السؤال
السلام عليكم.
جدتي تعاني من مرض الرعاش (باركنسن)، ولا تستطيع المشي كثيرًا؛ لأن كلتا ركبتيها تؤلمانها كثيرًا، لذلك أريد أن تصف لي أدويةً أو أعشابًا لحالتها.
السلام عليكم.
جدتي تعاني من مرض الرعاش (باركنسن)، ولا تستطيع المشي كثيرًا؛ لأن كلتا ركبتيها تؤلمانها كثيرًا، لذلك أريد أن تصف لي أدويةً أو أعشابًا لحالتها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما تعاني منه الجدة في مثل هذا السن هو تآكل في غضاريف الركبة، مما يسبب خشونةً في المفصل، واحتكاكا، وكلما مشت يزداد الألم، وفي مثل هذه الحالة تعطى المسكنات، وعادةً ما نختار المسكنات التي تتوافق مع الوضع الطبي، ومن ناحيةٍ أخرى تعطى العلاج الطبيعي الذي يساعدها على تقوية عضلات الركبة.
أما بالنسبة لمرض باركنسون، أو الرعاش Parkinson's disease: فهو من الأمراض العصبية التي يحصل فيها عند المريض خلل واضطراب في النظام الحركي، وينتج عن فقدان خلايا الدماغ المنتجة للدوبامين، والتي تكون عادةً في منطقة خاصة من الدماغ.
أما الأعراض الأساسية الأربعة فهي:
- رجفة في اليد، والذراع، والساق، والفكّ، والوجه.
- الصلابة، أو تصلّب الأطراف والجذع.
- بطء الحركة.
- وعدم استقرار الوقفة، أو التوازن.
وكلما أصبحت هذه الأعراض أكثر وضوحًا، يبدأ المرضى بمواجهة صعوبة المشي، والكلام، أو إكمال مهام بسيطة أخرى، ويصيب المرض الأفراد الأكبر من 50 سنة.
الأعراض المبكّرة غير ملحوظة، وتحدث بشكل تدريجي، وعند البعض يتقدّم المرض بسرعة أكبر من الآخرين، وبينما يتقدّم المرض يبدأ الاهتزاز بالتأثير على معظم النشاطات اليومية للمريض، والأعراض الأخرى قد تتضمّن:
- الاكتئاب، وتغييرات عاطفية أخرى.
- صعوبةً في الابتلاع والمضغ، والكلام.
- المشاكل البولية، والإمساك.
- مشاكل جلد.
- تقطّع النوم.
أما العلاج: فإن مرض باركينسون من الأمراض المزمنة، والتي تتطلب أكثر من العلاج الدوائي؛ فالمريض يحتاج للدعم النفسي من خلال أسرته، ومن طبيب العلاج الطبيعي Physiotherapist، واختصاصي التغذية، بالإضافة إلى إعداد خطط عامة للمريض من أجل المحافظة على صحته العامة.
وغالبية الأدوية التي توصف لمريض الرعاش أدوية لا تبطئ من تقدم المرض وتطوره، ولكنها للتخفيف من الأعراض، وليس جميع المرضى توصف لهم أدوية علاجية، بل وفي بعض الأحيان يتم تأجيل العلاج؛ لأن الدواء له فاعلية محددة بالزمن.
في الوقت الحاضر ليس هناك علاج شاف للمرض -أي أن الأدوية التي توصف للمريض تعطي المريض فترة راحة من الأعراض-.
- يعطى المرضى ليفودوبا (بالإنجليزية: Levodopa)، مع كاربيدوبا (بالإنجليزية: Carbidopa)، ولا تستجيب كلّ الأعراض بصورةٍ منتظمة للعقار؛ فبطء الحركة والصلابة يتجاوبان بصورة أفضل، بينما الهزّة قد تخف بشكل قليل، ومشاكل التوازن والأعراض الأخرى قد لا تخف مطلقًا.
- Anticholinergics قد تساعد على السيطرة على الهزّة والصلابة.
- عقاقير أخرى، مثل: البروموكربتين (Bromocriptine)، بيرجوليد (Pergolide)، براميبيكسول (Pramipexole)، وروبينيرول: (Ropinirole)، تقلّد دور الدوبامين في الدماغ، مما يجعل الخلايا العصبية تستجيب، وكأن الدوبامين موجود.
في بعض الحالات قد تكون الجراحة ضروريةً إذا لم يستجب المريض للعقاقير، ويوجد الآن علاج يسمى: تحفيز عميق للدماغ (بالإنجليزية: Deep brain stimulation)؛ وفيه تزرع أقطاب كهربائية في الدماغ، وتربط إلى أداة كهربائية صغيرة تسمى مولّد نبض، ويمكن أن يخفّض الحاجة Levodopa وعقاقير أخرى، الأمر الذي يقلل من الحركات اللا إرادية، والتي تسمى ضعف الحركة، وهو أحد الآثار الجانبية المعروفة لعقار Levodopa، ويساعد أيضًا في تخفيف تقلّبات الأعراض، وتقليل الهزّات، وبطء الحركات، ومشاكل المشي، ويتطلّب دي بي إس برمجةً حذرةً لمولد النبض؛ حتى يعمل بشكل صحيح.
لذا يجب أن تراجع طبيبًا مختصًا بالأمراض العصبية؛ لوصف هذه الأدوية، والمتابعة معه؛ فهذه الأدوية تحتاج لوصفات طبية.
أما عن الأعشاب: فعليك بما جاء في قول الله تعالى عن العسل: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس)[النحل:69]، وبما جاء في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء لكل داء إلا السام).
وبالله التوفيق.