nindex.php?page=treesubj&link=19731_24262_31758_32433_32498_34277_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22هو الذي يسيركم في البر والبحر وهو على ما قيل كلام مستأنف مسوق لبيان جناية أخرى لهم مبنية على ما مر آنفا من اختلاف حالهم بحسب اختلاف ما يعتريهم من الضراء وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12150أبي مسلم أنه تفسير لبعض ما أجمل في قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21وإذا أذقنا الناس إلخ وهو قريب من قول الإمام أنه تعالى لما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21وإذا أذقنا الآية وهو كلام كلي ضرب لهم مثلا بهذا ليتضح ويظهر ما هم عليه
وزعم بعضهم أنه متصل بما تقدم من دلائل التوحيد فكأنه قيل: إلهكم الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22هو الذي يسيركم إلخ وأول التسيير بالحمل على السير والتمكين منه والداعي لذلك قيل: عدم صحة جعل قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22حتى إذا كنتم في الفلك غاية للتسيير في البحر مع أنه مقدم عليه وغاية الشيء لا بد أن تكون متأخرة عنه وبعد التأويل لا إشكال في جعل ما ذكر غاية لما قبله
وقيل: هو دفع لزوم الجمع بين الحقيقة والمجاز وذلك لأن المسير في البحر هو الله تعالى إذ هو سبحانه المحدث لتلك الحركات في الفلك بالريح ولا دخل للعبد فيه بل في مقدماته وأما سير البر فمن الأفعال الاختيارية الصادرة من المخاطبين أنفسهم إن كانوا مشاة أو من دوابهم إن كانوا ركبانا وتسيير الله تعالى فيه إعطاء الآلات والأدوات ولزوم الجمع عليه ظاهر ووجه الدفع أن المراد من التسيير ما ذكر وهو معنى مجازي شامل للحقيقة والمجاز
وادعى بعضهم اتحاد التسيير في البر والبحر واستدل بالآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28785أفعال العباد مخلوقة لله تعالى وتعقب بأنه تكلف
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري لم يؤول التسيير بما ذكرنا وجعل الغاية مضمون الجملة الشرطية الواقعة بعد حتى بما في حيزها كأنه قيل: يسيركم حتى إذا وقعت هذه الحادثة وكان كيت وكيت من مجيء الريح العاصف وتراكم الأمواج والظن للهلاك والدعاء بالإنجاء دون الكون في البحر وتعقب ذلك القطب بأنه لو جعل الكون في الفلك مع ما عطف عليه من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها كفى ولم يحتج إلى اعتبار مجموع الشرط والجزاء ثم قال: والتحقيق أن الغاية إن فسرت بما ينتهي إليه الشيء بالذات فهي ليس إلا ما وقع شرطا في مثل ذلك وإن فسرت بما ينتهي إليه الشيء مطلقا سواء كان بالذات أو بالواسطة فهي مجموع الشرط والجزاء واستوضح ذلك من قولك: مشيت حتى إذا بلغت البلد اتجرت فإن ما انتهى إليه الشيء بالذات الوصول إلى البلد وأما الاتجار
[ ص: 96 ] فأمر مترتب على ذلك فيكون مما انتهى إليه المشي بالواسطة والتضعيف في (يسير) للتعدية تقول: سار الرجل وسيرته وقال
الفارسي: إن سار متعد كسير لأن
العرب تقول: سرت الرجل وسيرته بمعنى ومنه قول
الهذلي: فلا تجزعي من سنة أنت سرتها فأول راض سنة من يسيرها
وقال في الصحاح: سارت الدابة وسارها صاحبها يتعدى ولا يتعدى وأنشد له هذا البيت وأوله النحويون حيث لم يرتضوا ذلك و
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22الفلك السفن ومفرده وجمعه واحد وتغاير الحركات بينهما اعتباري وفي الصحاح أنه واحد وجمع يذكر ويؤنث وكأن ذلك باعتبار المركب والسفينة وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه يقول: الفلك التي هي جمع تكسير للفلك الذي هو واحد وليست مثل الجنب الذي هو واحد وجمع والطفل وما أشبههما من الأسماء لأن فعلا وفعلا يشتركان في الشيء الواحد مثل العرب والعرب والعجم والعجم والرهب والرهب فحيث جاز أن يجمع فعل على فعل مثل أسد وأسد لم يمتنع أن يجمع فعل على فعل وضمير (جرين) للفلك وضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22بهم لمن فيها وهو التفات للمبالغة في تقبيح حالهم كأنه أعرض عن خطابه وحكي لغيرهم سوء صنيعهم وقيل: لا التفات بل معنى قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22حتى إذا كنتم في الفلك حتى إذا كان بعضكم فيها إذ الخطاب للكل ومنهم المسيرون في البر فالضمير الغائب عائد إلى ذلك المضاف المقدر كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج فإنه في تقدير أو كذي ظلمات يغشاه موج والباء الأولى للتعدية والثانية وكذا الثالثة للسببية فلذا تعلق الحرفان بمتعلق واحد وإلا فقد منعوا تعلق حرفين بمعنى بمتعلق واحد واعتبار تعلق الثاني بعد تعلق الأول به وملاحظته معه يزيل اتحاد المتعلق
وجوز أن تكون الثانية للحال أي جرين بهم ملتبسة بريح فتتعلق بمحذوف كما في البحر، وقد تجعل الأولى للملابسة أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وفرحوا عطف على (جرين) وهو عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22كنتم وقد تجعل حالا بتقدير قد وضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22بها للريح ونقل
الطبرسي برجوعه للفلك ولا يكاد يجري به القلم والمراد بطيبة حسبما يقتضيه المقام لينة الهبوب موافقة المقصد
وظاهر الآية على ما نقل عن
الإمام يقتضي أن راكب السفينة متحرك بحركتها خلافا لمن قال: إنه ساكن ولا وجه كما قال بعض المحققين لهذا الخلاف فإنه ساكن بالذات سائر بالواسطة وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر (ينشركم) بالنون والشين المعجمة والراء المهملة من النشر ضد الطي أي يفرقكم ويبثكم وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن (ينشركم) من أنشر بمعنى أحيا وقرأ بعض الشاميين (ينشركم) بالتشديد للتكثير من النشر أيضا وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12328أم الدرداء أنها قرأت (في الفلكي) بزيادة ياءي النسب ووجه ذلك بأنهما زائدتان كما في الخارجي والأحمري ولا اختصاص لذلك في الصفات لمجيء دودوي وأنا الصلتاني في قول الصلتان ويجوز أن يراد به اللج والماء الغمر الذي لا تجري الفلك إلا فيه وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22جاءتها جواب إذا والضمير المنصوب للفلك أو للريح الطيبة على معنى تلقتها واستولت عليها من طرف مخالف لها فإن الهبوب على وفقها لا يسمى على ما قيل مجيئا لريح أخرى عادة بل هو اشتداد للريح الأولى ورجح الثاني بأنه الأظهر لاستلزامه للأول من غير عكس لأن الهبوب على طريقة الريح اللينة يعد مجيئا بالنسبة إلى الفلك دون الريح اللينة مع أنه لا يستتبع تلاطما لأمواج الموجب لمجيئها من كل مكان ولأن التهويل في بيان استيلائها على ما فرحوا به وعلقوا به حبال
[ ص: 97 ] رجائهم أكثر وفيه تأمل
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22ريح عاصف أي ذات عصف فهو من باب النسب كلابن وتامر ويستوي فيه المذكر والمؤنث كما صرحوا به فلذا لم يقل: عاصفة مع أن الريح مؤنثة لا تذكر بدون تأويل
وقيل: لم يقل عاصفة لأن العصوف مختص بالريح فهو كحائض فلا حاجة إلى الفارق أو أنه اعتبر التذكير في الريح كما اعتبر فيها التأنيث والأولى ما قدمناه وأصل العصف الكسر والنبات المتكسر والمراد شديدة الهبوب
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وجاءهم الموج وهو ما علا وارتفع من اضطراب الماء وقيل: هو اضطراب البحر والأول هو المشهور
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22من كل مكان أي من أمكنة مجيء الموج عادة وقد يتفق مجيئه من جهات حسب أسباب تتفق لذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وظنوا أنهم أحيط بهم أي أهلكوا كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ففي الكلام استعارة تبعية وقيل: إن الإحاطة استعارة لسد مسالك الخلاص تشبيها له بإحاطة العدو بإنسان ثم كني بتلك الاستعارة عن الهلاك لكونها من روادفها ولوازمها
وقيل: إن ذلك مثل في الهلاك والظن على ما يتبادر منه وجوز أن يكون بمعنى اليقين بناء على تحقق وقوعه في اعتقادهم أو كون الكناية عن القرب من الهلاك
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22دعوا الله جعله غير واحد بدل اشتمال من ظنوا لأن دعاءهم من لوازم ظنهم الهلاك فبينهما ملابسة تصحح البدلية وقيل: هو جواب ما اشتمل عليه المعنى من معنى الشرط أي لما ظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله إلخ
وجعله
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان استئنافا بيانيا كأنه قيل: فماذا كان حالهم إذ ذاك؟ فقيل: دعوا إلخ، ورجح القول بالبدل عليه بأنه أدخل في اتصال الكلام والدلالة عن كونه المقصود مع إفادته ما يستفاد من الاستئناف مع الاستغناء عن تقدير السؤال وأنت تعلم أن تقدير السؤال ليس تقديرا حقيقيا بل أمر اعتباري وفيه من الإيجاز ما فيه وليس بأبعد مما تكلف للبدلية ويشعر كلام بعضهم جواز كونه جواب الشرط و
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22جاءتها في موضع الحال كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله الآية وتعقب بأن الاحتياج إلى الجواب يقتضي صرف ما يصلح له إليه لا إلى الحال الفضلة المفتقرة إلى تقدير قد مع أن عطف
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وظنوا على
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22جاءتها يأبى الحالية والفرح بالريح الطيبة لا يكون حال مجيء العاصفة والمعنى على تحقق المجيء لا على تقديره ليجعل حالا مقدرة ولا يخلو عن حسن والظاهر أن ما عده مانعا من الحالية غير مشترك بينه وبين كونه جواب (إذا) لأنه يقتضي أنهما في زمان واحد كما لا يخفى على من له أدنى معرفة بأساليب الكلام وقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22مخلصين له الدين حال من ضمير (دعوا) وله متعلق بمخلصين و (الدين) مفعوله أي دعوه تعالى من غير إشراك لرجوعهم من شدة الخوف إلى الفطرة التي جبل عليها كل أحد من التوحيد وأنه لا متصرف إلا الله سبحانه المركوز في طبائع العالم وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومن حديث أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم الفتح فر
عكرمة بن أبي جهل فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم إن لك عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي
محمدا حتى أضع يدي
[ ص: 98 ] في يده فلأجدنه عفوا كريما قال فجاء فأسلم . وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16965ابن سعد عن
أبي مليكة وأن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة لما ركب السفينة وأخذتهم الريح فجعلوا يدعون الله تعالى ويوحدونه قال: ما هذا؟ فقالوا: هذا مكان لا ينفع فيه إلا الله تعالى قال: فهذا له
محمد صلى الله تعالى عليه وسلم الذي يدعونا إليه فارجعوا بنا فرجع وأسلم وظاهر الآية أنه ليس المراد تخصيص الدعاء فقط به سبحانه بل تخصيص العبادة به تعالى أيضا لأنهم بمجرد ذلك لا يكونون مخلصين له الدين
وأيا ما كان فالآية دالة على أن المشركين لا يدعون غيره تعالى في تلك الحال وأنت خبير بأن الناس اليوم إذا اعتراهم أمر خطير وخطب جسيم في بر أو بحر دعوا من لا يضر ولا ينفع ولا يرى ولا يسمع فمنهم من يدعو
الخضر وإلياس ومنهم من ينادي
أبا الخميس والعباس ومنهم من يستغيث بأحد الأئمة ومنهم من يضرع إلى شيخ من مشايخ الأمة ولا ترى فيهم أحدا يخص مولاه بتضرعه ودعاه ولا يكاد يمر له بباله أنه لو دعا الله تعالى وحده ينجو من هاتيك الأهوال فبالله تعالى عليك قل لي أي الفريقين من هذه الحيثية أهدى سبيلا وأي الداعيين أقوم قيلا؟ وإلى الله تعالى المشتكى من زمان عصفت فيه ريح الجهالة وتلاطمت أمواج الصلالة وخرقت سفينة الشريعة واتخذت الاستغاثة بغير الله تعالى للنجاة ذريعة وتعذر على العارفين الأمر بالمعروف وحالت دون النهي عن المنكر صنوف الحتوف هذا وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين 22 في محل نصب بقول مقدر عند البصريين وهو حال من الضمير السابق ومذهب الكوفيين إجراء الدعاء مجرى القول لأنه من أنواعه وجعل الجملة محكية به والأول هو الأولى هنا واللام موطئة لقسم مقدر و
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لنكونن جوابه
والمشار إليه بهذه الحال التي هم فيها أي والله لئن أنجيتنا مما نحن فيه من الشدة لنكونن البتة بعد ذلك أبدا شاكرين لنعمك التي من جملتها هذه النعمة المسؤولة، والعدول عن لنشكرن إلى ما في النظم الجليل للمبالغة في الدلالة على الثبوت في الشكر والمثابرة عليه
nindex.php?page=treesubj&link=19731_24262_31758_32433_32498_34277_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَهُوَ عَلَى مَا قِيلَ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ مَسُوقٌ لِبَيَانِ جِنَايَةٍ أُخْرَى لَهُمْ مَبْنِيَّةٍ عَلَى مَا مَرَّ آنِفًا مِنِ اخْتِلَافِ حَالِهِمْ بِحَسْبِ اخْتِلَافِ مَا يَعْتَرِيهِمْ مِنَ الضَّرَّاءِ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12150أَبِي مُسْلِمٍ أَنَّهُ تَفْسِيرٌ لِبَعْضِ مَا أُجْمِلَ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ إِلَخْ وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ قَوْلِ الْإِمَامِ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=21وَإِذَا أَذَقْنَا الْآيَةَ وَهُوَ كَلَامٌ كُلِّيٌّ ضُرِبَ لَهُمْ مَثَلًا بِهَذَا لِيَتَّضِحَ وَيَظْهَرَ مَا هُمْ عَلَيْهِ
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ مُتَّصِلٌ بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ دَلَائِلِ التَّوْحِيدِ فَكَأَنَّهُ قِيلَ: إِلَهُكُمُ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ إِلَخْ وَأَوَّلُ التَّسْيِيرِ بِالْحَمْلِ عَلَى السَّيْرِ وَالتَّمْكِينِ مِنْهُ وَالدَّاعِي لِذَلِكَ قِيلَ: عَدَمُ صِحَّةِ جَعْلِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ غَايَةٌ لِلتَّسْيِيرِ فِي الْبَحْرِ مَعَ أَنَّهُ مُقَدَّمٌ عَلَيْهِ وَغَايَةُ الشَّيْءِ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ مُتَأَخِّرَةً عَنْهُ وَبَعْدَ التَّأْوِيلِ لَا إِشْكَالَ فِي جَعْلِ مَا ذُكِرَ غَايَةً لِمَا قَبْلَهُ
وَقِيلَ: هُوَ دَفْعُ لُزُومِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمُسَيِّرَ فِي الْبَحْرِ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى إِذْ هُوَ سُبْحَانَهُ الْمُحْدِثُ لِتِلْكَ الْحَرَكَاتِ فِي الْفُلْكِ بِالرِّيحِ وَلَا دَخْلَ لِلْعَبْدِ فِيهِ بَلْ فِي مُقَدِّمَاتِهِ وَأَمَا سَيْرُ الْبِرِّ فَمِنَ الْأَفْعَالِ الِاخْتِيَارِيَّةِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْمُخَاطَبِينَ أَنْفُسِهِمْ إِنْ كَانُوا مُشَاةً أَوْ مِنْ دَوَابِّهِمْ إِنْ كَانُوا رُكْبَانًا وَتَسْيِيرُ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ إِعْطَاءُ الْآلَاتِ وَالْأَدَوَاتِ وَلُزُومُ الْجَمْعِ عَلَيْهِ ظَاهِرٌ وَوَجْهُ الدَّفْعِ أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ التَّسْيِيرِ مَا ذُكِرَ وَهُوَ مَعْنًى مَجَازِيٌّ شَامِلٌ لِلْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ
وَادَّعَى بَعْضُهُمُ اتِّحَادَ التَّسْيِيرِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَاسْتُدِلَّ بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28785أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ تَكَلُّفٌ
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ لَمْ يُؤَوِّلِ التَّسْيِيرَ بِمَا ذَكَرْنَا وَجَعَلَ الْغَايَةَ مَضْمُونَ الْجُمْلَةِ الشَّرْطِيَّةِ الْوَاقِعَةِ بَعْدَ حَتَّى بِمَا فِي حَيِّزِهَا كَأَنَّهُ قِيلَ: يُسَيِّرُكُمْ حَتَّى إِذَا وَقَعَتْ هَذِهِ الْحَادِثَةُ وَكَانَ كَيْتَ وَكَيْتَ مِنْ مَجِيءِ الرِّيحِ الْعَاصِفِ وَتَرَاكُمِ الْأَمْوَاجِ وَالظَّنِّ لِلْهَلَاكِ وَالدُّعَاءِ بِالْإِنْجَاءِ دُونَ الْكَوْنِ فِي الْبَحْرِ وَتَعَقَّبَ ذَلِكَ الْقُطْبُ بِأَنَّهُ لَوْ جُعِلَ الْكَوْنُ فِي الْفُلْكِ مَعَ مَا عُطِفَ عَلَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا كَفَى وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى اعْتِبَارِ مَجْمُوعِ الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ ثُمَّ قَالَ: وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الْغَايَةَ إِنْ فُسِّرَتْ بِمَا يَنْتَهِي إِلَيْهِ الشَّيْءُ بِالذَّاتِ فَهِيَ لَيْسَ إِلَّا مَا وَقَعَ شَرْطًا فِي مِثْلِ ذَلِكَ وَإِنْ فُسِّرَتْ بِمَا يَنْتَهِي إِلَيْهِ الشَّيْءُ مُطْلَقًا سَوَاءٌ كَانَ بِالذَّاتِ أَوْ بِالْوَاسِطَةِ فَهِيَ مَجْمُوعُ الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ وَاسْتَوْضِحْ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِكَ: مَشَيْتُ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ الْبَلَدَ اتَّجَرْتُ فَإِنَّ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ الشَّيْءُ بِالذَّاتِ الْوُصُولُ إِلَى الْبَلَدِ وَأَمَّا الِاتِّجَارُ
[ ص: 96 ] فَأَمْرٌ مُتَرَتِّبٌ عَلَى ذَلِكَ فَيَكُونُ مِمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ الْمَشْيُ بِالْوَاسِطَةِ وَالتَّضْعِيفُ فِي (يُسَيِّرُ) لِلتَّعْدِيَةِ تَقُولُ: سَارَ الرَّجُلُ وَسَيَّرْتُهُ وَقَالَ
الْفَارِسِيُّ: إِنَّ سَارَ مُتَعَدٍّ كَسَيَّرَ لِأَنَّ
الْعَرَبَ تَقُولُ: سِرْتُ الرَّجُلَ وَسَيَّرْتُهُ بِمَعْنًى وَمِنْهُ قَوْلُ
الْهُذَلِيِّ: فَلَا تَجْزَعِي مِنْ سَنَةٍ أَنْتِ سُرَّتُهَا فَأَوَّلُ رَاضٍ سَنَةٌ مِنْ يَسِيرِهَا
وَقَالَ فِي الصِّحَاحِ: سَارَتِ الدَّابَّةُ وَسَارَهَا صَاحِبُهَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَأَنْشَدَ لَهُ هَذَا الْبَيْتَ وَأَوَّلَهُ النَّحْوِيُّونَ حَيْثُ لَمْ يَرْتَضُوا ذَلِكَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22الْفُلْكِ السُّفُنِ وَمُفْرَدُهُ وَجَمْعُهُ وَاحِدٌ وَتَغَايُرُ الْحَرَكَاتِ بَيْنَهُمَا اعْتِبَارِيٌّ وَفِي الصِّحَاحِ أَنَّهُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَكَأَنَّ ذَلِكَ بِاعْتِبَارِ الْمَرْكَبِ وَالسَّفِينَةِ وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ يَقُولُ: الْفُلْكُ الَّتِي هِيَ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لِلْفُلْكِ الَّذِي هُوَ وَاحِدٌ وَلَيْسَتْ مِثْلَ الْجُنُبِ الَّذِي هُوَ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ وَالطِّفْلِ وَمَا أَشْبَهَهُمَا مِنَ الْأَسْمَاءِ لِأَنَّ فَعَلًا وَفُعْلًا يَشْتَرِكَانِ فِي الشَّيْءِ الْوَاحِدِ مِثْلَ الْعَرَبِ وَالْعُرْبِ وَالْعَجَمِ وَالْعُجْمِ وَالرَّهَبِ وَالرُّهْبِ فَحَيْثُ جَازَ أَنْ يُجْمَعَ فَعَلٌ عَلَى فُعْلٍ مِثْلَ أَسَدٍ وَأُسْدٍ لَمْ يَمْتَنِعْ أَنْ يُجْمَعَ فَعَلٌ عَلَى فَعْلٍ وَضَمِيرُ (جَرَيْنَ) لِلْفُلْكِ وَضَمِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22بِهِمْ لِمَنْ فِيهَا وَهُوَ الْتِفَاتٌ لِلْمُبَالَغَةِ فِي تَقْبِيحِ حَالِهِمْ كَأَنَّهُ أَعْرَضَ عَنْ خِطَابِهِ وَحُكِيَ لِغَيْرِهِمْ سُوءُ صَنِيعِهِمْ وَقِيلَ: لَا الْتِفَاتَ بَلْ مَعْنَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْضُكُمْ فِيهَا إِذِ الْخِطَابُ لِلْكُلِّ وَمِنْهُمُ الْمُسَيَّرُونَ فِي الْبَرِّ فَالضَّمِيرُ الْغَائِبُ عَائِدٌ إِلَى ذَلِكَ الْمُضَافِ الْمُقَدَّرِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ فَإِنَّهُ فِي تَقْدِيرِ أَوْ كَذِي ظُلُمَاتٍ يَغْشَاهُ مَوْجٌ وَالْبَاءُ الْأَوْلَى لِلتَّعْدِيَةِ وَالثَّانِيَةُ وَكَذَا الثَّالِثَةُ لِلسَّبَبِيَّةِ فَلِذَا تَعَلَّقَ الْحَرْفَانِ بِمُتَعَلِّقٍ وَاحِدٍ وَإِلَّا فَقَدَ مَنَعُوا تَعَلُّقَ حَرْفَيْنِ بِمَعْنًى بِمُتَعَلِّقٍ وَاحِدٍ وَاعْتِبَارُ تَعَلُّقِ الثَّانِي بَعْدَ تَعَلُّقِ الْأَوَّلِ بِهِ وَمُلَاحَظَتِهِ مَعَهُ يُزِيلُ اتِّحَادَ الْمُتَعَلِّقِ
وَجُوِّزَ أَنْ تَكُونَ الثَّانِيَةُ لِلْحَالِ أَيْ جَرَيْنَ بِهِمْ مُلْتَبِسَةً بِرِيحٍ فَتَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ كَمَا فِي الْبَحْرِ، وَقَدْ تَجْعَلُ الْأُولَى لِلْمُلَابَسَةِ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وَفَرِحُوا عَطْفٌ عَلَى (جَرَيْنَ) وَهُوَ عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22كُنْتُمْ وَقَدْ تُجْعَلُ حَالًا بِتَقْدِيرِ قَدْ وَضَمِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22بِهَا لِلرِّيحِ وَنَقَلَ
الطَّبَرْسِيُّ بِرُجُوعِهِ لِلْفُلْكِ وَلَا يَكَادُ يَجْرِي بِهِ الْقَلَمُ وَالْمُرَادُ بِطَيِّبَةٍ حَسْبَمَا يَقْتَضِيهِ الْمَقَامُ لَيِّنَةَ الْهُبُوبِ مُوَافِقَةَ الْمَقْصِدِ
وَظَاهِرُ الْآيَةِ عَلَى مَا نُقِلَ عَنِ
الْإِمَامِ يَقْتَضِي أَنَّ رَاكِبَ السَّفِينَةِ مُتَحَرِّكٌ بِحَرَكَتِهَا خِلَافًا لِمَنْ قَالَ: إِنَّهُ سَاكِنٌ وَلَا وَجْهَ كَمَا قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ لِهَذَا الْخِلَافِ فَإِنَّهُ سَاكِنٌ بِالذَّاتِ سَائِرٌ بِالْوَاسِطَةِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ (يَنْشُرُكُمْ) بِالنُّونِ وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَالرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ النَّشْرِ ضِدَّ الطَّيِّ أَيْ يُفَرِّقُكُمْ وَيَبُثُّكُمْ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ (يُنْشِرُكُمْ) مِنْ أَنْشَرَ بِمَعْنَى أَحْيَا وَقَرَأَ بَعْضُ الشَّامِيِّينَ (يُنَشِّرُكُمْ) بِالتَّشْدِيدِ لِلتَّكْثِيرِ مِنَ النَّشْرِ أَيْضًا وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12328أُمِّ الدَّرْدَاءِ أَنَّهَا قَرَأَتْ (فِي الْفُلْكِي) بِزِيَادَةِ يَاءَيِ النَّسَبِ وَوَجْهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمَا زَائِدَتَانِ كَمَا فِي الْخَارِجِيِّ وَالْأَحْمَرِيِّ وَلَا اخْتِصَاصَ لِذَلِكَ فِي الصِّفَاتِ لِمَجِيءِ دُودُوي وَأَنَا الصَّلَتَانِيِّ فِي قَوْلِ الصَّلَتَانِ وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ اللَّجُّ وَالْمَاءُ الْغَمْرُ الَّذِي لَا تَجْرِي الْفُلْكُ إِلَّا فِيهِ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22جَاءَتْهَا جَوَابُ إِذَا وَالضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ لِلْفُلْكِ أَوْ لِلرِّيحِ الطَّيِّبَةِ عَلَى مَعْنَى تَلَقَّتْهَا وَاسْتَوْلَتْ عَلَيْهَا مِنْ طَرَفٍ مُخَالِفٍ لَهَا فَإِنَّ الْهُبُوبَ عَلَى وَفْقِهَا لَا يُسَمَّى عَلَى مَا قِيلَ مَجِيئًا لِرِيحٍ أُخْرَى عَادَةً بَلْ هُوَ اشْتِدَادٌ لِلرِّيحِ الْأَوْلَى وَرُجِّحَ الثَّانِي بِأَنَّهُ الْأَظْهَرُ لِاسْتِلْزَامِهِ لِلْأَوَّلِ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ لِأَنَّ الْهُبُوبَ عَلَى طَرِيقَةِ الرِّيحِ اللَّيِّنَةِ يُعَدُّ مَجِيئًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْفُلْكِ دُونَ الرِّيحِ اللَّيِّنَةِ مَعَ أَنَّهُ لَا يَسْتَتْبِعُ تَلَاطُمًا لِأَمْوَاجِ الْمُوجِبِ لِمَجِيئِهَا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَلِأَنَّ التَّهْوِيلَ فِي بَيَانِ اسْتِيلَائِهَا عَلَى مَا فَرِحُوا بِهِ وَعَلَّقُوا بِهِ حِبَالَ
[ ص: 97 ] رَجَائِهِمْ أَكْثَرَ وَفِيهِ تَأَمَّلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22رِيحٌ عَاصِفٌ أَيْ ذَاتُ عَصْفٍ فَهُوَ مِنْ بَابِ النَّسَبِ كَلَابِنٍ وَتَامِرٍ وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ كَمَا صَرَّحُوا بِهِ فَلِذَا لَمْ يَقُلْ: عَاصِفَةٌ مَعَ أَنَّ الرِّيحَ مُؤَنَّثَةٌ لَا تُذَكَّرُ بِدُونِ تَأْوِيلٍ
وَقِيلَ: لَمْ يَقُلْ عَاصِفَةٌ لِأَنَّ الْعُصُوفَ مُخْتَصٌّ بِالرِّيحِ فَهُوَ كَحَائِضٍ فَلَا حَاجَةَ إِلَى الْفَارِقِ أَوْ أَنَّهُ اعْتُبِرَ التَّذْكِيرُ فِي الرِّيحِ كَمَا اعْتُبِرَ فِيهَا التَّأْنِيثُ وَالْأَوْلَى مَا قَدَّمْنَاهُ وَأَصْلُ الْعَصْفِ الْكَسْرُ وَالنَّبَاتُ الْمُتَكَسِّرُ وَالْمُرَادُ شَدِيدَةُ الْهُبُوبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ وَهُوَ مَا عَلَا وَارْتَفَعَ مِنِ اضْطِرَابِ الْمَاءِ وَقِيلَ: هُوَ اضْطِرَابُ الْبَحْرِ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمَشْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22مِنْ كُلِّ مَكَانٍ أَيْ مِنْ أَمْكِنَةِ مَجِيءِ الْمَوْجِ عَادَةً وَقَدْ يَتَّفِقُ مَجِيئُهُ مِنْ جِهَاتٍ حَسَبَ أَسْبَابٍ تَتَّفِقُ لِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ أَيْ أُهْلِكُوا كَمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فَفِي الْكَلَامِ اسْتِعَارَةٌ تَبَعِيَّةٌ وَقِيلَ: إِنَّ الْإِحَاطَةَ اسْتِعَارَةٌ لِسَدِّ مَسَالِكِ الْخَلَاصِ تَشْبِيهًا لَهُ بِإِحَاطَةِ الْعَدُوِّ بِإِنْسَانٍ ثُمَّ كُنِّيَ بِتِلْكَ الِاسْتِعَارَةِ عَنِ الْهَلَاكِ لِكَوْنِهَا مِنْ رَوَادِفِهَا وَلَوَازِمِهَا
وَقِيلَ: إِنَّ ذَلِكَ مَثَلٌ فِي الْهَلَاكِ وَالظَّنُّ عَلَى مَا يَتَبَادَرُ مِنْهُ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْيَقِينِ بِنَاءً عَلَى تَحَقُّقِ وُقُوعِهِ فِي اعْتِقَادِهِمْ أَوْ كَوْنِ الْكِنَايَةِ عَنِ الْقُرْبِ مِنَ الْهَلَاكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22دَعَوُا اللَّهَ جَعْلُهُ غَيْرَ وَاحِدٍ بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنْ ظَنُّوا لِأَنَّ دُعَاءَهُمْ مِنْ لَوَازِمِ ظَنِّهِمُ الْهَلَاكَ فَبَيْنَهُمَا مُلَابَسَةٌ تُصَحِّحُ الْبَدَلِيَّةَ وَقِيلَ: هُوَ جَوَابُ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْمَعْنَى مِنْ مَعْنَى الشَّرْطِ أَيْ لَمَّا ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ إِلَخْ
وَجَعَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ اسْتِئْنَافًا بَيَانِيًّا كَأَنَّهُ قِيلَ: فَمَاذَا كَانَ حَالُهُمْ إِذْ ذَاكَ؟ فَقِيلَ: دَعَوْا إلخ، وَرُجِّحَ الْقَوْلُ بِالْبَدَلِ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ أُدْخِلَ فِي اتِّصَالِ الْكَلَامِ وَالدَّلَالَةِ عَنْ كَوْنِهِ الْمَقْصُودَ مَعَ إِفَادَتِهِ مَا يُسْتَفَادُ مِنَ الِاسْتِئْنَافِ مَعَ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْ تَقْدِيرِ السُّؤَالِ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ تَقْدِيرَ السُّؤَالِ لَيْسَ تَقْدِيرًا حَقِيقِيًّا بَلْ أَمْرٌ اعْتِبَارِيٌّ وَفِيهِ مِنَ الْإِيجَازِ مَا فِيهِ وَلَيْسَ بِأَبْعَدَ مِمَّا تُكَلِّفَ لِلْبَدَلِيَّةِ وَيُشْعِرُ كَلَامُ بَعْضِهِمْ جَوَازَ كَوْنِهِ جَوَابَ الشَّرْطِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22جَاءَتْهَا فِي مَوْضِعِ الْحَالِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=65فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ الْآيَةَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الِاحْتِيَاجَ إِلَى الْجَوَابِ يَقْتَضِي صَرْفَ مَا يَصْلُحُ لَهُ إِلَيْهِ لَا إِلَى الْحَالِ الْفَضْلَةِ الْمُفْتَقِرَةِ إِلَى تَقْدِيرِ قَدْ مَعَ أَنَّ عَطْفَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22وَظَنُّوا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22جَاءَتْهَا يَأْبَى الْحَالِيَّةَ وَالْفَرَحَ بِالرِّيحِ الطَّيِّبَةِ لَا يَكُونُ حَالَ مَجِيءِ الْعَاصِفَةِ وَالْمَعْنَى عَلَى تَحَقُّقِ الْمَجِيءِ لَا عَلَى تَقْدِيرِهِ لِيَجْعَلَ حَالًا مُقَدَّرَةً وَلَا يَخْلُوَ عَنْ حُسْنٍ وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَا عَدَّهُ مَانِعًا مِنَ الْحَالِيَّةِ غَيْرَ مُشْتَرِكٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ كَوْنِهِ جَوَابَ (إِذَا) لِأَنَّهُ يَقْتَضِي أَنَّهُمَا فِي زَمَانٍ وَاحِدٍ كَمَا لَا يَخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ أَدْنَى مَعْرِفَةٍ بِأَسَالِيبِ الْكَلَامِ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ (دَعَوْا) وَلَهُ مُتَعَلِّقٌ بِمُخْلِصِينَ وَ (الدِّينَ) مَفْعُولُهُ أَيْ دَعَوْهُ تَعَالَى مِنْ غَيْرِ إِشْرَاكٍ لِرُجُوعِهِمْ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ إِلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي جُبِلَ عَلَيْهَا كُلُّ أَحَدٍ مِنَ التَّوْحِيدِ وَأَنَّهُ لَا مُتَصَرِّفَ إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْمَرْكُوزُ فِي طَبَائِعِ الْعَالَمِ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَمِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ فَرَّ
عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ لِأَهْلِ السَّفِينَةِ: أَخْلِصُوا فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لَا تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ : لَئِنْ لَمْ يُنْجِنِي فِي الْبَحْرِ إِلَّا الْإِخْلَاصُ مَا يُنْجِينِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَهْدًا إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ أَنْ آتِيَ
مُحَمَّدًا حَتَّى أَضَعَ يَدِي
[ ص: 98 ] فِي يَدِهِ فَلْأَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا قَالَ فَجَاءَ فَأَسْلَمَ . وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16965ابْنِ سَعْدٍ عَنْ
أَبِي مُلَيْكَةَ وَأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ لَمَّا رَكِبَ السَّفِينَةَ وَأَخَذَتْهُمُ الرِّيحُ فَجَعَلُوا يَدْعُونَ اللَّهَ تَعَالَى وَيُوَحِّدُونَهُ قَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا مَكَانٌ لَا يَنْفَعُ فِيهِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: فَهَذَا لَهُ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَدْعُونَا إِلَيْهِ فَارْجِعُوا بِنَا فَرَجَعَ وَأَسْلَمَ وَظَاهِرُ الْآيَةِ أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ تَخْصِيصَ الدُّعَاءِ فَقَطْ بِهِ سُبْحَانَهُ بَلْ تَخْصِيصُ الْعِبَادَةِ بِهِ تَعَالَى أَيْضًا لِأَنَّهُمْ بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ لَا يَكُونُونَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
وَأَيًّا مَا كَانَ فَالْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَا يَدْعُونَ غَيْرَهُ تَعَالَى فِي تِلْكَ الْحَالِ وَأَنْتَ خَبِيرٌ بِأَنَّ النَّاسَ الْيَوْمَ إِذَا اعْتَرَاهُمْ أَمْرٌ خَطِيرٌ وَخَطْبٌ جَسِيمٌ فِي بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ دَعَوْا مَنْ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ وَلَا يَرَى وَلَا يَسْمَعُ فَمِنْهُمْ مَنْ يَدْعُو
الْخَضِرَ وَإِلْيَاسَ وَمِنْهُمْ مَنْ يُنَادِي
أَبَا الْخَمِيسِ وَالْعَبَّاسَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَغِيثُ بِأَحَدِ الْأَئِمَّةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَضْرَعُ إِلَى شَيْخٍ مِنْ مَشَايِخِ الْأُمَّةِ وَلَا تَرَى فِيهِمْ أَحَدًا يَخُصُّ مَوْلَاهُ بِتَضَرُّعِهِ وَدُعَاهُ وَلَا يَكَادُ يَمُرُّ لَهُ بِبَالِهِ أَنَّهُ لَوْ دَعَا اللَّهَ تَعَالَى وَحْدَهُ يَنْجُو مِنْ هَاتِيكَ الْأَهْوَالِ فَبِاللَّهِ تَعَالَى عَلَيْكَ قُلْ لِي أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ أَهْدَى سَبِيلًا وَأَيُّ الدَّاعِيَيْنِ أَقْوَمُ قِيلًا؟ وَإِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْمُشْتَكَى مِنْ زَمَانٍ عَصَفَتْ فِيهِ رِيحُ الْجَهَالَةِ وَتَلَاطَمَتْ أَمْوَاجُ الصَّلَّالَةِ وَخُرِقَتْ سَفِينَةُ الشَّرِيعَةِ وَاتُّخِذَتِ الِاسْتِغَاثَةُ بِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى لِلنَّجَاةِ ذَرِيعَةً وَتَعَذَّرَ عَلَى الْعَارِفِينَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَحَالَتْ دُونَ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ صُنُوفُ الْحُتُوفِ هَذَا وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ 22 فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِقَوْلٍ مُقَدَّرٍ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَهُوَ حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ السَّابِقِ وَمَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ إِجْرَاءُ الدُّعَاءِ مَجْرَى الْقَوْلِ لِأَنَّهُ مِنْ أَنْوَاعِهِ وَجَعْلُ الْجُمْلَةِ مَحْكِيَّةً بِهِ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْأَوْلَى هُنَا وَاللَّامُ مُوَطِّئَةٌ لِقَسَمٍ مُقَدَّرٍ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22لَنَكُونَنَّ جَوَابُهُ
وَالْمُشَارُ إِلَيْهِ بِهَذِهِ الْحَالِ الَّتِي هُمْ فِيهَا أَيْ وَاللَّهِ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِمَّا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ لَنَكُونَنَّ الْبَتَّةَ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدًا شَاكِرِينَ لِنِعَمِكَ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا هَذِهِ النِّعْمَةِ الْمَسْؤُولَةِ، وَالْعُدُولُ عَنْ لَنَشْكُرَنَّ إِلَى مَا فِي النَّظْمِ الْجَلِيلِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الثُّبُوتِ فِي الشُّكْرِ وَالْمُثَابَرَةِ عَلَيْهِ