210 - سمعت
أبا إسحاق الفيروزابادي ، يقول : وأما المتشابه فاختلف أصحابنا فيه ، فمنهم من قال : هو والمجمل واحد .
ومنهم من قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28911المتشابه ما استأثر الله تعالى بعلمه ، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه .
ومن الناس من قال : المتشابه هو : القصص والأمثال ، والمحكم ، الحلال والحرام .
ومنهم من قال : المتشابه : الحروف المجموعة في أوائل السور ، كـ : المص ، المر ، وغير ذلك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبو إسحاق : والأول أصح ، وأما ما ذكروه ، فلا يوصف بذلك .
قلت : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13428أبو بكر : محمد بن الحسن بن فورك : الصحيح عندنا أن
nindex.php?page=treesubj&link=28911المحكم : ما أحكم بيانه ، وبلغ به الغاية التي يفهم بها المراد .
[ ص: 210 ] من غير إشكال والتباس ، والمتشابه : هو الذي يحتمل معنيين أو معاني مختلفة ، يشبه بعضها بعضا عند السامع في أول وهلة ، حتى يميز ويتبين وينظر ويعلم الحق من الباطل فيه ، كسائر الألفاظ المحتملة ، التي يتعلق بها المخالفون للحق ، وذهبوا عن وجه الصواب فيه .
[قلت] : وحكى القاضي
أبو الطيب : طاهر بن عبد الله الطبري ، أن
أبا بكر : محمد بن عبد الله المعروف بالصيرفي قال : المتشابه على ضربين ، ضرب استأثر الله بعلمه ، وانفرد بمعرفة تأويله ، وضرب يعلمه العلماء ، والدليل على الضرب الأول قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ) ، إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ) ، فنفى أن يكون يعلم تأويل المتشابه إلا الله ، وابتدأ بعد ذلك الكلام بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7والراسخون في العلم يقولون آمنا به ) .
والدليل على الضرب الثاني ، حديث
nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
210 - سَمِعْتُ
أَبَا إِسْحَاقَ الْفَيْرُوزَابَادِيَّ ، يَقُولُ : وَأَمَّا الْمُتَشَابِهُ فَاخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِيهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : هُوَ وَالْمُجْمَلُ وَاحِدٌ .
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28911الْمُتَشَابِهُ مَا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِلْمِهِ ، وَلَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ قَالَ : الْمُتَشَابِهُ هُوَ : الْقَصَصُ وَالْأَمْثَالُ ، وَالْمُحْكَمُ ، الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ .
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : الْمُتَشَابِهُ : الْحُرُوفُ الْمَجْمُوعَةُ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ ، كَـ : المص ، المر ، وَغَيْرِ ذَلِكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11813أَبُو إِسْحَاقَ : وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرُوهُ ، فَلَا يُوصَفْ بِذَلِكَ .
قُلْتُ : وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13428أَبُو بَكْرٍ : مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ : الصَّحِيحُ عِنْدَنَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28911الْمُحْكَمَ : مَا أُحْكِمَ بَيَانُهُ ، وَبَلَغَ بِهِ الْغَايَةَ الَّتِي يُفْهَمُ بِهَا الْمُرَادُ .
[ ص: 210 ] مِنْ غَيْرِ إِشْكَالٍ وَالْتِبَاسٍ ، وَالْمُتَشَابِهُ : هُوَ الَّذِي يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ أَوْ مَعَانِيَ مُخْتَلِفَةً ، يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا عِنْدَ السَّامِعِ فِي أَوَّلِ وَهْلَةٍ ، حَتَّى يُمَيِّزَ وَيَتَبَيَّنَ وَيَنْظُرَ وَيَعْلَمَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ فِيهِ ، كَسَائِرِ الْأَلْفَاظِ الْمُحْتَمَلَةِ ، الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الْمُخَالِفُونَ لِلْحَقِّ ، وَذَهَبُوا عَنْ وَجْهِ الصَّوَابِ فِيهِ .
[قُلْتُ] : وَحَكَى الْقَاضِي
أَبُو الطَّيِّبِ : طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ ، أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ : مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفَ بِالصَّيْرَفِيِّ قَالَ : الْمُتَشَابِهُ عَلَى ضَرْبَيْنِ ، ضِرْبٌ اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ ، وَانْفَرَدَ بِمَعْرِفَةِ تَأْوِيلِهِ ، وَضَرْبٌ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى الضَّرْبِ الْأَوَّلِ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابَ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ) ، إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ) ، فَنَفَى أَنْ يَكُونَ يَعْلَمُ تَأْوِيلَ الْمُتَشَابِهِ إِلَّا اللَّهُ ، وَابْتَدَأَ بَعْدَ ذَلِكَ الْكَلَامَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=7وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ) .
وَالدَّلِيلُ عَلَى الضَّرْبِ الثَّانِي ، حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=114النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :