654 -
nindex.php?page=showalam&ids=14567أبو بكر الشبلي
ومنهم المجتذب الولهان ، المستلب السكران ، الوارد العطشان ، اجتذب
[ ص: 367 ] عن الكدور والأغيار ، واستلب إلى الحضور والأنوار ، وسقي بالدنان ، وارتهن ممتلئا ريان ،
أبو بكر الشهير بالشبلي .
سمعت
عمر البناء المزوق البغدادي -
بمكة - يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29411ليس من احتجب بالخلق عن الحق ، كمن احتجب بالحق عن الخلق وليس من جذبته أنوار قدسه إلى أنسه كمن جذبته أنوار رحمته إلى مغفرته .
سمعت
محمد بن علي بن حبيش يقول : أدخل
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي دار المرضى ليعالج فدخل عليه
nindex.php?page=showalam&ids=15480علي بن عيسى الوزير عائدا فأقبل على الوزير فقال : ما فعل ربك ؟ فقال الوزير : في السماء يقضي ويمضي ، فقال : سألتك عن الرب الذي تعبده لا عن الرب الذي لا تعبده - يريد
nindex.php?page=showalam&ids=15297الخليفة المقتدر - فقال
علي لبعض حاضريه : ناظره ، فقال الرجل : يا
أبا بكر سمعتك تقول في حال صحتك :
nindex.php?page=treesubj&link=29411كل صديق بلا معجزة كذاب ، وأنت صديق فما معجزتك ؟ قال : معجزتي أن تعرض خاطري في حال صحوي على خاطري في حال سكري فلا يخرجان عن موافقة الله تعالى .
سمعت
أبا نصر النيسابوري يقول : سمعت
أبا زرعة الطبري ، يحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15850خير النساج ، قال : كنا في المسجد ، فجاءنا
nindex.php?page=showalam&ids=14567nindex.php?page=treesubj&link=28807الشبلي وهو سكران ، فنظرنا ولم يكلمنا ، فانهجم على
الجنيد في بيته وهو جالس مع امرأته مكشوفة الرأس ، فهمت أن تغطي رأسها ، فقال لها
الجنيد : لا عليك ليس هو هناك ، قال : فصفق على رأس
الجنيد ، وأنشأ يقول :
عودوني الوصال والوصال عذب ورموني بالصد والصد صعب زعموا حين عاتبوا أن جرمي
فرط حبي لهم وما ذاك ذنب لا وحسن الخضوع عند التلاقي
ما جزى من يحب إلا بحب
ثم ولى
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي فضرب
الجنيد رجليه ، وقال : هو ذاك ، وخر مغشيا عليه .
أنشدنا
محمد بن إبراهيم بن أحمد ، قال : أنشدني
أبو محمد عبد الله بن محمد الحزبي ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين :
والهجر لو سكن الجنان تحولت nindex.php?page=treesubj&link=30405_30387نعم الجنان على العبيد جحيما
والوصل لو سكن الجحيم تحولت حر السعير على العباد نعيما
[ ص: 368 ] سمعت
محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت
أبا الحسن المالكي ،
بطرسوس يقول : اعتل
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي علة شديدة فأرجفوا بموته فبادرنا إلى داره فاتفق عنده
ابن عطاء ،
وجعفر الخلدي ، وجماعة من كبار أصحاب
الجنيد ، قال : فرفع رأسه فقال لهم : ما لكم ؟ إيش القصة ؟ قال : فقلت - وكنت أجرأهم عليه - : ما لنا ؟ جئنا إلى جنازتك ، فاستوى جالسا ، فقال : الجوار الجوار ،
nindex.php?page=treesubj&link=29554أموات جاءوا إلى جنازة حي ، ثم قال لهم : ويحكم ، أحسب أني قد مت فيكم ، من يقدر أن يحمل هيكلي ؟ .
سمعت
محمد بن إبراهيم يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29554وقفت بعرفة فطالبت الوقت فما رأيت أحدا له في التوحيد نفس ، ثم رحمتهم فقلت : يا سيدي إن منعتهم إرادتك فيهم فلا تمنعهم مناهم منك .
سمعت
محمد بن أحمد بن يعقوب الوراق يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29554ليس للمريد فترة ، ولا للعارف معرفة ، ولا للمعرفة علاقة ، ولا للمحب سكون ولا للصادق دعوى ، ولا للخائف قرار ، ولا للخلق من الله فرار ، قال : وسمعته يقول : اللحظة كفر والخطرة شرك ، والإشارة مكر ، واللحظة حرمان والخطرة خذلان ، والإشارة هجران .
سمعت
عثمان بن محمد العثماني يقول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي :
nindex.php?page=treesubj&link=29554من انقطع اتصل ، ومن اتصل انفصل .
سمعت
أبا القاسم عبد السلام بن محمد المخرمي يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي وسئل عن قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28684_19769_19736_29011ادعوني أستجب لكم ) قال : ادعوني بلا غفلة أستجب لكم بلا مهلة .
سمعت
محمد بن إبراهيم يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29554اشتغل الناس بالحروف ، واشتغل أهل الحق بالحدود ، فمن اشتغل بالحروف اشتغل بها خشية الغلبة ، ومن اشتغل بالحدود اشتغل بها خشية الفضيحة .
سمعت
أبا نصر النيسابوري يقول : سمعت
أبا علي أحمد بن محمد يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29554قوم أصحاء جئتم إلى مجنون ، أي فائدة لكم في ؟ أدخلت المارستان كذا وكذا مرة ، وأسقيت من الدواء كذا وكذا دواء ، فلم أزدد إلا جنونا .
[ ص: 369 ] سمعت
محمد بن أحمد بن يعقوب الوراق يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي وسئل عن المحبة ، فقال :
nindex.php?page=treesubj&link=29554_29416المحبة الفراغ للحبيب ، وترك الاعتراض على الرقيب ، قال : وسمعته يقول : إذا ظننت أني فقدت فحينئذ قد وجدت ، وإذا ظننت أني وجدت فهناك فقدت قال : وسمعته يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29416صراط الأولياء المحبة ، وقال : المحبة الكاملة أن تحبه من قبله ، وقال : من أحب الله من قبل بر الله فهو مشرك .
سمعت
أبا بكر محمد بن أحمد بن يعقوب الوراق يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567أبا بكر الشبلي يقول : صاحب الهمة لا يشتغل بشيء ، وصاحب الإرادة يشتغل بشيء ، وقال :
nindex.php?page=treesubj&link=29554_19946الهمة لله وما دونه ليس بهمة ، قال : وسمعته يقول : ما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مردود إليكم محدث مصنوع ، وقال : من قال : الله بالعادة فهو أحمق ، ومن قال بالعرض فهو أخرق ، ومن قال بالإخلاص فالشرك وطنه ، ومن قال : الله على أنها حقيقة للحق جهل بالله ظنه ، ومن قال : الله معتصما بها فقد جهل أوليته حتى يقول : الله بالله ، قال : وسمعته ينشد في مجلسه :
الغيب رطب ينادي يا غافلين الصبوح
فقلت : أهلا وسهلا ما دام في الجسم روح
سمعت
محمد بن الحسين بن موسى يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14333محمد بن عبد الله الرازي يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول : الأرواح تلطفت فتعلقت عند لدغات الحقيقة فلم تر غير الحق معبودا يستحق العبادة فأيقنت أن
nindex.php?page=treesubj&link=29554المحدث لا يدرك القديم بصفات معلولة فإذا صفاه الحق أوصله إليه ، لا وصل هو .
سمعت
محمد بن إبراهيم أبا طاهر يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29554تاهت الخليقة في العلم ، وتاه العلم في الاسم ، وتاه الاسم في الذات ، وسمعته كثيرا ينشد :
ودادكم هجر وحبكم قلى ووصلكم صرم وسلمكم حرب
وسمعته ينشد كثيرا :
لما بدا طالعا غابت لهيبته شمس النهار ولم يطلع لنا قمر
سمعت
أبا نصر النيسابوري يقول : سمعت
أحمد بن محمد الخطيب يقول : سمعت
[ ص: 370 ] بكيرا تلميذ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول له : يا أستاذ أين أبغيه ؟ فقال له : ثكلتك أمك ،
nindex.php?page=treesubj&link=33679وهل يبغى من يأخذ السماوات على أصبع ، والأرضين على أصبع فيهزهما ويقول : أنا الملك أين الملوك ؟ إن الله لم يحتجب عن خلقه ، وإنما الخلق احتجبوا عنه بحب الدنيا .
سمعت
أبا نصر يقول : سمعت
أحمد بن محمد النهاوندي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=19586مات للشبلي ابن كان اسمه غالبا ، فجزت أمه شعرها عليه ، وكان للشبلي لحية كبيرة فأمر بحلق الجميع ، فقيل له : يا أستاذ ما حملك على هذا ؟ فقال : جزت هذه شعرها على مفقود ، فكيف لا أحلق لحيتي أنا على موجود ؟ .
سمعت
أبا نصر النيسابوري يقول : سمعت
أحمد بن محمد الخطيب يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=28657_28662من اطلع على ذرة من علم التوحيد حمل السماوات والأرضين على شعرة من جفن عينيه .
سمعت
أبا نصر يقول : سمعت
أحمد يقول : حضرت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي وسئل عن قول بعضهم :
nindex.php?page=treesubj&link=32928_32929لا تغرنكم هذه القبور وهدوها فكم من فرح مسرور ، وداع بالويل والثبور ، فقال : أيما هي القبور عندك ؟ قال : قبور الأموات ، فقال : لا بل أنتم القبور : كل واحد منكم مدفون ، فالمعرض عن الله داع بالويل والثبور ، والمقبل على الله الفرح المسرور ، ثم أنشأ يقول :
قبور الورى تحت التراب وللهوى رجال لهم تحت الثياب قبور
فقلت له : يا سيدي ونعد في الموتى ؟ فقال :
يحبك قلبي ما حييت فإن أمت يحبك عظم في التراب رميم
سمعت
أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي -
بنيسابور - يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي وسئل عن الزهد ، فقال : تحويل القلب من الأشياء إلى رب الأشياء ، وقال :
nindex.php?page=treesubj&link=18467_18480من عرف الله ، خضع له كل شيء ; لأنه عاين أثر ملكه فيه ، قال : وسمعته يقول وقال له رجل : ادع الله لي ، فأنشأ يقول :
مضى زمن والناس يستشفعون بي فهل لي إلى ليلي الغداة شفيع
وقال له رجل : يا
أبا بكر ، نراك جسيما بدينا والمحبة تضني ، فأنشأ يقول :
[ ص: 371 ] أحب قلبي وما درى بدني ولو درى ما أقام في السمن
سمعت
أبا طاهر محمد بن إبراهيم يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567أبا بكر الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=19785_19786_19787_19788_19789_19790_19791إن الله تعالى موجود عند الناظرين في صنعه ، مفقود عند الناظرين في ذاته .
أخبرني
جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - وحدثني عنه
محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567أبا بكر الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29554_29404التصوف لا حال يقل ، ولا سماء يظل .
سمعت
أبا بكر محمد بن أحمد المفيد يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد - وأقبل يوما على
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي - يقول : حرام عليك يا
أبا بكر إن كلمت أحدا فإن
nindex.php?page=treesubj&link=29411_29554الخلق غرقى عن الله وأنت غرق في الله .
سمعت
محمد بن الحسين بن موسى يقول : سمعت
محمد بن عبد الله يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39يمحوا الله ما يشاء ويثبت ) ، قال : يمحو ما يشاء من شهود العبودية وأوصافها ، ويثبت ما يشاء من شواهد الربوبية ودلائلها ، وسئل عن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=3والذين هم عن اللغو معرضون ) فقال :
nindex.php?page=treesubj&link=29554كل ما دون الله لغو ، وكان يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29554حفظ الأسرار صونها عن رؤية الأغيار ، وكان يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29554الغيرة غيرتان : غيرة البشرية وغيرة الإلهية على الوقت أن يضيع فيما سوى الله .
أخبرني
جعفر بن محمد في - كتابه - وحدثني عنه
محمد بن إبراهيم ، قال : حضرت وفاة
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي فأمسك لسانه وعرق جبينه ، فأشار إلى وضوء الصلاة فوضأته ونسيت التخليل ، تخليل لحيته ، فقبض على يدي وأدخل أصابعي في لحيته يخللها ، فبكيت وقلت :
nindex.php?page=treesubj&link=28807أي شيء يتهيأ أن يقال لرجل لم يذهب عليه تخليل لحيته في الوضوء عند نزوع روحه وإمساك لسانه وعرق جبينه ؟ .
سمعت
عبد الواحد بن محمد بن عمرو يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15574بندار بن الحسين يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567nindex.php?page=treesubj&link=30306الشبلي يقول : وكان أكثر اقتراح
الجنيد على القوالين هذه الأبيات :
فلو أن لي في كل يوم وليلة ثمانين بحرا من دموع تدفق
لأفنيتها حتى ابتدأت بغيرها وهذا قليل للفتى حين يعشق
أهيم به حتى الممات لشقوتي وحولي من الحب المبرح خندق
وفوقي سحاب تمطر الشوق والهوى وتحتي عيون للهوى تتدفق
[ ص: 372 ] سمعت
محمد بن الحسين بن موسى يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=11943أبا بكر الرازي يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29554ما أحوج الناس إلى سكرة ، فقلت : يا سيدي أي سكرة ؟ فقال : سكرة تغنيهم عن ملاحظة أنفسهم وأفعالهم وأحوالهم ، وأنشأ يقول :
وتحسبني حيا وإني لميت وبعضي من الهجران يبكي على بعض
سمعت
أحمد بن محمد بن مقسم يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567أبا بكر الشبلي يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=30491والله ما أعطيت فيه الرشوة قط ، ولا رضيت بسواه ، ولقد تاه عقلي فيه ، وربما قال : غلبت ثماني وعشرين مرة حتى قيل لي مجنون ليلى فرضيت ، ثم أنشد :
قالوا جننت على ليلى فقلت لهم الحب أيسره ما بالمجانين
ثم أنشد وقال :
جننا على ليلى وجنت بغيرنا وأخرى بنا مجنونة لا نريدها
ثم أنشد :
ولو قلت طأ في النار بادرت نحوها سرورا لأني قد خطرت ببالكا
ثم أنشد :
سألبس للصبر ثوبا جميلا وأدرج ليلي ليلا طويلا
وأصبر بالرغم لا بالرضا أعلل نفسي قليلا قليلا
ثم أنشد وقال :
تنقب وزر فقلت لهم أشهر ما كنت حين أتنقب
إن عرفوني وأثبتوا صفتي أصبحت درا والدر ينتهب
سمعت
أحمد بن محمد بن مقسم يقول : حضرت
nindex.php?page=showalam&ids=14567أبا بكر الشبلي وسئل عن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=29559_29021إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) ، فقال : لمن كان الله قلبه ، وأنشد :
ليس مني قلب إليك معنى كل عضو مني إليك قلوب
وتلا قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=7فإذا برق البصر nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=8وخسف القمر ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=12إلى ربك يومئذ المستقر ) ، فلحقوا فهم ما أشار إليهم ، فقال بعضهم : متى ما يصح ذا ؟ قال : إذا كانت الدنيا والآخرة حلما والله تعالى يقظة ، وأنشد :
دع الأقمار تغرب أو تنير لنا بدر تذل له البدور
لنا من نوره في كل وقت ضياء ما تغيره الدهور
أنشدني
منصور بن محمد المقري ، قال : أنشدني
أحمد بن نصر بن منصور [ ص: 373 ] الشاذابي المقري ، قال : قيل
nindex.php?page=showalam&ids=14567لأبي بكر الشبلي :
nindex.php?page=treesubj&link=27209مزقت وأبليت كل ملبوسك والعيد قد أقبل والناس يتزينون وأنت هكذا ، فأنشأ يقول :
قالوا أتى العيد ماذا أنت لابسه ؟ فقلت خلعة ساق حبه جزعا
فقر وصبرهما ثوباي تحتهما قلب يرى إلفه الأعياد والجمعا
الدهر لي مأتم إن غبت يا أملي والعيد ما كنت لي مرءا ومستمعا
أحرى الملابس ما تلقى الحبيب به يوم التزاور في الثوب الذي خلعا
سمعت
منصور بن محمد يقول : دخل
أبو الفتح بن شفيع عليه عائدا في دار المرضى ، قال : فسمعت صياحه يقول :
صح عند الناس أني عاشق غير أن لم يعلموا عشقي لمن
سمعت
محمد بن الحسين بن موسى يقول : سمعت
أبا القاسم عبد الله بن محمد الدمشقي يقول : وقفت يوما على حلقة
nindex.php?page=showalam&ids=14567أبي بكر الشبلي فوقف سائل على حلقته وجعل يقول : يا الله ، يا جواد ، فتأوه
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي وصاح وقال :
nindex.php?page=treesubj&link=29554_28708_29444كيف يمكنني أن أصف المحق بالجود ومخلوق يقول في شكله :
تعود بسط الكف حتى لو انه ثناها لقبض لم تجبه أنامله
تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت آمله
ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله
ثم بكى وقال : بلى يا جواد ، فإنك أوجدت تلك الجوارح ، وبسطت تلك الهموم ، ثم مننت بعد ذلك على أقوام بالاستغناء عنهم وعما في أيديهم بك ، فإنك الجواد ، كل الجواد ، فإنهم يعطون عن محدود وعطاؤك لا حد له ولا صفة ، فيا جواد ، يعلو كل جواد ، وبه جاد من جاد .
سمعت
منصور بن محمد يقول : سمعت
أحمد بن منصور بن نصر يقول : جاء ذات يوم
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي إلى
أبي بكر بن مجاهد ، وكان في مسجده غائبا ، فسأل عنه فقيل له : هو عند
علي بن عيسى ، فقصد دار
علي ، فاستأذن فقيل
nindex.php?page=showalam&ids=14567أبو بكر الشبلي يستأذنك ، فقال
أبو بكر بن مجاهد لعلي بن عيسى : اليوم أريك من
[ ص: 374 ] nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي عجبا ، فلما دخل وقعد قال له
أبو بكر بن مجاهد : يا
أبا بكر ، أخبرت أنك تحرق الثياب والخبز والأطعمة وما ينتفع به الناس من منافعهم ومصالحهم ، أين هذا من العلم والشرع ؟ فقال له : قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=33فطفق مسحا بالسوق والأعناق ) ، أين هذا من العلم ؟ فسكت
أبو بكر بن مجاهد ، وقال
لعلي : كأني لم أقرأها قط وبلغني عن غيره أنهم عاتبوه في مثله ، فتلا هذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ) وتلا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=26إنني براء مما تعبدون ) ،
nindex.php?page=treesubj&link=29554هذه الأطعمة ، وهذه الشهوات حقيقة الخلق ومعبودهم ، أبرأ منهم وأحرقه .
سمعت
أحمد بن محمد بن مقسم يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14567أبا بكر الشبلي يقول : نظرت في ذل كل ذي ذل فزاد ذلي عليهم ، ونظرت في عز كل ذي عز فزاد عزي عليهم ، فإذا عزهم ذل في عزي ، وتلا في أثره (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) ، وكان يقول :
nindex.php?page=treesubj&link=29703_29689من اعتز بذي العز فذو العز له عز ، وقال :
أظلت علينا منك يوما غمامة أضاء لها برق وأبطأ رشاشها
فلا غيمها يجلو فييأس طامع ولا غيثها يأتي فيروى عطاشها
فقال له رجل : يا
أبا بكر ، أخبرني عن توحيد مجرد بلسان حق مفرد ، فقال : ويحك من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد ، ومن أشار إليه فهو ثنوي ، ومن أومأ إليه فهو عابد وثن ، ومن نطق فيه فهو غافل ، ومن سكت عنه فهو جاهل ، ومن أري أنه عتيد فهو بعيد ، ومن تواجد فهو فاقد ، وسأله رجل عن مقام التوبة ، فقال له : يطرق سمعي من كتاب الله ما يحدوني على ترك الأشياء والإعراض عن الدنيا ، ثم أرد إلى نفسي وإلى أحوالي وإلى الناس ، ثم لا أبقى على هذا ولا على هذا ، وأرجع إلى الوطن الأول مما كنت عليه من سماعي القرآن ، فقال له : يقول الله : ما طرق سمعك من القرآن فاجتذبك به إلي فهو عطف مني عليك ، ولطف مني بك ، وما أردك به إلى نفسك فهو شفقة مني لك لأنك لم يصح لك التبرؤ من الحول والقوة في التوجه إلي ، وسئل عن حقيقة الذكر فقال : نسيان القوى ، وسئل عن
nindex.php?page=treesubj&link=28679_19654التوكل ، فقال : أن يحملك فيما حملك ، وسئل عن
nindex.php?page=treesubj&link=19985_19986_19987الخوف ، فقال : أن تخاف أن يسلمك إليك ، وسئل عن الرجاء ، فقال :
[ ص: 375 ] ترجو أن لا يقطع بك دونه ، وسئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : جعل رزقي تحت سيفي فقال : سيفه الله ، فأما ذو الفقار فهو قطعة حديد .
سمعت
محمد بن الحسين بن موسى يقول : سمعت
أبا العباس محمد بن الحسن الخشاب يقول : سمعت بعض أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي يقول : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشبلي في المنام ، فقلت له : يا
أبا بكر ،
nindex.php?page=treesubj&link=18569_18567من أسعد أصحابك بصحبتك ؟ فقال : أعظمهم لحرمات الله ، وألهجهم بذكر الله ، وأقومهم بحق الله ، وأسرعهم مبادرة في مرضاة الله ، وأعرفهم بنقصانه ، وأكثرهم تعظيما لما عظم الله من حرمة عباده .
قال الشيخ : ذكر جماعة من أعلام العارفين أدركنا أيامهم ، انتشرت في العالم أحوالهم لاعتصامهم بالشرع المتين ، فكانوا به عالمين وعاملين ، وبمعاني الأحوال عارفين قائمين ، وبمكارم الأخلاق متمسكين آخذين ، ذكرت عن كل واحد منهم نبذا مما نقل إلينا من أقوالهم الحميدة وأحوالهم الشديدة .
654 -
nindex.php?page=showalam&ids=14567أَبُو بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ
وَمِنْهُمُ الْمُجْتَذَبُ الْوَلْهَانُ ، الْمُسْتَلَبُ السَّكْرَانُ ، الْوَارِدُ الْعَطْشَانُ ، اجْتُذِبَ
[ ص: 367 ] عَنِ الْكُدُورِ وَالْأَغْيَارِ ، وَاسْتُلِبَ إِلَى الْحُضُورِ وَالْأَنْوَارِ ، وَسُقِيَ بِالدِّنَانِ ، وَارْتُهِنَ مُمْتَلِئًا رَيَّانَ ،
أبو بكر الشهير بالشبلي .
سَمِعْتُ
عمر البناء المزوق البغدادي -
بِمَكَّةَ - يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29411لَيْسَ مَنِ احْتَجَبَ بِالْخَلْقِ عَنِ الْحَقِّ ، كَمَنِ احْتَجَبَ بِالْحَقِّ عَنِ الْخَلْقِ وَلَيْسَ مَنْ جَذَبَتْهُ أَنْوَارُ قُدْسِهِ إِلَى أُنْسِهِ كَمَنْ جَذَبَتْهُ أَنْوَارُ رَحْمَتِهِ إِلَى مَغْفِرَتِهِ .
سَمِعْتُ
محمد بن علي بن حبيش يَقُولُ : أُدْخِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيُّ دَارَ الْمَرْضَى لِيُعَالَجَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=15480عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْوَزِيرُ عَائِدًا فَأَقْبَلَ عَلَى الْوَزِيرِ فَقَالَ : مَا فَعَلَ رَبُّكَ ؟ فَقَالَ الْوَزِيرُ : فِي السَّمَاءِ يَقْضِي وَيَمْضِي ، فَقَالَ : سَأَلْتُكَ عَنِ الرَّبِّ الَّذِي تَعْبُدُهُ لَا عَنِ الرَّبِّ الَّذِي لَا تَعْبُدُهُ - يُرِيدُ
nindex.php?page=showalam&ids=15297الْخَلِيفَةَ الْمُقْتَدِرَ - فَقَالَ
علي لِبَعْضِ حَاضِرِيهِ : نَاظِرْهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا
أبا بكر سَمِعْتُكَ تَقُولُ فِي حَالِ صِحَّتِكَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29411كُلُّ صِدِّيقٍ بِلَا مُعْجِزَةٍ كَذَّابٌ ، وَأَنْتَ صِدِّيقٌ فَمَا مُعْجِزَتُكَ ؟ قَالَ : مُعْجِزَتِي أَنْ تَعْرِضَ خَاطِرِي فِي حَالِ صَحْوِي عَلَى خَاطِرِي فِي حَالِ سُكْرِي فَلَا يَخْرُجَانِ عَنْ مُوَافَقَةِ اللَّهِ تَعَالَى .
سَمِعْتُ
أبا نصر النيسابوري يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا زرعة الطبري ، يَحْكِي عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15850خَيْرٍ النَّسَّاجِ ، قَالَ : كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14567nindex.php?page=treesubj&link=28807الشِّبْلِيُّ وَهُوَ سَكْرَانُ ، فَنَظَرَنَا وَلَمْ يُكَلِّمْنَا ، فَانْهَجَمَ عَلَى
الجنيد فِي بَيْتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ امْرَأَتِهِ مَكْشُوفَةَ الرَّأْسِ ، فَهَمَّتْ أَنْ تُغَطِّيَ رَأْسَهَا ، فَقَالَ لَهَا
الجنيد : لَا عَلَيْكِ لَيْسَ هُوَ هُنَاكَ ، قَالَ : فَصَفَّقَ عَلَى رَأْسِ
الجنيد ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ :
عَوَّدُونِي الْوِصَالَ وَالْوِصَالُ عَذْبٌ وَرَمَوْنِي بِالصَّدِّ وَالصَّدُّ صَعْبٌ زَعَمُوا حِينَ عَاتَبُوا أَنَّ جُرْمِي
فَرْطُ حُبِّي لَهُمْ وَمَا ذَاكَ ذَنْبٌ لَا وَحُسْنِ الْخُضُوعِ عِنْدَ التَّلَاقِي
مَا جَزَى مَنْ يُحِبُّ إِلَّا بِحُبٍّ
ثُمَّ وَلَّى
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيُّ فَضَرَبَ
الجنيد رِجْلَيْهِ ، وَقَالَ : هُوَ ذَاكَ ، وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ .
أَنْشَدَنَا
محمد بن إبراهيم بن أحمد ، قَالَ : أَنْشَدَنِي
أبو محمد عبد الله بن محمد الحزبي ، قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ :
وَالْهَجْرُ لَوْ سَكَنَ الْجِنَانَ تَحَوَّلَتْ nindex.php?page=treesubj&link=30405_30387نِعَمُ الْجِنَانِ عَلَى الْعَبِيدِ جَحِيمَا
وَالْوَصْلُ لَوْ سَكَنَ الْجَحِيمَ تَحَوَّلَتْ حَرُّ السَّعِيرِ عَلَى الْعِبَادِ نَعِيمَا
[ ص: 368 ] سَمِعْتُ
محمد بن إبراهيم ، قَالَ : سَمِعْتُ
أبا الحسن المالكي ،
بِطَرَسُوسَ يَقُولُ : اعْتَلَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيُّ عِلَّةً شَدِيدَةً فَأَرْجَفُوا بِمَوْتِهِ فَبَادَرْنَا إِلَى دَارِهِ فَاتَّفَقَ عِنْدَهُ
ابن عطاء ،
وجعفر الخلدي ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ
الجنيد ، قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ لَهُمْ : مَا لَكُمْ ؟ إِيشِ الْقِصَّةُ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ - وَكُنْتُ أَجْرَأَهُمْ عَلَيْهِ - : مَا لَنَا ؟ جِئْنَا إِلَى جِنَازَتِكَ ، فَاسْتَوَى جَالِسًا ، فَقَالَ : الْجِوَارَ الْجِوَارَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29554أَمْوَاتٌ جَاءُوا إِلَى جِنَازَةِ حَيٍّ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : وَيْحَكُمْ ، أَحْسَبُ أَنِّي قَدْ مُتُّ فِيكُمْ ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ هَيْكَلِي ؟ .
سَمِعْتُ
محمد بن إبراهيم يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554وَقَفْتُ بِعَرَفَةَ فَطَالَبْتُ الْوَقْتَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا لَهُ فِي التَّوْحِيدِ نَفَسٌ ، ثُمَّ رَحِمْتُهُمْ فَقُلْتُ : يَا سَيِّدِي إِنْ مَنَعْتَهُمْ إِرَادَتَكَ فِيهِمْ فَلَا تَمْنَعْهُمْ مُنَاهُمْ مِنْكَ .
سَمِعْتُ
محمد بن أحمد بن يعقوب الوراق يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554لَيْسَ لِلْمُرِيدِ فَتْرَةٌ ، وَلَا لِلْعَارِفِ مَعْرِفَةٌ ، وَلَا لِلْمَعْرِفَةِ عَلَاقَةٌ ، وَلَا لِلْمُحِبِّ سُكُونٌ وَلَا لِلصَّادِقِ دَعْوَى ، وَلَا لِلْخَائِفِ قَرَارٌ ، وَلَا لِلْخَلْقِ مِنَ اللَّهِ فِرَارٌ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : اللَّحْظَةُ كُفْرٌ وَالْخَطْرَةُ شِرْكٌ ، وَالْإِشَارَةُ مَكْرٌ ، وَاللَّحْظَةُ حِرْمَانٌ وَالْخَطْرَةُ خِذْلَانٌ ، وَالْإِشَارَةُ هِجْرَانٌ .
سَمِعْتُ
عثمان بن محمد العثماني يَقُولُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيُّ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554مَنِ انْقَطَعَ اتَّصَلَ ، وَمَنِ اتَّصَلَ انْفَصَلَ .
سَمِعْتُ
أبا القاسم عبد السلام بن محمد المخرمي يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28684_19769_19736_29011ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) قَالَ : ادْعُونِي بِلَا غَفْلَةٍ أَسْتَجِبْ لَكُمْ بِلَا مُهْلَةٍ .
سَمِعْتُ
محمد بن إبراهيم يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554اشْتَغَلَ النَّاسُ بِالْحُرُوفِ ، وَاشْتَغَلَ أَهْلُ الْحَقِّ بِالْحُدُودِ ، فَمَنِ اشْتَغَلَ بِالْحُرُوفِ اشْتَغَلَ بِهَا خَشْيَةَ الْغَلَبَةِ ، وَمَنِ اشْتَغَلَ بِالْحُدُودِ اشْتَغَلَ بِهَا خَشْيَةَ الْفَضِيحَةِ .
سَمِعْتُ
أبا نصر النيسابوري يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا علي أحمد بن محمد يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554قَوْمٌ أَصِحَّاءُ جِئْتُمْ إِلَى مَجْنُونٍ ، أَيُّ فَائِدَةٍ لَكُمْ فِيَّ ؟ أُدْخِلْتُ الْمَارَسْتَانَ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً ، وَأُسْقِيتُ مِنَ الدَّوَاءِ كَذَا وَكَذَا دَوَاءً ، فَلَمْ أَزْدَدْ إِلَّا جُنُونًا .
[ ص: 369 ] سَمِعْتُ
محمد بن أحمد بن يعقوب الوراق يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ وَسُئِلَ عَنِ الْمَحَبَّةِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554_29416الْمَحَبَّةُ الْفَرَاغُ لِلْحَبِيبِ ، وَتَرْكُ الِاعْتِرَاضِ عَلَى الرَّقِيبِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِذَا ظَنَنْتُ أَنِّي فُقِدْتُ فَحِينَئِذٍ قَدْ وُجِدْتُ ، وَإِذَا ظَنَنْتُ أَنِّي وُجِدْتُ فَهُنَاكَ فُقِدْتُ قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29416صِرَاطُ الْأَوْلِيَاءِ الْمَحَبَّةُ ، وَقَالَ : الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ أَنْ تُحِبَّهُ مِنْ قِبَلِهِ ، وَقَالَ : مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ مِنْ قِبَلِ بِرِّ اللَّهِ فَهُوَ مُشْرِكٌ .
سَمِعْتُ
أبا بكر محمد بن أحمد بن يعقوب الوراق يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ : صَاحِبُ الْهِمَّةِ لَا يَشْتَغِلُ بِشَيْءٍ ، وَصَاحِبُ الْإِرَادَةِ يَشْتَغِلُ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554_19946الْهِمَّةُ لِلَّهِ وَمَا دُونَهُ لَيْسَ بِهِمَّةٍ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَا مَيَّزْتُمُوهُ بِأَوْهَامِكُمْ وَأَدْرَكْتُمُوهُ بِعُقُولِكُمْ فِي أَتَمِّ مَعَانِيكُمْ فَهُوَ مَرْدُودٌ إِلَيْكُمْ مُحْدَثٌ مَصْنُوعٌ ، وَقَالَ : مَنْ قَالَ : اللَّهُ بِالْعَادَةِ فَهُوَ أَحْمَقُ ، وَمَنْ قَالَ بِالْعَرَضِ فَهُوَ أَخْرَقُ ، وَمَنْ قَالَ بِالْإِخْلَاصِ فَالشِّرْكُ وَطَنُهُ ، وَمَنْ قَالَ : اللَّهُ عَلَى أَنَّهَا حَقِيقَةٌ لِلْحَقِّ جَهِلَ بِاللَّهِ ظَنُّهُ ، وَمَنْ قَالَ : اللَّهُ مُعْتَصِمًا بِهَا فَقَدْ جَهِلَ أَوَّلِيَّتَهُ حَتَّى يَقُولَ : اللَّهُ بِاللَّهِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يُنْشِدُ فِي مَجْلِسِهِ :
الْغَيْبُ رَطْبٌ يُنَادِي يَا غَافِلِينَ الصَّبُوحُ
فَقُلْتُ : أَهْلًا وَسَهْلًا مَا دَامَ فِي الْجِسْمِ رُوحُ
سَمِعْتُ
محمد بن الحسين بن موسى يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14333مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ يَقُولُ : الْأَرْوَاحُ تَلَطَّفَتْ فَتَعَلَّقَتْ عِنْدَ لَدَغَاتِ الْحَقِيقَةِ فَلَمْ تَرَ غَيْرَ الْحَقِّ مَعْبُودًا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ فَأَيْقَنَتْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29554الْمُحْدَثَ لَا يُدْرِكُ الْقَدِيمَ بِصِفَاتٍ مَعْلُولَةٍ فَإِذَا صَفَّاهُ الْحَقُّ أَوْصَلَهُ إِلَيْهِ ، لَا وَصَلَ هُوَ .
سَمِعْتُ
محمد بن إبراهيم أبا طاهر يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554تَاهَتِ الْخَلِيقَةُ فِي الْعِلْمِ ، وَتَاهَ الْعِلْمُ فِي الِاسْمِ ، وَتَاهَ الِاسْمُ فِي الذَّاتِ ، وَسَمِعْتُهُ كَثِيرًا يُنْشِدُ :
وِدَادُكُمْ هَجْرٌ وَحُبُّكُمْ قِلًى وَوَصْلُكُمْ صَرْمٌ وَسَلْمُكُمْ حَرْبُ
وَسَمِعْتُهُ يُنْشِدُ كَثِيرًا :
لَمَّا بَدَا طَالِعًا غَابَتْ لِهَيْبَتِهِ شَمْسُ النَّهَارِ وَلَمْ يَطْلُعْ لَنَا قَمَرُ
سَمِعْتُ
أبا نصر النيسابوري يَقُولُ : سَمِعْتُ
أحمد بن محمد الخطيب يَقُولُ : سَمِعْتُ
[ ص: 370 ] بكيرا تِلْمِيذَ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيِّ يَقُولُ لَهُ : يَا أُسْتَاذُ أَيْنَ أَبْغِيهِ ؟ فَقَالَ لَهُ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=33679وَهَلْ يُبْغَى مَنْ يَأْخُذُ السَّمَاوَاتِ عَلَى أُصْبُعٍ ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى أُصْبُعٍ فَيَهُزُّهُمَا وَيَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْمُلُوكُ ؟ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَحْتَجِبْ عَنْ خَلْقِهِ ، وَإِنَّمَا الْخَلْقُ احْتَجَبُوا عَنْهُ بِحُبِّ الدُّنْيَا .
سَمِعْتُ
أبا نصر يَقُولُ : سَمِعْتُ
أحمد بن محمد النهاوندي يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19586مَاتَ للشبلي ابْنٌ كَانَ اسْمُهُ غالبا ، فَجَزَّتْ أُمُّهُ شَعْرَهَا عَلَيْهِ ، وَكَانَ للشبلي لِحْيَةٌ كَبِيرَةٌ فَأَمَرَ بِحَلْقِ الْجَمِيعِ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا أُسْتَاذُ مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا ؟ فَقَالَ : جَزَّتْ هَذِهِ شَعَرَهَا عَلَى مَفْقُودٍ ، فَكَيْفَ لَا أَحْلِقُ لِحْيَتِي أَنَا عَلَى مَوْجُودٍ ؟ .
سَمِعْتُ
أبا نصر النيسابوري يَقُولُ : سَمِعْتُ
أحمد بن محمد الخطيب يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28657_28662مَنِ اطَّلَعَ عَلَى ذَرَّةٍ مِنْ عِلْمِ التَّوْحِيدِ حَمَلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ عَلَى شَعْرَةٍ مِنْ جَفْنِ عَيْنَيْهِ .
سَمِعْتُ
أبا نصر يَقُولُ : سَمِعْتُ
أحمد يَقُولُ : حَضَرْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ :
nindex.php?page=treesubj&link=32928_32929لَا تَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الْقُبُورُ وَهُدُوُّهَا فَكَمْ مِنْ فَرِحٍ مَسْرُورٍ ، وَدَاعٍ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ ، فَقَالَ : أَيُّمَا هِيَ الْقُبُورُ عِنْدَكَ ؟ قَالَ : قُبُورُ الْأَمْوَاتِ ، فَقَالَ : لَا بَلْ أَنْتُمُ الْقُبُورُ : كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَدْفُونٌ ، فَالْمُعْرِضُ عَنِ اللَّهِ دَاعٍ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ ، وَالْمُقْبِلُ عَلَى اللَّهِ الْفَرِحُ الْمَسْرُورُ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
قُبُورُ الْوَرَى تَحْتَ التُّرَابِ وَلِلْهَوَى رِجَالٌ لَهُمْ تَحْتَ الثِّيَابِ قُبُورٌ
فَقُلْتُ لَهُ : يَا سَيِّدِي وَنُعَدُّ فِي الْمَوْتَى ؟ فَقَالَ :
يُحِبُّكَ قَلْبِي مَا حَيِيتُ فَإِنْ أَمُتْ يُحِبُّكَ عَظْمٌ فِي التُّرَابِ رَمِيمٌ
سَمِعْتُ
أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي -
بِنَيْسَابُورَ - يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ وَسُئِلَ عَنِ الزُّهْدِ ، فَقَالَ : تَحْوِيلُ الْقَلْبِ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَى رَبِّ الْأَشْيَاءِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=18467_18480مَنْ عَرَفَ اللَّهَ ، خَضَعَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ ; لِأَنَّهُ عَايَنَ أَثَرَ مُلْكِهِ فِيهِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : ادْعُ اللَّهَ لِي ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
مَضَى زَمَنٌ وَالنَّاسُ يَسْتَشْفِعُونَ بِي فَهَلْ لِي إِلَى لَيْلِي الْغَدَاةَ شَفِيعُ
وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا
أبا بكر ، نَرَاكَ جَسِيمًا بَدِينًا وَالْمَحَبَّةُ تُضْنِي ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
[ ص: 371 ] أَحَبَّ قَلْبِي وَمَا دَرَى بَدَنِي وَلَوْ دَرَى مَا أَقَامَ فِي السِّمَنِ
سَمِعْتُ
أبا طاهر محمد بن إبراهيم يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19785_19786_19787_19788_19789_19790_19791إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَوْجُودٌ عِنْدَ النَّاظِرِينَ فِي صُنْعِهِ ، مَفْقُودٌ عِنْدَ النَّاظِرِينَ فِي ذَاتِهِ .
أَخْبَرَنِي
جعفر بن محمد بن نصير - فِي كِتَابِهِ - وَحَدَّثَنِي عَنْهُ
محمد بن إبراهيم ، قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554_29404التَّصَوُّفُ لَا حَالَ يُقِلُّ ، وَلَا سَمَاءَ يُظِلُّ .
سَمِعْتُ
أبا بكر محمد بن أحمد المفيد يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ - وَأَقْبَلَ يَوْمًا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيِّ - يَقُولُ : حَرَامٌ عَلَيْكَ يَا
أبا بكر إِنْ كَلَّمْتَ أَحَدًا فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29411_29554الْخَلْقَ غَرْقَى عَنِ اللَّهِ وَأَنْتَ غَرِقٌ فِي اللَّهِ .
سَمِعْتُ
محمد بن الحسين بن موسى يَقُولُ : سَمِعْتُ
محمد بن عبد الله يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ) ، قَالَ : يَمْحُو مَا يَشَاءُ مِنْ شُهُودِ الْعُبُودِيَّةِ وَأَوْصَافِهَا ، وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ مِنْ شَوَاهِدِ الرُّبُوبِيَّةِ وَدَلَائِلِهَا ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=3وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) فَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554كُلُّ مَا دُونَ اللَّهِ لَغْوٌ ، وَكَانَ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554حِفْظُ الْأَسْرَارِ صَوْنُهَا عَنْ رُؤْيَةِ الْأَغْيَارِ ، وَكَانَ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554الْغَيْرَةُ غَيْرَتَانِ : غَيْرَةُ الْبَشَرِيَّةِ وَغَيْرَةُ الْإِلَهِيَّةِ عَلَى الْوَقْتِ أَنْ يَضِيعَ فِيمَا سِوَى اللَّهِ .
أَخْبَرَنِي
جعفر بن محمد فِي - كِتَابِهِ - وَحَدَّثَنِي عَنْهُ
محمد بن إبراهيم ، قَالَ : حَضَرْتُ وَفَاةَ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيِّ فَأُمْسِكَ لِسَانُهُ وَعَرِقَ جَبِينُهُ ، فَأَشَارَ إِلَى وُضُوءِ الصَّلَاةِ فَوَضَّأْتُهُ وَنَسِيتُ التَّخْلِيلَ ، تَخْلِيلَ لِحْيَتِهِ ، فَقَبَضَ عَلَى يَدِي وَأَدْخَلَ أَصَابِعِي فِي لِحْيَتِهِ يُخَلِّلُهَا ، فَبَكَيْتُ وَقُلْتُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28807أَيُّ شَيْءٍ يَتَهَيَّأُ أَنْ يُقَالَ لِرَجُلٍ لَمْ يَذْهَبْ عَلَيْهِ تَخْلِيلُ لِحْيَتِهِ فِي الْوُضُوءِ عِنْدَ نُزُوعِ رُوحِهِ وَإِمْسَاكِ لِسَانِهِ وَعَرَقِ جَبِينِهِ ؟ .
سَمِعْتُ
عبد الواحد بن محمد بن عمرو يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15574بُنْدَارَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567nindex.php?page=treesubj&link=30306الشِّبْلِيَّ يَقُولُ : وَكَانَ أَكْثَرَ اقْتِرَاحِ
الجنيد عَلَى الْقَوَّالِينَ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ :
فَلَوْ أَنَّ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثَمَانِينَ بَحْرًا مِنْ دُمُوعٍ تُدَفَّقُ
لَأَفْنَيْتُهَا حَتَّى ابْتَدَأْتُ بِغَيْرِهَا وَهَذَا قَلِيلٌ لِلْفَتَى حِينَ يَعْشَقُ
أَهِيمُ بِهِ حَتَّى الْمَمَاتِ لِشِقْوَتِي وَحَوْلِي مِنَ الْحُبِّ الْمُبَرِّحِ خَنْدَقٌ
وَفَوْقِي سَحَابٌ تُمْطِرُ الشَّوْقَ وَالْهَوَى وَتَحْتِي عُيُونٌ لِلْهَوَى تَتَدَفَّقُ
[ ص: 372 ] سَمِعْتُ
محمد بن الحسين بن موسى يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=11943أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554مَا أَحْوَجَ النَّاسِ إِلَى سَكْرَةٍ ، فَقُلْتُ : يَا سَيِّدِي أَيُّ سَكْرَةٍ ؟ فَقَالَ : سَكْرَةٌ تُغْنِيهِمْ عَنْ مُلَاحَظَةِ أَنْفُسِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ :
وَتَحْسَبُنِي حَيًّا وَإِنِّي لِمَيِّتٌ وَبَعْضِي مِنَ الْهِجْرَانِ يَبْكِي عَلَى بَعْضِ
سَمِعْتُ
أحمد بن محمد بن مقسم يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=30491وَاللَّهِ مَا أَعْطَيْتُ فِيهِ الرِّشْوَةَ قَطُّ ، وَلَا رَضِيتُ بِسِوَاهُ ، وَلَقَدْ تَاهَ عَقْلِي فِيهِ ، وَرُبَّمَا قَالَ : غُلِبْتُ ثَمَانِيَ وَعِشْرِينَ مَرَّةً حَتَّى قِيلَ لِي مَجْنُونُ لَيْلَى فَرَضِيتُ ، ثُمَّ أَنْشَدَ :
قَالُوا جُنِنْتَ عَلَى لَيْلَى فَقُلْتُ لَهُمْ الْحُبُّ أَيْسَرُهُ مَا بِالْمَجَانِينِ
ثُمَّ أَنْشَدَ وَقَالَ :
جُنِنَّا عَلَى لَيْلَى وَجُنَّتْ بِغَيْرِنَا وَأُخْرَى بِنَا مَجْنُونَةٌ لَا نُرِيدُهَا
ثُمَّ أَنْشَدَ :
وَلَوْ قُلْتَ طَأْ فِي النَّارِ بَادَرْتُ نَحْوَهَا سُرُورًا لِأَنِّي قَدْ خَطَرْتُ بِبَالِكَا
ثُمَّ أَنْشَدَ :
سَأَلْبَسُ لِلصَّبْرِ ثَوْبًا جَمِيلًا وَأُدْرِجُ لَيْلِيَ لَيْلًا طَوِيلًا
وَأَصْبِرُ بِالرَّغْمِ لَا بِالرِّضَا أُعَلِّلُ نَفْسِي قَلِيلًا قَلِيلًا
ثُمَّ أَنْشَدَ وَقَالَ :
تَنَقَّبْ وَزُرْ فَقُلْتُ لَهُمْ أَشْهَرُ مَا كُنْتُ حِينَ أَتَنَقَّبُ
إِنْ عَرَفُونِي وَأَثْبَتُوا صِفَتِي أَصْبَحْتُ دُرًّا وَالدُّرُّ يُنْتَهَبُ
سَمِعْتُ
أحمد بن محمد بن مقسم يَقُولُ : حَضَرْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=29559_29021إِنَّ فِي ذَلِكَ لِذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ) ، فَقَالَ : لِمَنْ كَانَ اللَّهُ قَلْبَهُ ، وَأَنْشَدَ :
لَيْسَ مِنِّي قَلْبٌ إِلَيْكَ مَعْنًى كُلُّ عُضْوٍ مِنِّي إِلَيْكَ قُلُوبُ
وَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=7فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=8وَخَسَفَ الْقَمَرُ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=12إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ ) ، فَلَحِقُوا فَهْمَ مَا أَشَارَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَتَى مَا يَصِحُّ ذَا ؟ قَالَ : إِذَا كَانَتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ حُلْمًا وَاللَّهُ تَعَالَى يَقَظَةً ، وَأَنْشَدَ :
دَعِ الْأَقْمَارَ تَغْرُبُ أَوْ تُنِيرُ لَنَا بَدْرٌ تَذِلُّ لَهُ الْبُدُورُ
لَنَا مِنْ نُورِهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ ضِيَاءٌ مَا تُغَيِّرُهُ الدُّهُورُ
أَنْشَدَنِي
منصور بن محمد المقري ، قَالَ : أَنْشَدَنِي
أحمد بن نصر بن منصور [ ص: 373 ] الشاذابي المقري ، قَالَ : قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14567لِأَبِي بَكْرٍ الشِّبْلِيِّ :
nindex.php?page=treesubj&link=27209مَزَّقْتَ وَأَبْلَيْتَ كُلَّ مَلْبُوسِكَ وَالْعِيدُ قَدْ أَقْبَلَ وَالنَّاسُ يَتَزَيَّنُونَ وَأَنْتَ هَكَذَا ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
قَالُوا أَتَى الْعِيدُ مَاذَا أَنْتَ لَابِسُهُ ؟ فَقُلْتُ خُلْعَةَ سَاقٍ حُبَّهُ جَزَعًا
فَقْرٌ وَصَبْرُهُمَا ثَوْبَايَ تَحْتَهُمَا قَلْبٌ يَرَى إِلْفَهُ الْأَعْيَادَ وَالْجُمُعَا
الدَّهْرُ لِي مَأْتَمٌ إِنْ غِبْتَ يَا أَمَلِي وَالْعِيدُ مَا كُنْتَ لِي مَرْءًا وَمُسْتَمَعَا
أَحْرَى الْمَلَابِسِ مَا تَلْقَى الْحَبِيبَ بِهِ يَوْمَ التَّزَاوُرِ فِي الثَّوْبِ الَّذِي خَلَعَا
سَمِعْتُ
منصور بن محمد يَقُولُ : دَخَلَ
أبو الفتح بن شفيع عَلَيْهِ عَائِدًا فِي دَارِ الْمَرْضَى ، قَالَ : فَسَمِعْتُ صِيَاحَهُ يَقُولُ :
صَحَّ عِنْدَ النَّاسِ أَنِّي عَاشِقٌ غَيْرَ أَنْ لَمْ يَعْلَمُوا عِشْقِي لِمَنْ
سَمِعْتُ
محمد بن الحسين بن موسى يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا القاسم عبد الله بن محمد الدمشقي يَقُولُ : وَقَفْتُ يَوْمًا عَلَى حَلْقَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=14567أَبِي بَكْرٍ الشِّبْلِيِّ فَوَقَفَ سَائِلٌ عَلَى حَلْقَتِهِ وَجَعَلَ يَقُولُ : يَا اللَّهُ ، يَا جَوَّادُ ، فَتَأَوَّهَ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيُّ وَصَاحَ وَقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29554_28708_29444كَيْفَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَصِفَ الْمُحِقَّ بِالْجُودِ وَمَخْلُوقٌ يَقُولُ فِي شَكْلِهِ :
تَعَوَّدَ بَسْطَ الْكَفِّ حَتَّى لَوَ انَّهُ ثَنَاهَا لِقَبْضٍ لَمْ تُجِبْهُ أَنَامِلُهُ
تَرَاهُ إِذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَلِّلًا كَأَنَّكَ تُعْطِيهِ الَّذِي أَنْتَ آمِلُهُ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي كَفِّهِ غَيْرُ رُوحِهِ لَجَادَ بِهَا فَلْيَتَّقِ اللَّهَ سَائِلُهُ
هُوَ الْبَحْرُ مِنْ أَيِّ النَّوَاحِي أَتَيْتَهُ فَلُجَّتُهُ الْمَعْرُوفُ وَالْجُودُ سَاحِلُهُ
ثُمَّ بَكَى وَقَالَ : بَلَى يَا جَوَّادُ ، فَإِنَّكَ أَوْجَدْتَ تِلْكَ الْجَوَارِحَ ، وَبَسَطْتَ تِلْكَ الْهُمُومَ ، ثُمَّ مَنَنْتَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى أَقْوَامٍ بِالِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُمْ وَعَمَّا فِي أَيْدِيهِمْ بِكَ ، فَإِنَّكَ الْجَوَّادُ ، كُلَّ الْجَوَّادِ ، فَإِنَّهُمْ يُعْطُونَ عَنْ مَحْدُودٍ وَعَطَاؤُكَ لَا حَدَّ لَهُ وَلَا صِفَةَ ، فَيَا جَوَّادُ ، يَعْلُو كُلَّ جَوَّادٍ ، وَبِهِ جَادَ مَنْ جَادَ .
سَمِعْتُ
منصور بن محمد يَقُولُ : سَمِعْتُ
أحمد بن منصور بن نصر يَقُولُ : جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيُّ إِلَى
أبي بكر بن مجاهد ، وَكَانَ فِي مَسْجِدِهِ غَائِبًا ، فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِيلَ لَهُ : هُوَ عِنْدَ
علي بن عيسى ، فَقَصَدَ دَارَ
علي ، فَاسْتَأْذَنَ فَقِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14567أَبُو بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ يَسْتَأْذِنُكَ ، فَقَالَ
أبو بكر بن مجاهد لعلي بن عيسى : الْيَوْمَ أُرِيكَ مِنَ
[ ص: 374 ] nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيِّ عَجَبًا ، فَلَمَّا دَخَلَ وَقَعَدَ قَالَ لَهُ
أبو بكر بن مجاهد : يَا
أبا بكر ، أُخْبِرْتُ أَنَّكَ تَحْرِقُ الثِّيَابَ وَالْخُبْزَ وَالْأَطْعِمَةَ وَمَا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ مِنْ مَنَافِعِهِمْ وَمَصَالِحِهِمْ ، أَيْنَ هَذَا مِنَ الْعِلْمِ وَالشَّرْعِ ؟ فَقَالَ لَهُ : قَوْلُ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=33فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ) ، أَيْنَ هَذَا مِنَ الْعِلْمِ ؟ فَسَكَتَ
أبو بكر بن مجاهد ، وَقَالَ
لعلي : كَأَنِّي لَمْ أَقْرَأْهَا قَطُّ وَبَلَغَنِي عَنْ غَيْرِهِ أَنَّهُمْ عَاتَبُوهُ فِي مِثْلِهِ ، فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) وَتَلَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=26إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ) ،
nindex.php?page=treesubj&link=29554هَذِهِ الْأَطْعِمَةُ ، وَهَذِهِ الشَّهَوَاتُ حَقِيقَةُ الْخَلْقِ وَمَعْبُودُهُمْ ، أَبْرَأُ مِنْهُمْ وَأُحْرِقُهُ .
سَمِعْتُ
أحمد بن محمد بن مقسم يَقُولُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ : نَظَرْتُ فِي ذُلِّ كُلِّ ذِي ذُلٍّ فَزَادَ ذُلِّي عَلَيْهِمْ ، وَنَظَرْتُ فِي عِزِّ كُلِّ ذِي عِزٍّ فَزَادَ عِزِّي عَلَيْهِمْ ، فَإِذَا عِزُّهُمْ ذَلَّ فِي عِزِّي ، وَتَلَا فِي أَثَرِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ) ، وَكَانَ يَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29703_29689مَنِ اعْتَزَّ بِذِي الْعِزِّ فَذُو الْعِزِّ لَهُ عِزٌّ ، وَقَالَ :
أَظَلَّتْ عَلَيْنَا مِنْكَ يَوْمًا غَمَامَةٌ أَضَاءَ لَهَا بَرْقٌ وَأَبْطَأَ رِشَاشُهَا
فَلَا غَيْمُهَا يَجْلُو فَيَيْأَسُ طَامِعٌ وَلَا غَيْثُهَا يَأْتِي فَيُرْوَى عِطَاشُهَا
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا
أبا بكر ، أَخْبِرْنِي عَنْ تَوْحِيدٍ مُجَرَّدٍ بِلِسَانِ حَقٍّ مُفْرَدٍ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ مَنْ أَجَابَ عَنِ التَّوْحِيدِ بِالْعِبَارَةِ فَهُوَ مُلْحِدٌ ، وَمَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَهُوَ ثَنَوِيٌّ ، وَمَنْ أَوْمَأَ إِلَيْهِ فَهُوَ عَابِدُ وَثَنٍ ، وَمَنْ نَطَقَ فِيهِ فَهُوَ غَافِلٌ ، وَمَنْ سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ جَاهِلٌ ، وَمَنْ أُرِي أَنَّهُ عَتِيدٌ فَهُوَ بَعِيدٌ ، وَمَنْ تَوَاجَدَ فَهُوَ فَاقِدٌ ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَقَامِ التَّوْبَةِ ، فَقَالَ لَهُ : يُطْرِقُ سَمْعِي مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا يَحْدُونِي عَلَى تَرْكِ الْأَشْيَاءِ وَالْإِعْرَاضِ عَنِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ أُرَدُّ إِلَى نَفْسِي وَإِلَى أَحْوَالِي وَإِلَى النَّاسِ ، ثُمَّ لَا أَبْقَى عَلَى هَذَا وَلَا عَلَى هَذَا ، وَأَرْجِعُ إِلَى الْوَطَنِ الْأَوَّلِ مِمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ مِنْ سَمَاعِي الْقُرْآنَ ، فَقَالَ لَهُ : يَقُولُ اللَّهُ : مَا طَرَقَ سَمْعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ فَاجْتَذَبَكَ بِهِ إِلَيَّ فَهُوَ عَطْفٌ مِنِّي عَلَيْكَ ، وَلُطْفٌ مِنِّي بِكَ ، وَمَا أَرُدُّكَ بِهِ إِلَى نَفْسِكَ فَهُوَ شَفَقَةٌ مِنِّي لَكَ لِأَنَّكَ لَمْ يَصِحَّ لَكَ التَّبَرُّؤُ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ فِي التَّوَجُّهِ إِلَيَّ ، وَسُئِلَ عَنْ حَقِيقَةِ الذِّكْرِ فَقَالَ : نِسْيَانُ الْقُوَى ، وَسُئِلَ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=28679_19654التَّوَكُّلِ ، فَقَالَ : أَنْ يَحْمِلَكَ فِيمَا حَمَلَكَ ، وَسُئِلَ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=19985_19986_19987الْخَوْفِ ، فَقَالَ : أَنْ تَخَافَ أَنْ يُسْلِمَكَ إِلَيْكَ ، وَسُئِلَ عَنِ الرَّجَاءِ ، فَقَالَ :
[ ص: 375 ] تَرْجُو أَنْ لَا يُقْطَعَ بِكَ دُونَهُ ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ سَيْفِي فَقَالَ : سَيْفُهُ اللَّهُ ، فَأَمَّا ذُو الْفَقَارِ فَهُوَ قِطْعَةُ حَدِيدٍ .
سَمِعْتُ
محمد بن الحسين بن موسى يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا العباس محمد بن الحسن الخشاب يَقُولُ : سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيِّ يَقُولُ : رَأَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14567الشِّبْلِيَّ فِي الْمَنَامِ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا
أبا بكر ،
nindex.php?page=treesubj&link=18569_18567مَنْ أَسْعَدُ أَصْحَابِكَ بِصُحْبَتِكَ ؟ فَقَالَ : أَعْظَمُهُمْ لِحُرُمَاتِ اللَّهِ ، وَأَلْهَجُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ، وَأَقْوَمُهُمْ بِحَقِّ اللَّهِ ، وَأَسْرَعُهُمْ مُبَادَرَةً فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ ، وَأَعْرَفُهُمْ بِنُقْصَانِهِ ، وَأَكْثَرُهُمْ تَعْظِيمًا لِمَا عَظَّمَ اللَّهُ مِنْ حُرْمَةِ عِبَادِهِ .
قَالَ الشَّيْخُ : ذَكَرَ جَمَاعَةً مِنْ أَعْلَامِ الْعَارِفِينَ أَدْرَكْنَا أَيَّامَهُمُ ، انْتَشَرَتْ فِي الْعَالَمِ أَحْوَالُهُمْ لِاعْتِصَامِهِمْ بِالشَّرْعِ الْمَتِينِ ، فَكَانُوا بِهِ عَالِمِينَ وَعَامِلِينَ ، وَبِمَعَانِي الْأَحْوَالِ عَارِفِينَ قَائِمِينَ ، وَبِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ مُتَمَسِّكِينَ آخِذِينَ ، ذَكَرْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نُبَذًا مِمَّا نُقِلَ إِلَيْنَا مِنْ أَقْوَالِهِمُ الْحَمِيدَةِ وَأَحْوَالِهِمُ الشَّدِيدَةِ .