nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_31931_32424_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=86أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة أي آثروا الحياة الدنيا، واستبدلوها بالآخرة، وأعرضوا عنها مع تمكنهم من تحصيلها،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=86فلا يخفف عنهم العذاب الموعودون به يوم القيامة، أو مطلق العذاب دنيويا كان أو أخرويا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=86ولا هم ينصرون بدفع الخزي إلى آخر الدنيا، أو بدفع الجزية في الدنيا والتعذيب في العقبى، وعلى الاحتمال الأول في الأمرين يستفاد نفي دفع العذاب من نفي تخفيفه بأبلغ وجه وآكده، ورجحه بعضهم بأن المقام على الثاني يستدعي تقديم نفي الدفع على نفي التخفيف، وتقديم المسند إليه لرعاية الفاصلة، والتقوى لا للحصر، إذ ليس المقام مقامه، ولذا لم يقل فلا عنهم يخفف العذاب، والجملة معطوفة على الصلة، ويجوز أن يوصل الموصول بصلتين مختلفتين زمانا، وجوز أن يكون أولئك مبتدأ، والذين خبره، وهذه الجملة خبر بعد خبر، والفاء لما أن الموصول إذا كانت صلته فعلا، كان فيها معنى الشرط، وفيه أن معنى الشرطية لا يسري إلى المبتدإ الواقعة خبرا عنه، وجوز أيضا أن يكون (أولئك) مبتدأ، (والذين) مبتدأ ثان، وهذه الجملة خبر الثاني، والمجموع خبر الأول، ولا يحتاج إلى رابط، لأن الذين هم أولئك، ولا يخفى ما فيه، هذا (ومن باب الإشارة) في هذه الآيات،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=84وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم بميلكم إلى هوى النفس وطباعها ومتاركتكم حياتكم الحقيقية لأجل تحصيل لذاتكم الدنية ومآربكم الدنيوية، ولا تخرجون ذواتكم من مقاركم الروحانية ورياضتكم القدسية،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=84ثم أقررتم بقبولكم لذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=84وأنتم تشهدون عليه باستعداداتكم الأولية، وعقولكم الفطرية،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85ثم أنتم هؤلاء الساقطون عن الفطرة المحتجبون عن نور الاستعداد
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85تقتلون أنفسكم وتهلكونها بغوايتكم، ومتابعتكم الهوى،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85وتخرجون فريقا منكم من أوطانهم القديمة بإغوائهم، وإضلالهم، وتحريضهم على ارتكاب المعاصي، تتعاونون عليهم بارتكاب الفواحش
[ ص: 316 ] ليروكم فيتبعوكم فيها، وبإلزامكم إياهم رذائل القوتين البهيمية والسبعية، وتحريضكم لهم عليها،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85وإن يأتوكم أسارى في قيد ما ارتكبوه ووثاق شين ما فعلوه قد أخذتهم الندامة، وعيرتهم عقولهم، وعقول أبناء جنسهم بما لحقهم من العار والشنار، تفادوهم بكلمات الحكمة والموعظة الدالة على أن اللذات المستعلية هي العقلية، والروحية، وأن اتباع النفس مذموم رديء، فيتعظوا بذلك، ويتخلصوا من هاتيك القيود سويعة، أفتؤمنون ببعض كتاب العقل والشرع قولا وإقرارا، وتكفرون ببعض فعلا وعملا، فلا تنتهون عما نهاكم عنه،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا ذلة وافتضاح في الحياة الدنيا، ويوم مفارقة الروح البدن تردون إلى أشد العذاب، وهو تعذيبهم بالهيآت المظلمة الراسخة في نفوسهم، واحتراقهم بنيرانها،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85وما الله بغافل عن أفعالكم، أحصاها وضبطها في أنفسكم، وكتبها عليكم.
nindex.php?page=treesubj&link=30525_30539_31931_32424_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=86أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ أَيْ آثَرُوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَاسْتَبْدَلُوهَا بِالْآخِرَةِ، وَأَعْرَضُوا عَنْهَا مَعَ تَمَكُّنِهِمْ مِنْ تَحْصِيلِهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=86فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ الْمَوْعُودُونَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ مُطْلَقُ الْعَذَابِ دُنْيَوِيًّا كَانَ أَوْ أُخْرَوِيًّا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=86وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بِدَفْعِ الْخِزْيِ إِلَى آخِرِ الدُّنْيَا، أَوْ بِدَفْعِ الْجِزْيَةِ فِي الدُّنْيَا وَالتَّعْذِيبِ فِي الْعُقْبَى، وَعَلَى الِاحْتِمَالِ الْأَوَّلِ فِي الْأَمْرَيْنِ يُسْتَفَادُ نَفْيُ دَفْعِ الْعَذَابِ مِنْ نَفْيِ تَخْفِيفِهِ بِأَبْلَغِ وَجْهٍ وَآكَدِهِ، وَرَجَّحَهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ الْمَقَامَ عَلَى الثَّانِي يَسْتَدْعِي تَقْدِيمَ نَفْيِ الدَّفْعِ عَلَى نَفْيِ التَّخْفِيفِ، وَتَقْدِيمَ الْمُسْنَدِ إِلَيْهِ لِرِعَايَةِ الْفَاصِلَةِ، وَالتَّقْوَى لَا لِلْحَصْرِ، إِذْ لَيْسَ الْمَقَامُ مَقَامَهُ، وَلِذَا لَمْ يَقُلْ فَلَا عَنْهُمْ يُخَفَّفُ الْعَذَابُ، وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى الصِّلَةِ، وَيَجُوزُ أَنْ يُوصَلَ الْمَوْصُولُ بِصِلَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ زَمَانًا، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ أُولَئِكَ مُبْتَدَأً، وَالَّذِينَ خَبَرَهُ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ، وَالْفَاءُ لِمَا أَنَّ الْمَوْصُولَ إِذَا كَانَتْ صِلَتُهُ فِعْلًا، كَانَ فِيهَا مَعْنَى الشَّرْطِ، وَفِيهِ أَنَّ مَعْنَى الشَّرْطِيَّةِ لَا يَسْرِي إِلَى الْمُبْتَدَإِ الْوَاقِعَةِ خَبَرًا عَنْهُ، وَجُوِّزَ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ (أُولَئِكَ) مُبْتَدَأً، (وَالَّذِينَ) مُبْتَدَأٌ ثَانٍ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ خَبَرُ الثَّانِي، وَالْمَجْمُوعُ خَبَرُ الْأَوَّلِ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى رَابِطٍ، لِأَنَّ الَّذِينَ هُمْ أُولَئِكَ، وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ، هَذَا (وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ) فِي هَذِهِ الْآيَاتِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=84وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ بِمَيْلِكُمْ إِلَى هَوَى النَّفْسِ وَطِبَاعِهَا وَمُتَارَكَتِكُمْ حَيَاتَكُمُ الْحَقِيقِيَّةَ لِأَجْلِ تَحْصِيلِ لَذَّاتِكُمُ الدَّنِيَّةِ وَمَآرِبِكُمُ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَلَا تُخْرِجُونَ ذَوَاتَكُمْ مِنْ مَقَارِّكُمُ الرُّوحَانِيَّةِ وَرِيَاضَتِكُمُ الْقُدْسِيَّةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=84ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ بِقَبُولِكُمْ لِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=84وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَيْهِ بِاسْتِعْدَادَاتِكُمُ الْأَوَّلِيَّةِ، وَعُقُولِكُمُ الْفِطْرِيَّةِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ السَّاقِطُونَ عَنِ الْفِطْرَةِ الْمُحْتَجِبُونَ عَنْ نُورِ الِاسْتِعْدَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُهْلِكُونَهَا بِغَوَايَتِكُمْ، وَمُتَابَعَتِكُمُ الْهَوَى،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ أَوْطَانِهِمُ الْقَدِيمَةِ بِإِغْوَائِهِمْ، وَإِضْلَالِهِمْ، وَتَحْرِيضِهِمْ عَلَى ارْتِكَابِ الْمَعَاصِي، تَتَعَاوَنُونَ عَلَيْهِمْ بِارْتِكَابِ الْفَوَاحِشِ
[ ص: 316 ] لِيَرَوْكُمْ فَيَتَّبِعُوكُمْ فِيهَا، وَبِإِلْزَامِكُمْ إِيَّاهُمْ رَذَائِلَ الْقُوَّتَيْنِ الْبَهِيمِيَّةِ وَالسَّبْعِيَّةِ، وَتَحْرِيضِكُمْ لَهُمْ عَلَيْهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى فِي قَيْدِ مَا ارْتَكَبُوهُ وَوَثَاقِ شَيْنِ مَا فَعَلُوهُ قَدْ أَخَذَتْهُمُ النَّدَامَةُ، وَعَيَّرَتْهُمْ عُقُولُهُمْ، وَعُقُولُ أَبْنَاءِ جِنْسِهِمْ بِمَا لَحِقَهُمْ مِنَ الْعَارِ وَالشَّنَارِ، تُفَادُوهُمْ بِكَلِمَاتِ الْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّذَّاتِ الْمُسْتَعْلِيَةَ هِيَ الْعَقْلِيَّةُ، وَالرُّوحِيَّةُ، وَأَنَّ اتِّبَاعَ النَّفْسِ مَذْمُومٌ رَدِيءٌ، فَيَتَّعِظُوا بِذَلِكَ، وَيَتَخَلَّصُوا مِنْ هَاتِيكَ الْقُيُودِ سُوَيْعَةً، أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ كِتَابِ الْعَقْلِ وَالشَّرْعِ قَوْلًا وَإِقْرَارًا، وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فِعْلًا وَعَمَلًا، فَلَا تَنْتَهُونَ عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا ذِلَّةٌ وَافْتِضَاحٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَيَوْمَ مُفَارَقَةِ الرُّوحِ الْبَدَنَ تُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ، وَهُوَ تَعْذِيبُهُمْ بِالْهَيْآتِ الْمُظْلِمَةِ الرَّاسِخَةِ فِي نُفُوسِهِمْ، وَاحْتِرَاقِهِمْ بِنِيرَانِهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَنْ أَفْعَالِكُمْ، أَحْصَاهَا وَضَبَطَهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، وَكَتَبَهَا عَلَيْكُمْ.