الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الأعراض الغريبة على المرأة بعد مباشرة عملها

السؤال

بدأت خطيبتي العمل في مصنع بوظيفة كبيرة، وبعد حوالي شهر من بدء عملها، بدأت تظهر بعض الأعراض الغريبة في المنزل المستأجر الذي تسكنه مع صديقتها المقرّبة.
فقد أصبحت تشعر بضيق شديد، ورغبة مستمرة في البكاء، مع كرهها للعمل، وشعورها الدائم بالكسل، مما جعلها تتشاجر مع المحيطين بها، رغم أن هذا لا يشبه طباعها إطلاقًا، فهي معروفة بأخلاقها العالية، واحترامها للناس. كما بدأت تتكاسل في أداء العبادات، وهذا أيضًا أمر غير معتاد منها.
والأمر الآخر أنّه كلما تذهب إلى العمل ينتابها شعور بالحيرة الشديدة والرغبة في ترك العمل، لكنها تخاف من البطالة. والغريب أنّه بدأ يظهر في المنزل نمل كثير بشكل مفاجئ وغير مبرَّر، وفي أماكن مختلفة، رغم نظافة المكان وبرودة الطقس (أي خارج موسم النمل). بل الأغرب أنّ النمل لا يقترب من السكر أو العسل في الخزانة، وإنما يظهر في الأواني النظيفة، وفي فراش النوم، دون أن يُعرف مصدر خروجه!
أصبحنا نشكّ أن السبب قد يكون سحرًا أو حسدًا، فقمنا بتشغيل الرقية الشرعية عبر الهاتف، ولكن دون جدوى، فالنمل ما زال يخرج بطريقة غير طبيعية. فهل يُستحسن تشغيل سورة البقرة يوميًا في المنزل، رغم أن خطيبتي لا تستطيع قراءتها بنفسها بسبب ضغط العمل والتعب؟ وهل يكفي تشغيلها من الهاتف، أم يجب أن تُقرأ قراءةً مباشرة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصح به هذه الخطيبة أن تجاهد نفسها على فعل العبادات، وألا تستسلم لداعي الكسل.

وأما العمل، فإن كان مباحًا، فلتستمر فيه، ولتجاهد نفسها على ذلك، ولعل ما ذكرته من الأعراض هو نوبات من الكسل العادي التي تنتاب الإنسان أحيانًا، فعليها أن تجاهدها وتُعرض عنها، وربما كانت محتاجة لاستشارة مختص نفسي، وهذا فيه نفع بكل حال.

والرقية كذلك من الأعمال الحسنة النافعة بكل حال، فإن فيها وقاية وعلاجًا بإذن الله، وعليها أن ترقي نفسها باستمرار، وتحافظ على أذكار الصباح والمساء، ونحو ذلك.

وأما ظاهرة النمل الكثير، فلا يلزم أن يكون ذلك لسحر أو غيره، بل ربما كان البيت محتاجًا لمزيد من العناية، وانظر للفائدة الفتوى: 16853.

وأما قراءة سورة البقرة، فهي نافعة بإذن الله، وهي سبب في طرد الشيطان من البيت، وفي تشغيلها في الهاتف ونحوه خير وبركة. لكن الظاهر أن المصلحة المبينة في النصوص، والمترتبة على قراءتها لا تحصل إلا لمن قرأها، لا بمجرد السماع من تسجيل ونحوه، وانظر الفتوى: 239566.

وعليه؛ فينبغي أن تقرأها هي، أو أحد أهل البيت، ليحصل طرد الشيطان منه بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني