الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الناس وعدم الرغبة في التعرف إلى أي شخص

السؤال

أعاني من بعض حالات الخجل التي تربكني في الكثير من المواقف، وأحس بأني أهاب الناس ولا أرغب في التعرف إلى أي شخص، أحس ببعض الخوف تعزز هذا الخوف، وفشلت في الاندماج في الحياة الجامعية، وبدأت أهرب من المحاضرات، ولا أذهب إلى الجامعة، وأشعر بالكآبة والحزن وفقدت الثقة في نفسي؛ مما أدى بعد سنتين إلى اتخاذ قرار بالتوقف عن الدراسة، نصحت بهذا الدواء اسمه Elavil، فهل هذا الدواء يناسب حالتي؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.

أرجو أن أوضح لك أن المخاوف الاجتماعية يُمكن علاجها والتغلب عليها تماماً، وذلك بمواجهتها وعدم تجنبها؛ لأن المواجهة أثبت علمياً أنها هي الوسيلة الوحيدة لكسر الحاجز النفسي المرتبط بالرهاب الاجتماعي، وصدقني أن الأمر ربما يظهر فيه صعوبة في البداية، لكن بعد ذلك يستطيع الإنسان أن ينطلق دون أي عثرات، وهذه المواجهة تكون في الخيال أولاً، بمعنى أن تتخيل أنك في مواجهة أكثر المواقف صعوبة من الناحية الاجتماعية، وتظل في هذا الخيال لمدةٍ لا تقل عن نصف ساعة في اليوم، وبعد أن تكرر هذه الحيل والتمارين الذهنية، يمكن أن تخرج مصطحباً معك أحد الأصدقاء، ثم بعد ذلك تواجه هذه المواقف لوحدك، هذه هي الأسس العلمية التي يقوم عليها علم النفس السلوكي المعرفي، وقد أثبتت جدواها بما لا يدع مجالاً للشك.

أما بالنسبة للدواء الذي ذكرته، فالاسم الذي ذُكر هو اسمٌ تجاري وليس معروفٌ لدي، ولكن الشيء الذي أود أن أؤكده لك هو أن الأدوية فعّالة جداً لعلاج المخاوف الاجتماعية، خاصةً المصحوبة باكتئاب نفسي كما في مثل حالتك، وأفضل دواء هو العقار الذي يُعرف باسم زيروكسات، وتتراوح جرعته اليومية من 20 إلى 60 مليجراماً في اليوم، ويجب أن لا تقل مدة العلاج عن ستة أشهر، ولابد أن يبدأ الدواء ويوقف بصفة تدريجية.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً