[
nindex.php?page=treesubj&link=25593تصديق الكاهن كفر ]
ومن يصدق كاهنا فقد كفر بما أتى به الرسول المعتبر
( ومن يصدق كاهنا ) يعتقد بقلبه صدقه في ما ادعاه من علم المغيبات التي استأثر الله تعالى بعلمها ، ( فقد كفر ) أي بلغ دركة الكفر بتصديقه الكاهن ( بما أتى به الرسول )
محمد صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل من الكتاب والسنة ، وبما أتى به غيره صلى الله عليه وسلم من الرسل عليهم السلام . ولنسق الكلام أولا في تعريف الكاهن من هو ثم في بيان كذبه وكفره ثم في كفر من صدقه بما قال والله المستعان ، فنقول :
الكاهن في الأصل هو من يأتيه الرئي من الشياطين المسترقة السمع تتنزل عليهم كما قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221هل أنبئكم على من تنزل الشياطين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222تنزل على كل أفاك أثيم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=223يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ) ( الشعراء : 221 ) وهذه الآيات متعلقة بما قبلها وهي قوله عز وجل لما قال المشركون في رسوله
محمد صلى الله عليه وسلم إنه كاهن ، وقالوا في القرآن كهانة وأنه مما يلقيه الشيطان ، فنفى الله تعالى ذلك وبرأ رسوله وكتابه مما أفكوه وافتروه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وإنه لتنزيل رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نزل به الروح الأمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194على قلبك لتكون من المنذرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=195بلسان عربي مبين )
[ ص: 568 ] ( الشعراء : 192 - 195 ) إلى أن قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=210وما تنزلت به الشياطين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=211وما ينبغي لهم وما يستطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=212إنهم عن السمع لمعزولون ) ( الشعراء : 210 - 212 ) فأثبت تعالى أن القرآن كلامه وتنزيله وأن
جبريل عليه السلام رسول منه مبلغ كلامه إلى الرسول البشري
محمد صلى الله عليه وسلم وهو مبلغ له إلى الناس ، ثم نفى ما افتراه المشركون عليه فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=210وما تنزلت به الشياطين ) وقرر انتفاء ذلك بثلاثة أمور : الأول : بعد الشياطين وأعمالهم عن القرآن ، وبعده وبعد مقاصده منهم ، فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=211وما ينبغي لهم ) ; لأن الشياطين مقاصدها الفساد والكفر والمعاصي والبغي والعتو والتمرد وغير ذلك من القبائح ، والقرآن آت بصلاح الدنيا والآخرة آمر بأصول الإيمان وشرائعه ، مقرر لها مرغب فيها زاجر عن الكفر والمعاصي ، ذام لها متوعد عليها آمر بالمعروف ناه عن المنكر ، ما من خير آجل ولا عاجل إلا وفيه الدلالة عليه والدعوة إليه والبيان له ، وما من شر عاجل ولا آجل إلا وفيه النهي عنه والتحذير منه ، فأين هذا من مقاصد الشياطين ؟ .
الثاني : عجزهم عنه فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=211وما يستطيعون ) ; أي لو انبغى لهم ما استطاعوه ; لأنه كلام رب العالمين ليس يشبه كلام شيء من المخلوقين ، وليس في وسعهم الإتيان به ولا بسورة من مثله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=88قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) ( الإسراء : 88 ) .
الثالث : عزلهم عن السمع وطردهم عن مقاعده التي كانوا يقعدون من السماء قبل نزول القرآن فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=212إنهم عن السمع لمعزولون ) فبين تعالى - مع كونه لا ينبغي لهم - أنه لو انبغى ما استطاعوا الإتيان به أو بمثله ، لا من عند أنفسهم ولا نقلا عن غيرهم من الملائكة ، نفى عنهم الأول بعدم الاستطاعة ، والثاني بعزلهم عن السمع وطردهم منه ، قال الله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ( الحجر : 9 ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=16ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=17وحفظناها من كل شيطان رجيم nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=18إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ) ( الحجر : 16 - 18 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=6إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=7وحفظا من كل شيطان مارد nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=8لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=9دحورا ولهم عذاب واصب nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=10إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ) ( الصافات : 6 - 10 )
[ ص: 569 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين ) ( الملك : 5 ) وقال تعالى عن مؤمني الجن رضي الله عنهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ) ( الجن : 8 - 10 ) .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024676انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم ، فقالوا ما لكم ؟ قالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء ، وأرسلت علينا الشهب قالوا : ما ذاك إلا من شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما الذي حال بيننا وبين خبر السماء . فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها ، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة ، وهو صلى الله عليه وسلم بنخل عامدا إلى سوق عكاظ ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له ، وقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء . فرجعوا إلى قومهم فقالوا : ( nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إنا سمعنا قرآنا عجبا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) ( الجن : 1 - 2 ) ، فأنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) الجن : 1 ) . وهذا الحديث بطوله وطرقه في الصحيحين وغيرهما ، ثم قال تعالى في جواب الكفار مبينا لهم أولياء الشياطين الذين تنزل عليهم ، فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ) ( الشعراء : 221 ) الآيات .
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قالت
عائشة رضي الله عنها :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024677سأل ناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان ، فقال : " إنهم ليسوا بشيء " قالوا يا رسول الله : إنهم يحدثون بالشيء يكون حقا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : تلك الكلمة من الحق [ ص: 570 ] يحفظها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاج ، فيخلطون معها أكثر من مائة كذبة " . وله عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024678إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ، فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا بعضه فوق بعض - وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه ، فيكذب معها مائة كذبة فيقال : أوليس قد قال لنا يوم كذا وكذا ، كذا وكذا ؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء " .
ولمسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نحوه ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري عن
عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "
إن الملائكة تحدث في العنان - والعنان الغمام - بالأمر في الأرض فتسمع الشياطين الكلمة فتقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة ، فيزيدون معها مائة كذبة " . وقد
nindex.php?page=treesubj&link=25593بين الله تعالى كذب الكاهن بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222أفاك أثيم ) ( الشعراء : 222 ) فسماه أفاكا ، وذلك مبالغة في وصفه بالكذب . وسماه أثيما ، وذلك مبالغة في وصفه بالفجور . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=223وأكثرهم كاذبون ) ; أي أكثر ما يقولون الكذب فلا يفهم منه أن فيهم صادقا ، يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024680فيكذب معها مائة كذبة " فلا يكون صدقا إلا الكلمة التي سمعت من السماء .
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=30540كفر الكاهن فمن وجوه : منها كونه وليا للشياطين فلم يوح إليه الشيطان إلا بعد أن تولاه ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ) ( الأنعام : 121 ) والشيطان لا يتولى إلا الكفار ويتولونه ، قال الله تعالى :
[ ص: 571 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) ( البقرة : 257 ) وهذا وجه ثان . والثالث قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257يخرجونهم من النور ) ; أي نور الإيمان والهدى ( إلى الظلمات ) ; أي ظلمات الكفر والضلالة . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=119ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ) ( النساء : 119 ) وهذا وجه رابع . والخامس تسميته طاغوتا في قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ) ( النساء : 60 ) نزلت في المتحاكمين إلى كاهن جهينة . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60وقد أمروا أن يكفروا به ) ; أي بالطاغوت ، وهذا وجه سادس . والسابع أن من هداه الله للإيمان من الكهان
كسواد بن قارب رضي الله عنه لم يأته رئيه بعد أن دخل في الإسلام ، فدل أنه لم يتنزل عليه في الجاهلية إلا لكفره وتوليه إياه ، حتى إنه رضي الله عنه كان يغضب إذا سئل عنه حتى قال له
عمر رضي الله عنه : ما كنا فيه من عبادة الأوثان أعظم . الثامن وهو أعظمها تشبهه بالله عز وجل في صفاته ومنازعته له تعالى في ربوبيته ، فإن علم الغيب من صفات الربوبية التي استأثر الله تعالى بها دون من سواه ، فلا سمي له مضاهي ولا مشارك : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=65قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=41أم عندهم الغيب فهم يكتبون ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=35أعنده علم الغيب فهو يرى ) ولسان حال الكاهن وقاله يقول نعم . التاسع أن دعواه تلك تتضمن التكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله . العاشر النصوص في كفر من سأله عن شيء فصدقه بما يقول ، فكيف به هو نفسه فيما ادعاه ؟ فقد روى الأربعة
والحاكم وقال صحيح على شرطهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه :
[ ص: 572 ] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024681من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين رضي الله عنه : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024682ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " .
ولمسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024683من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " . فهذا حكم من سأله مطلقا ، والأول حكم من سأله وصدقه بما قال .
ثم اعلم أن الكاهن وإن كان أصله ما ذكرنا فهو عام في كل من ادعى معرفة المغيبات ولو بغيره كالرمال الذي يخط بالأرض أو غيرها ، والمنجم الذي قدمنا ذكره أو الطارق بالحصى وغيرهم ممن يتكلم في معرفة الأمور الغائبة كالدلالة على المسروق ومكان الضالة ونحوها ، أو المستقبلة كمجيء المطر أو رجوع الغائب أو هبوب الرياح ، ونحو ذلك مما استأثر الله عز وجل بعلمه فلا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا من طريق الوحي كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26فلا يظهر على غيبه أحدا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) ( الجن : 26 - 27 ) ملائكة يحفظونه من مسترقي السمع وغيرهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا ) ( الجن : 28 ) فمن ذا الذي يدعي علم ما استأثر الله بعلمه عن رسله من الملائكة والبشر كما قال تعالى عن
نوح عليه السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب )
[ ص: 573 ] ( الأنعام : 50 ) الآية . وقال تعالى عن
هود عليه السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=23قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ) ( الأحقاف : 23 ) وقال لنبيه
محمد صلى الله عليه وسلم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ) ( الأحقاف : 23 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=188قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) ( الأعراف : 188 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأحقاف : 9 ) الآية .
وقال تعالى عن الملائكة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=32قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) ( البقرة : 31 - 32 ) الآيات . ولم يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم مكان راحلته حتى أعلمه الله بذلك ، وقال في سؤال الحبر إياه فأجابه صلى الله عليه وسلم وصدقه الحبر ثم انصرف فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024684لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه وما لي علم بشيء منه حتى أتاني الله عز وجل به " وهي في
مسلم . وفيه قول
عائشة رضي الله عنها
لمسروق رحمه الله تعالى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024685ومن زعم أن رسول الله يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ، والله تعالى يقول : ( nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=65قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) .
ولم يكن صلى الله عليه وسلم يعلم شيئا من الرسالة حتى أتاه الله عز وجل به كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=7ووجدك ضالا فهدى ) ( الضحى : 6 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ) ( الشورى : 52 ) وقال تعالى :
[ ص: 574 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=49تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ) ( هود : 49 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ) ( يونس : 16 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=113وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) ( النساء : 113 ) نسأل الله العظيم من فضله العظيم .
[
nindex.php?page=treesubj&link=25593تَصْدِيقُ الْكَاهِنِ كُفْرٌ ]
وَمَنْ يُصَدِّقْ كَاهِنًا فَقَدْ كَفَرْ بِمَا أَتَى بِهِ الرَّسُولُ الْمُعْتَبَرْ
( وَمَنْ يُصَدِّقْ كَاهِنًا ) يَعْتَقِدُ بِقَلْبِهِ صِدْقَهُ فِي مَا ادَّعَاهُ مِنْ عِلْمِ الْمُغَيَّبَاتِ الَّتِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِلْمِهَا ، ( فَقَدْ كَفَرَ ) أَيْ بَلَغَ دَرَكَةَ الْكُفْرِ بِتَصْدِيقِهِ الْكَاهِنَ ( بِمَا أَتَى بِهِ الرَّسُولُ )
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَبِمَا أَتَى بِهِ غَيْرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ . وَلْنَسُقِ الْكَلَامَ أَوَّلًا فِي تَعْرِيفِ الْكَاهِنِ مَنْ هُوَ ثُمَّ فِي بَيَانِ كَذِبِهِ وَكُفْرِهِ ثُمَّ فِي كُفْرِ مَنْ صَدَّقَهُ بِمَا قَالَ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ، فَنَقُولُ :
الْكَاهِنُ فِي الْأَصْلِ هُوَ مَنْ يَأْتِيهِ الرِّئِيُّ مِنَ الشَّيَاطِينِ الْمُسْتَرِقَةِ السَّمْعَ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=223يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ) ( الشُّعَرَاءِ : 221 ) وَهَذِهِ الْآيَاتُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَا قَبْلَهَا وَهِيَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا قَالَ الْمُشْرِكُونَ فِي رَسُولِهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ كَاهِنٌ ، وَقَالُوا فِي الْقُرْآنِ كِهَانَةً وَأَنَّهُ مِمَّا يُلْقِيهِ الشَّيْطَانُ ، فَنَفَى اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ وَبَرَّأَ رَسُولَهُ وَكِتَابَهُ مِمَّا أَفَكُوهُ وَافْتَرَوْهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=194عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=195بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )
[ ص: 568 ] ( الشُّعَرَاءِ : 192 - 195 ) إِلَى أَنْ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=210وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=211وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=212إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ) ( الشُّعَرَاءِ : 210 - 212 ) فَأَثْبَتَ تَعَالَى أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُهُ وَتَنْزِيلُهُ وَأَنَّ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَسُولٌ مِنْهُ مُبَلِّغٌ كَلَامَهُ إِلَى الرَّسُولِ الْبِشْرِيِّ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُبَلِّغٌ لَهُ إِلَى النَّاسِ ، ثُمَّ نَفَى مَا افْتَرَاهُ الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=210وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ) وَقَرَّرَ انْتِفَاءَ ذَلِكَ بِثَلَاثَةِ أُمُورٍ : الْأَوَّلُ : بُعْدُ الشَّيَاطِينِ وَأَعْمَالِهِمْ عَنِ الْقُرْآنِ ، وَبُعْدُهُ وَبُعْدُ مَقَاصِدِهِ مِنْهُمْ ، فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=211وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ ) ; لِأَنَّ الشَّيَاطِينَ مَقَاصِدُهَا الْفَسَادُ وَالْكُفْرُ وَالْمَعَاصِي وَالْبَغْيُ وَالْعُتُوُّ وَالتَّمَرُّدُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْقَبَائِحِ ، وَالْقُرْآنُ آتٍ بِصَلَاحِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ آمِرٌ بِأُصُولِ الْإِيمَانِ وَشَرَائِعِهِ ، مُقَرِّرٌ لَهَا مُرَغِّبٌ فِيهَا زَاجِرٌ عَنِ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي ، ذَامٌّ لَهَا مُتَوَعِّدٌ عَلَيْهَا آمِرٌ بِالْمَعْرُوفِ نَاهٍ عَنِ الْمُنْكَرِ ، مَا مِنْ خَيْرٍ آجِلٍ وَلَا عَاجِلٍ إِلَّا وَفِيهِ الدَّلَالَةُ عَلَيْهِ وَالدَّعْوَةُ إِلَيْهِ وَالْبَيَانُ لَهُ ، وَمَا مِنْ شَرٍّ عَاجِلٍ وَلَا آجِلٍ إِلَّا وَفِيهِ النَّهْيُ عَنْهُ وَالتَّحْذِيرُ مِنْهُ ، فَأَيْنَ هَذَا مِنْ مَقَاصِدِ الشَّيَاطِينِ ؟ .
الثَّانِي : عَجْزُهُمْ عَنْهُ فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=211وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ) ; أَيْ لَوِ انْبَغَى لَهُمْ مَا اسْتَطَاعُوهُ ; لِأَنَّهُ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَيْسَ يُشْبِهُ كَلَامَ شَيْءٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ، وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمُ الْإِتْيَانُ بِهِ وَلَا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=88قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) ( الْإِسْرَاءِ : 88 ) .
الثَّالِثُ : عَزْلُهُمْ عَنِ السَّمْعِ وَطَرْدُهُمْ عَنْ مَقَاعِدِهِ الَّتِي كَانُوا يَقْعُدُونَ مِنَ السَّمَاءِ قَبْلَ نُزُولِ الْقُرْآنِ فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=212إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ) فَبَيَّنَ تَعَالَى - مَعَ كَوْنِهِ لَا يَنْبَغِي لَهُمْ - أَنَّهُ لَوِ انْبَغَى مَا اسْتَطَاعُوا الْإِتْيَانَ بِهِ أَوْ بِمِثْلِهِ ، لَا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ وَلَا نَقْلًا عَنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، نَفَى عَنْهُمُ الْأَوَّلَ بِعَدَمِ الِاسْتِطَاعَةِ ، وَالثَّانِيَ بِعَزْلِهِمْ عَنِ السَّمْعِ وَطَرْدِهِمْ مِنْهُ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ( الْحِجْرِ : 9 ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=16وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=17وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=18إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ) ( الْحِجْرِ : 16 - 18 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=6إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=7وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=8لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=9دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=10إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) ( الصَّافَّاتِ : 6 - 10 )
[ ص: 569 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ) ( الْمُلْكِ : 5 ) وَقَالَ تَعَالَى عَنْ مُؤْمِنِي الْجِنِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ) ( الْجِنِّ : 8 - 10 ) .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024676انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا مَا لَكُمْ ؟ قَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ قَالُوا : مَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ شَيْءٍ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ . فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، فَمَرَّ النَّفَرُ الَّذِينَ أَخَذُوا نَحْوَ تِهَامَةَ ، وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَخْلٍ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ ، وَقَالُوا : هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ . فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا : ( nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=2يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) ( الْجِنِّ : 1 - 2 ) ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ) الْجِنِّ : 1 ) . وَهَذَا الْحَدِيثُ بِطُولِهِ وَطُرُقِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى فِي جَوَابِ الْكُفَّارِ مُبَيِّنًا لَهُمْ أَوْلِيَاءَ الشَّيَاطِينِ الَّذِينَ تَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ) ( الشُّعَرَاءِ : 221 ) الْآيَاتِ .
وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ قَالَتْ
عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024677سَأَلَ نَاسٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكُهَّانِ ، فَقَالَ : " إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَيْءٍ " قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ [ ص: 570 ] يَحْفَظُهَا الْجِنِّيُّ فَيُقَرْقِرُهَا فِي أُذُنِ وَلَيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجِ ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كِذْبَةٍ " . وَلَهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024678إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ ، فَإِذَا nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ وَمُسْتَرِقُو السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - وَصَفَهُ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ فَحَرَّفَهَا وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الْكَاهِنِ فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذِبَةٍ فَيُقَالُ : أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، كَذَا وَكَذَا ؟ فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ " .
وَلِمُسْلِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوُهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَلِلْبُخَارِيِّ عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : "
إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُحَدِّثَ فِي الْعَنَانِ - وَالْعَنَانُ الْغَمَامُ - بِالْأَمْرِ فِي الْأَرْضِ فَتَسْمَعُ الشَّيَاطِينُ الْكَلِمَةَ فَتَقُرُّهَا فِي أُذُنِ الْكَاهِنِ كَمَا تُقَرُّ الْقَارُورَةُ ، فَيَزِيدُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذِبَةٍ " . وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=25593بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى كَذِبَ الْكَاهِنِ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) ( الشُّعَرَاءِ : 222 ) فَسَمَّاهُ أَفَّاكًا ، وَذَلِكَ مُبَالَغَةٌ فِي وَصْفِهِ بِالْكَذِبِ . وَسَمَّاهُ أَثِيمًا ، وَذَلِكَ مُبَالَغَةٌ فِي وَصْفِهِ بِالْفُجُورِ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=223وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ) ; أَيْ أَكْثَرُ مَا يَقُولُونَ الْكَذِبَ فَلَا يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ فِيهِمْ صَادِقًا ، يُفَسِّرُهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024680فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذِبَةٍ " فَلَا يَكُونُ صِدْقًا إِلَّا الْكَلِمَةُ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=30540كُفْرُ الْكَاهِنِ فَمِنْ وُجُوهٍ : مِنْهَا كَوْنُهُ وَلِيًّا لِلشَّيَاطِينِ فَلَمْ يُوحِ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ إِلَّا بَعْدَ أَنْ تَوَلَّاهُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ) ( الْأَنْعَامِ : 121 ) وَالشَّيْطَانُ لَا يَتَوَلَّى إِلَّا الْكُفَّارَ وَيَتَوَلَّوْنَهُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
[ ص: 571 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ) ( الْبَقَرَةِ : 257 ) وَهَذَا وَجْهٌ ثَانٍ . وَالثَّالِثُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ ) ; أَيْ نُورِ الْإِيمَانِ وَالْهُدَى ( إِلَى الظُّلُمَاتِ ) ; أَيْ ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ وَالضَّلَالَةِ . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=119وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ) ( النِّسَاءِ : 119 ) وَهَذَا وَجْهٌ رَابِعٌ . وَالْخَامِسُ تَسْمِيَتُهُ طَاغُوتًا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدَ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ) ( النِّسَاءِ : 60 ) نَزَلَتْ فِي الْمُتَحَاكِمِينَ إِلَى كَاهِنِ جُهَيْنَةَ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ) ; أَيْ بِالطَّاغُوتِ ، وَهَذَا وَجْهٌ سَادِسٌ . وَالسَّابِعُ أَنَّ مَنْ هَدَاهُ اللَّهُ لِلْإِيمَانِ مِنَ الْكُهَّانِ
كَسَوَادِ بْنِ قَارِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمْ يَأْتِهِ رِئِيُّهُ بَعْدَ أَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ ، فَدَلَّ أَنَّهُ لَمْ يَتَنَزَّلْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَّا لِكُفْرِهِ وَتَوَلِّيهِ إِيَّاهُ ، حَتَّى إِنَّهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَغْضَبُ إِذَا سُئِلَ عَنْهُ حَتَّى قَالَ لَهُ
عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا كُنَّا فِيهِ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ أَعْظَمُ . الثَّامِنُ وَهُوَ أَعْظَمُهَا تَشَبُّهُهُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي صِفَاتِهِ وَمُنَازَعَتُهُ لَهُ تَعَالَى فِي رُبُوبِيَّتِهِ ، فَإِنَّ عِلْمَ الْغَيْبِ مِنْ صِفَاتِ الرُّبُوبِيَّةِ الَّتِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا دُونَ مَنْ سِوَاهُ ، فَلَا سَمِيَّ لَهُ مُضَاهِيَ وَلَا مُشَارِكَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=65قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عَالَمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمَنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=41أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=35أَعْنَدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ) وَلِسَانُ حَالِ الْكَاهِنِ وَقَالِهِ يَقُولُ نَعَمْ . التَّاسِعُ أَنَّ دَعْوَاهُ تِلْكَ تَتَضَمَّنُ التَّكْذِيبَ بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلَ اللَّهُ بِهِ رُسُلَهُ . الْعَاشِرُ النُّصُوصُ فِي كُفْرِ مَنْ سَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ ، فَكَيْفَ بِهِ هُوَ نَفْسِهِ فِيمَا ادَّعَاهُ ؟ فَقَدْ رَوَى الْأَرْبَعَةُ
وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
[ ص: 572 ] "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024681مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024682لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ ، أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ ، وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
وَلِمُسْلِمٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024683مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً " . فَهَذَا حُكْمُ مَنْ سَأَلَهُ مُطْلَقًا ، وَالْأَوَّلُ حُكْمُ مَنْ سَأَلَهُ وَصَدَّقَهُ بِمَا قَالَ .
ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ الْكَاهِنَ وَإِنْ كَانَ أَصْلُهُ مَا ذَكَرْنَا فَهُوَ عَامٌّ فِي كُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعْرِفَةَ الْمُغَيَّبَاتِ وَلَوْ بِغَيْرِهِ كَالرَّمَّالِ الَّذِي يَخُطُّ بِالْأَرْضِ أَوْ غَيْرِهَا ، وَالْمُنَجِّمِ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ أَوِ الطَّارِقِ بِالْحَصَى وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ فِي مَعْرِفَةِ الْأُمُورِ الْغَائِبَةِ كَالدَّلَالَةِ عَلَى الْمَسْرُوقِ وَمَكَانِ الضَّالَّةِ وَنَحْوِهَا ، أَوِ الْمُسْتَقْبَلَةِ كَمَجِيءِ الْمَطَرِ أَوْ رُجُوعِ الْغَائِبِ أَوْ هُبُوبِ الرِّيَاحِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِلْمِهِ فَلَا يَعْلَمُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ الْوَحْيِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=27إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) ( الْجِنِّ : 26 - 27 ) مَلَائِكَةً يَحْفَظُونَهُ مِنْ مُسْتَرِقِي السَّمْعِ وَغَيْرِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=28لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) ( الْجِنِّ : 28 ) فَمَنْ ذَا الَّذِي يَدَّعِي عِلْمَ مَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ عَنْ رُسُلِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْبَشَرِ كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=31وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ )
[ ص: 573 ] ( الْأَنْعَامِ : 50 ) الْآيَةَ . وَقَالَ تَعَالَى عَنْ
هُودٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=23قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ ) ( الْأَحْقَافِ : 23 ) وَقَالَ لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) ( الْأَحْقَافِ : 23 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=188قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ) ( الْأَعْرَافِ : 188 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ) ( الْأَحْقَافِ : 9 ) الْآيَةَ .
وَقَالَ تَعَالَى عَنِ الْمَلَائِكَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=32قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) ( الْبَقَرَةِ : 31 - 32 ) الْآيَاتِ . وَلَمْ يَعْلَمِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَانَ رَاحِلَتِهِ حَتَّى أَعْلَمَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ ، وَقَالَ فِي سُؤَالِ الْحَبْرِ إِيَّاهُ فَأَجَابَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَهُ الْحَبْرُ ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024684لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا عَنِ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْهُ وَمَا لِي عِلْمٌ بِشَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى أَتَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ " وَهِيَ فِي
مُسْلِمٍ . وَفِيهِ قَوْلُ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
لِمَسْرُوقٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024685وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=65قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ) .
وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْلَمُ شَيْئًا مِنَ الرِّسَالَةِ حَتَّى أَتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=93&ayano=7وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ) ( الضُّحَى : 6 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ) ( الشُّورَى : 52 ) وَقَالَ تَعَالَى :
[ ص: 574 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=49تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا ) ( هُودٍ : 49 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) ( يُونُسَ : 16 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=113وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) ( النِّسَاءِ : 113 ) نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ مِنْ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ .