[ ص: 309 ] 580
أبو بكر بن مسلم
وأما
أبو بكر بن مسلم فمن المستأنسين بالله ، لا ينفك عن مشاهدته ومذاكرته ، كان
الجنيد من تلامذته .
أخبرني
جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14020الجنيد بن محمد يقول : عبرت يوما إلى
أبي بكر بن مسلم في نصف النهار ، فقال لي : ما كان لك في هذا الوقت عمل يشغلك عن المجيء إلي ؟ قلت :
nindex.php?page=treesubj&link=18422إذا كان مجيئي إليك العمل فما أعمل ؟ .
سمعت
أبا عمرو العثماني يقول : سمعت
أبا الحسن محمد بن أحمد يقول : سمعت
الحسن بن علي بن خلف البربهاري يقول : مرض
أبو بكر بن مسلم فعاده
المروزي في خلق من الناس ، فكأن
أبا بكر بن مسلم كره ذلك لأجل الجماعة الذين جاءوا معه ، فكتب إليه يعاتبه على ذلك ، وكتب في آخر الرقعة :
يا من يريد بزعمه الإخمالا إن كان حقا فاستعد خصالا
اترك التذاكر والمجالس كلها
واجعل خروجك للصلاة خيالا
بل كن بها حيا كأنك ميت
لا ترتجي عند القريب وصالا
وأنس بربك واعلمن بأنه
عون المريد يسدد العمالا
من ذا يريد مع الحبيب مؤانسا
من ذا يريد بغيره أشغالا
لا تأنسن مع الحياة بغيره
وابذل قواك وقطع الأوصالا
فلئن سلمت لأنت أكرم من يشا
ولئن هلكت فما ظلمت خلالا
nindex.php?page=treesubj&link=29411_19499_19698من ذاق كأس الخوف ضاق بذرعه
حتى ينال مراده إن نالا
حاشا مؤمل سيدي من بخسه
جل الجواد إلهنا وتعالى
[ ص: 309 ] 580
أبو بكر بن مسلم
وَأَمَّا
أبو بكر بن مسلم فَمِنَ الْمُسْتَأْنِسِينَ بِاللَّهِ ، لَا يَنْفَكُّ عَنْ مُشَاهَدَتِهِ وَمُذَاكَرَتِهِ ، كَانَ
الجنيد مِنْ تَلَامِذَتِهِ .
أَخْبَرَنِي
جعفر بن محمد بن نصير - فِي كِتَابِهِ - قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=14020الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ : عَبَرْتُ يَوْمًا إِلَى
أبي بكر بن مسلم فِي نِصْفِ النَّهَارِ ، فَقَالَ لِي : مَا كَانَ لَكَ فِي هَذَا الْوَقْتِ عَمَلٌ يَشْغَلُكَ عَنِ الْمَجِيءِ إِلَيَّ ؟ قُلْتُ :
nindex.php?page=treesubj&link=18422إِذَا كَانَ مَجِيئِي إِلَيْكَ الْعَمَلَ فَمَا أَعْمَلُ ؟ .
سَمِعْتُ
أبا عمرو العثماني يَقُولُ : سَمِعْتُ
أبا الحسن محمد بن أحمد يَقُولُ : سَمِعْتُ
الحسن بن علي بن خلف البربهاري يَقُولُ : مَرِضَ
أبو بكر بن مسلم فَعَادَهُ
المروزي فِي خَلْقٍ مِنَ النَّاسِ ، فَكَأَنَّ
أبا بكر بن مسلم كَرِهَ ذَلِكَ لِأَجْلِ الْجَمَاعَةِ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يُعَاتِبُهُ عَلَى ذَلِكَ ، وَكَتَبَ فِي آخِرِ الرُّقْعَةِ :
يَا مَنْ يُرِيدُ بِزَعْمِهِ الْإِخْمَالَا إِنْ كَانَ حَقًّا فَاسْتَعِدَّ خِصَالَا
اتْرُكِ التَّذَاكُرَ وَالْمَجَالِسَ كُلَّهَا
وَاجْعَلْ خُرُوجَكَ لِلصَّلَاةِ خَيَالَا
بَلْ كُنْ بِهَا حَيًّا كَأَنَّكَ مَيِّتٌ
لَا تَرْتَجِي عِنْدَ الْقَرِيبِ وِصَالَا
وَأْنَسْ بِرَبِّكَ وَاعْلَمَنْ بِأَنَّهُ
عَوْنُ الْمُرِيدِ يُسَدِّدُ الْعُمَّالَا
مَنْ ذَا يُرِيدُ مَعَ الْحَبِيبِ مُؤَانِسًا
مَنْ ذَا يُرِيدُ بِغَيْرِهِ أَشْغَالَا
لَا تَأْنَسَنَّ مَعَ الْحَيَاةِ بِغَيْرِهِ
وَابْذُلْ قُوَاكَ وَقَطِّعِ الْأَوْصَالَا
فَلَئِنْ سَلِمْتَ لَأَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ يَشَا
وَلَئِنْ هَلَكْتُ فَمَا ظُلِمْتَ خِلَالَا
nindex.php?page=treesubj&link=29411_19499_19698مَنْ ذَاقَ كَأْسَ الْخَوْفِ ضَاقَ بِذَرْعِهِ
حَتَى يَنَالَ مُرَادَهُ إِنْ نَالَا
حَاشَا مُؤَمِّلَ سَيِّدِي مِنْ بَخْسِهِ
جَلَّ الْجَوَادُ إِلَهُنَا وَتَعَالَى