا سلاما أي سلمنا أو نسلم عليك سلاما فهو منصوب بفعل محذوف، والجملة مقول القول قال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: ويصح أن يكون مفعول (قالوا) على أنه حكاية لمعنى ما قالوا لا حكاية للفظهم.
وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي، ولذلك عمل فيه القول، وهذا كما تقول لرجل قال: لا إله إلا الله: قلت حقا وإخلاصا.
وقيل: إن النصب -بقالوا- لما فيه من معنى الذكر كأنه قيل: ذكروا سلاما
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69قال سلام أي عليكم سلام
[ ص: 94 ] أو سلام عليكم، والابتداء بنكرة مثله سائغ كما قرر في النحو، وقد حياهم عليه السلام بأحسن من تحيتهم لأنها بجملة اسمية دالة على الدوام والثبات فهي أبلغ، وأصل معنى السلام السلامة مما يضر.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة. nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي سلم في الثاني بدون ألف مع كسر السين وسكون اللام وهو على ما قيل: لغة في (سلام) كحرم وحرام، ومنه قوله:
مررنا فقلنا: أيه (سلم) فسلمت كما اكتل بالبرق الغمام اللوائح
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: ويحتمل أن يراد بالسلم ضد الحرب، ووجه بأنهم لما امتنعوا من تناول طعامه وخاف منهم قاله أي أنا مسالم لا محارب لأنهم كانوا لا يأكلون طعام من بينهم وبينه حرب، واعترض بأنه يدل على أن قوله هذا بعد تقديم الطعام. وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69فما لبث إلخ صريح في خلافه، وذكر في الكشاف أن
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة. nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي قرآ بكسر السين وسكون اللام في الموضعين وهو مخالف للمنقول في كتب القراءات، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة -قال سلاما- بالنصب كالأول، وعنه أنه قرأ بالرفع فيهما
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69فما لبث أي فما أبطأ
إبراهيم عليه السلام .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69أن جاء بعجل حنيذ أي في مجيئه به أو عن مجيئه به (فما) نافية وضمير (لبث)
لإبراهيم، و ( أن جاء ) بتقدير حرف جر متعلق بالفعل وحذف الجار قبل أن وأن مطرد، وحكى
ابن العربي أن (أن) بمعنى حتى، وقيل: (أن) وما بعدها فاعل (لبث) أي فما تأخر مجيئه، وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان.
وقيل: ما مصدرية والمصدر مبتدأ أو هي اسم موصول بمعنى الذي كذلك، و ( أن جاء ) على حذف مضاف أي قدر وهو الخبر أي فلبثه أو الذي لبثه قدر مجيئه وليس بشيء، والعجل ولد البقرة، ويسمى الحسيل والخبش بلغة أهل السراة، والباء فيه للتعدية أو الملابسة، والحنيذ السمين الذي يقطر ودكه من حنذت الفرس إذا عرقته بالجلال كأن ودكه كالجلال عليه، أو كأن ما يسيل منه عرق الدابة المجللة للعرق، واقتصر
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي على السمين في تفسيره لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=26بعجل سمين)، وقيل: هو المشوي بالرضف في أخدود، وجاء ذلك في رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وفي رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد تفسيره بالمطبوخ، وإنما جاء عليه السلام بالعجل لأن ماله كان البقر وهو أطيب ما فيها، وكان من دأبه عليه السلام إكرام الضيف، ولذا عجل القرى، وذلك من أدب الضيافة لما فيه من الاعتناء بشأن الضيف، وفي مجيئه بالعجل كله مع أنهم بحسب الظاهر يكفيهم بعضه دليل على أنه من الأدب أن يحضر للضيف أكثر مما يأكل، واختلف في هذا العجل هل كان مهيئا قبل مجيئهم أو أنه هيئ بعد أن جاءوا؟ قولان اختار
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان أولهما لدلالة السرعة بالإتيان به على ذلك، ويختار الفقير ثانيهما لأنه أزيد في العناية وأبلغ في الإكرام، وليست السرعة نصا في الأول كما لا يخفى.
nindex.php?page=treesubj&link=24546_29747_31848_32445_34349_28982nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ، رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ: أَحَدَ عَشَرَ عَلَى صُورَةِ الْغِلْمَانِ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ وَالْبَهْجَةِ، وَحَكَى صَاحِبُ الْفَيْنَانِ أَنَّهُمْ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ
جِبْرِيلُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: تِسْعَةٌ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: ثَمَانِيَةٌ، وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةٌ وَلَمْ يُسَمِّهِمْ.
وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ مُحَيْصِنٍ أَنَّهُمْ
جِبْرِيلُ، وَإِسْرَافِيلُ. وَمِيكَائِيلُ، وَرَفَائِيلُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ. nindex.php?page=showalam&ids=15992وَابْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُمْ ثَلَاثَةٌ الْأَوَّلُونَ فَقَطْ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ: جِبْرَائِيلُ. وَمِيكَائِيلُ. وَمَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَاخْتَارَ بَعْضُهُمْ الِاقْتِصَارَ عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّهُمْ ثَلَاثَةٌ لِأَنَّ ذَلِكَ أَقَلُّ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الْجَمْعُ وَلَيْسَ هُنَاكَ مَا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ فِي الزَّائِدِ، وَإِنَّمَا أُسْنِدَ إِلَيْهِمُ الْمَجِيءُ دُونَ الْإِرْسَالِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُرْسَلِينَ إِلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَلْ إِلَى قَوْمِ
لُوطٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=70إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَإِنَّمَا جَاءُوهُ لِدَاعِيَةِ الْبُشْرَى، قِيلَ: وَلَمَّا كَانَ الْمَقْصُودُ فِي السُّورَةِ الْكَرِيمَةِ ذِكْرَ صَنِيعِ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ مَعَ الرُّسُلِ الْمُرْسَلَةِ إِلَيْهِمْ وَلُحُوقَ الْعَذَابِ بِهِمْ وَلَمْ يَكُنْ جَمِيعُ قَوْمِ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَنْ لَحِقَ بِهِمُ الْعَذَابُ، بَلْ إِنَّمَا لَحِقَ بِقَوْمِ
لُوطٍ مِنْهُمْ خَاصَّةً غَيْرَ الْأُسْلُوبِ الْمُطَّرِدِ فِيمَا سَبَقَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ( وَإِلَى عَادٍ أَخُاهُمْ هُودًا ) ، ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخُاهُمْ صَالِحًا ) ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ حَيْثُ قِيلَ: ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ) وَالْبَاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (بِالْبُشْرَى) لِلْمُلَابَسَةِ أَيْ مُلْتَبِسِينَ بِالْبُشْرَى، وَالْمُرَادُ بِهَا قِيلَ: مُطْلَقُ الْبِشَارَةِ الْمُنْتَظِمَةِ بِالْبِشَارَةِ بِالْوَلَدِ مِنْ سَارَّةَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=112وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ الْآيَةَ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=101فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَلِلْبِشَارَةِ بِعَدَمِ لُحُوقِ الضَّرَرِ بِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى لِظُهُورِ تَفَرُّعِ الْمُجَادَلَةِ عَلَى مَجِيئِهَا، وَكَانَتِ الْبِشَارَةُ الْأُولَى عَلَى مَا قِيلَ: مِنْ
مِيكَائِيلَ. وَالثَّانِيَةُ مِنْ
إِسْرَافِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهَا الْبِشَارَةُ بِهَلَاكِ قَوْمِ
لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّ هَلَاكَ الظَّلَمَةِ مِنْ أَجَلِّ مَا يُبَشَّرُ بِهِ الْمُؤْمِنُ.
وَاعْتُرِضَ بِأَنَّهُ يَأْبَاهُ مُجَادَلَتُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شَأْنِهِمْ، وَاسْتَظْهَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّهَا الْبِشَارَةُ بِالْوَلَدِ، وَهِيَ الْمُرَادَةُ بِالْبُشْرَى فِيمَا سَيَأْتِي، وَسِرُّ تَفَرُّعِ الْمُجَادَلَةِ عَلَيْهَا سَيُذْكَرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَعَلَّلَ فِي الْكَشْفِ اسْتِظْهَارَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: لِأَنَّهُ الْأَنْسَبُ بِالْإِطْلَاقِ، وَلِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ فِي الذَّارِيَاتِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=28وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ثُمَّ قَالَ بَعْدَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=31فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ثُمَّ قَالَ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلَخْ، وَإِنْ كَانَ يُحْتَمَلُ أَنَّ ثَمَّةَ بِشَارَتَيْنِ فَيُحْمَلُ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ عَلَى وَاحِدَةٍ لَكِنَّهُ خِلَافُ الظَّاهِرِ انْتَهَى، وَلَمَّا كَانَ الْإِخْبَارُ بِمَجِيءِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ مَظِنَّةً لِسُؤَالِ السَّامِعِ بِأَنَّهُمْ مَا قَالُوا: أُجِيبَ بِأَنَّهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69قَالُوا سَلامًا أَيْ سَلَّمْنَا أَوْ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ سَلَامًا فَهُوَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ، وَالْجُمْلَةُ مَقُولُ الْقَوْلِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ: وَيَصِحُّ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولُ (قَالُوا) عَلَى أَنَّهُ حِكَايَةٌ لِمَعْنَى مَا قَالُوا لَا حِكَايَةً لِلَفْظِهِمْ.
وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ، وَلِذَلِكَ عَمِلَ فِيهِ الْقَوْلُ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ لِرَجُلٍ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ: قُلْتَ حَقًّا وَإِخْلَاصًا.
وَقِيلَ: إِنَّ النَّصْبَ -بِقَالُوا- لِمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الذِّكْرِ كَأَنَّهُ قِيلَ: ذَكَرُوا سَلَامًا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69قَالَ سَلامٌ أَيْ عَلَيْكُمْ سَلَامٌ
[ ص: 94 ] أَوْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، وَالِابْتِدَاءُ بِنَكِرَةٍ مِثْلُهُ سَائِغٌ كَمَا قَرَّرَ فِي النَّحْوِ، وَقَدْ حَيَّاهُمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَحْسَنَ مِنْ تَحِيَّتِهِمْ لِأَنَّهَا بِجُمْلَةٍ اسْمِيَّةٍ دَالَّةٍ عَلَى الدَّوَامِ وَالثَّبَاتِ فَهِيَ أَبْلَغُ، وَأَصْلُ مَعْنَى السَّلَامِ السَّلَامَةُ مِمَّا يَضُرُّ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ. nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ سِلْمٌ فِي الثَّانِي بِدُونِ أَلِفٍ مَعَ كَسْرِ السِّينِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَهُوَ عَلَى مَا قِيلَ: لُغَةٌ فِي (سَلَامٍ) كَحِرْمٍ وَحَرَامٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
مَرَرْنَا فَقُلْنَا: أَيُّهُ (سِلْمٌ) فَسَلَّمْتُ كَمَا اكْتَلَّ بِالْبَرْقِ الْغَمَامُ اللَّوَائِحُ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرَادَ بِالسِّلْمِ ضِدَّ الْحَرْبِ، وُوجِّهَ بِأَنَّهُمْ لَمَّا امْتَنَعُوا مِنْ تَنَاوُلِ طَعَامِهِ وَخَافَ مِنْهُمْ قَالَهُ أَيْ أَنَا مُسَالِمٌ لَا مُحَارِبٌ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَأْكُلُونَ طَعَامَ مَنْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ حَرْبٌ، وَاعْتُرِضَ بِأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ هَذَا بَعْدَ تَقْدِيمِ الطَّعَامِ. وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69فَمَا لَبِثَ إِلَخْ صَرِيحٌ فِي خِلَافِهِ، وَذَكَرَ فِي الْكَشَّافِ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةَ. nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيَّ قَرَآ بِكَسْرِ السِّينِ وَسُكُونِ اللَّامِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْمَنْقُولِ فِي كُتُبِ الْقِرَاءَاتِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ -قَالَ سَلَامًا- بِالنَّصْبِ كَالْأَوَّلِ، وَعَنْهُ أَنَّهُ قَرَأَ بِالرَّفْعِ فِيهِمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69فَمَا لَبِثَ أَيْ فَمَا أَبْطَأَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=69أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ أَيْ فِي مَجِيئِهِ بِهِ أَوْ عَنْ مَجِيئِهِ بِهِ (فَمَا) نَافِيَةٌ وَضَمِيرُ (لَبِثَ)
لِإِبْرَاهِيمَ، وَ ( أَنْ جَاءَ ) بِتَقْدِيرِ حَرْفِ جَرٍّ مُتَعَلِّقٍ بِالْفِعْلِ وَحَذْفِ الْجَارِّ قَبْلَ أَنْ وَأَنْ مُطَّرِدٌ، وَحَكَى
ابْنُ الْعَرَبِيِّ أَنَّ (أَنْ) بِمَعْنَى حَتَّى، وَقِيلَ: (أَنْ) وَمَا بَعْدَهَا فَاعِلُ (لَبِثَ) أَيْ فَمَا تَأَخَّرَ مَجِيئُهُ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءِ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ.
وَقِيلَ: مَا مَصْدَرِيَّةٌ وَالْمَصْدَرُ مُبْتَدَأٌ أَوْ هِيَ اسْمٌ مَوْصُولٌ بِمَعْنَى الَّذِي كَذَلِكَ، وَ ( أَنْ جَاءَ ) عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَيْ قَدْرَ وَهُوَ الْخَبَرُ أَيْ فَلَبِثَهُ أَوِ الَّذِي لَبِثَهُ قَدَرَ مَجِيئِهِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَالْعِجْلُ وَلَدُ الْبَقَرَةِ، وَيُسَمَّى الْحَسِيلَ وَالْخَبْشَ بِلُغَةِ أَهْلِ السَّرَاةِ، وَالْبَاءُ فِيهِ لِلتَّعْدِيَةِ أَوِ الْمُلَابَسَةِ، وَالْحَنِيذُ السَّمِينُ الَّذِي يَقْطُرُ وَدَكُهُ مِنْ حَنَذْتُ الْفَرَسَ إِذَا عَرَّقْتَهُ بِالْجَلَالِ كَأَنَّ وَدَكَهُ كَالْجَلَالِ عَلَيْهِ، أَوْ كَأَنَّ مَا يَسِيلُ مِنْهُ عَرَقُ الدَّابَّةِ الْمُجَلَّلَةِ لِلْعَرَقِ، وَاقْتَصَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ عَلَى السَّمِينِ فِي تَفْسِيرِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=26بِعِجْلٍ سَمِينٍ)، وَقِيلَ: هُوَ الْمَشْوِيُّ بِالرَّضْفِ فِي أُخْدُودٍ، وَجَاءَ ذَلِكَ فِي رِوَايَةٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ. nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ تَفْسِيرُهُ بِالْمَطْبُوخِ، وَإِنَّمَا جَاءَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْعِجْلِ لِأَنَّ مَالَهُ كَانَ الْبَقْرَ وَهُوَ أَطْيَبُ مَا فِيهَا، وَكَانَ مِنْ دَأْبِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِكْرَامُ الضَّيْفِ، وَلِذَا عَجَّلَ الْقِرَى، وَذَلِكَ مِنْ أَدَبِ الضِّيَافَةِ لِمَا فِيهِ مِنْ الِاعْتِنَاءِ بِشَأْنِ الضَّيْفِ، وَفِي مَجِيئِهِ بِالْعِجْلِ كُلِّهِ مَعَ أَنَّهُمْ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ يَكْفِيهِمْ بَعْضُهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الْأَدَبِ أَنْ يُحْضِرَ لِلضَّيْفِ أَكْثَرَ مِمَّا يَأْكُلُ، وَاخْتُلِفَ فِي هَذَا الْعِجْلِ هَلْ كَانَ مُهَيَّئًا قَبْلَ مَجِيئِهِمْ أَوْ أَنَّهُ هُيِّئَ بَعْدَ أَنْ جَاءُوا؟ قَوْلَانِ اخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ أَوَّلَهُمَا لِدَلَالَةِ السُّرْعَةِ بِالْإِتْيَانِ بِهِ عَلَى ذَلِكَ، وَيَخْتَارُ الْفَقِيرُ ثَانِيَهُمَا لِأَنَّهُ أَزْيَدُ فِي الْعِنَايَةِ وَأَبْلَغُ فِي الْإِكْرَامِ، وَلَيْسَتِ السُّرْعَةُ نَصًّا فِي الْأَوَّلِ كَمَا لَا يَخْفَى.