(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) .
اعلم أن تلك الأنواع الثلاثة من الأدعية كان المطلوب فيها الترك وكانت مقرونة بلفظ ( ربنا ) وأما هذا الدعاء الرابع ، فقد حذف منه لفظ ( ربنا ) وظاهره يدل على طلب الفعل ففيه سؤالان :
السؤال الأول : لم لم يذكر هاهنا لفظ " ربنا " ؟
الجواب : النداء إنما يحتاج إليه عند البعد ، أما عند القرب فلا ; وإنما حذف النداء إشعارا بأن العبد إذا واظب على التضرع نال القرب من الله تعالى وهذا سر عظيم يطلع منه على أسرار أخر .
السؤال الثاني : ما
nindex.php?page=treesubj&link=19958_20033الفرق بين العفو والمغفرة والرحمة ؟
الجواب : أن العفو أن يسقط عنه العقاب ، والمغفرة أن يستر عليه جرمه صونا له من عذاب التخجيل والفضيحة ، كأن العبد يقول : أطلب منك العفو وإذا عفوت عني فاستره علي فإن الخلاص من عذاب القبر إنما يطيب إذا حصل عقيبه الخلاص من عذاب الفضيحة ، والأول : هو العذاب الجسماني ، والثاني : هو العذاب الروحاني ، فلما تخلص منهما أقبل على طلب الثواب ، وهو أيضا قسمان : ثواب جسماني وهو نعيم الجنة ولذاتها وطيباتها ، وثواب روحاني وغايته أن يتجلى له نور جلال الله تعالى ، وينكشف له بقدر الطاقة علو كبرياء الله وذلك بأن يصير غائبا عن كل ما سوى الله تعالى ، مستغرقا بالكلية في نور حضور جلال الله تعالى ، فقوله ( وارحمنا ) طلب للثواب الجسماني وقوله بعد ذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286أنت مولانا ) طلب للثواب الروحاني ، ولأن يصير العبد مقبلا بكليته على الله تعالى لأن قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286أنت مولانا ) خطاب للحاضرين ، ولعل كثيرا من
[ ص: 131 ] المتكلمين يستبعدون هذه الكلمات ، ويقولون : إنها من باب الطاعات ، ولقد صدقوا فيما يقولون ، فذلك مبلغهم من العلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ) [ النجم : 30 ] .
وفي قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286أنت مولانا ) فائدة أخرى ، وذلك أن هذه الكلمة تدل على نهاية الخضوع والتذلل والاعتراف بأنه سبحانه هو المتولي لكل نعمة يصلون إليها ، وهو المعطي لكل مكرمة يفوزون بها فلا جرم أظهروا عند الدعاء أنهم في كونهم متكلمين على فضله وإحسانه بمنزلة الطفل الذي لا تتم مصلحته إلا بتدبير قيمه ، والعبد الذي لا ينتظم شمل مهماته إلا بإصلاح مولاه ، فهو سبحانه قيوم السماوات والأرض ، والقائم بإصلاح مهمات الكل ، وهو المتولي في الحقيقة للكل ، على ما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=40نعم المولى ونعم النصير ) [ الأنفال : 40 ] ونظير هذه الآية (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257الله ولي الذين آمنوا ) [ البقرة : 257 ] أي ناصرهم ، وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4فإن الله هو مولاه ) [ التحريم : 4 ] أي ناصره ، وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ) [ محمد : 11 ] .
ثم قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28973_32054 ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286فانصرنا على القوم الكافرين ) أي انصرنا عليهم في محاربتنا معهم ، وفي مناظرتنا بالحجة معهم ، وفي إعلاء دولة الإسلام على دولتهم على ما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=33ليظهره على الدين كله ) [ التوبة : 33 ] ومن المحققين من قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286فانصرنا على القوم الكافرين ) المراد منه إعانة الله بالقوة الروحانية الملكية على قهر القوى الجسمانية الداعية إلى ما سوى الله ، وهذا آخر السورة .
وروى
الواحدي رحمه الله عن
مقاتل بن سليمان أنه
nindex.php?page=treesubj&link=28878لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء أعطي خواتيم سورة البقرة ، فقالت الملائكة : إن الله عز وجل قد أكرمك بحسن الثناء عليك بقوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمن الرسول ) فسله وارغب إليه ، فعلمه جبريل عليهما الصلاة والسلام كيف يدعو ، فقال محمد صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285غفرانك ربنا وإليك المصير ) فقال الله تعالى : " قد غفرت لكم " فقال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا تؤاخذنا ) فقال الله : " لا أؤاخذكم " فقال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ولا تحمل علينا إصرا ) فقال : " لا أشدد عليكم " فقال محمد ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) فقال : " لا أحملكم ذلك " فقال محمد ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286واعف عنا واغفر لنا وارحمنا ) فقال الله تعالى : " قد عفوت عنكم وغفرت لكم ورحمتكم وأنصركم على القوم الكافرين " وفي بعض الروايات أن
محمدا صلى الله عليه وسلم كان يذكر هذه الدعوات ، والملائكة كانوا يقولون آمين .
وهذا المسكين البائس الفقير كاتب هذه الكلمات يقول : إلهي وسيدي كل ما طلبته وكتبته ما أردت به إلا وجهك ومرضاتك ، فإن أصبت فبتوفيقك أصبت فاقبله من هذا المكدي بفضلك وإن أخطأت فتجاوز عني بفضلك ورحمتك يا من لا يبرمه إلحاح الملحين ، ولا يشغله سؤال السائلين . وهذا آخر الكلام في تفسير هذه السورة والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا
محمد النبي وعلى آله وأصحابه وسلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) .
اعْلَمْ أَنَّ تِلْكَ الْأَنْوَاعَ الثَّلَاثَةَ مِنَ الْأَدْعِيَةِ كَانَ الْمَطْلُوبُ فِيهَا التَّرْكَ وَكَانَتْ مَقْرُونَةً بِلَفْظِ ( رَبَّنَا ) وَأَمَّا هَذَا الدُّعَاءُ الرَّابِعُ ، فَقَدْ حُذِفَ مِنْهُ لَفْظُ ( رَبَّنَا ) وَظَاهِرُهُ يَدُلُّ عَلَى طَلَبِ الْفِعْلِ فَفِيهِ سُؤَالَانِ :
السُّؤَالُ الْأَوَّلُ : لِمَ لَمْ يُذْكَرْ هَاهُنَا لَفْظُ " رَبَّنَا " ؟
الْجَوَابُ : النِّدَاءُ إِنَّمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ عِنْدَ الْبُعْدِ ، أَمَّا عِنْدَ الْقُرْبِ فَلَا ; وَإِنَّمَا حُذِفَ النِّدَاءُ إِشْعَارًا بِأَنَّ الْعَبْدَ إِذَا وَاظَبَ عَلَى التَّضَرُّعِ نَالَ الْقُرْبَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَهَذَا سِرٌّ عَظِيمٌ يَطَّلِعُ مِنْهُ عَلَى أَسْرَارٍ أُخَرَ .
السُّؤَالُ الثَّانِي : مَا
nindex.php?page=treesubj&link=19958_20033الْفَرْقُ بَيْنَ الْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ ؟
الْجَوَابُ : أَنَّ الْعَفْوَ أَنْ يُسْقِطَ عَنْهُ الْعِقَابَ ، وَالْمَغْفِرَةَ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ جُرْمَهُ صَوْنًا لَهُ مِنْ عَذَابِ التَّخْجِيلِ وَالْفَضِيحَةِ ، كَأَنَّ الْعَبْدَ يَقُولُ : أَطْلُبُ مِنْكَ الْعَفْوَ وَإِذَا عَفَوْتَ عَنِّي فَاسْتُرْهُ عَلَيَّ فَإِنَّ الْخَلَاصَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ إِنَّمَا يَطِيبُ إِذَا حَصَلَ عَقِيبَهُ الْخَلَاصُ مِنْ عَذَابِ الْفَضِيحَةِ ، وَالْأَوَّلُ : هُوَ الْعَذَابُ الْجُسْمَانِيُّ ، وَالثَّانِي : هُوَ الْعَذَابُ الرُّوحَانِيُّ ، فَلَمَّا تَخَلَّصَ مِنْهُمَا أَقْبَلَ عَلَى طَلَبِ الثَّوَابِ ، وَهُوَ أَيْضًا قِسْمَانِ : ثَوَابٌ جُسْمَانِيٌّ وَهُوَ نَعِيمُ الْجَنَّةِ وَلَذَّاتُهَا وَطَيِّبَاتُهَا ، وَثَوَابٌ رُوحَانِيٌّ وَغَايَتُهُ أَنْ يَتَجَلَّى لَهُ نُورُ جَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَيَنْكَشِفَ لَهُ بِقَدْرِ الطَّاقَةِ عُلُوُّ كِبْرِيَاءِ اللَّهِ وَذَلِكَ بِأَنْ يَصِيرَ غَائِبًا عَنْ كُلِّ مَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى ، مُسْتَغْرِقًا بِالْكُلِّيَّةِ فِي نُورِ حُضُورِ جَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَوْلُهُ ( وَارْحَمْنَا ) طَلَبٌ لِلثَّوَابِ الْجُسْمَانِيِّ وَقَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286أَنْتَ مَوْلَانَا ) طَلَبٌ لِلثَّوَابِ الرُّوحَانِيِّ ، وَلِأَنْ يَصِيرَ الْعَبْدُ مُقْبِلًا بِكُلِّيَّتِهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286أَنْتَ مَوْلَانَا ) خِطَابٌ لِلْحَاضِرِينَ ، وَلَعَلَّ كَثِيرًا مِنَ
[ ص: 131 ] الْمُتَكَلِّمِينَ يَسْتَبْعِدُونَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ ، وَيَقُولُونَ : إِنَّهَا مِنْ بَابِ الطَّاعَاتِ ، وَلَقَدْ صَدَقُوا فِيمَا يَقُولُونَ ، فَذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=30إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى ) [ النَّجْمِ : 30 ] .
وَفِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286أَنْتَ مَوْلَانَا ) فَائِدَةٌ أُخْرَى ، وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ تَدُلُّ عَلَى نِهَايَةِ الْخُضُوعِ وَالتَّذَلُّلِ وَالِاعْتِرَافِ بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْمُتَوَلِّي لِكُلِّ نِعْمَةٍ يَصِلُونَ إِلَيْهَا ، وَهُوَ الْمُعْطِي لِكُلِّ مَكْرُمَةٍ يَفُوزُونَ بِهَا فَلَا جَرَمَ أَظْهَرُوا عِنْدَ الدُّعَاءِ أَنَّهُمْ فِي كَوْنِهِمْ مُتَكَلِّمِينَ عَلَى فَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ بِمَنْزِلَةِ الطِّفْلِ الَّذِي لَا تَتِمُّ مَصْلَحَتُهُ إِلَّا بِتَدْبِيرِ قَيِّمِهِ ، وَالْعَبْدِ الَّذِي لَا يَنْتَظِمُ شَمْلُ مُهِمَّاتِهِ إِلَّا بِإِصْلَاحِ مَوْلَاهُ ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ قَيُّومُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَالْقَائِمُ بِإِصْلَاحِ مُهِمَّاتِ الْكُلِّ ، وَهُوَ الْمُتَوَلِّي فِي الْحَقِيقَةِ لِلْكُلِّ ، عَلَى مَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=40نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) [ الْأَنْفَالِ : 40 ] وَنَظِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ) [ الْبَقَرَةِ : 257 ] أَيْ نَاصِرُهُمْ ، وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ ) [ التَّحْرِيمِ : 4 ] أَيْ نَاصِرُهُ ، وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ) [ مُحَمَّدٍ : 11 ] .
ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28973_32054 ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) أَيِ انْصُرْنَا عَلَيْهِمْ فِي مُحَارَبَتِنَا مَعَهُمْ ، وَفِي مُنَاظَرَتِنَا بِالْحُجَّةِ مَعَهُمْ ، وَفِي إِعْلَاءِ دَوْلَةِ الْإِسْلَامِ عَلَى دَوْلَتِهِمْ عَلَى مَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=33لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) [ التَّوْبَةِ : 33 ] وَمِنَ الْمُحَقِّقِينَ مَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) الْمُرَادُ مِنْهُ إِعَانَةُ اللَّهِ بِالْقُوَّةِ الرُّوحَانِيَّةِ الْمَلَكِيَّةِ عَلَى قَهْرِ الْقُوَى الْجُسْمَانِيَّةِ الدَّاعِيَةِ إِلَى مَا سِوَى اللَّهِ ، وَهَذَا آخِرُ السُّورَةِ .
وَرَوَى
الْوَاحِدِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ
مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28878لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ أُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَكْرَمَكَ بِحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ بِقَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285آمَنَ الرَّسُولُ ) فَسَلْهُ وَارْغَبْ إِلَيْهِ ، فَعَلَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَيْفَ يَدْعُو ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : " قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " فَقَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لَا تُؤَاخِذْنَا ) فَقَالَ اللَّهُ : " لَا أُؤَاخِذُكُمْ " فَقَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا ) فَقَالَ : " لَا أُشَدِّدُ عَلَيْكُمْ " فَقَالَ مُحَمَّدٌ ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) فَقَالَ : " لَا أُحَمِّلُكُمْ ذَلِكَ " فَقَالَ مُحَمَّدٌ ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ) فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : " قَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ وَغَفَرْتُ لَكُمْ وَرَحِمْتُكُمْ وَأَنْصُرُكُمْ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَذْكُرُ هَذِهِ الدَّعَوَاتِ ، وَالْمَلَائِكَةُ كَانُوا يَقُولُونَ آمِينَ .
وَهَذَا الْمِسْكِينُ الْبَائِسُ الْفَقِيرُ كَاتِبُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ يَقُولُ : إِلَهِي وَسَيِّدِي كُلُّ مَا طَلَبْتُهُ وَكَتَبْتُهُ مَا أَرَدْتُ بِهِ إِلَّا وَجْهَكَ وَمَرْضَاتَكَ ، فَإِنْ أَصَبْتُ فَبِتَوْفِيقِكَ أَصَبْتُ فَاقْبَلْهُ مِنْ هَذَا الْمُكْدِي بِفَضْلِكَ وَإِنْ أَخْطَأْتُ فَتَجَاوَزْ عَنِّي بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا مَنْ لَا يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ ، وَلَا يَشْغَلُهُ سُؤَالُ السَّائِلِينَ . وَهَذَا آخِرُ الْكَلَامِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ السُّورَةِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ .