قلت : فهذا النقل لمذهب أهل السنة ،
والرافضة فيه من الكذب ، والتحريف ما سنذكر
[1] بعضه .
والكلام عليه من وجوه :
أحدها :
أن إدخال مسائل القدر ، والتعديل ، والتجوير .
[2] في هذا الباب كلام باطل
[ ص: 128 ] من الجانبين ، إذ كل من القولين قد قال به طوائف من [ أهل ]
[3] السنة ،
والشيعة ،
فالشيعة فيهم طوائف تثبت القدر ، وتنكر مسائل التعديل ، والتجوير
[4] ، والذين يقرون بخلافة
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان فيهم طوائف تقول بما ذكره من التعديل ، والتجوير
[5] كالمعتزلة ، وغيرهم ، ومعلوم أن
المعتزلة هم أصل هذا القول ، وأن شيوخ
الرافضة كالمفيد ،
والموسوي ،
والطوسي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15065والكراجكي ، وغيرهم إنما أخذوا ذلك من
المعتزلة ، وإلا
فالشيعة القدماء لا يوجد في كلامهم شيء من هذا .
وإن كان ما ذكره في ذلك ليس متعلقا بمذهب الإمامة ، بل قد يوافقهم على قولهم في الإمامية من لا يوافقهم على قولهم في القدر
[6] ، وقد تقول بما ذكره في القدر طوائف لا توافقهم على الإمامة
[7] - كان ذكر هذا في مسألة الإمامة بمنزلة سائر مسائل النزاع التي وافقوا فيها بعض المسلمين كمسائل فتنة القبر ، ومنكر
[8] ، ونكير ، والحوض ، والميزان ، والشفاعة ، وخروج أهل الكبائر من النار ، وأمثال ذلك من المسائل التي لا تتعلق بالإمامة ، بل هي مسائل مستقلة بنفسها ، وبمنزلة المسائل العملية كمسائل الخلاف التي صنفها
الموسوي ، وغيره من شيوخ
الإمامية ، فتبين أن
nindex.php?page=treesubj&link=28788_28833إدخال مسائل القدر في مسألة [9] الإمامية إما جهل ، وإما تجاهل .
قُلْتُ : فَهَذَا النَّقْلُ لِمَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ ،
وَالرَّافِضَةِ فِيهِ مِنَ الْكَذِبِ ، وَالتَّحْرِيفِ مَا سَنَذْكُرُ
[1] بَعْضَهُ .
وَالْكَلَامُ عَلَيْهِ مِنْ وُجُوهٍ :
أَحَدُهَا :
أَنَّ إِدْخَالَ مَسَائِلِ الْقَدَرِ ، وَالتَّعْدِيلِ ، وَالتَّجْوِيرِ .
[2] فِي هَذَا الْبَابِ كَلَامٌ بَاطِلٌ
[ ص: 128 ] مِنَ الْجَانِبَيْنِ ، إِذْ كُلٌّ مِنَ الْقَوْلَيْنِ قَدْ قَالَ بِهِ طَوَائِفُ مِنْ [ أَهْلِ ]
[3] السُّنَّةِ ،
وَالشِّيعَةِ ،
فَالشِّيعَةُ فِيهِمْ طَوَائِفُ تُثْبِتُ الْقَدَرَ ، وَتُنْكِرُ مَسَائِلَ التَّعْدِيلِ ، وَالتَّجْوِيرِ
[4] ، وَالَّذِينَ يُقِرُّونَ بِخِلَافَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ فِيهِمْ طَوَائِفُ تَقُولُ بِمَا ذَكَرَهُ مِنَ التَّعْدِيلِ ، وَالتَّجْوِيرِ
[5] كَالْمُعْتَزِلَةِ ، وَغَيْرِهِمْ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ
الْمُعْتَزِلَةَ هُمْ أَصْلُ هَذَا الْقَوْلِ ، وَأَنَّ شُيُوخَ
الرَّافِضَةِ كَالْمُفِيدِ ،
وَالْمُوسَوِيِّ ،
وَالطُّوسِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15065وَالْكَرَاجِكِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ إِنَّمَا أَخَذُوا ذَلِكَ مِنَ
الْمُعْتَزِلَةِ ، وَإِلَّا
فَالشِّيعَةُ الْقُدَمَاءُ لَا يُوجَدُ فِي كَلَامِهِمْ شَيْءٌ مِنْ هَذَا .
وَإِنْ كَانَ مَا ذَكَرَهُ فِي ذَلِكَ لَيْسَ مُتَعَلِّقًا بِمَذْهَبِ الْإِمَامَةِ ، بَلْ قَدْ يُوَافِقُهُمْ عَلَى قَوْلِهِمْ فِي الْإِمَامِيَّةِ مَنْ لَا يُوَافِقُهُمْ عَلَى قَوْلِهِمْ فِي الْقَدَرِ
[6] ، وَقَدْ تَقُولُ بِمَا ذَكَرَهُ فِي الْقَدَرِ طَوَائِفُ لَا تُوَافِقُهُمْ عَلَى الْإِمَامَةِ
[7] - كَانَ ذِكْرُ هَذَا فِي مَسْأَلَةِ الْإِمَامَةِ بِمَنْزِلَةِ سَائِرِ مَسَائِلِ النِّزَاعِ الَّتِي وَافَقُوا فِيهَا بَعْضَ الْمُسْلِمِينَ كَمَسَائِلِ فِتْنَةِ الْقَبْرِ ، وَمُنْكَرٍ
[8] ، وَنَكِيرٍ ، وَالْحَوْضِ ، وَالْمِيزَانِ ، وَالشَّفَاعَةِ ، وَخُرُوجِ أَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنَ النَّارِ ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي لَا تَتَعَلَّقُ بِالْإِمَامَةِ ، بَلْ هِيَ مَسَائِلُ مُسْتَقِلَّةٌ بِنَفْسِهَا ، وَبِمَنْزِلَةِ الْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ كَمَسَائِلِ الْخِلَافِ الَّتِي صَنَّفَهَا
الْمُوسَوِيُّ ، وَغَيْرُهُ مِنْ شُيُوخِ
الْإِمَامِيَّةِ ، فَتَبَيَّنَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28788_28833إِدْخَالَ مَسَائِلِ الْقَدَرِ فِي مَسْأَلَةِ [9] الْإِمَامِيَّةِ إِمَّا جَهْلٌ ، وَإِمَّا تَجَاهُلٌ .