السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قد أرسلت استشارة سابقة بخصوص الزولفت، وهل يعتبر مناسباً لحالتي؟ ولكن وبعد اطلاعي على عدد من الاستشارات في الموقع ترددت في استخدامه، خاصة بعدما قرأت أنه يجفف الحيوانات المنوية.

لذلك قررت أن أستخدم السيروكسات بعدما تأكد لي أنه الأفضل، وسؤالي هو: ما الفرق بين السيروكسات والسيروكسات سي آر؟ وكيف أستعمل هذا الدواء؟ هل بنفس ما وصفت لي للزولفت؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الزولفت والزيروكسات ينتميان إلى مجموعة أدوية واحدة، تسمى بمثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية، ويقصد بذلك أن هذه الأدوية تؤدي إلى توفير مادة السيروتونين في الفجوات العصبية الموجودة بالمخ، ومادة السيروتونين هي المادة الرئيسية التي يُعتقد أن ضعف إفرازها، أو عدم انتظامها، يؤدي إلى معظم الحالات النفسية، من قلق واكتئاب ووساوس ومخاوف.

الدواءان يعملان على نفس النمط، مع اختلافات بسيطة، وبعض الناس يستفيدون من الزولفت، وبعضهم يستفيد من الزيروكسات، وهذا يرجع إلى أن التكوين الجيني، أو التكوين الوراثي للإنسان، هو الذي يحدد مدى تفاعله مع الدواء، والأدوية بالطبع حين يتناولها الإنسان تحدث عمليات كثيرة في الجسم تعرف بــ (الأيض)، والاستقلاب، وهذه تتم عن طريق الكبد والكلى، ومن ثم يتم إفراز هذه الأدوية، وذلك حسب الضوابط الجينية كما ذكرنا.

بالنسبة للآثار الجانبية: هي متقاربة جدّاً لدى هذه الأدوية، وهي لا تؤدي إلى تجفيف الحيوانات المنوية، إنما قد تؤدي إلى تأخر في القذف لدى بعض الرجال، ولكن لا يحصل خلل في الحيوان المنوي في حد ذاته، وبما أنك قررت استعمال الزيروكسات، فلا مانع من ذلك أبداً، فالدواءان متشابهان، والزيروكسات ربما يكون أكثر شيوعاً، ولا توجد فوارق رئيسية بين الدوائين.

أما الفرق بين الزيروكسات العادي والزيروكسات CR، فهو أن الأخير تكون فعاليته أطول قليلاً من فعالية الزيروكسات العادي، كما أنه لا يسبب آثاراً جانبية كثيرة، خاصة الآثار الجانبية الناشئة من الجهاز الهضمي، حيث يعرف أن الزيروكسات العادي ربما يؤدي إلى تكوين حوامض، وعسر بسيط في الهضم، أما الزيروكسات CR فهذا الأثر الجانبي أقل، ومن الناحية العلاجية فلا فرق بين الدوائين.

يمكنك إذن أن تستعمل الزيروكسات، وبالنسبة لحساب الجرعة: كل عشرين مليجراماً من الزيروكسات تساوي خمسين مليجراماً من الزولفت، وعليه يمكنك أن تستعمل الدواء بالصورة التي وصفناها لك، وعليك أيضاً الالتزام التام بالآليات العلاجية غير الدوائية؛ لأنها مهمة جدّاً، وهذه الآليات معروفة، ومنها بالطبع التفكير الإيجابي، وتجنب السلبيات بقدر المستطاع، وإدارة الوقت بصورة جيدة.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.