[ ص: 33 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=49ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48nindex.php?page=treesubj&link=33679_28658أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=49ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون )
في الآية مسائل :
المسألة الأولى : اعلم أنه تعالى لما خوف المشركين بالأنواع الأربعة المذكورة من العذاب أردفه بذكر ما يدل على كمال قدرته في تدبير أحوال العالم العلوي والسفلي وتدبير أحوال الأرواح والأجسام ، ليظهر لهم أن مع كمال هذه القدرة القاهرة ، والقوة الغير المتناهية لا يعجز عن إيصال العذاب إليهم على أحد تلك الأقسام الأربعة .
المسألة الثانية :
nindex.php?page=treesubj&link=28938_28935قرأ حمزة والكسائي : ( أولم تروا ) بالتاء على الخطاب ، وكذلك في سورة العنكبوت : ( أولم تروا كيف يبدأ الله الخلق ثم يعيده ) [ العنكبوت : 19 ] بالتاء على الخطاب ، والباقون بالياء فيهما كناية عن الذين مكروا السيئات ، وأيضا أن ما قبله غيبة وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=45أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=46أو يأخذهم ) [النحل : 45 - 46] فكذا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48أولم يروا ) وقرأ
أبو عمرو وحده : ( تتفيأ ) بالتاء والباقون بالياء ، وكلاهما جائز لتقدم الفعل على الجمع .
المسألة الثالثة : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48أولم يروا إلى ما خلق الله ) لما كانت الرؤية ههنا بمعنى النظر وصلت بإلى ; لأن المراد به الاعتبار ، والاعتبار لا يكون بنفس الرؤية حتى يكون معها نظر إلى الشيء وتأمل لأحواله ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48إلى ما خلق الله من شيء ) قال أهل المعاني : أراد من شيء له ظل من جبل وشجر وبناء وجسم قائم ، ولفظ الآية يشعر بهذا القيد ، لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل ) يدل على أن ذلك الشيء كثيف يقع له ظل على الأرض .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48يتفيأ ظلاله ) إخبار عن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48شيء ) وليس بوصف له ، ويتفيأ يتفعل من الفيء يقال : فاء الظل يفيء فيئا إذا رجع وعاد بعدما نسخه ضياء الشمس ، وأصل الفيء الرجوع ، ومنه فيء المولى وذكرنا ذلك في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=226فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم ) [ البقرة : 226 ] وكذلك فيء المسلمين لما يعود على المسلمين من مال من خالف دينهم ، ومنه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6وما أفاء الله على رسوله منهم ) [ الحشر : 6 ] وأصل هذا كله من الرجوع .
إذا عرفت هذا فنقول : إذا عدي فاء فإنه يعدى إما بزيادة الهمزة أو بتضعيف العين . أما التعدية بزيادة الهمزة كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7ما أفاء الله ) [ الحشر : 6 ] وأما بتضعيف العين فكقوله : فيأ الله الظل فتفيأ وتفيأ مطاوع فيأ . قال
الأزهري : تفيؤ الظلال رجوعها بعد انتصاف النهار ، فالتفيؤ لا يكون إلا بالعشي بعدما انصرفت عنه الشمس ، والظل ما يكون بالغداة وهو ما لم تنله الشمس كما قال الشاعر :
[ ص: 34 ] فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ولا الفيء من برد العشي تذوق
قال
ثعلب : أخبرت عن
أبي عبيدة أن
رؤبة قال : كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء ، وما لم يكن عليه الشمس فهو ظل ، ومنهم من أنكر ذلك ، فإن
أبا زيد أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=8572للنابغة الجعدي :
فسلام الإله يغدو عليهم وفيوء الغروس ذات الظلال
فهذا الشعر قد أوقع فيه لفظ الفيء على ما لم تنسخه الشمس ; لأن ما في الجنة من الظل ما حصل بعد أن كان زائلا بسبب نور الشمس ، وتقول العرب في جمع فيء : أفياء ، وهي للعدد القليل ، وفيوء للكثير كالنفوس والعيون ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48ظلاله ) أضاف الظلال إلى مفرد ، ومعناه الإضافة إلى ذوي الظلال ، وإنما حسن هذا ; لأن الذي عاد إليه الضمير وإن كان واحدا في اللفظ وهو قوله : إلى ما خلق الله ، إلا أنه كثير في المعنى ، ونظيره قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13لتستووا على ظهوره ) [ الزخرف : 13 ] فأضاف الظهور وهو جمع ، إلى ضمير مفرد ، لأنه يعود إلى واحد أريد به الكثرة وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=12ما تركبون ) هذا كله كلام
الواحدي وهو بحث حسن .
[ ص: 33 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=49وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48nindex.php?page=treesubj&link=33679_28658أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=49وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=50يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
فِي الْآيَةِ مَسَائِلُ :
المسألة الْأُولَى : اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا خَوَّفَ الْمُشْرِكِينَ بِالْأَنْوَاعِ الْأَرْبَعَةِ الْمَذْكُورَةِ مِنَ الْعَذَابِ أَرْدَفَهُ بِذِكْرِ مَا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ فِي تَدْبِيرِ أَحْوَالِ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ وَتَدْبِيرِ أَحْوَالِ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَامِ ، لِيُظْهِرَ لَهُمْ أَنَّ مَعَ كَمَالِ هَذِهِ الْقُدْرَةِ الْقَاهِرَةِ ، وَالْقُوَّةِ الْغَيْرِ الْمُتَنَاهِيَةِ لَا يَعْجِزُ عَنْ إِيصَالِ الْعَذَابِ إِلَيْهِمْ عَلَى أَحَدِ تِلْكَ الْأَقْسَامِ الْأَرْبَعَةِ .
المسألة الثَّانِيَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28938_28935قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ : ( أَوَلَمْ تَرَوْا ) بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ ، وَكَذَلِكَ فِي سُورَةِ الْعَنْكَبُوتِ : ( أَوَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ يَبْدَأُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) [ الْعَنْكَبُوتِ : 19 ] بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ ، وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ فِيهِمَا كِنَايَةً عَنِ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ ، وَأَيْضًا أَنَّ مَا قَبْلَهُ غَيْبَةٌ وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=45أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=46أَوْ يَأْخُذَهُمْ ) [النَّحْلِ : 45 - 46] فَكَذَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48أَوَلَمْ يَرَوْا ) وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَحْدَهُ : ( تَتَفَيَّأُ ) بِالتَّاءِ وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ ، وَكِلَاهُمَا جَائِزٌ لِتَقَدُّمِ الْفِعْلِ عَلَى الْجَمْعِ .
المسألة الثَّالِثَةُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ ) لَمَّا كَانَتِ الرُّؤْيَةُ هَهُنَا بِمَعْنَى النَّظَرِ وُصِلَتْ بِإِلَى ; لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الِاعْتِبَارُ ، وَالِاعْتِبَارُ لَا يَكُونُ بِنَفْسِ الرُّؤْيَةِ حَتَّى يَكُونَ مَعَهَا نَظَرٌ إِلَى الشَّيْءِ وَتَأَمُّلٌ لِأَحْوَالِهِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ) قَالَ أَهْلُ الْمَعَانِي : أَرَادَ مِنْ شَيْءٍ لَهُ ظِلٌّ مِنْ جَبَلٍ وَشَجَرٍ وَبِنَاءٍ وَجِسْمٍ قَائِمٍ ، وَلَفْظُ الْآيَةِ يُشْعِرُ بِهَذَا الْقَيْدِ ، لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ الشَّيْءَ كَثِيفٌ يَقَعُ لَهُ ظِلٌّ عَلَى الْأَرْضِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ ) إِخْبَارٌ عَنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48شَيْءٍ ) وَلَيْسَ بِوَصْفٍ لَهُ ، وَيَتَفَيَّأُ يَتَفَعَّلُ مِنَ الْفَيْءِ يُقَالُ : فَاءَ الظِّلُّ يَفِيءُ فَيْئًا إِذَا رَجَعَ وَعَادَ بَعْدَمَا نَسَخَهُ ضِيَاءُ الشَّمْسِ ، وَأَصْلُ الْفَيْءِ الرُّجُوعُ ، وَمِنْهُ فَيْءُ الْمَوْلَى وَذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=226فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ الْبَقَرَةِ : 226 ] وَكَذَلِكَ فَيْءُ الْمُسْلِمِينَ لِمَا يَعُودُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ مَالِ مَنْ خَالَفَ دِينَهُمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=6وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ ) [ الْحَشْرِ : 6 ] وَأَصْلُ هَذَا كُلِّهِ مِنَ الرُّجُوعِ .
إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَنَقُولُ : إِذَا عُدِّيَ فَاءَ فَإِنَّهُ يُعَدَّى إِمَّا بِزِيَادَةِ الْهَمْزَةِ أَوْ بِتَضْعِيفِ الْعَيْنِ . أَمَّا التَّعْدِيَةُ بِزِيَادَةِ الْهَمْزَةِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7مَا أَفَاءَ اللَّهُ ) [ الْحَشْرِ : 6 ] وَأَمَّا بِتَضْعِيفِ الْعَيْنِ فَكَقَوْلِهِ : فَيَّأَ اللَّهُ الظِّلَّ فَتَفَيَّأَ وَتَفَيَّأَ مُطَاوِعُ فَيَّأَ . قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : تَفَيُّؤُ الظِّلَالِ رُجُوعُهَا بَعْدَ انْتِصَافِ النَّهَارِ ، فَالتَّفَيُّؤُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالْعَشِيِّ بَعْدَمَا انْصَرَفَتْ عَنْهُ الشَّمْسُ ، وَالظِّلُّ مَا يَكُونُ بِالْغَدَاةِ وَهُوَ مَا لَمْ تَنَلْهُ الشَّمْسُ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
[ ص: 34 ] فَلَا الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ وَلَا الْفَيْءُ مِنْ بَرْدِ الْعَشِيِّ تَذُوقُ
قَالَ
ثَعْلَبٌ : أُخْبِرْتُ عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ
رُؤْبَةَ قَالَ : كُلُّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَزَالَتْ عَنْهُ فَهُوَ فَيْءٌ ، وَمَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَهُوَ ظِلٌّ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ ، فَإِنَّ
أَبَا زَيْدٍ أَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=8572لِلنَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ :
فَسَلَامُ الْإِلَهِ يَغْدُو عَلَيْهِمْ وَفُيُوءُ الْغُرُوسِ ذَاتُ الظِّلَالِ
فَهَذَا الشِّعْرُ قَدْ أُوقِعَ فِيهِ لَفْظُ الْفَيْءِ عَلَى مَا لَمْ تَنْسَخْهُ الشَّمْسُ ; لِأَنَّ مَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ الظِّلِّ مَا حَصَلَ بَعْدَ أَنْ كَانَ زَائِلًا بِسَبَبِ نُورِ الشَّمْسِ ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي جَمْعِ فَيْءٍ : أَفْيَاءٌ ، وَهِيَ لِلْعَدَدِ الْقَلِيلِ ، وَفُيُوءٌ لِلْكَثِيرِ كَالنُّفُوسِ وَالْعُيُونِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=48ظِلَالُهُ ) أَضَافَ الظِّلَالَ إِلَى مُفْرَدٍ ، وَمَعْنَاهُ الْإِضَافَةُ إِلَى ذَوِي الظِّلَالِ ، وَإِنَّمَا حَسُنَ هَذَا ; لِأَنَّ الَّذِي عَادَ إِلَيْهِ الضَّمِيرُ وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فِي اللَّفْظِ وَهُوَ قَوْلُهُ : إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ ، إِلَّا أَنَّهُ كَثِيرٌ فِي الْمَعْنَى ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=13لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ) [ الزُّخْرُفِ : 13 ] فَأَضَافَ الظُّهُورَ وَهُوَ جَمْعٌ ، إِلَى ضَمِيرٍ مُفْرَدٍ ، لِأَنَّهُ يَعُودُ إِلَى وَاحِدٍ أُرِيدَ بِهِ الْكَثْرَةُ وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=12مَا تَرْكَبُونَ ) هَذَا كُلُّهُ كَلَامُ
الْوَاحِدِيِّ وَهُوَ بَحْثٌ حَسَنٌ .