ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90يعظكم لعلكم تذكرون ) والمراد بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90يعظكم ) أمره تعالى بتلك الثلاثة ونهيه عن هذه الثلاثة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90لعلكم تذكرون ) وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : أنه تعالى لما قال في الآية الأولى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ) [النحل : 89] . أردفه بهذه الآية مشتملة على الأمر بهذه الثلاثة ، والنهي عن هذه الثلاثة ، كان ذلك تنبيها على أن المراد بكون
nindex.php?page=treesubj&link=32233_32232القرآن تبيانا لكل شيء هو هذه التكاليف الستة ، وهي في الحقيقة كذلك ؛ لأن جوهر النفس من زمرة الملائكة ، ومن نتائج الأرواح العالية القدسية ، إلا أنه دخل في هذا العالم خاليا عاريا عن التعلقات ، فتلك الثلاثة التي أمر الله بها هي التي ترقيها بالمعارف الإلهية والأعمال الصالحة ، وتلك المعارف والأعمال هي التي
[ ص: 85 ] ترقيها إلى عالم الغيب وسرادقات القدس ، ومجاورة الملائكة المقربين في جوار رب العالمين ، وتلك الثلاثة التي نهى الله عنها هي التي تصدها عن تلك السعادات ، وتمنعها عن الفوز بتلك الخيرات ، فلما أمر الله تعالى بتلك الثلاثة ، ونهى عن هذه الثلاثة ، فقد نبه على كل ما يحتاج إليه المسافرون من عالم الدنيا إلى مبدأ عرصة القيامة .
المسألة الثانية : قال
الكعبي : الآية تدل على أنه تعالى لا يخلق الجور والفحشاء . وذلك من وجوه :
الأول : أنه تعالى كيف ينهاهم عما يخترعه فيهم ، وكيف ينهى عما يريد تحصيله فيهم ؟ ولو كان الأمر كما قالوا لكان كأنه تعالى قال : إن الله يأمركم أن تفعلوا خلاف ما خلقه فيكم ، وينهاكم عن أفعال خلقها فيكم ، ومعلوم أن ذلك باطل في بديهة العقل .
والثاني : أنه تعالى لما أمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، فلو أنه تعالى أمر بتلك الثلاثة ، ثم إنه ما فعلها لدخل تحت قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=44أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) [البقرة : 44 ] . وتحت قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2لم تقولون ما لا تفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) [الصف : 3 ] .
الثالث : أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90لعلكم تذكرون ) ليس المراد منه الترجي والتمني ، فإن ذلك محال على الله تعالى ، فوجب أن يكون معناه أنه تعالى يعظكم لإرادة أن تتذكروا طاعته ، وذلك يدل على أنه تعالى يريد الإيمان من الكل .
الرابع : أنه تعالى لو صرح وقال : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، ولكنه يمنع منه ويصد عنه ، ولا يمكن العبد منه ، ثم قال : وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، ولكنه يوجد كل هذه الثلاثة في العبد ، شاء أم أبى ، وأراده منه ، ومنعه من تركه ومن الاحتراز عنه - لحكم كل أحد عليه بالركاكة وفساد النظم والتركيب ، وذلك يدل على
nindex.php?page=treesubj&link=29626كونه سبحانه متعاليا عن فعل القبائح .
واعلم أن هذا النوع من الاستدلال كثير ، وقد مر الجواب عنه . والمعتمد في دفع هذه المشاغبات التعويل على سؤال الداعي وسؤال العلم ، والله أعلم .
المسألة الثالثة : اتفق المتكلمون من أهل السنة ومن
المعتزلة على أن تذكر الأشياء من فعل الله ، لا من فعل العبد ، والدليل عليه هو أن التذكرة عبارة عن طلب المتذكر ، فحال الطلب إما أن يكون له به شعور أو لا يكون له به شعور ، فإن كان له شعور فذلك الذكر حاصل ، والحاصل لا يطلب تحصيله . وإن لم يكن له به شعور فكيف يطلبه بعينه ؛ لأن توجيه الطلب إليه بعينه حال ما لا يكون هو بعينه متصورا - محال .
إذا ثبت هذا فنقول : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90لعلكم تذكرون ) معناه أن المقصود من هذا الوعظ أن يقدموا على تحصيل ذلك التذكر ، فإذا لم يكن التذكر فعلا له فكيف طلب منه تحصيله ، وهذا هو الذي يحتج به أصحابنا على أن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90لعلكم تذكرون ) لا يدل على أنه تعالى يريد منه ذلك . والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=91وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=92ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ) .
ثم قال تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90يَعِظُكُمْ ) أَمْرُهُ تَعَالَى بِتِلْكَ الثَّلَاثَةِ وَنَهْيُهُ عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) وَفِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
المسألة الْأُولَى : أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُولَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ) [النَّحْلِ : 89] . أَرْدَفَهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ مُشْتَمِلَةً عَلَى الْأَمْرِ بِهَذِهِ الثَّلَاثَةِ ، وَالنَّهْيِ عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ ، كَانَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِكَوْنِ
nindex.php?page=treesubj&link=32233_32232الْقُرْآنِ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ هُوَ هَذِهِ التَّكَالِيفُ السِّتَّةُ ، وَهِيَ فِي الْحَقِيقَةِ كَذَلِكَ ؛ لِأَنَّ جَوْهَرَ النَّفْسِ مِنْ زُمْرَةِ الْمَلَائِكَةِ ، وَمِنْ نَتَائِجِ الْأَرْوَاحِ الْعَالِيَةِ الْقُدْسِيَّةِ ، إِلَّا أَنَّهُ دَخَلَ فِي هَذَا الْعَالَمِ خَالِيًا عَارِيًا عَنِ التَّعَلُّقَاتِ ، فَتِلْكَ الثَّلَاثَةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا هِيَ الَّتِي تُرَقِّيهَا بِالْمَعَارِفِ الْإِلَهِيَّةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، وَتِلْكَ الْمَعَارِفُ وَالْأَعْمَالُ هِيَ الَّتِي
[ ص: 85 ] تُرَقِّيهَا إِلَى عَالَمِ الْغَيْبِ وَسُرَادِقَاتِ الْقُدْسِ ، وَمُجَاوَرَةِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ فِي جِوَارِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَتِلْكَ الثَّلَاثَةُ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا هِيَ الَّتِي تَصُدُّهَا عَنْ تِلْكَ السَّعَادَاتِ ، وَتَمْنَعُهَا عَنِ الْفَوْزِ بِتِلْكَ الْخَيْرَاتِ ، فَلَمَّا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِتِلْكَ الثَّلَاثَةِ ، وَنَهَى عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ ، فَقَدْ نَبَّهَ عَلَى كُلِّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْمُسَافِرُونَ مِنْ عَالَمِ الدُّنْيَا إِلَى مَبْدَأِ عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ .
المسألة الثَّانِيَةُ : قَالَ
الْكَعْبِيُّ : الْآيَةُ تَدُّلُ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى لَا يَخْلُقُ الْجَوْرَ وَالْفَحْشَاءَ . وَذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ تَعَالَى كَيْفَ يَنْهَاهُمْ عَمَّا يَخْتَرِعُهُ فِيهِمْ ، وَكَيْفَ يَنْهَى عَمَّا يُرِيدُ تَحْصِيلَهُ فِيهِمْ ؟ وَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا قَالُوا لَكَانَ كَأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَفْعَلُوا خِلَافَ مَا خَلَقَهُ فِيكُمْ ، وَيَنْهَاكُمْ عَنْ أَفْعَالٍ خَلَقَهَا فِيكُمْ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ ذَلِكَ بَاطِلٌ فِي بَدِيهَةِ الْعَقْلِ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا أَمَرَ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَنَهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، فَلَوْ أَنَّهُ تَعَالَى أَمَرَ بِتِلْكَ الثَّلَاثَةِ ، ثُمَّ إِنَّهُ مَا فَعَلَهَا لَدَخَلَ تَحْتَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=44أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ) [الْبَقَرَةِ : 44 ] . وَتَحْتَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) [الصَّفِّ : 3 ] .
الثَّالِثُ : أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) لَيْسَ الْمُرَادُ مِنْهُ التَّرَجِّي وَالتَّمَنِّي ، فَإِنَّ ذَلِكَ مُحَالٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ تَعَالَى يَعِظُكُمْ لِإِرَادَةِ أَنْ تَتَذَكَّرُوا طَاعَتَهُ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى يُرِيدُ الْإِيمَانَ مِنَ الْكُلِّ .
الرَّابِعُ : أَنَّهُ تَعَالَى لَوْ صَرَّحَ وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَلَكِنَّهُ يَمْنَعُ مِنْهُ وَيَصُدُّ عَنْهُ ، وَلَا يُمَكِّنُ الْعَبْدَ مِنْهُ ، ثم قال : وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، وَلَكِنَّهُ يُوجِدُ كُلَّ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ فِي الْعَبْدِ ، شَاءَ أَمْ أَبَى ، وَأَرَادَهُ مِنْهُ ، وَمَنَعَهُ مِنْ تَرْكِهِ وَمِنَ الِاحْتِرَازِ عَنْهُ - لَحَكَمَ كُلُّ أَحَدٍ عَلَيْهِ بِالرَّكَاكَةِ وَفَسَادِ النَّظْمِ وَالتَّرْكِيبِ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=29626كَوْنِهِ سُبْحَانَهُ مُتَعَالِيًا عَنْ فِعْلِ الْقَبَائِحِ .
وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا النوع مِنَ الِاسْتِدْلَالِ كَثِيرٌ ، وَقَدْ مَرَّ الْجَوَابُ عَنْهُ . وَالْمُعْتَمَدُ فِي دَفْعِ هَذِهِ الْمُشَاغَبَاتِ التَّعْوِيلُ عَلَى سُؤَالِ الدَّاعِي وَسُؤَالِ الْعِلْمِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
المسألة الثَّالِثَةُ : اتَّفَقَ الْمُتَكَلِّمُونَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَمِنَ
الْمُعْتَزِلَةِ عَلَى أَنَّ تَذَكُّرَ الْأَشْيَاءِ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ ، لَا مِنْ فِعْلِ الْعَبْدِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ هُوَ أَنَّ التَّذْكِرَةَ عِبَارَةٌ عَنْ طَلَبِ الْمُتَذَكَّرِ ، فَحَالَ الطَّلَبُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ بِهِ شُعُورٌ أَوْ لَا يَكُونُ لَهُ بِهِ شُعُورٌ ، فَإِنْ كَانَ لَهُ شُعُورٌ فَذَلِكَ الذِّكْرُ حَاصِلٌ ، وَالْحَاصِلُ لَا يُطْلَبُ تَحْصِيلُهُ . وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهِ شُعُورٌ فَكَيْفَ يَطْلُبُهُ بِعَيْنِهِ ؛ لِأَنَّ تَوْجِيهَ الطَّلَبِ إِلَيْهِ بِعَيْنِهِ حَالَ مَا لَا يَكُونُ هُوَ بِعَيْنِهِ مُتَصَوَّرًا - مُحَالٌ .
إِذَا ثَبَتَ هَذَا فَنَقُولُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) مَعْنَاهُ أَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْ هَذَا الْوَعْظِ أَنْ يُقْدِمُوا عَلَى تَحْصِيلِ ذَلِكَ التَّذَكُّرِ ، فَإِذَا لَمْ يَكُنِ التَّذَكُّرُ فِعْلًا لَهُ فَكَيْفَ طَلَبَ مِنْهُ تَحْصِيلَهُ ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَحْتَجُّ بِهِ أَصْحَابُنَا عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=90لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى يُرِيدُ مِنْهُ ذَلِكَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=91وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=92وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) .