nindex.php?page=treesubj&link=30175_30532_30614_34202_34513_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20ويقولون حكاية لجناية أخرى لهم وفي الكشاف تفسير المضارع بالماضي أي وقالوا وجعل ذلك إشارة إلى أن العطف ليس على
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18ويقولون هؤلاء شفعاؤنا كما يقتضيه ظاهر اللفظ وإنما هو على قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا وما بينهما اعتراض وأوثر المضارع على الماضي ليؤذن باستمرار هذه المقالة وأنها من دأبهم وعادتهم مع ما في ذلك من استحضار صورتها الشنيعة
وجوز العطف على (يعبدون) وهو الذي اقتصر عليه بعض المحققين وأبقى بعضهم الفعل على ظاهره وله وجه والقائل كفار
مكة nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20لولا أنزل عليه آية من ربه أرادوا آية من الآيات التي اقترحوها كآية
موسى وعيسى عليهما السلام ومعنى إنزالها عليه إظهار الله تعالى لها على يده صلى الله تعالى عليه وسلم وطلبوا ذلك تعنتا وعنادا وإلا فقد أتى صلى الله تعالى عليه وسلم بآيات ظاهرة ومعجزات باهرة تعلو على جميع الآيات وتفوق سائر المعجزات لا سيما القرآن العظيم الباقي إعجازه على وجه الدهر إلى يوم القيامة ولعمري لو أنصفوا لاستغنوا عن كل آية غيره عليه الصلاة والسلام فإنه الآية الكبرى ومن رآه وسبر أحواله لم يكد يشك في أنه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20فقل لهم في الجواب
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين 20 وهو جواب على ما قرره
الطيبي على الأسلوب الحكيم فإنهم حين طلبوا ما طلبوا مع وجود الآيات المتكاثرة دل على أن سؤالهم للتعنت كما علمت آنفا فأجيبوا بما أجيبوا ليؤذن بأن سؤالهم سؤال المقترحين يستحقون به نقمة الله تعالى وحلول عقابه ويعني أنه لا بد أن يستأصل شأفتكم لكن لا أعلم متى يكون وأنتم كذلك لأن ذلك من الغيب وهو مختص به تعالى لا يعلمه أحد غيره جل شأنه وإذا كان كذلك فانتظروا ما يوجبه اقتراحكم إني معكم من المنتظرين إياه وقيل: إن المراد أنه تعالى هو المختص بعلم الغيب والصارف عن إنزال الآيات المقترحة أمر مغيب فلا يعلمه إلا هو واعترض عليه بأنه معين وهو عنادهم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون .
[ ص: 93 ] وأجيب بأنا لا نسلم أن عنادهم هو الصارف وقد يجاب المعاند والآية وإن دلت على بقائهم على العناد وإن جاءت لم تدل على أن العناد هو الصارف
واختار بعض المحققين أن ما اقترحتموه وزعمتم أنه من لوازم النبوة وعلقتم إيمانكم بنزوله من الغيوب المختصة به سبحانه لا وقوف لي عليه فانتظروا نزوله إني معكم من المنتظرين لما يفعل الله تعالى بكم لاجترائكم على مثل هذه العظيمة من جحود الآيات واقتراح غيرها واعترض على ما قيل بأنه يأباه ترتيب الأمر بالانتظار على اختصاص الغيب به تعالى والذي يخطر بالبال أن سؤال القوم قاتلهم الله تعالى متضمن لدعوى أن الصلاح في إنزال آية مما اقترحوا حيث لم يعتبروا ما نزل ولم يلتفتوا إليه فكأنهم قالوا: لا صلاح في نزول ما نزل وإنما الصلاح في إنزال آية مما نقترح فلولا نزلت وفي ذلك دعوى الغيب بلا ريب فأجيبوا بأن الغيب مختص بالله فهو الذي يعلم ما به الصلاح لا أنتم ولا غيركم ثم قال سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20فانتظروا إلخ على معنى وإذا كان علم الغيب مختصا بالله تعالى وقد ادعيتم من ذلك ما ادعيتم وطعنتم فيما طعنتم فانتظروا نزول العذاب بكم إني معكم من المنتظرين إياه ولا يرد على هذا ما أورد على غيره ولا ما عسى أن يورد أيضا فتأمل
nindex.php?page=treesubj&link=30175_30532_30614_34202_34513_28981nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20وَيَقُولُونَ حِكَايَةً لِجِنَايَةٍ أُخْرَى لَهُمْ وَفِي الْكَشَّافِ تَفْسِيرُ الْمُضَارِعِ بِالْمَاضِي أَيْ وَقَالُوا وَجَعَلَ ذَلِكَ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْعَطْفَ لَيْسَ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا كَمَا يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُ اللَّفْظِ وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ وَأَوْثَرَ الْمُضَارِعَ عَلَى الْمَاضِي لِيُؤْذَنَ بِاسْتِمْرَارِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ وَأَنَّهَا مِنْ دَأْبِهِمْ وَعَادَتِهِمْ مَعَ مَا فِي ذَلِكَ مِنِ اسْتِحْضَارِ صُورَتِهَا الشَّنِيعَةِ
وَجُوِّزَ الْعَطْفُ عَلَى (يَعْبُدُونَ) وَهُوَ الَّذِي اقْتَصَرَ عَلَيْهِ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ وَأَبْقَى بَعْضُهُمُ الْفِعْلَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَلَهُ وَجْهٌ وَالْقَائِلُ كَفَّارُ
مَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ أَرَادُوا آيَةً مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي اقْتَرَحُوهَا كَآيَةِ
مُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَمَعْنَى إِنْزَالِهَا عَلَيْهِ إِظْهَارُ اللَّهِ تَعَالَى لَهَا عَلَى يَدِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلَبُوا ذَلِكَ تَعَنُّتًا وَعِنَادًا وَإِلَّا فَقَدْ أَتَى صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِآيَاتٍ ظَاهِرَةٍ وَمُعْجِزَاتٍ بَاهِرَةٍ تَعْلُو عَلَى جَمِيعِ الْآيَاتِ وَتَفُوقُ سَائِرَ الْمُعْجِزَاتِ لَا سِيَّمَا الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ الْبَاقِيَ إِعْجَازُهُ عَلَى وَجْهِ الدَّهْرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَعَمْرِي لَوْ أَنْصَفُوا لَاسْتَغْنَوْا عَنْ كُلِّ آيَةٍ غَيْرِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَإِنَّهُ الْآيَةُ الْكُبْرَى وَمَنْ رَآهُ وَسَبَرَ أَحْوَالَهُ لَمْ يَكَدْ يَشُكُّ فِي أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20فَقُلْ لَهُمْ فِي الْجَوَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ 20 وَهُوَ جَوَابٌ عَلَى مَا قَرَّرَهُ
الطِّيبِيُّ عَلَى الْأُسْلُوبِ الْحَكِيمِ فَإِنَّهُمْ حِينَ طَلَبُوا مَا طَلَبُوا مَعَ وُجُودِ الْآيَاتِ الْمُتَكَاثِرَةِ دَلَّ عَلَى أَنَّ سُؤَالَهُمْ لِلتَّعَنُّتِ كَمَا عَلِمْتَ آنِفًا فَأَجِيبُوا بِمَا أُجِيبُوا لِيُؤْذَنَ بِأَنَّ سُؤَالَهُمْ سُؤَالُ الْمُقْتَرِحِينَ يَسْتَحِقُّونَ بِهِ نِقْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى وَحُلُولَ عِقَابِهِ وَيَعْنِي أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَسْتَأْصِلَ شَأْفَتَكُمْ لَكِنْ لَا أَعْلَمُ مَتَى يَكُونُ وَأَنْتُمْ كَذَلِكَ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنَ الْغَيْبِ وَهُوَ مُخْتَصٌّ بِهِ تَعَالَى لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ جَلَّ شَأْنُهُ وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَانْتَظِرُوا مَا يُوجِبُهُ اقْتِرَاحُكُمْ إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ إِيَّاهُ وَقِيلَ: إِنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الْمُخْتَصُّ بِعِلْمِ الْغَيْبِ وَالصَّارِفُ عَنْ إِنْزَالِ الْآيَاتِ الْمُقْتَرَحَةِ أَمْرٌ مَغِيبٌ فَلَا يَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ وَاعْتُرِضَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ مُعَيَّنٌ وَهُوَ عِنَادُهُمْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=109وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ .
[ ص: 93 ] وَأُجِيبُ بِأَنَّا لَا نُسَلِّمُ أَنَّ عِنَادَهُمْ هُوَ الصَّارِفُ وَقَدْ يُجَابُ الْمُعَانِدُ وَالْآيَةُ وَإِنْ دَلَّتْ عَلَى بَقَائِهِمْ عَلَى الْعِنَادِ وَإِنْ جَاءَتْ لَمْ تَدُلَّ عَلَى أَنَّ الْعِنَادَ هُوَ الصَّارِفُ
وَاخْتَارَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ أَنَّ مَا اقْتَرَحْتُمُوهُ وَزَعَمْتُمْ أَنَّهُ مِنْ لَوَازِمِ النُّبُوَّةِ وَعَلَّقْتُمْ إِيمَانَكُمْ بِنُزُولِهِ مِنَ الْغُيُوبِ الْمُخْتَصَّةِ بِهِ سُبْحَانَهُ لَا وُقُوفَ لِي عَلَيْهِ فَانْتَظِرُوا نُزُولَهُ إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ لِمَا يَفْعَلُ اللَّهُ تَعَالَى بِكُمْ لِاجْتِرَائِكُمْ عَلَى مَثَلِ هَذِهِ الْعَظِيمَةِ مِنْ جُحُودِ الْآيَاتِ وَاقْتِرَاحِ غَيْرِهَا وَاعْتُرِضَ عَلَى مَا قِيلَ بِأَنَّهُ يَأْبَاهُ تَرْتِيبُ الْأَمْرِ بِالِانْتِظَارِ عَلَى اخْتِصَاصِ الْغَيْبِ بِهِ تَعَالَى وَالَّذِي يَخْطِرُ بِالْبَالِ أَنَّ سُؤَالَ الْقَوْمِ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مُتَضَمِّنٌ لِدَعْوَى أَنَّ الصَّلَاحَ فِي إِنْزَالِ آيَةٍ مِمَّا اقْتَرَحُوا حَيْثُ لَمْ يَعْتَبِرُوا مَا نَزَلَ وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ فَكَأَنَّهُمْ قَالُوا: لَا صَلَاحَ فِي نُزُولِ مَا نَزَلْ وَإِنَّمَا الصَّلَاحُ فِي إِنْزَالِ آيَةٍ مِمَّا نَقْتَرِحُ فَلَوْلَا نَزَلَتْ وَفِي ذَلِكَ دَعْوَى الْغَيْبِ بِلَا رَيْبٍ فَأَجِيبُوا بِأَنَّ الْغَيْبَ مُخْتَصٌّ بِاللَّهِ فَهُوَ الَّذِي يَعْلَمُ مَا بِهِ الصَّلَاحُ لَا أَنْتُمْ وَلَا غَيْرُكُمْ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=20فَانْتَظِرُوا إِلَخْ عَلَى مَعْنَى وَإِذَا كَانَ عِلْمُ الْغَيْبِ مُخْتَصًّا بِاللَّهِ تَعَالَى وَقَدِ ادَّعَيْتُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا ادَّعَيْتُمْ وَطَعَنْتُمْ فِيمَا طَعَنْتُمْ فَانْتَظِرُوا نُزُولَ الْعَذَابِ بِكُمْ إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظَرِينَ إِيَّاهُ وَلَا يُرَدُّ عَلَى هَذَا مَا أَوْرَدَ عَلَى غَيْرِهِ وَلَا مَا عَسَى أَنْ يُورِدَ أَيْضًا فَتَأَمَّلْ