ونحن نبين فساد
[1] ما في هذه الحكاية من الأكاذيب من وجوه كثيرة فنقول :
أما قوله
[2] : " لما عمت البلية [ على كافة المسلمين ]
[3] بموت النبي - صلى الله عليه وسلم
[4] - واختلف الناس بعده
[5] ، وتعددت آراؤهم بحسب أهوائهم
[6] ، فبعضهم طلب الأمر لنفسه [ بغير حق ]
[7] ، وبايعه
[8] أكثر الناس طلبا للدنيا ، كما اختار
nindex.php?page=showalam&ids=16657عمر بن سعد [9] ملك
الري أياما يسيرة ، لما خير بينه وبين قتل
nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين ، مع علمه بأن في قتله النار وإخباره بذلك
[10] في شعره "
[ ص: 17 ] فيقال : في هذا الكلام من الكذب والباطل
[11] وذم خيار الأمة بغير حق ما لا يخفى ، وذلك
[12] من وجوه :
أحدها : " قوله تعددت آراؤهم بحسب تعدد أهوائهم " ، فيكونون كلهم متبعين أهواءهم : ليس فيهم طالب حق ولا مريد لوجه الله تعالى
[13] والدار الآخرة ، ولا من كان قوله عن اجتهاد واستدلال ، وعموم لفظه يشمل عليا وغيره .
وهؤلاء الذين وصفهم بهذا هم الذين أثنى الله عليهم هو ورسوله - ورضي عنهم ووعدهم الحسنى ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=100والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) ، [ سورة التوبة : 100 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) ، [ سورة الفتح : 29 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=72إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=74أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=75والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم )
[ ص: 18 ] [ سورة الأنفال : 72 - 75 ] ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ) [ سورة الحديد : 10 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) [ سورة الحشر : 8 - 10 ] .
وهذه الآيات تتضمن الثناء على
المهاجرين والأنصار ، وعلى الذين جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم ويسألون الله أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم ، وتتضمن أن هؤلاء الأصناف هم المستحقون للفيء .
ولا ريب أن [ هؤلاء ]
[14] nindex.php?page=treesubj&link=28833الرافضة خارجون من الأصناف الثلاثة ، فإنهم لم يستغفروا للسابقين الأولين
[15] ، وفي قلوبهم غل عليهم . ففي
[16] الآيات الثناء على الصحابة وعلى أهل السنة الذين يتولونهم ، وإخراج
الرافضة من ذلك ، وهذا نقيض
[17] مذهب
الرافضة .
[ ص: 19 ] وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة وغيره من حديث [
أبي بدر قال : حدثنا ]
[18] عبد الله بن زيد ، عن
طلحة بن مصرف ، عن
مصعب بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قال : الناس على ثلاث
[19] منازل ، فمضت منزلتان وبقيت واحدة ، فأحسن ما أنتم عليه كائنون أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت ، ثم قرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) هؤلاء
المهاجرون وهذه منزلة قد مضت .
ثم قرأ
[20] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )
[21] ، ثم قال : هؤلاء
الأنصار وهذه منزلة قد مضت .
ثم قرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) ، فقد مضت هاتان وبقيت هذه المنزلة ، فأحسن ما أنتم عليه كائنون أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت أن تستغفروا الله لهم
[22] .
وروى أيضا بإسناده عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس أنه قال : من
nindex.php?page=treesubj&link=19098_10036سب السلف فليس له في الفيء نصيب ; لأن الله تعالى يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم ) الآية
[23] .
[ ص: 20 ] وهذا معروف من
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وغير
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك [24] من أهل العلم ،
كأبي عبيد القاسم بن سلام ، وكذلك ذكره
أبو حكيم النهرواني من أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره من الفقهاء .
وروى أيضا عن
الحسن بن عمارة ، عن
الحكم [25] ، عن
مقسم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس [ - رضي الله عنهما ]
[26] قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28814_28813_28811أمر الله بالاستغفار لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يعلم أنهم يقتتلون .
وقال
[27] nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة : قالت لي
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة [ رضي الله عنها ]
[28] : يا ابن أختي
[29] أمروا أن يستغفروا لأصحاب
محمد [30] - صلى الله عليه وسلم - فسبوهم
[31] .
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري [ رضي الله عنه ]
[32] قال : قال
[ ص: 21 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=666166لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا [33] ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه [34] .
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة [ رضي الله عنه ]
[35] . أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=666166لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق [36] مثل أحد [ ذهبا [37] ] ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه [38] " .
وفي صحيح مسلم أيضا ، عن جابر [ بن عبد الله ]
[39] قال : قيل
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة : إن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]
[40] حتى
أبا [ ص: 22 ] بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، فقالت : وما تعجبون من هذا ؟
[41] انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر
[42] .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة بالإسناد الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد ( * قال : حدثني أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية nindex.php?page=showalam&ids=12251 [43] . حدثنا
رجاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس [ رضي الله عنهما ]
[44] . قال : لا تسبوا أصحاب
محمد [45] - . فإن الله قد أمر
[46] . بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون
[47] .
[ ص: 23 ] ومن طريق
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، عن
عبد الرحمن * ) [48] [49] بن مهدي ، وطريق غيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع وأبي نعيم ، ثلاثتهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، عن
نسير بن ذعلوق [50] . : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر يقول : لا تسبوا أصحاب
محمد [51] ، فلمقام أحدهم ساعة ، يعني مع رسول الله
[52] - صلى الله عليه وسلم - خير من عمل أحدكم أربعين سنة .
وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : خير من عبادة أحدكم عمره
[53] .
[ ص: 24 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=19ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا ) [ سورة الفتح : 18 - 21 ] .
والذين بايعوه
[54] . تحت الشجرة
بالحديبية عند
جبل التنعيم [55] \ 321 . كانوا أكثر من ألف وأربعمائة ، بايعوه لما صده المشركون عن العمرة ، ثم صالح المشركين صلح
الحديبية المعروف ، وذلك سنة ست من الهجرة في ذي القعدة ، ثم رجع [ بهم ]
[56] ) ، ( م ) . إلى المدينة وغزا بهم خيبر ، ففتحها
[57] . الله عليهم في أول سنة سبع ، وقسمها
[58] . بينهم ، ومنع الأعراب المتخلفين
[59] . عن
الحديبية من ذلك .
[ ص: 25 ] كما قال [ الله تعالى ]
[60] . : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا ) [ سورة الفتح : 15 ] .
وقد أخبر سبحانه أنه رضي عنهم
[61] ، وأنه علم ما في قلوبهم ، وأنه أثابهم
[62] . فتحا قريبا .
وهؤلاء هم أعيان من بايع
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم ، لم يكن في المسلمين من يتقدم عليهم ، بل كان المسلمون [ كلهم ]
[63] . يعرفون فضلهم عليهم ; لأن الله تعالى بين فضلهم في القرآن بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ) [ سورة الحديد : 10 ]
[64] ، ففضل المنفقين المقاتلين قبل الفتح ، والمراد بالفتح هنا صلح
الحديبية ، ولهذا سئل النبي - صلى الله عليه وسلم : أوفتح
[65] . هو ؟ فقال " نعم "
[66] ) .
[ ص: 26 ] وأهل العلم يعلمون أن فيه
[67] . أنزل الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إنا فتحنا لك فتحا مبينا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3وينصرك الله نصرا عزيزا ) [ سورة الفتح : 1 - 3 ]
[68] ، فقال بعض المسلمين : يا رسول الله ! هذا لك فما لنا [ يا رسول الله ] ؟
[69] ; فأنزل الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) [ سورة الفتح : 4 ] .
وهذه الآية نص في
nindex.php?page=treesubj&link=28812_28811_34290تفضيل المنفقين المقاتلين قبل الفتح على المنفقين المقاتلين [70] بعده ، ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أن السابقين في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=100والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ) [ سورة التوبة : 100 ] هم هؤلاء الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا ، وأهل بيعة الرضوان كلهم منهم ، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة .
وَنَحْنُ نُبَيِّنُ فَسَادَ
[1] مَا فِي هَذِهِ الْحِكَايَةِ مِنَ الْأَكَاذِيبِ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ فَنَقُولُ :
أَمَّا قَوْلُهُ
[2] : " لَمَّا عَمَّتِ الْبَلِيَّةُ [ عَلَى كَافَّةِ الْمُسْلِمِينَ ]
[3] بِمَوْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[4] - وَاخْتَلَفَ النَّاسُ بَعْدَهُ
[5] ، وَتَعَدَّدَتْ آرَاؤُهُمْ بِحَسَبِ أَهْوَائِهِمْ
[6] ، فَبَعْضُهُمْ طَلَبَ الْأَمْرَ لِنَفْسِهِ [ بِغَيْرِ حَقٍّ ]
[7] ، وَبَايَعَهُ
[8] أَكْثَرُ النَّاسِ طَلَبًا لِلدُّنْيَا ، كَمَا اخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=16657عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ [9] مُلْكَ
الرَّيِّ أَيَّامًا يَسِيرَةً ، لَمَّا خُيِّرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَتْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=17الْحُسَيْنِ ، مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّ فِي قَتْلِهِ النَّارَ وَإِخْبَارِهِ بِذَلِكَ
[10] فِي شِعْرِهِ "
[ ص: 17 ] فَيُقَالُ : فِي هَذَا الْكَلَامِ مِنَ الْكَذِبِ وَالْبَاطِلِ
[11] وَذَمِّ خِيَارِ الْأُمَّةِ بِغَيْرِ حَقٍّ مَا لَا يَخْفَى ، وَذَلِكَ
[12] مِنْ وُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : " قَوْلُهُ تَعَدَّدَتْ آرَاؤُهُمْ بِحَسَبَ تَعَدُّدِ أَهْوَائِهِمْ " ، فَيَكُونُونَ كُلُّهُمْ مُتَّبِعِينَ أَهْوَاءَهُمْ : لَيْسَ فِيهِمْ طَالِبُ حَقٍّ وَلَا مُرِيدٌ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى
[13] وَالدَّارِ الْآخِرَةِ ، وَلَا مَنْ كَانَ قَوْلُهُ عَنِ اجْتِهَادٍ وَاسْتِدْلَالٍ ، وَعُمُومُ لَفْظِهِ يَشْمَلُ عَلِيًّا وَغَيْرَهُ .
وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَهُمْ بِهَذَا هُمُ الَّذِينَ أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْهِمْ هُوَ وَرَسُولُهُ - وَرَضِيَ عَنْهُمْ وَوَعَدَهُمُ الْحُسْنَى ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=100وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ، [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 100 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) ، [ سُورَةُ الْفَتْحِ : 29 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=72إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=74أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=75وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ )
[ ص: 18 ] [ سُورَةُ الْأَنْفَالِ : 72 - 75 ] ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) [ سُورَةُ الْحَدِيدِ : 10 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [ سُورَةُ الْحَشْرِ : 8 - 10 ] .
وَهَذِهِ الْآيَاتُ تَتَضَمَّنُ الثَّنَاءَ عَلَى
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، وَعَلَى الَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُمْ وَيَسْأَلُونَ اللَّهَ أَنْ لَا يَجْعَلَ فِي قُلُوبِهِمْ غِلًّا لَهُمْ ، وَتَتَضَمَّنُ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْأَصْنَافَ هُمُ الْمُسْتَحِقُّونَ لِلْفَيْءِ .
وَلَا رَيْبَ أَنَّ [ هَؤُلَاءِ ]
[14] nindex.php?page=treesubj&link=28833الرَّافِضَةَ خَارِجُونَ مِنَ الْأَصْنَافِ الثَّلَاثَةِ ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَغْفِرُوا لِلسَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ
[15] ، وَفِي قُلُوبِهِمْ غِلٌّ عَلَيْهِمْ . فَفِي
[16] الْآيَاتِ الثَّنَاءُ عَلَى الصَّحَابَةِ وَعَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُمْ ، وَإِخْرَاجُ
الرَّافِضَةِ مِنْ ذَلِكَ ، وَهَذَا نَقِيضُ
[17] مَذْهَبِ
الرَّافِضَةِ .
[ ص: 19 ] وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابْنُ بَطَّةَ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ [
أَبِي بَدْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ]
[18] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ
مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ
[19] مَنَازِلَ ، فَمَضَتْ مَنْزِلَتَانِ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ ، فَأَحْسَنُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ كَائِنُونَ أَنْ تَكُونُوا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الَّتِي بَقِيَتْ ، ثُمَّ قَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ) هَؤُلَاءِ
الْمُهَاجِرُونَ وَهَذِهِ مَنْزِلَةٌ قَدْ مَضَتْ .
ثُمَّ قَرَأَ
[20] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )
[21] ، ثُمَّ قَالَ : هَؤُلَاءِ
الْأَنْصَارُ وَهَذِهِ مَنْزِلَةٌ قَدٌ مَضَتْ .
ثُمَّ قَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) ، فَقَدْ مَضَتْ هَاتَانِ وَبَقِيَتْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةُ ، فَأَحْسَنُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ كَائِنُونَ أَنْ تَكُونُوا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الَّتِي بَقِيَتْ أَنْ تَسْتَغْفِرُوا اللَّهَ لَهُمْ
[22] .
وَرَوَى أَيْضًا بِإِسْنَادِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=19098_10036سَبَّ السَّلَفَ فَلَيْسَ لَهُ فِي الْفَيْءِ نَصِيبٌ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ) الْآيَةَ
[23] .
[ ص: 20 ] وَهَذَا مَعْرُوفٌ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ وَغَيْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ [24] مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ،
كَأَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ
أَبُو حَكِيمِ النَّهْرَوَانِيُّ مِنْ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ .
وَرَوَى أَيْضًا عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عِمَارَةَ ، عَنِ
الْحَكَمِ [25] ، عَنْ
مِقْسَمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ [ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]
[26] قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28814_28813_28811أَمَرَ اللَّهِ بِالِاسْتِغْفَارِ لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقْتَتِلُونَ .
وَقَالَ
[27] nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ : قَالَتْ لِي
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ]
[28] : يَا ابْنَ أُخْتِي
[29] أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِأَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ [30] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَبُّوهُمْ
[31] .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]
[32] قَالَ : قَالَ
[ ص: 21 ] رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=666166لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا [33] مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ [34] .
وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]
[35] . أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=666166لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ [36] مِثْلَ أُحُدٍ [ ذَهَبًا [37] ] مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ [38] " .
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَيْضًا ، عَنْ جَابِرِ [ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ]
[39] قَالَ : قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=25لِعَائِشَةَ : إِنَّ نَاسًا يَتَنَاوَلُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ [ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]
[40] حَتَّى
أَبَا [ ص: 22 ] بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ ، فَقَالَتْ : وَمَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا ؟
[41] انْقَطَعَ عَنْهُمُ الْعَمَلُ فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ لَا يَقْطَعَ عَنْهُمُ الْأَجْرَ
[42] .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12998ابْنُ بَطَّةَ بِالْإِسْنَادِ الصَّحِيحِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ ( * قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12251 [43] . حَدَّثَنَا
رَجَاءٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]
[44] . قَالَ : لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ [45] - . فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَ
[46] . بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سَيَقْتَتِلُونَ
[47] .
[ ص: 23 ] وَمِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ * ) [48] [49] بْنِ مَهْدِيِّ ، وَطَرِيقِ غَيْرِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٍ وَأَبِي نُعَيْمٍ ، ثَلَاثَتُهُمْ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيِّ ، عَنْ
نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ [50] . : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ : لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ [51] ، فَلَمُقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً ، يَعْنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
[52] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً .
وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٍ : خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ
[53] .
[ ص: 24 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=19وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=20وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=21وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ) [ سُورَةُ الْفَتْحِ : 18 - 21 ] .
وَالَّذِينَ بَايَعُوهُ
[54] . تَحْتَ الشَّجَرَةِ
بِالْحُدَيْبِيَةَ عِنْدَ
جَبَلِ التَّنْعِيمِ [55] \ 321 . كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، بَايَعُوهُ لَمَّا صَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ عَنِ الْعُمْرَةِ ، ثُمَّ صَالَحَ الْمُشْرِكِينَ صُلْحَ
الْحُدَيْبِيَةِ الْمَعْرُوفِ ، وَذَلِكَ سَنَةُ سِتٍّ مِنَ الْهِجْرَةِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ ، ثُمَّ رَجَعَ [ بِهِمْ ]
[56] ) ، ( م ) . إِلَى الْمَدِينَةِ وَغَزَا بِهِمْ خَيْبَرَ ، فَفَتَحَهَا
[57] . اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ ، وَقَسَّمَهَا
[58] . بَيْنَهُمْ ، وَمَنَعَ الْأَعْرَابَ الْمُتَخَلِّفِينَ
[59] . عَنِ
الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ ذَلِكَ .
[ ص: 25 ] كَمَا قَالَ [ اللَّهُ تَعَالَى ]
[60] . : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا ) [ سُورَةُ الْفَتْحِ : 15 ] .
وَقَدْ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ رَضِيَ عَنْهُمْ
[61] ، وَأَنَّهُ عَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ، وَأَنَّهُ أَثَابَهُمْ
[62] . فَتْحًا قَرِيبًا .
وَهَؤُلَاءِ هُمْ أَعْيَانُ مَنْ بَايَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمْ يَكُنْ فِي الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِمْ ، بَلْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ [ كُلُّهُمْ ]
[63] . يَعْرِفُونَ فَضْلَهُمْ عَلَيْهِمْ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَيَّنَ فَضَلَّهُمْ فِي الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=10لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) [ سُورَةُ الْحَدِيدِ : 10 ]
[64] ، فَفَضَّلَ الْمُنْفِقِينَ الْمُقَاتِلِينَ قَبْلَ الْفَتْحِ ، وَالْمُرَادُ بِالْفَتْحِ هُنَا صُلْحُ
الْحُدَيْبِيَةِ ، وَلِهَذَا سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَفَتْحٌ
[65] . هُوَ ؟ فَقَالَ " نَعَمْ "
[66] ) .
[ ص: 26 ] وَأَهْلُ الْعِلْمِ يَعْلَمُونَ أَنَّ فِيهِ
[67] . أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ) [ سُورَةُ الْفَتْحِ : 1 - 3 ]
[68] ، فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَذَا لَكَ فَمَا لَنَا [ يَا رَسُولَ اللَّهِ ] ؟
[69] ; فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ) [ سُورَةُ الْفَتْحِ : 4 ] .
وَهَذِهِ الْآيَةُ نَصٌّ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28812_28811_34290تَفْضِيلِ الْمُنْفِقِينَ الْمُقَاتِلِينَ قَبْلَ الْفَتْحِ عَلَى الْمُنْفِقِينَ الْمُقَاتِلِينَ [70] بَعْدَهُ ، وَلِهَذَا ذَهَبَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّ السَّابِقِينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=100وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 100 ] هُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلُوا ، وَأَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ كُلُّهُمْ مِنْهُمْ ، وَكَانُوا أَكْثَرَ مَنْ أَلْفٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ .