السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني مؤخراً من قلق وتوتر عصبي، وذلك بسبب أن فحصي قد اقترب وكنت قد ذهبت إلى صديقي الصيدلي وأعطاني أنديرال، ولكن أعرف أنه حاصر بيتاً (كوني طالب طب) وربما يسبب تقليل الدم الذاهب إلى الدماغ، ونصحني أن آخذه قبل الامتحان أيضاً، فهل من ضرر من استخدامه قبل الامتحان وخاصة أن فحصي لمدة 9 ساعات، وأعتقد أن الدماغ يحتاج لتروية كافية، فهل أستخدمه قبل الامتحان؟ وهل أستخدمه أيضاً في الأيام العادية؟

هل تنصحني بأي دواء آخر يخفف القلق وبحيث لا يكون له تأثير مسكن كبير على نشاطي ودراستي؟ وهل من علاج نفسي آخر؟

هل توجد أشربة معينة مثل الينسون أو البابونج مهدئة للأعصاب كي أشربها خلال دراستي؟
جزاكم الله خيراً على جهدكم النافع بإذن الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: أود أن أؤكد لك بأن القلق هو من الطاقات النفسية الحميدة والمطلوبة من أجل أن ينجح الإنسان، ومن أجل أن يكون مجدّاً ومثابراً ويكون له الدافعية الإيجابية من أجل التحصيل والإنجاز، وينطبق ذلك بالطبع على الاستعداد للامتحانات، إذن القلق طاقة محفزة، ولكن أتفق معك تماماً أن هذا القلق إذا تجاوز المعدل المطلوب ربما يشتت التركيز للإنسان، ويقلل من إدراكه مما يكون له بعض الآثار السلبية، ولكن حقيقة أودك أن تنظر إلى القلق بصفة عامة أنه طاقة نفسية إيجابية.

من أحسن الطرق لتخفيف القلق بالتأكيد هو تناول الأدوية المضادة للقلق.. الإندرال يعتبر دواءً فاعلاً وممتازاً؛ لأنه يقلل من الأعراض الجسدية للقلق خاصة الزيادة في ضربات القلب والرجفة والتعرق والانشداد العضلي الذي قد يصيب البعض.

الآثار السلبية التي تخوفت منها بالنسبة لاستعمال الإندرال هي ليست حقيقية، فالإندرال لا يخفض أبداً مستوى الدم الذي يذهب إلى الدماغ، هذا ربما يحدث مع جرعات عالية جدّاً مثل جرعة 160 مليجراماً في اليوم وما فوق، ويحدث هذا التقليل في الدورة الدموية عن طريق انخفاض ضغط الدم الذي يحدث نتيجة استعمال الإندرال، ولكن في حالات القلق الجرعة المطلوبة هي ما بين 10 إلى 40 مليجراماً في اليوم، وهذه الجرعة لا تؤثر مطلقاً على ضغط الدم أو على سرعة الدم وتركيزه في الدماغ.. إذن أرجو أن تطمئن تماماً.

وأنا أؤيد جدّاً أن تستعمل الإندرال بجرعة 10 مليجرامات ثلاث مرات في اليوم، على أن تبدأ ذلك قبل ثلاثة أيام من الامتحان؛ لأن الجرعة التي تؤخذ في نفس يوم الامتحان قد لا تكون مفيدة، أما إذا تناوله الإنسان بهذه الجرعة وابتدأ استعماله قبل الامتحان بيومين أو ثلاثة هذا يُساعد كثيراً، وأرجو أن تتناول الجرعة حتى تنتهي من امتحاناتك، ثم بعد ذلك خفض الجرعة بمعدل 10 مليجرامات كل يوم حتى تتوقف عنه؛ حيث أن التوقف المفاجئ لكل الجرعة لا يعتبر أمراً حميداً أيضاً، ولذا نوصي بهذا التدرج البسيط.

لا بأس أبداً أن تتناول أحد الأدوية الأخرى المضادة للقلق دون أن يؤثر على تركيزك أو مستوى استيعابك، وهذا الدواء يعرف باسم فلونكسول، يمكن أن تتناوله بجرعة ربع مليجرام أو نصف مليجرام في اليوم، وجرعة واحدة تعتبر كافية جدّاً.

والذي أرجوه أيضاً – يا أخ فراس – هو أن تقوم ببعض تمارين الاسترخاء، أن تقوم بأخذ نفس عميق وبطيء، املأ الصدر بالهواء، ثم بعد ذلك اقبض على الهواء في صدرك لمدة خمسة إلى عشر ثوانٍ، ثم بعد ذلك أخرج الهواء بنفس القوة والبطء، كرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات على أن تكون مستلقياً في مكان هادئ، وأغمض عينيك وافتح فمك قليلاً، وحاول أن تأخذ الشهيق عن طريق الأنف، ويكون الزفير – أي إخراج الهواء – عن طريق الفم.. هذه هي الطريقة الأفضل والأمثل وهي تُساعد كثيراً في تخفيض حدة القلق.

بالنسبة للأشربة التي تساعد في تخفيض القلق، هنالك كثيراً ما ذكر عن هذه الأشربة، ولكن الذي أعرفه أن العسل يفيد في هذا السياق، كما أن مشروب الكركديه يعتبر من المشروبات المهدئة، والينسون والمشروبات المشابهة ربما تكون أيضاً مفيدة.

أسأل الله لك التوفيق، وأرجو أن تكون أكثر ثقة في مقدراتك وأدائك، وتأكد أن القلق هو ظاهرة طبيعية -وإن شاء الله- تسخر إيجابياً من أجل الفائدة والنجاح.
وبالله التوفيق.