nindex.php?page=treesubj&link=28659_28902_30340_31758_31761_32433_32438_32446_34256_34509_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57وهو الذي يرسل الرياح عطف على الجملة السابقة أو على حديث خلق السموات والأرض وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( الريح ) على الوحدة وهو متحمل لمعنى الجنسية فيطلق على الكثير وخبر اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا مخرج على قراءة الأكثرين
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57بشرا بضم الموحدة وسكون الشين مخفف ( بشرا ) بضمتين جمع بشير كنذر ونذير أي مبشرات وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم وروي عنه أيضا ( بشرا ) على الأصل وقرئ بفتح الباء على أنه مصدر بشره بالتخفيف بمعنى بشره المشدد والمراد باشرات أو للبشارة وقرئ ( بشرى ) كحبلى وهو مصدر أيضا من البشارة وقرأ أهل
المدينة والبصرة ( نشرا ) بضم النون والشين جمع نشور بفتح النون بمعنى ناشر وفعول بمعنى فاعل يطرد جمعه كصبور وصبر ولم يجعل جمع ناشر كبازل وبزل لأن جمع فاعل على فعل شاذ
[ ص: 145 ] واختلف في معنى ناشر ففي الحواشي الشهابية قيل : هو على النسب إما إلى النشر ضد الطي وإما إلى النشور بمعنى الإحياء لأن الريح توصف بالموت والحياة كقوله .
إني لأرجو أن تموت الريح فأقعد اليوم وأستريح
كما يصفها المتأخرون بالعلة والمرض ومما يحكي النسيم من ذلك قول بعضهم في شدة الحر .
أظن نسيم الروض مات لأنه له زمن في الروض وهو عليل
وقيل : هو فاعل من نشر مطاوع أنشر الله تعالى الميت فنشر وهو ناشر كقوله .
حتى يقول الناس مما رأوا يا عجبا للميت الناشر
قيل : ناشر بمعنى منشر أي محيي وقيل : فعول هنا بمعنى مفعول كرسول ورسل وقد جوز ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء إلا أنه نادر مفرده وجمعه وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر ( نشرا ) بضم النون وسكون الشين حيث وقع والتخفيف في فعل مطرد وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( نشرا ) بفتح النون حيث وقع على أنه مصدر في موقع الحال بمعنى ناشرات أو مفعول مطلق فإن الإرسال والنشر متقاربان
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57بين يدي رحمته أي قدام رحمته وهو من المجاز كما نقل عن
أبي بكر الأنباري والمراد بالرحمة كما ذهب إليه غالب المفسرين المطر وسمي رحمة لما يترتب عليه بحسب جري العادة من المنافع ولا يخفى أن الرحمة في المشهور عامة فإطلاقها على ذلك إن كان من حيث خصوصه مجاز لكونه استعمال اللفظ في غير ما وضع له إذ اللفظ لم يوضع لذلك الخاص بخصوصه وإن كان إطلاقها عليه لا بخصوصه بل باعتبار عمومه وكونه فردا من أفراد ذلك العام فهو حقيقة لأنه استعمال اللفظ فيما وضع له على ما بين في شرح التلخيص وغيره .
وادعى
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب إثبات بعض أهل اللغة كون المطر من معاني الرحمة وقول
ابن هشام في رسالته التي ألفها في بيان وجه تذكير ( قريب ) المار عن قريب إنا لا نجد أهل اللغة حيث يتكلمون على الرحمة يقولون : ومن معانيها المطر فلو كانت موضوعة له لذكروه قصارى ما فيه عدم الوجدان وهو لا يستدعي عدم الوجود ومما اشتهر أن المثبت مقدم على النافي ومن حفظ حجة على من لم يحفظ والمقام ظاهر في إرادة هذا المعنى وبيان كون الرياح مرسلة أمام ذلك ما قيل : إن الصبا تثير السحاب والشمال تجمعه والجنوب تدره والدبور تفرقه وهذه أحد أنواع الريح المشهورة عند
العرب وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما أن الرياح ثمانية أربع منها عذاب وهي القاصف والعاصف والصرصر والعقيم وأربع منها رحمة وهي الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات .
والريح من أعظم منن الله تعالى على عباده وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار لو حبس الله تعالى الريح عن عباده ثلاثة أيام لأنتن أكثر أهل الأرض وفي بعض الآثار أن الله تعالى خلق العالم وملأه هواء ولو أمسك الهواء ساعة لأنتن ما بين السماء والأرض وذكر غير واحد من العلماء أنه يكره سب الريح فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=hadith&LINKID=688156عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : أخذت الناس ريح بطريق مكة nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر رضي الله تعالى عنه حاج فاشتدت فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لمن حوله : ما بلغكم في الريح فلم يرجعوا إليه شيئا وبلغني الذي سأل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عنه من أمر الريح فاستحثثت راحلتي حتى أدركت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وكنت مؤخر الناس فقلت : يا أمير المؤمنين أخبرت أنك سألت عن الريح فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الريح من روح الله تعالى تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله [ ص: 146 ] تعالى من خيرها واستعيذوا بالله سبحانه من شرها ولا منافاة بين الآية وهذا الخبر إذ ليس فيها أنه سبحانه لا يرسلها إلا بين يدي الرحمة ولئن سلم فهو خارج مجرى الغالب فإن العذاب بالريح نادر وقيل : ما في الخبر إنما هو الإيتاء بالرحمة والإيتاء بالعذاب لا الإرسال بين يدي كل
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57حتى إذا أقلت غاية لقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57يرسل والإقلال كما في جمع البيان حمل الشيء بأسره واشتقاقه من القلة وحقيقة أقله كما قال بعض المحققين جعله قليلا أو وجده قليلا والمراد ظنه كذلك كأكذبه إذا جعله كاذبا في زعمه ثم استعمل بمعنى حمله لأن الحامل يستقل ما يحمله أي يعده قليلا ومن ذلك قولهم : جهد المقل أي الحامل
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57سحابا أي غيما سمي بذلك لانسحابه في الهواء وهو اسم جنس جمعي يفرق بينه وبين واحده بالتاء كتمر وتمرة وهو يذكر ويؤنث ويفرد وصفه ويجمع .
وأهل اللغة كالجوهري وغيره تسميه جمعا فلذا روعي فيه الوجهان في وصفه وضميره وجاء في الجمع سحب وسحائب
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57ثقالا من الثقل كعنب ضد الخفة يقال : ثقل ككرم ثقلا وثقالة فهو ثقيل وثقل السحاب بما فيه من الماء
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57سقناه لبلد ميت أي لأجله ومنفعته أو لإحيائه أو لسقيه كما قيل .
وفي البحر أن اللام للتبليغ كما في قلت لك وفرق بين سقت لك مالا وسقت لأجلك مالا بأن الأول معناه أوصلت لك ذلك وأبلغتكه والثاني لا يلزم منه وصوله إليه والبلد كما قال الليث كل موضع في الأرض عامر أو غير عامر خال أو مسكون والطائفة منه بلدة والجمع بلاد وتطلق البلدة على المفازة ومنه قول
الأعشى .
وبلدة مثل ظهر الترس موحشة للجن بالليل في حافاتها زجل
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57فأنزلنا به الماء أي بالبلد أو السحاب كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج nindex.php?page=showalam&ids=12590وابن الأنباري أو بالسوق أو الرياح كما قيل والتذكير بتأويل المذكور وكذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57فأخرجنا به ويحتمل أن يعود الضمير إلى الماء وهو الظاهر لقربه لفظا ومعنى ومطابقة النظائر وانفكاك الضمائر لا بأس به إذا قام الدليل عليه وحسن الملاءمة .
وإذا كان للبلد فالباء للظرفية في الثاني وللإلصاق في الأول لأن الإنزال ليس في البلد بل المنزل وجوز الظرفية أيضا كما في رميت الصيد في الحرم على ما علمت فيما مر وإذا كان لغيره فهي للسببية وتشمل القريبة والبعيدة .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57من كل الثمرات أي من كل أنواعها لأن الاستغراق غير مراد ولا واقع وهذا أبلغ في إظهار القدرة المراد وقيل : إن الاستغراق عرفي والظاهر أن المراد للتكثير وجوز بعضهم أن تكون ( من ) للتبعيض وأن تكون لتبيين الجنس
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57كذلك نخرج الموتى إشارة إلى إخراج الثمرات أو إلى إحياء البلد الميت أي كما نحييه بإحداث القوى النامية فيه وتطريتها بأنواع النبات والثمرات نخرج الموتى من الأرض ونحييها برد النفوس إلى مواد أبدانها بعد جمعها وتطريتها بالقوى والحواس كذا قالوا وهو إشارة كما قيل إلى طريقي القائلين بالمعاد الجسماني وهما إيجاد البدن بعد عدمه ثم إحياؤه وضم بعض أجزائه إلى بعض على النمط السابق بعد تفرقها ثم إحياؤه .
واستظهر الأول بأن المتبادر من الآية كون التشبيه بين الإخراجين من كتم العدم والثاني يحتاج إلى تمحل تقدير الإحياء واعتبار جمع الأجزاء مع أنه غير معتبر في جانب المشبه به وجوز أن يرجع ما في الشق الثاني من الإحياء برد النفوس .. إلخ . إلى الأول وأنت تعلم أنه لا مانع من الإخراج من كتم العدم وأدلة
[ ص: 147 ] استحالة ذلك مما لا تقوم على ساق وقدم إلا أن الأدلة النقلية على كل من الطريقين متجاذبة وإذا صح القول بالمعاد الجسماني فلا بأس بالقول بأي كان منهما وكون إخراج الثمرات من كتم العدم قد لا يسلم فإن لها أصلا في الجملة على أن إخراج الموتى عند القائلين بالطريق الأول إعادة وليس إخراج الثمرات كذلك إذ لم يكن لها وجود قبل نعم كون الأظهر أن التشبيه بين الإخراجين مما لا مرية فيه وفي الخازن اختلفوا في وجه التشبيه فقيل : إن الله تعالى كما يخلق النبات بواسطة إنزال المطر كذلك يحيي الموتى بواسطة إنزال المطر أيضا فقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس رضي الله تعالى عنهم أن الناس إذا ماتوا في النفخة الأولى أمطر عليهم ماء من تحت العرش يدعى ماء الحياة أربعين سنة فينبتون كما ينبت الزرع من الماء وفي رواية أربعين يوما فينبتون في قبورهم نبات الزرع حتى إذا استكملت أجسادهم تنفخ فيهم الروح ثم يلقى عليهم النوم فينامون في قبورهم فإذا نفخ في الصور النفخة الثانية عاشوا ثم يحشرون من قبورهم ويجدون طعم النوم في رؤوسهم وأعينهم كما يجد النائم حين يستيقظ من نومه فعند ذلك يقولون يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فيناديهم المنادي
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون .
وأخرج غير واحد عن مجاهد أنه إذا أراد الله تعالى أن يخرج الموتى أمطر السماء حتى تشقق عنهم الأرض ثم يرسل سبحانه الأرواح فتعود كل روح إلى جسدها فكذلك يحيي الله تعالى الموتى بالمطر كإحيائه الأرض .
وقيل : إنما وقع التشبيه بأصل الإحياء من غير اعتبار كيفية فيجب الإيمان به ولا يلزمنا البحث عن الكيفية ويفعل الله سبحانه ما يشاء
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57لعلكم تذكرون (57) فتعلمون أن من قدر على ذلك فهو قادر على هذا من غير شبهة والأصل تتذكرون فطرحت إحدى التاءين والخطاب قيل : للنظار مطلقا وقيل : لمنكري البعث
nindex.php?page=treesubj&link=28659_28902_30340_31758_31761_32433_32438_32446_34256_34509_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ عُطِفَ عَلَى الْجُمْلَةِ السَّابِقَةِ أَوْ عَلَى حَدِيثِ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( الرِّيحَ ) عَلَى الْوَحْدَةِ وَهُوَ مُتَحَمِّلٌ لِمَعْنَى الْجِنْسِيَّةِ فَيُطْلَقُ عَلَى الْكَثِيرِ وَخَبَرُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا مُخَرَّجٌ عَلَى قِرَاءَةِ الْأَكْثَرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57بُشْرًا بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الشِّينِ مُخَفَّفُ ( بُشُرًا ) بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ بَشِيرٍ كَنُذُرٍ وَنَذِيرٍ أَيْ مُبَشِّرَاتٌ وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا ( بُشُرًا ) عَلَى الْأَصْلِ وَقُرِئَ بِفَتْحِ الْبَاءِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرُ بَشَرَهُ بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنَى بَشَّرَهُ الْمُشَدَّدِ وَالْمُرَادُ بَاشِرَاتٌ أَوْ لِلْبِشَارَةِ وَقُرِئَ ( بُشْرَى ) كَحُبْلَى وَهُوَ مَصْدَرٌ أَيْضًا مِنَ الْبِشَارَةِ وَقَرَأَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ ( نُشُرًا ) بِضَمِّ النُّونِ وَالشِّينِ جَمْعُ نَشُورٍ بِفَتْحِ النُّونِ بِمَعْنَى نَاشِرٍ وَفَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ يَطَّرِدُ جَمْعُهُ كَصَبُورٍ وَصُبُرٍ وَلَمْ يُجْعَلْ جَمْعُ نَاشِرٍ كَبَازِلٍ وَبَزْلٍ لِأَنَّ جَمْعَ فَاعِلٍ عَلَى فَعْلٍ شَاذٌّ
[ ص: 145 ] وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَى نَاشِرٍ فَفِي الْحَوَاشِي الشِّهَابِيَّةِ قِيلَ : هُوَ عَلَى النَّسَبِ إِمَّا إِلَى النَّشْرِ ضِدَّ الطَّيِّ وَإِمَّا إِلَى النُّشُورِ بِمَعْنَى الْإِحْيَاءِ لِأَنَّ الرِّيحَ تُوصَفُ بِالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ كَقَوْلِهِ .
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَمُوتَ الرِّيحُ فَأَقْعُدُ الْيَوْمَ وَأَسْتَرِيحُ
كَمَا يَصِفُهَا الْمُتَأَخِّرُونَ بِالْعِلَّةِ وَالْمَرَضِ وَمِمَّا يَحْكِي النَّسِيمُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلَ بَعْضِهِمْ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ .
أَظُنُّ نَسِيمَ الرَّوْضِ مَاتَ لِأَنَّهُ لَهُ زَمَنٌ فِي الرَّوْضِ وَهُوَ عَلِيلُ
وَقِيلَ : هُوَ فَاعِلٌ مِنْ نَشَرَ مُطَاوِعُ أَنْشَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَيِّتَ فَنُشِرَ وَهُوَ نَاشِرٌ كَقَوْلِهِ .
حَتَّى يَقُولَ النَّاسُ مِمَّا رَأَوْا يَا عَجَبًا لِلْمَيِّتِ النَّاشِرِ
قِيلَ : نَاشِرٌ بِمَعْنَى مُنْشِرٍ أَيْ مُحْيِي وَقِيلَ : فَعُولٌ هُنَا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كَرَسُولٍ وَرُسُلٍ وَقَدْ جَوَّزَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ إِلَّا أَنَّهُ نَادِرٌ مُفْرَدُهُ وَجَمْعُهُ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ ( نُشْرًا ) بِضَمِّ النُّونِ وَسُكُونِ الشِّينِ حَيْثُ وَقَعَ وَالتَّخْفِيفُ فِي فِعْلٍ مُطَّرِدٍ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( نَشْرًا ) بِفَتْحِ النُّونِ حَيْثُ وَقَعَ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ فِي مَوْقِعِ الْحَالِ بِمَعْنَى نَاشِرَاتٍ أَوْ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ فَإِنَّ الْإِرْسَالَ وَالنَّشْرَ مُتَقَارِبَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَيْ قُدَّامَ رَحْمَتِهِ وَهُوَ مِنَ الْمَجَازِ كَمَا نُقِلَ عَنْ
أَبِي بَكْرٍ الْأَنْبَارِيِّ وَالْمُرَادُ بِالرَّحْمَةِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ غَالِبُ الْمُفَسِّرِينَ الْمَطَرُ وَسَمِّيَ رَحْمَةً لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ بِحَسَبِ جَرْيِ الْعَادَةِ مِنَ الْمَنَافِعِ وَلَا يَخْفَى أَنَّ الرَّحْمَةَ فِي الْمَشْهُورِ عَامَّةٌ فَإِطْلَاقُهَا عَلَى ذَلِكَ إِنْ كَانَ مِنْ حَيْثُ خُصُوصِهِ مَجَازٌ لِكَوْنِهِ اسْتِعْمَالَ اللَّفْظِ فِي غَيْرِ مَا وُضِعَ لَهُ إِذِ اللَّفْظُ لَمْ يُوضَعْ لِذَلِكَ الْخَاصِّ بِخُصُوصِهِ وَإِنْ كَانَ إِطْلَاقُهَا عَلَيْهِ لَا بِخُصُوصِهِ بَلْ بِاعْتِبَارِ عُمُومِهِ وَكَوْنِهِ فَرْدًا مِنْ أَفْرَادِ ذَلِكَ الْعَامِّ فَهُوَ حَقِيقَةٌ لِأَنَّهُ اسْتِعْمَالُ اللَّفْظِ فِيمَا وُضِعَ لَهُ عَلَى مَا بُيِّنَ فِي شَرْحِ التَّلْخِيصِ وَغَيْرِهِ .
وَادَّعَى
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشِّهَابُ إِثْبَاتَ بَعْضِ أَهْلِ اللُّغَةِ كَوْنَ الْمَطَرِ مِنْ مَعَانِي الرَّحْمَةِ وَقَوْلُ
ابْنِ هِشَامٍ فِي رِسَالَتِهِ الَّتِي أَلَّفَهَا فِي بَيَانِ وَجْهِ تَذْكِيرِ ( قَرِيبٌ ) الْمَارُّ عَنْ قَرِيبٍ إِنَّا لَا نَجِدُ أَهْلَ اللُّغَةِ حَيْثُ يَتَكَلَّمُونَ عَلَى الرَّحْمَةِ يَقُولُونَ : وَمِنْ مَعَانِيهَا الْمَطَرُ فَلَوْ كَانَتْ مَوْضُوعَةً لَهُ لَذَكَرُوهُ قُصَارَى مَا فِيهِ عَدَمُ الْوِجْدَانِ وَهُوَ لَا يَسْتَدْعِي عَدَمَ الْوُجُودِ وَمِمَّا اشْتُهِرَ أَنَّ الْمُثْبِتَ مُقَدَّمٌ عَلَى النَّافِي وَمَنْ حَفِظَ حُجَّةً عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظْ وَالْمَقَامُ ظَاهِرٌ فِي إِرَادَةِ هَذَا الْمَعْنَى وَبَيَانِ كَوْنِ الرِّيَاحِ مُرْسَلَةً أَمَامَ ذَلِكَ مَا قِيلَ : إِنَّ الصَّبَا تُثِيرُ السَّحَابَ وَالشَّمَالَ تَجْمَعُهُ وَالْجَنُوبَ تُدِرُّهُ وَالدَّبُّورَ تُفَرِّقُهُ وَهَذِهِ أَحَدُ أَنْوَاعِ الرِّيحِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ
الْعَرَبِ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ الرِّيَاحَ ثَمَانِيَةٌ أَرْبَعٌ مِنْهَا عَذَابٌ وَهِيَ الْقَاصِفُ وَالْعَاصِفُ وَالصَّرْصَرُ وَالْعَقِيمُ وَأَرْبَعٌ مِنْهَا رَحْمَةٌ وَهِيَ النَّاشِرَاتُ وَالْمُبَشِّرَاتُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَالذَّارِيَاتُ .
وَالرِّيحُ مِنْ أَعْظَمِ مِنَنِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبِ الْأَحْبَارِ لَوْ حَبَسَ اللَّهُ تَعَالَى الرِّيحَ عَنْ عِبَادِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَأَنْتَنَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْعَالَمَ وَمَلَأَهُ هَوَاءً وَلَوْ أَمْسَكَ الْهَوَاءَ سَاعَةً لَأَنْتَنَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ يُكْرَهُ سَبُّ الرِّيحِ فَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ nindex.php?page=hadith&LINKID=688156عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أَخَذَتِ النَّاسَ رِيحٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ حَاجٌّ فَاشْتَدَّتْ فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ : مَا بَلَغَكُمْ فِي الرِّيحِ فَلَمْ يُرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا وَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الرِّيحِ فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ وَكُنْتُ مُؤَخَّرَ النَّاسِ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الرِّيحُ مِنْ رُوحِ اللَّهِ تَعَالَى تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا وَاسْأَلُوا اللَّهَ [ ص: 146 ] تَعَالَى مِنْ خَيْرِهَا وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنْ شَرِّهَا وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ الْآيَةِ وَهَذَا الْخَبَرِ إِذْ لَيْسَ فِيهَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يُرْسِلُهَا إِلَّا بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَةِ وَلَئِنْ سُلِّمَ فَهُوَ خَارِجُ مَجْرَى الْغَالِبِ فَإِنَّ الْعَذَابَ بِالرِّيحِ نَادِرٌ وَقِيلَ : مَا فِي الْخَبَرِ إِنَّمَا هُوَ الْإِيتَاءُ بِالرَّحْمَةِ وَالْإِيتَاءُ بِالْعَذَابِ لَا الْإِرْسَالُ بَيْنَ يَدَيْ كُلٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ غَايَةٌ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57يُرْسِلُ وَالْإِقْلَالُ كَمَا فِي جَمْعِ الْبَيَانِ حَمْلُ الشَّيْءِ بِأَسْرِهِ وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْقِلَّةِ وَحَقِيقَةُ أَقَلَّهُ كَمَا قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ جَعَلَهُ قَلِيلًا أَوْ وَجَدَهُ قَلِيلًا وَالْمُرَادُ ظَنَّهُ كَذَلِكَ كَأَكْذَبَهَ إِذَا جَعَلَهُ كَاذِبًا فِي زَعْمِهِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى حَمَلَهُ لِأَنَّ الْحَامِلَ يَسْتَقِلُّ مَا يَحْمِلُهُ أَيْ يَعُدُّهُ قَلِيلًا وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ : جُهْدُ الْمُقِلِّ أَيِ الْحَامِلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57سَحَابًا أَيْ غَيْمًا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِانْسِحَابِهِ فِي الْهَوَاءِ وَهُوَ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيٌّ يُفَرَّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ بِالتَّاءِ كَتَمْرٍ وَتَمْرَةٍ وَهُوَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَيُفْرَدُ وَصْفُهُ وَيُجْمَعُ .
وَأَهْلُ اللُّغَةِ كَالْجَوْهَرِيِّ وَغَيْرِهِ تُسَمِّيهِ جَمْعًا فَلِذَا رُوعِيَ فِيهِ الْوَجْهَانِ فِي وَصْفِهِ وَضَمِيرِهِ وَجَاءَ فِي الْجَمْعِ سَحُبٌ وَسَحَائِبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57ثِقَالا مِنَ الثِّقَلِ كَعِنَبٍ ضِدُّ الْخِفَّةِ يُقَالُ : ثَقُلَ كَكَرُمَ ثِقَلًا وَثَقَالَةً فَهُوَ ثَقِيلٌ وَثِقَلُ السَّحَابِ بِمَا فِيهِ مِنَ الْمَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ أَيْ لِأَجْلِهِ وَمَنْفَعَتِهِ أَوْ لِإِحْيَائِهِ أَوْ لِسَقْيِهِ كَمَا قِيلَ .
وَفِي الْبَحْرِ أَنَّ اللَّامَ لِلتَّبْلِيغِ كَمَا فِي قُلْتُ لَكَ وَفُرِّقَ بَيْنَ سُقْتُ لَكَ مَالًا وَسُقْتُ لِأَجْلِكَ مَالًا بِأَنَّ الْأَوَّلَ مَعْنَاهُ أَوْصَلْتُ لَكَ ذَلِكَ وَأَبْلَغْتُكَهُ وَالثَّانِيَ لَا يَلْزَمُ مِنْهُ وُصُولُهُ إِلَيْهِ وَالْبَلَدُ كَمَا قَالَ اللَّيْثُ كُلُّ مَوْضِعٍ فِي الْأَرْضِ عَامِرٌ أَوْ غَيْرُ عَامِرٍ خَالٍ أَوْ مَسْكُونٌ وَالطَّائِفَةُ مِنْهُ بَلْدَةٌ وَالْجَمْعُ بِلَادٌ وَتُطْلَقُ الْبَلْدَةُ عَلَى الْمَفَازَةِ وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى .
وَبَلْدَةٌ مِثْلُ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشَةٌ لِلْجِنِّ بِاللَّيْلِ فِي حَافَاتِهَا زَجَلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ أَيْ بِالْبَلَدِ أَوِ السَّحَابِ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ nindex.php?page=showalam&ids=12590وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ أَوْ بِالسَّوْقِ أَوِ الرِّيَاحِ كَمَا قِيلَ وَالتَّذْكِيرُ بِتَأْوِيلِ الْمَذْكُورِ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57فَأَخْرَجْنَا بِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ إِلَى الْمَاءِ وَهُوَ الظَّاهِرُ لِقُرْبِهِ لَفْظًا وَمَعْنًى وَمُطَابَقَةُ النَّظَائِرِ وَانْفِكَاكُ الضَّمَائِرِ لَا بَأْسَ بِهِ إِذَا قَامَ الدَّلِيلُ عَلَيْهِ وَحُسْنُ الْمُلَاءَمَةِ .
وَإِذَا كَانَ لِلْبَلَدِ فَالْبَاءُ لِلظَّرْفِيَّةِ فِي الثَّانِي وَلِلْإِلْصَاقِ فِي الْأَوَّلِ لِأَنَّ الْإِنْزَالَ لَيْسَ فِي الْبَلَدِ بَلِ الْمُنَزَّلُ وَجُوِّزَ الظَّرْفِيَّةُ أَيْضًا كَمَا فِي رَمَيْتُ الصَّيْدَ فِي الْحَرَمِ عَلَى مَا عَلِمْتَ فِيمَا مَرَّ وَإِذَا كَانَ لِغَيْرِهِ فَهِيَ لِلسَّبَبِيَّةِ وَتَشْمَلُ الْقَرِيبَةَ وَالْبَعِيدَةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ أَيْ مِنْ كُلِّ أَنْوَاعِهَا لِأَنَّ الِاسْتِغْرَاقَ غَيْرُ مُرَادٍ وَلَا وَاقِعٌ وَهَذَا أَبْلَغُ فِي إِظْهَارِ الْقُدْرَةِ الْمُرَادِ وَقِيلَ : إِنَّ الِاسْتِغْرَاقَ عُرْفِيٌّ وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ لِلتَّكْثِيرِ وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ أَنْ تَكُونَ ( مِنْ ) لِلتَّبْعِيضِ وَأَنْ تَكُونَ لِتَبْيِينِ الْجِنْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى إِشَارَةٌ إِلَى إِخْرَاجِ الثَّمَرَاتِ أَوْ إِلَى إِحْيَاءِ الْبَلَدِ الْمَيِّتِ أَيْ كَمَا نُحْيِيهِ بِإِحْدَاثِ الْقُوَى النَّامِيَةِ فِيهِ وَتَطْرِيَتِهَا بِأَنْوَاعِ النَّبَاتِ وَالثَّمَرَاتِ نُخْرِجُ الْمَوْتَى مِنَ الْأَرْضِ وَنُحْيِيهَا بِرَدِّ النُّفُوسِ إِلَى مَوَادِّ أَبْدَانِهَا بَعْدَ جَمْعِهَا وَتَطْرِيَتِهَا بِالْقُوَى وَالْحَوَاسِّ كَذَا قَالُوا وَهُوَ إِشَارَةٌ كَمَا قِيلَ إِلَى طَرِيقَيِ الْقَائِلِينَ بِالْمَعَادِ الْجُسْمَانِيِّ وَهُمَا إِيجَادُ الْبَدَنِ بَعْدَ عَدَمِهِ ثُمَّ إِحْيَاؤُهُ وَضَمُّ بَعْضِ أَجْزَائِهِ إِلَى بَعْضٍ عَلَى النَّمَطِ السَّابِقِ بَعْدَ تَفَرُّقِهَا ثُمَّ إِحْيَاؤُهُ .
وَاسْتُظْهِرَ الْأَوَّلُ بِأَنَّ الْمُتَبَادَرَ مِنَ الْآيَةِ كَوْنُ التَّشْبِيهِ بَيْنَ الْإِخْرَاجَيْنِ مِنْ كَتْمِ الْعَدَمِ وَالثَّانِي يَحْتَاجُ إِلَى تَمَحُّلِ تَقْدِيرِ الْإِحْيَاءِ وَاعْتِبَارِ جَمْعِ الْأَجْزَاءِ مَعَ أَنَّهُ غَيْرُ مُعْتَبَرٍ فِي جَانِبِ الْمُشَبَّهِ بِهِ وَجُوِّزَ أَنْ يَرْجِعَ مَا فِي الشِّقِّ الثَّانِي مِنَ الْإِحْيَاءِ بِرَدِّ النُّفُوسِ .. إِلَخْ . إِلَى الْأَوَّلِ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا مَانِعَ مِنَ الْإِخْرَاجِ مِنْ كَتْمِ الْعَدَمِ وَأَدِلَّةُ
[ ص: 147 ] اسْتِحَالَةِ ذَلِكَ مِمَّا لَا تَقُومُ عَلَى سَاقٍ وَقَدَمٍ إِلَّا أَنَّ الْأَدِلَّةَ النَّقْلِيَّةَ عَلَى كُلٍّ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ مُتَجَاذِبَةٌ وَإِذَا صَحَّ الْقَوْلُ بِالْمَعَادِ الْجُسْمَانِيِّ فَلَا بَأْسَ بِالْقَوْلِ بِأَيٍّ كَانَ مِنْهُمَا وَكَوْنُ إِخْرَاجِ الثَّمَرَاتِ مِنْ كَتْمِ الْعَدَمِ قَدْ لَا يُسَلَّمُ فَإِنَّ لَهَا أَصْلًا فِي الْجُمْلَةِ عَلَى أَنَّ إِخْرَاجَ الْمَوْتَى عِنْدَ الْقَائِلِينَ بِالطَّرِيقِ الْأَوَّلِ إِعَادَةٌ وَلَيْسَ إِخْرَاجُ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وُجُودٌ قَبْلُ نَعَمْ كَوْنُ الْأَظْهَرِ أَنَّ التَّشْبِيهِ بَيْنَ الْإِخْرَاجَيْنِ مِمَّا لَا مِرْيَةَ فِيهِ وَفِي الْخَازِنِ اخْتَلَفُوا فِي وَجْهِ التَّشْبِيهِ فَقِيلَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَمَا يَخْلُقُ النَّبَاتَ بِوَاسِطَةِ إِنْزَالِ الْمَطَرِ كَذَلِكَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِوَاسِطَةِ إِنْزَالِ الْمَطَرِ أَيْضًا فَقَدْ رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَنَّ النَّاسَ إِذَا مَاتُوا فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى أُمْطِرَ عَلَيْهِمْ مَاءٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يُدْعَى مَاءَ الْحَيَاةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الزَّرْعُ مِنَ الْمَاءِ وَفِي رِوَايَةٍ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَيَنْبُتُونَ فِي قُبُورِهِمْ نَبَاتَ الزَّرْعِ حَتَّى إِذَا اسْتُكْمِلَتْ أَجْسَادُهُمْ تُنْفَخُ فِيهِمُ الرُّوحُ ثُمَّ يُلْقَى عَلَيْهِمُ النَّوْمُ فَيَنَامُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ عَاشُوا ثُمَّ يُحْشَرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ وَيَجِدُونَ طَعْمَ النَّوْمِ فِي رُؤُوسِهِمْ وَأَعْيُنِهِمْ كَمَا يَجِدُ النَّائِمُ حِينَ يَسْتَيْقِظُ مِنْ نَوْمِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُونَ يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا فَيُنَادِيهِمُ الْمُنَادِي
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ .
وَأَخْرَجَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُخْرِجَ الْمَوْتَى أَمْطَرَ السَّمَاءَ حَتَّى تَشَقَّقَ عَنْهُمُ الْأَرْضُ ثُمَّ يُرْسِلُ سُبْحَانَهُ الْأَرْوَاحَ فَتَعُودُ كُلُّ رُوحٍ إِلَى جَسَدِهَا فَكَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ تَعَالَى الْمَوْتَى بِالْمَطَرِ كَإِحْيَائِهِ الْأَرْضَ .
وَقِيلَ : إِنَّمَا وَقَعَ التَّشْبِيهُ بِأَصْلِ الْإِحْيَاءِ مِنْ غَيْرِ اعْتِبَارِ كَيْفِيَّةٍ فَيَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ وَلَا يَلْزَمُنَا الْبَحْثُ عَنِ الْكَيْفِيَّةِ وَيَفْعَلُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا يَشَاءُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=57لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) فَتَعْلَمُونَ أَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى هَذَا مِنْ غَيْرِ شُبْهَةٍ وَالْأَصْلُ تَتَذَكَّرُونَ فَطُرِحَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ وَالْخِطَابُ قِيلَ : لِلنُّظَّارِ مُطْلَقًا وَقِيلَ : لِمُنْكِرِي الْبَعْثِ