الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المخاوف النفسية المرتبطة بالموت وكيفية تجاوزها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتوجّه إلى كل من له يد في هذا الموقع الكريم بالشكر، على ما تقدمونه لنا من نصحٍ وإرشاد، وأسأل الله جل في علاه أن يجزيكم عنا كل خير.

فإني أريد العودة -بإذن الله ثم بمساعدتكم- إلى حياتي كما كانت: حياةٍ يسودها البساطة والاستقرار والطمأنينة، وأن أتخلص من خوفي الذي دمّر حياتي، ولا أعرف للخلاص منه سبيلاً.

لقد راسلتكم من قبل، وحدثتكم عن خوفي الشديد من الموت، وتوقعي قرب موتي في كل لحظة، ومع كل عمل أقوم به. ذهبتُ إلى طبيبٍ نفسي بعد جهدٍ كبيرٍ مع زوجي، وقد وصف لي دواء (زولفت)، تحسنت عليه، لكنني الآن عدتُ لما كنت عليه، أنا خائفة من أن تتطور حالتي، فأفقد عقلي، أو أُصاب بالصرع من شدة الخوف.

والمشكلة أنكم وصفتم لي دواء يُدعى (سبرالكس)، ولكنني أعيش في بلاد الغربة مع زوجي، والبلد الذي أقيم فيه لا يصرف الأدوية إلا بوصفة طبية، ولا أعرف كيف أذهب إلى الطبيب وأطلب منه هذا الدواء، لا سيّما أن زوجي لن يأخذني إلى الطبيب مرة أخرى.

لقد تعبتُ كثيرًا، وأصبحت غير قادرة على الاستمتاع بأي شيء في حياتي، وأخاف على أطفالي بشدة، وأتخيل دائمًا أنني سأتركهم، ويزيد هذا الشعور من حزني وحسرتي، الكوابيس والأحلام المزعجة لا تفارقني.

أرجوكم أن تنصحوني بما يُمكنني أن أفعله لأخفف من معاناتي، ورجائي بالله أولًا أن يشفيني، وأن أعود إلى حياتي الجميلة كما كانت بكل بساطتها.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

فبالنسبة للحصول على الدواء أعتقد أن ذلك ممكن، فكل بلدان الدنيا الآن يوجد بها أطباء نفسانيون، وإذا كنت تعيشين في بلد غربي فيمكنك الذهاب إلى طبيب الأسرة، واذكري له أنك تعانين من مخاوف ومخاوف شديدة، وقد نصحك أحد الأطباء بتناول دواء سبرالكس.

إذا كان الزولفت متوفراً فيمكنك أيضاً تناوله، فقد أفادك في المرة السابقة، وجرعة الزولفت المطلوبة هنا في نظري يجب أن تصل إلى مائة مليجرام، ابدئي بخمسين مليجراماً لمدة شهر، ثم ارفعيها إلى مائة مليجرام، ولا بد أن تستمري على مثل هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك تخفض إلى جرعة وقائية، وهي خمسون مليجراماً لمدة عام.

بالنسبة للسبرالكس أيضاً الجرعة تكون بترتيب عشرة مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم عشرين مليجراماً يومياً لمدة ستة أشهر، عشرة مليجرام يومياً لمدة سنة، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

أي يمكنك الحصول على أحد الدوائين، وذلك بواسطة مقابلة طبيب الأسرة في البلد الذي تعيشين فيه، وإذا صعب الأمر عليك فيمكنك أن تتواصلي مع أهلك حيث يقيمون ليرسلوا لك هذا الدواء.

أعتقد أنه من الأفضل أن تحاوري زوجك وأن تشرحي له حالتك، وأنك تعانين من هذه المخاوف الشديدة، ولا شك أنها في الأصل هي نوع من القلق، وأدت أيضاً إلى شعور بالاكتئاب وعسر المزاج والشعور بالكرب، وهذا قطعاً سوف يؤثر على الحياة الأسرية والحياة الزوجية، وأعتقد أن زوجك يمكن أن يتفهم بعد ذلك، بمعنى أن العلاج الدوائي في مثل حالتك ضرورة وضرورة ملحة، وهذه الأدوية - الحمد لله - أدوية جيدة وفاعلة وسليمة وغير إدمانية، فأعتقد من خلال الشرح المتأني اللبق يمكن لزوجك أن يقتنع.

الجانب الآخر في العلاج هو: أن تحاولي أن تفك شفرة هذه البرمجة السالبة التي كونتها عن نفسك، وهي أن الخوف والقلق، وأنك ربما تفقدين عقلك وأنك ربما تصابين بالصرع، هذا كله ليس صحيحاً أيتها الفاضلة الكريمة، هذه مجرد أفكار سلبية ناتجة من القلق الذي تعيشين فيه، فالتفكير السلبي يجب أن يحول إلى تفكير إيجابي، وذلك بأن تتذكري الأشياء الجميلة والطيبة في حياتك، وأن لديك أسرة، وعليك أيضاً أن تحرصي على صلواتك وتلاوة القرآن والدعاء والذكر، وأن تستثمري وقتك بصورة صحيحة، هذا كله حقيقة علاج وعلاج مهم جدّاً.

بصفة عامة: يمكن أن نجمل هذا العلاج في أن تطوري ذاتك، وذلك بأن تبني قناعات إيجابية جديدة عن نفسك، ومواصلة الرياضة وممارستها أيضاً تعتبر ضرورية وكذلك تمارين الاسترخاء.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً