nindex.php?page=treesubj&link=19703_23465_28723_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104ألم يعلموا الضمير إما للمتوب عليهم والمراد تمكين قبول توبتهم في قلوبهم والاعتداد بصدقاتهم وإما لغيرهم والمراد التحضيض على التوبة والصدقة والترغيب فيهما
وقرئ (تعلموا) بالتاء وهو على الأول التفات وعلى الثاني بتقدير قل وجوز أن يكون الضمير للتائبين وغيرهم على أن يكون المقصود التمكين والتحضيض لا غير، واختار بعضهم كونه للغير لا غير لما روي أنه لما نزلت توبة هؤلاء التائبين قال الذين لم يتوبوا من المخلفين هؤلاء كانوا معنا بالأمس لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم اليوم فنزلت ويشعر صنيع الجمهور باختيار الأول وهو الذي يقتضيه سياق الآية، والخبر لم نقف على سند له يعول عليه أي ألم يعلم هؤلاء التائبون
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104أن الله هو يقبل التوبة الصحيحة الخالصة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104عن عباده المخلصين فيها، وتعدية القبول بعن لتضمنه معنى التجاوز والعفو أي يقبل ذلك متجاوزا عن ذنوبهم التي تابوا عنها، وقيل: عن بمعنى من والضمير إما للتأكيد أوله مع التخصيص بمعنى أن الله سبحانه يقبل التوبة لا غيره أي أنه تعالى يفعل ذلك البتة لما قرر أن ضمير الفصل يفيد ذلك والخبر المضارع من مواقعه، وجعل بعضهم التخصيص بالنسبة إلى الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم أي أنه جل وعلا يقبل التوبة لا رسوله عليه الصلاة والسلام لأن كثرة رجوعهم إليه مظنة لتوهم ذلك والمراد بالعباد إما أولئك التائبون ووضع الظاهر موضع الضمير للإشعار بعلية ما يشير إليه القبول وإما كافة العباد وهم داخلون في ذلك دخولا أوليا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104ويأخذ الصدقات أي يقبلها قبول من يأخذ شيئا ليؤدي بدله فالأخذ هنا استعارة للقبول وجوز أن يكون إسناد الأخذ إلى الله تعالى مجازا مرسلا وقيل: نسبة الأخذ إلى الرسول في قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خذ ثم نسبته إلى ذاته تعالى إشارة إلى أن أخذ الرسول عليه الصلاة والسلام قائم مقام أخذ الله تعالى تعظيما لشأن نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله فهو على حقيقته وهو معنى حسن إلا أن في دعوى الحقيقة ما لا يخفى، والمختار عندي أن المراد بأخذ الصدقات الاعتناء بأمرها ووقوعها عنده سبحانه موقعا حسنا، وفي التعبير به ما لا يخفى من الترغيب . وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=690552أن الله تعالى يقبل الصدقة إذا كانت من طيب ويأخذها بيمينه وإن الرجل ليتصدق بمثل اللقمة فيربيها له كما يربي أحدكم فصيله أو مهره فتربو في كف الله تعالى حتى تكون مثل أحد . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في الأفراد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم:
تصدقوا فإن أحدكم يعطي اللقمة أو الشيء فيقع في يد الله عز وجل قبل أن يقع في يد السائل ثم تلا هذه الآية . وفي بعض الروايات ما يدل على أنه ليس هناك أخذ حقيقة فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=689900والذي نفسي بيده ما من عبد يتصدق بصدقة طيبة من كسب طيب ولا يقبل الله تعالى إلا طيبا ولا يصعد إلى السماء إلا طيب فيضعها في حق إلا كانت كأنما يضعها في يد الرحمن فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى إن اللقمة أو التمرة لتأتي يوم القيامة مثل الجبل العظيم
وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى: ألم يعلموا أن الله يقبل التوبة الآية . و (أل) في الصدقات يحتمل أن تكون عوضا عن المضاف إليه أي صدقاتهم وأن تكون للجنس أي جنس الصدقات المندرج فيه صدقاتهم اندراجا أوليا وهو الذي يقتضيه ظاهر الإخبار
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104وأن الله هو التواب الرحيم 104 تأكيد لما عطف عليه وزيادة
[ ص: 16 ] تقرير لما يقرره مع زيادة معنى ليس فيه أي ألم يعلموا أنه سبحانه المختص المستأثر ببلوغ الغاية القصوى من قبول التوبة والرحمة وذلك شأن من شئونه وعادة من عوائده المستمرة، وقيل غير ذلك، والجملتان في حيز النصب بيعلموا يسد كل واحدة منهما مسد مفعوليه
nindex.php?page=treesubj&link=19703_23465_28723_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104أَلَمْ يَعْلَمُوا الضَّمِيرُ إِمَّا لِلْمَتُوبِ عَلَيْهِمْ وَالْمُرَادُ تَمْكِينُ قَبُولِ تَوْبَتِهِمْ فِي قُلُوبِهِمْ وَالِاعْتِدَادُ بِصَدَقَاتِهِمْ وَإِمَّا لِغَيْرِهِمْ وَالْمُرَادُ التَّحْضِيضُ عَلَى التَّوْبَةِ وَالصَّدَقَةِ وَالتَّرْغِيبُ فِيهِمَا
وَقُرِئَ (تَعْلَمُوا) بِالتَّاءِ وَهُوَ عَلَى الْأَوَّلِ الْتِفَاتٌ وَعَلَى الثَّانِي بِتَقْدِيرِ قُلْ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِلتَّائِبِينَ وَغَيْرِهِمْ عَلَى أَنْ يَكُونَ الْمَقْصُودُ التَّمْكِينَ وَالتَّحْضِيضَ لَا غَيْرُ، وَاخْتَارَ بَعْضُهُمْ كَوْنَهُ لِلْغَيْرِ لَا غَيْرُ لِمَا رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ تَوْبَةُ هَؤُلَاءِ التَّائِبِينَ قَالَ الَّذِينَ لَمْ يَتُوبُوا مِنَ الْمُخَلَّفِينَ هَؤُلَاءِ كَانُوا مَعَنَا بِالْأَمْسِ لَا يُكَلَّمُونَ وَلَا يُجَالَسُونَ فَمَا لَهُمُ الْيَوْمَ فَنَزَلَتْ وَيُشْعِرُ صَنِيعُ الْجُمْهُورِ بِاخْتِيَارِ الْأَوَّلِ وَهُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ سِيَاقُ الْآيَةِ، وَالْخَبَرُ لَمْ نَقِفْ عَلَى سَنَدٍ لَهُ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ أَيْ أَلَمْ يَعْلَمْ هَؤُلَاءِ التَّائِبُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ الصَّحِيحَةَ الْخَالِصَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104عَنْ عِبَادِهِ الْمُخْلِصِينَ فِيهَا، وَتَعْدِيَةُ الْقَبُولِ بِعَنْ لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى التَّجَاوُزِ وَالْعَفْوِ أَيْ يَقْبَلُ ذَلِكَ مُتَجَاوِزًا عَنْ ذُنُوبِهِمُ الَّتِي تَابُوا عَنْهَا، وَقِيلَ: عَنْ بِمَعْنَى مِنْ وَالضَّمِيرُ إِمَّا لِلتَّأْكِيدِ أَوَّلُهُ مَعَ التَّخْصِيصِ بِمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ لَا غَيْرُهُ أَيْ أَنَّهُ تَعَالَى يَفْعَلُ ذَلِكَ الْبَتَّةَ لَمَّا قَرَّرَ أَنَّ ضَمِيرَ الْفَصْلِ يُفِيدُ ذَلِكَ وَالْخَبَرُ الْمُضَارِعُ مِنْ مَوَاقِعِهِ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمُ التَّخْصِيصَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ أَنَّهُ جَلَّ وَعَلَا يَقْبَلُ التَّوْبَةَ لَا رَسُولُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِأَنَّ كَثْرَةَ رُجُوعِهِمْ إِلَيْهِ مَظِنَّةٌ لِتَوَهُّمِ ذَلِكَ وَالْمُرَادُ بِالْعِبَادِ إِمَّا أُولَئِكَ التَّائِبُونَ وَوَضْعُ الظَّاهِرِ مَوْضِعَ الضَّمِيرِ لِلْإِشْعَارِ بِعِلِّيَّةٍ مَا يُشِيرُ إِلَيْهِ الْقَبُولُ وَإِمَّا كَافَّةُ الْعِبَادِ وَهُمْ دَاخِلُونَ فِي ذَلِكَ دُخُولًا أَوَّلِيًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ أَيْ يَقْبَلُهَا قَبُولَ مَنْ يَأْخُذُ شَيْئًا لِيُؤَدِّيَ بَدَلَهُ فَالْأَخْذُ هُنَا اسْتِعَارَةٌ لِلْقَبُولِ وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ إِسْنَادُ الْأَخْذِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَجَازًا مُرْسَلًا وَقِيلَ: نِسْبَةُ الْأَخْذِ إِلَى الرَّسُولِ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خُذْ ثُمَّ نِسْبَتُهُ إِلَى ذَاتِهِ تَعَالَى إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ أَخْذَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَائِمٌ مَقَامَ أَخْذِ اللَّهِ تَعَالَى تَعْظِيمًا لِشَأْنِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ فَهُوَ عَلَى حَقِيقَتِهِ وَهُوَ مَعْنًى حَسَنٌ إِلَّا أَنَّ فِي دَعْوَى الْحَقِيقَةِ مَا لَا يَخْفَى، وَالْمُخْتَارُ عِنْدِي أَنَّ الْمُرَادَ بِأَخْذِ الصَّدَقَاتِ الِاعْتِنَاءُ بِأَمْرِهَا وَوُقُوعُهَا عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ مَوْقِعًا حَسَنًا، وَفِي التَّعْبِيرِ بِهِ مَا لَا يَخْفَى مِنَ التَّرْغِيبِ . وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16360عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=690552أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ إِذَا كَانَتْ مِنْ طَيِّبٍ وَيَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِمِثْلِ اللُّقْمَةِ فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَصِيلَهُ أَوْ مُهْرَهُ فَتَرْبُو فِي كَفِّ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
تَصَدَّقُوا فَإِنَّ أَحَدَكُمْ يُعْطِي اللُّقْمَةَ أَوِ الشَّيْءَ فَيَقَعُ فِي يَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ . وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ أَخْذٌ حَقِيقَةً فَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=689900وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ عَبْدٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ طَيِّبَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا طَيِّبًا وَلَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا طَيِّبٌ فَيَضَعُهَا فِي حَقٍّ إِلَّا كَانَتْ كَأَنَّمَا يَضَعُهَا فِي يَدِ الرَّحْمَنِ فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ حَتَّى إِنَّ اللُّقْمَةَ أَوِ التَّمْرَةَ لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ
وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ الْآيَةَ . وَ (أَلْ) فِي الصَّدَقَاتِ يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ عِوَضًا عَنِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ أَيْ صَدَقَاتِهِمْ وَأَنْ تَكُونَ لِلْجِنْسِ أَيْ جِنْسِ الصَّدَقَاتِ الْمُنْدَرِجِ فِيهِ صَدَقَاتُهُمُ انْدِرَاجًا أَوَّلِيًّا وَهُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُ الْإِخْبَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 104 تَأْكِيدٌ لِمَا عُطِفَ عَلَيْهِ وَزِيَادَةُ
[ ص: 16 ] تَقْرِيرٍ لِمَا يُقَرِّرُهُ مَعَ زِيَادَةِ مَعْنًى لَيْسَ فِيهِ أَيْ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ الْمُخْتَصُّ الْمُسْتَأْثِرُ بِبُلُوغِ الْغَايَةِ الْقُصْوَى مِنْ قَبُولِ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ وَذَلِكَ شَأْنٌ مِنْ شُئُونِهِ وَعَادَةٌ مِنْ عَوَائِدِهِ الْمُسْتَمِرَّةِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَالْجُمْلَتَانِ فِي حَيِّزِ النَّصْبِ بِيَعْلَمُوا يَسُدُّ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَسَدَّ مَفْعُولَيْهِ