وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=19731_30554_34131_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ألهم أرجل يمشون بها إلخ تبكيت أثر مؤكد لما يفيده الأمر التعجيزي من عدم الاستجابة ببيان فقدان آلاتها بالكلية، وقيل: إنه على الاحتمال الأول في المماثلة كر على المثلية بالنقض لأنهم أدون منهم، وعبادة الشخص من هو مثله لا تليق فكيف من هو دونه، وعلى الاحتمال الثاني فيها عود على الفرض المبني عليه المثلية بالإبطال، وعلى قراءة التخفيف وإرادة النفي تقرير لنفي المماثلة بإثبات القصور والنقصان، ووجه الإنكار إلى كل واحد من تلك الآلات الأربع على حدة تكريرا للتبكيت وتثنية للتقريع وإشعارا بأن انتقاء كل واحدة منها بحيالها كاف في الدلالة على استحالة الاستجابة وليس المراد أن من لم يكن له هذه لا يستحق الألوهية وإنما يستحقها من كانت له ليلزم إما نفي استحقاق الله تبارك وتعالى لها أو إثبات ذلك له كما ذهب إليه بعض المجسمة واستبدل بالآية عليه بل مجرد إثبات العجز، ومن ذلك يعلم نفي الاستحقاق. ووصفه الأرجل بالمشي بها للإيذان بأن مدار الإنكار هو الوصف وإنما وجه إلى الأرجل لا إلى الوصف بأن يقال: أيمشون بأرجلهم لتحقيق أنها حيث لم يظهر منها ما يظهر من سائر الأرجل فهي ليست بأرجل في الحقيقة، وكذا
[ ص: 145 ] الكلام فيما بعد من الجوارح الثلاثة الباقية، وكلمة (أم) في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أم لهم أيد يبطشون بها منقطعة وما فيها من الهمزة لما مر من التبكيت، وبل للإضراب المفيد للانتقال من فن منه بعد تمامه إلى آخر منه مما تقدم، والبطش الأخذ بقوة.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر: (يبطشون) بضم الطاء وهو لغة فيه، والمعنى: بل ألهم أيد يأخذون بها ما يريدون أو يدفعون بها عنكم، وتأخير هذا عما قبله كما قال
شيخ الإسلام لما أن المشي حالهم في أنفسهم والبطش حالهم بالنسبة إلى الغير، وأما تقديم ذلك على قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها مع أن الكل سواء في أنها من أحوالهم بالنسبة إلى الغير فلمراعاة المقابلة بين الأيدي والأرجل، ولأن انتفاء المشي والبطش أظهر والتبكيت به أقوى، وأما تقديم الأعين على الآذان فلأنها أشهر منها وأظهر عينا وأثرا، وكون الإبصار بالعين والسماع بالأذن جار على الظاهر المتعارف، واستدل بالآية من قال: إن الله تعالى أودع في بعض الأشياء قوة بها تؤثر إذا أذن الله تعالى لها خلافا لمن قال: إن التأثير عندها لا بها. وزعم أن ذلك القول قريب إلى الكفر وليس كما زعم بل هو الحق الحقيق بالقبول.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195قل ادعوا شركاءكم أمر له صلى الله تعالى عليه وسلم بأن يناصبهم المحاجة ويكرر عليهم التبكيت بعد أن بين شركاءهم لا يقدرون على شيء أصلا، أي ادعوا شركاءكم واستعينوا بهم علي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ثم كيدون جميعا أنتم وشركاؤكم وبالغوا في ترتيب ما تقدرون عليه من المكر والكيد.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195فلا تنظرون فلا تمهلوني ساعة بعد ترتيب مقدمات الكيد فإني لا أبالي بكم أصلا، وياء المتكلم في الفعلين مما لم يثبتوها خطا، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو وبإثبات ياء كيدون وصلا وحذفها وقفا،
وهشام بإثباتها في الحالين، والباقون بحذفها فيهما. وفي
هود: nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55فكيدوني جميعا بإثبات الياء مطلقا عند الجميع، وأما ياء
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195فلا تنظرون فقد قال
الأجهوري: إنهم حذفوها لا غير.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=19731_30554_34131_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا إِلَخْ تَبْكِيتٌ أَثَرَ مُؤَكِّدٍ لِمَا يُفِيدُهُ الْأَمْرُ التَّعْجِيزِيُّ مِنْ عَدَمِ الِاسْتِجَابَةِ بِبَيَانِ فِقْدَانِ آلَاتِهَا بِالْكُلِّيَّةِ، وَقِيلَ: إِنَّهُ عَلَى الِاحْتِمَالِ الْأَوَّلِ فِي الْمُمَاثَلَةِ كَرٌّ عَلَى الْمِثْلِيَّةِ بِالنَّقْضِ لِأَنَّهُمْ أَدْوَنُ مِنْهُمْ، وَعِبَادَةُ الشَّخْصِ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ لَا تَلِيقُ فَكَيْفَ مَنْ هُوَ دُونَهُ، وَعَلَى الِاحْتِمَالِ الثَّانِي فِيهَا عَوْدٌ عَلَى الْفَرْضِ الْمَبْنِيِّ عَلَيْهِ الْمِثْلِيَّةُ بِالْإِبْطَالِ، وَعَلَى قِرَاءَةِ التَّخْفِيفِ وَإِرَادَةِ النَّفْيِ تَقْرِيرٌ لِنَفْيِ الْمُمَاثَلَةِ بِإِثْبَاتِ الْقُصُورِ وَالنُّقْصَانِ، وَوُجِّهَ الْإِنْكَارُ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ تِلْكَ الْآلَاتِ الْأَرْبَعِ عَلَى حِدَةٍ تَكْرِيرًا لِلتَّبْكِيتِ وَتَثْنِيَةً لِلتَّقْرِيعِ وَإِشْعَارًا بِأَنَّ انْتِقَاءَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا بِحِيَالِهَا كَافٍ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى اسْتِحَالَةِ الِاسْتِجَابَةِ وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ هَذِهِ لَا يَسْتَحِقُّ الْأُلُوهِيَّةَ وَإِنَّمَا يَسْتَحِقُّهَا مَنْ كَانَتْ لَهُ لِيَلْزَمَ إِمَّا نَفْيُ اسْتِحْقَاقِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهَا أَوْ إِثْبَاتُ ذَلِكَ لَهُ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْمُجَسِّمَةِ وَاسْتَبْدَلَ بِالْآيَةِ عَلَيْهِ بَلْ مُجَرَّدُ إِثْبَاتِ الْعَجْزِ، وَمِنْ ذَلِكَ يُعْلَمُ نَفْيُ الِاسْتِحْقَاقِ. وَوَصْفُهُ الْأَرْجُلَ بِالْمَشْيِ بِهَا لِلْإِيذَانِ بِأَنَّ مَدَارَ الْإِنْكَارِ هُوَ الْوَصْفُ وَإِنَّمَا وُجِّهَ إِلَى الْأَرْجُلِ لَا إِلَى الْوَصْفِ بِأَنْ يُقَالَ: أَيَمْشُونَ بِأَرْجُلِهِمْ لِتَحْقِيقِ أَنَّهَا حَيْثُ لَمْ يَظْهَرْ مِنْهَا مَا يَظْهَرُ مِنْ سَائِرِ الْأَرْجُلِ فَهِيَ لَيْسَتْ بِأَرْجُلٍ فِي الْحَقِيقَةِ، وَكَذَا
[ ص: 145 ] الْكَلَامُ فِيمَا بَعْدُ مِنَ الْجَوَارِحِ الثَّلَاثَةِ الْبَاقِيَةِ، وَكَلِمَةُ (أَمْ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا مُنْقَطِعَةٌ وَمَا فِيهَا مِنَ الْهَمْزَةِ لِمَا مَرَّ مِنَ التَّبْكِيتِ، وَبَلْ لِلْإِضْرَابِ الْمُفِيدِ لِلِانْتِقَالِ مِنْ فَنٍّ مِنْهُ بَعْدَ تَمَامِهِ إِلَى آخَرَ مِنْهُ مِمَّا تَقَدَّمَ، وَالْبَطْشُ الْأَخْذُ بِقُوَّةٍ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ: (يَبْطُشُونَ) بِضَمِّ الطَّاءِ وَهُوَ لُغَةٌ فِيهِ، وَالْمَعْنَى: بَلْ أَلَهُمْ أَيْدٍ يَأْخُذُونَ بِهَا مَا يُرِيدُونَ أَوْ يَدْفَعُونَ بِهَا عَنْكُمْ، وَتَأْخِيرُ هَذَا عَمَّا قَبْلَهُ كَمَا قَالَ
شَيْخُ الْإِسْلَامِ لِمَا أَنَّ الْمَشْيَ حَالُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَالْبَطْشَ حَالُهُمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْغَيْرِ، وَأَمَّا تَقْدِيمُ ذَلِكَ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا مَعَ أَنَّ الْكُلَّ سَوَاءٌ فِي أَنَّهَا مِنْ أَحْوَالِهِمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْغَيْرِ فَلِمُرَاعَاةِ الْمُقَابَلَةِ بَيْنَ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلِ، وَلِأَنَّ انْتِفَاءَ الْمَشْيِ وَالْبَطْشِ أَظْهَرُ وَالتَّبْكِيتَ بِهِ أَقْوَى، وَأَمَّا تَقْدِيمُ الْأَعْيُنِ عَلَى الْآذَانِ فَلِأَنَّهَا أَشْهَرُ مِنْهَا وَأَظْهَرُ عَيْنًا وَأَثَرًا، وَكَوْنُ الْإِبْصَارِ بِالْعَيْنِ وَالسَّمَاعِ بِالْأُذُنِ جَارٍ عَلَى الظَّاهِرِ الْمُتَعَارَفِ، وَاسْتَدَلَّ بِالْآيَةِ مَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْدَعَ فِي بَعْضِ الْأَشْيَاءِ قُوَّةً بِهَا تُؤَثِّرُ إِذَا أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا خِلَافًا لِمَنْ قَالَ: إِنَّ التَّأْثِيرَ عِنْدَهَا لَا بِهَا. وَزَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ الْقَوْلَ قَرِيبٌ إِلَى الْكُفْرِ وَلَيْسَ كَمَا زُعِمَ بَلْ هُوَ الْحَقُّ الْحَقِيقُ بِالْقَبُولِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ أَمْرٌ لَهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يُنَاصِبَهُمُ الْمَحَاجَّةَ وَيُكَرِّرَ عَلَيْهِمُ التَّبْكِيتَ بَعْدَ أَنْ بَيَّنَ شُرَكَاءَهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ أَصْلًا، أَيِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ وَاسْتَعِينُوا بِهِمْ عَلَيَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ثُمَّ كِيدُونِ جَمِيعًا أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ وَبَالِغُوا فِي تَرْتِيبِ مَا تَقْدِرُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَكْرِ وَالْكَيْدِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195فَلا تُنْظِرُونِ فَلَا تُمْهِلُونِي سَاعَةً بَعْدَ تَرْتِيبِ مُقَدِّمَاتِ الْكَيْدِ فَإِنِّي لَا أُبَالِي بِكُمْ أَصْلًا، وَيَاءُ الْمُتَكَلِّمِ فِي الْفِعْلَيْنِ مِمَّا لَمْ يُثْبِتُوهَا خَطًّا، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو وَبِإِثْبَاتِ يَاءِ كِيدُونِ وَصْلًا وَحَذْفِهَا وَقْفًا،
وَهِشَامٌ بِإِثْبَاتِهَا فِي الْحَالَيْنِ، وَالْبَاقُونَ بِحَذْفِهَا فِيهِمَا. وَفِي
هُودٍ: nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55فَكِيدُونِي جَمِيعًا بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ مُطْلَقًا عِنْدَ الْجَمِيعِ، وَأَمَّا يَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195فَلا تُنْظِرُونِ فَقَدْ قَالَ
الْأَجْهُورِيُّ: إِنَّهُمْ حَذَفُوهَا لَا غَيْرُ.